إغلاق
 

Bookmark and Share

دور اللعب (Play) في الطب النفسي ::

الكاتب: د.السيد صالح
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/01/2005

مواضيع غير تقليدية فى الطب النفسى
Unconventional Subjects in Psychological Medicine

1. اللعب Play
اللعب ذو أهمية خاصة فى مجال الطب النفسى حيث يعتبر من الطرق الهامة فى فى دراسة وتشخيص وعلاج مشكلات الأطفال.

تعريف اللعب:
اللعب هو أى سلوك يقوم به الفرد بدون غاية عملية مسبقة كما أنه يعد من أحد الأساليب الهامة التى يعبر بها الطفل عن نفسه ويفهم بها العالم من حوله.
التفسير النفسى للعب:
1. هو نشاط سار وممتع للفرد كما أنه حاجة أساسية لابد أن تشبع.
2. هو مخرج وعلاج لمواقف الاحباط فى الحياة، فالطفل حين تضربه أمه يذهب ويعاقب لعبته ويعاتبها والطفل التابع يمارس هوايته فى القيادة على ألعابه... الخ.
3. هو وسيلة دفاعية وتعويضية، فالطفل اذا افتقد اهتمام اسرته يفضل اللعب مع رفاقه خارج المنزل.
4. يمكن اعتباره كتمثيلية موضوعها متاعب الطفل وتهدف الى التخلص من القلق الناتج عن هذه المتاعب.
5. يمكن اعتباره نوع من الفشل فى التوافق مع الواقع فى حالة الافراط.

النظريات النفسية للعب
:
1. نظرية الطاقة الزائدة: تعتبر اللعب تنفيسا ضروريا للطاقة الزائدة عند الفرد.
2. نظرية الغرائز: تعتبر اللعب يرجع الى أساس غريزى، فهو نشاط ضرورى لتدريب وتهذيب الغرائز والدوافع مثل المقاتلة والعدوان.
3. نظرية التلخيص: تفترض أن الطفل وهو يعوم ويبنى الكهوف ويتسلق الأشجار فى لعبه انما يلخص تاريخ الجنس البشرى كله.
4. نظرية تجديد النشاط: تعتبر اللعب وسيلة للتسلية والرياضة وأنه كشىء ضرورى بعد التعب والاجهاد فى العمل.

اللعب ومراحل النمو:

1. الطفولة المبكرة: يكون اللعب بسيطا وعضليا وفرديا، ثم يتجه الى المشاركة الجماعية مع رفقاء اللعب، وتتميز هذه الفترة باللعب الايهامى، ويختلف لعب الذكور عن لعب الاناث فالبنت تدلل عروستها كما تدلل الأم طفلها ويلعب الذكر بالطائرة والصاروخ كما يتعامل معها الرجال.
2. الطفولة المتأخرة: تظهر الألعاب الجماعية ثم تظهر الهوايات وتبزغ الميول والآهتمامات.
3. المراهقة المبكرة: تظهر المباريات واللعب الاجتماعى والترفيه وتتضح روح الجماعة.
4. المراهقة المتوسطة والمتأخرة: يبدأ التمسك بقواعد اللعب.

الأهمية النفسية للعب وأدواته:

1. يفيد اللعب فى دراسة سلوك الطفل وتشخيص مشكلاته وعلاجها عند ملاحظته وهو يلعب.
2. يفيد اللعب فى النمو الجسمى للطفل.
3. يفيد اللعب فى النمو العقلى والانفعالى والاجتماعى للطفل.
4. يفيد اللعب فى اشباع حاجات الطفل فى التملك والسيطرة والاستقلال.
5. يعتبر اللعب استكمالا لبعض أوجه النشاط الضرورية فى حياة الفرد.
6. يعتبر اللعب مهنة الطفل ويعبر عن ذلك بأن الأطفال عمال صغار.
7. يجعل اللعب الطفل مستمتعا بطفولته.

