منذ نهاية الحرب العالمية الأولى والأمة تحت وطأة الحرب النفسية الغاشمة، التي قطّعت أوصال وجودها وقيّأتها معالم جوهرها، وأوقفت مسيرتها، ومنعت أجيالها من التعبير عن طاقاتهم وقدراتهم الحضارية الكامنة فيهم. وعندما نقرأ نواكب الأمة وويلاتها، يتبين أنها من نتاج زعزعة الثقة بالنفس والإمعان بالدونية والتبعية، وتعطيل العقل، وتسييس الدين، وتسليط الذين يحكمون بالوكالة. هذه العوامل وأخواتها، تحققَ تسويقها وترويجها بالتكرار والقوة، وبربطها بالدين الذي تحزّب وتمذهب وتمترس في كينونات متناحرة، يقودها تجار محترفون جعلوا البشر بضاعتهم فاستعبدوه و اقرأ المزيد
غاب الدنيا يتبختر فيه أسد هصور، يصول ويجول، ومنذ الأزل والحكاية في دوران متواصل، وكل ما عليها فان والأسد في أمان، فهو يتوالد ويبني عرينه ومملكته ذات المخالب والأنياب والأسنان. وعصرنا الغابي المقنع بالإنسانية والقيم السامية، فيه أسد لا يُطاوَل، تخضع له وحوش الغاب في غرب الدنيا ومشارقها، وحالما برزت لمواجهته بعض الذئاب والفهود والأسود، استنفر القابض على مصيرهم ودفعهم نحو مواجهة الخصوم الجدد اقرأ المزيد
من عجائب عوق الأمة أن نخبها تتمسك بالمصطلحات المستوردة من بلاد الآخرين، وتراها حسب ما تتوهم، وتفرضها على واقع لا يعرفها، ومنها العَلمانية من العالم، أو العِلمانية من العلم، واختصروا الموضوع بفصل الدولة عن الدين، وتمرغت الأجيال بهذا التوصيف المدمر المشين، فلا استطاعت أن تساير الدنيا بأنظمة حكمها، ولا بعلومها فأضاعت الاتجاهات. الكثير من المفكرين أو النخب، مصابون بعاهة الانبهار بالآخر البعيد، ومنقطعون عن تراث الأمة ومحطات توهجها الحضاري. وهناك مصطلحات أخرى كالازدواجية اقرأ المزيد
"قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا" عليك أن ترى ما ترى، وأرى ما أرى، فلا تحشر نفسك فيما أرى، فلكل منا عقله ومداركه، وعقولنا كبصمات أصابعنا لا تتشابه أبدا. ولا تقل أنك عارف بالدين وغيرك يجهل وعليه أن يتبع ما ترى وتقول، وتعطي لنفسك حق الإفتاء فغيرك ليس ملزما بما عندك، فالذي يعبد ربه يعرف كيف يقوم بذلك، ولا يحتاج إلى وسيط من أمثالك، فهذا تشويه للدين واستعباد للناس أجمعين. اقرأ المزيد
هذه الكلمات فسرت بأساليب متعددة، وما ترجمت بصيغة عملية، وحسبها الكثيرون أنها جوهر الديمقراطية كما يتصورونها، مع أنها ترجمت بوضوح منذ دولة المدينة وحتى قيام الدولة الأموية، ففي زمن حكومة المدينة، وفترة الخلفاء الراشدين، مضى الحكم على مبادئ الإستشارة، فكان القادة يستشيرون ذوي الدراية والعلم والمعرفة قبل اتخاذ القرار. اقرأ المزيد
الفرق بين التفكير الشرقي والغربي كبير، ومن الصعب التقارب بين الحالتين، فالعقول مبرمجة وفقا لبيئتها وما يُراد لها أن تكون عليه وتتفاعل معه، وربما من الصعب الفهم المشترك بين الطرفين حول ما يراه كل منهما. فالشرق شرق والغرب غرب، والشمال شمال والجنوب جنوب!! البعض سيقول إننا نعيش في زمن العولمة والتواصلات السريعة بين البشر، وهم على صواب، غير أن الموضوع يحتاج لأكثر من جيل لتشترك العقول برؤاها واقتراباتها مما يحيطها إن استطاعت، اقرأ المزيد
بالإيمان بالقدرة على الحياة الأبهى والأروع, سينجلي الشر والخير سينتصر. هذه الرؤية رسالة واجبة لصناعة الحاضر الأجمل والمستقبل الأفضل, فالحياة القوية تشيدها لبنات الإيمان بقدرات سعيدة. هناك بقع دامسة حندسية داجية الطباع, تطغى على المشهد العربي, وتوهم الإنسان بأن أمته بلا أنوار مشعشعة في مسيرة الأزمان. اقرأ المزيد
الصورة المأخوذة عن المسلمين، أن المسلم عدو المسلم، ولكي تقضي على المسلمين، اعمل على تشجيع تحزبهم وتمذهبهم وسلحهم، وأهِّل معمما مدّعيا بدين، ليمارس التجارة الدامية بالدين!! هذه الصورة ما جاءت من الفراغ أو من إنتاج الكراهية لهم، وإنما هم رسموها وبتكرارية مقيتة ومتواصلة بل ومتصاعدة. فلو أخذنا ما حل بالمسلمين على أيدي المسلمين منذ بداية القرن الحادي والعشرين، لتبينت الصورة المأساوية والتفاعلات السلبية المتوحشة القاسية التي مارسها المسلمون ضد بعضهم، والتي تسببت اقرأ المزيد
الكياسة: تمكن النفوس من استنباط ما هو أنفع، وتأتي بمعنى الظُرف والذكاء واللباقة. ورجل كيّس:ظريف، فطن، حسن الفهم والسلوك. الرّكْس: الرجس وكل مستقذر اقرأ المزيد
القوة تطورت مع الزمن من الحجارة والعصا إلى الأدوات الحادة كالسكين والسيف والسهم، وغيرها مما يتوفر في الطبيعة من أدوات تستعمل للنيل من الآخر. وأصبحنا في عصر بلغت فيه مفردات القوة متنوعة، وفاقت التصورات بقدراتها التدميرية الهائلة الفتاكة، واتجهت الدول القوية لزيادة خسائر الهدف وتقليل خسائرها، لكي تضمن النصر الساحق على أعدائها أو لمحقهم. وفي القرن الحادي والعشرين وصلت وسائل التعبير عن القوة ذروتها، وانطلقت في ميادين ذات تأثيرات مروعة، فأصبحت التفاعلات عبارة عن ألعاب إليكترونية يتحقق تأثيرها بمداعبة أزرار. اقرأ المزيد