فوائد اللعب:
1. هو أنسب الطرق لارشاد الطفل.
2. يستفاد منه على المستوى التعليمى والتشخيصى والعلاجى.
3. يتيح خبرات نمو بالنسبة للطفل مع اعتبار مرحلة نموه.
4. يساعد الطفل على الاستبصار بطريقة تناسب عمره.
5. يتيح فرصة التغيير الاجتماعى بصورة مصغرة للواقع الخارجى.
6. يعتبر مجالا للتنفيس الانفعالى مما يخفف عن الطفل توتره الانفعالى.
7. يمثل فرصة لاشراك الآسرة أثناء العملية العلاجية.

الأساليب المستخدمة فى اللعب:
هذه الأساليب تستخدم بعد تكوين علاقة طبية مناسبة مع الطفل مع تهيئة مناخ نفسى ملائم يسوده التقبل مع مصاحبة الطفل الى حجرة اللعب. وأساليب اللعب متعددة منها:
1
. اللعب الحر (Unstructured): وهو غير محدد ويترك فيه للطفل كامل الحرية لاختيار اللعب واعداد مسرح اللعب واللعب بما يشاء وبالطريقة التى يراها دون تهديد أو لوم أو استنكار أو رقابة أو عقاب. وتتوقف مشاركة المعالج على رغبة الطفل فقد يشارك الطفل فى اللعب أو لايشارك أو قد يتخذ موقف متدرج فيكتفى فى أول الأمر بملاحظة الطفل وهو يلعب وحده ثم يشترك معه تدريجيا لتقديم مساعدات أو تفسيرات لدوافع الطفل ومشاعره بما يتناسب مع عمره وحالته.

2. اللعب المقنن (Structured): وهو لعب موجه ومحدد وسابق التخطيطوالدور الرئيسى فيه يقع على عاتق المعالج. وفيه يحدد المعالج مسرح اللعب ويختار نوع وأدوات اللعب بما يتناسب مع عمر الطفل وخبراته ومشكلته وأن يكون مألوفا له حتى يستثير لديه نشاطا واقعيا أو أقرب الى الواقع. ثم يترك الطفل يلعب فى جو يسوده المودة والعطف والتقبل وغالبا يشترك المعالج فى اللعب مما يساعده على عكس مشاعر الطفل وتوضيحها له حتى يدرك الطفل نفسه ويعرف امكاناته ويحقق ذاته ويفكر لنفسه وحين اذ يكون قادرا على اتخاذ قراراته بنفسه.

3. اللعب كعلاج سلوكى (Behavioral Therapy): وفيه يستخدم اللعب فى علاج بعض السمات أو الاضطرابات العصابية فى الأطفال مثل حالات الخواف من حيوانات معينة كالكلاب مثلا فيمكن تحصين الطفل تدريجيا بتعويده على اللعب بدمى هذه الحيوانات فى مواقف آمنه وسارة متدرجة ومتكررة حتى تتكون ألفة تذهب بالحساسية والخواف مبدئيا ويمكن أن يلى ذلك زيارات لحديقة الحيوان لمشاهدة هذه الحيوانات باسترخاء وبدون خوف.

حجرة اللعب:
تخصص حجرة أو حجرات للعلاج باللعب فى المراكز المتخصصة وتضم لعبا متنوعة الشكل والحجم والموضوع، وتمثل الأشخاص والأشياء الهامة فى حياة الأطفال والتى توجد فى مجالهم السلوكى وتعتبر بمثابة مثيرات مدروسة لسلوك الطفل. وتزود حجرة اللعب بالمناضد والكراسى المناسبة للأطفال. ويلاحظ أن اللعب والأدوات التى توجد فى حجرة اللعب غير قابلة للكسر ولاتكون غالية الثمن. وقد تخصصت كثير من الشركات العالمية فى صناعة لعب الأطفال المدروسة علميا بحيث تناسب النشاط الجسمى والعقلى والاجتماعى والانفعالى للأطفال فى جميع الأعمار.

أمثلة اللعب:
1. دمى وتماثيل: تمثل أعضاء الأسرة ورجال الشرطة والسلطة.
2. لعب: تمثل الحيوانات والطيور وتمثل وسائل المواصلات المتنوعة والأسلحة المختلفة.
3. قطع بلاستيكية وخشبية: تمثل مواد البناء وقطع الأثاث المنزلى والأدوات المنزلية.
4. قطع قماش: تمثل الملابس والمفروشات.
5. أحواض زمل وماء ودلاء وجواريف.
6. طين وصلصال.
7. أقلام وألوان وورق رسم.
8. بعض الأقنعة.
9. أدوات أخرى يألفها الطفل مثل الأرجوحة والأراجوز.
10. أدوات موسيسقية.

استخدام اللعب كوسيلة تشخيصية:
- يمكن دراسة سلوك الطفل وتشخيص مشكلاته عن طريق ملاحظته أثناء اللعب داخل وخارج غرفة اللعب وأيضا خارج جلسات العلاج حين يعود الى بيته وأسرته.
- الطفل عادة يعبر رمزيا أثناء لعبه عن خبراته فى عالم الواقع، ويعبر الطفل المضطرب نفسيا عن مشكلاته وصراعاته وحاجاته غير المشبعة وانفعالاته المشحونه أثناء لعبه فيسقط ذلك على الدمى واللعب مما يسهل تشخيصها.
- يمكن الاستفادة بالكثير من ملاحظة سلوك الطفل أثناء لعبه مثل:
1. سن رفاق اللعب.
2. مدى الاستمتاع باللعب.
3. الحالة الانفعالية اثناء اللعب.
4. تحديد الشخصيات فى اللعب.
5. مدى ظهور دلائل الابتكار.
6. تحديد حالة السواء والاضطراب فى كل حالة.
- ومن وسائل التشخيص استخدام بعض اختبارات اللعب الاسقاطية مثل:
1. اختبار العالم (مارجريت لوفن فيلد): ويتكون من لعب صغيرة كالدمى والحيوانات والبيوت والأشجار والأسوار والعربات... الخ، ممكن أن يكون بها قرية أو مدينة أو مزرعة أو حديقة حيوان أو غابة أو مطار... الخ.
2. اختبار المشهد أو المنظر(جيرد هيلد فون شتابس): ويتكون من مجموعة من اللعب والدمى يمكن ثنيها وتمثل شخصيات لها اتصال بحياة الطفل وكذلك على عدد من الحيوانات الأليفة والمفترسة... الخ. مما يساعد الطفل على التعبير عن انفعالاته ورغباته الشعورية واللاشعورية.

استخدام اللعب كوسيلة علاجية:
- يستخدم اللعب كطريقة هامة لضبط وتوجيه وتصحيح سلوك الطفل فيساعد على دعم النمو الجسمى والعقلى والانفعالى والاجتماعى المتكامل والمتوازن للطفل، فهو يقويه جسميا ويزوده بمعلومات عامة ومعايير اجتماعية ويضبط انفعالاته.
- يحتاج العلاج باللعب لمعالج على درجة عالية من التدريب وذى شخصية وقدرات تناسب التعامل مع الأطفال ويتسم بالفهم والصبر والحساسية والمرح واحساس بالوالدية والقدرة على اشراك الوالدين أو غيرهما من أفراد الأسرة أو المدرسين أو رفاق الطفل فى الجلسات العلاجية.
- ويستخدم اللعب فى:
1. اشباع حاجات الطفل: مثل الحاجة للعب نفسه والحاجة للتملك والحاجة للسيطرة والحاجة للاستقلال.
2. التعبير والتنفيس الانفعالى: والذى ينشأ عن الصراع والاحباط.
3. تحقيق أغراض وقائيه: لتلافى شر ردود الفعل عندما يتعرض الطفل لأحداث مفاجئة.

اقرأ أيضاًَ على صفحتنا مقالات متنوعه
جيل الماوس والموبايل والريموت كونترول  / الدردشة الالكترونية وحوار الأعماق  / الحوار وقاية من العنف / إدمان الأطفال ....على الألعاب الإلكترونية /
إدمان الأطفال ....على الألعاب الإلكترونية مشاركة



الكاتب: د.السيد صالح
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/01/2005