إغلاق
 

Bookmark and Share

العلاج الزواجي السلوكيMarital Counseling ::

الكاتب: د.داليا مؤمن
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/01/2005


يعتمد العلاج السلوكي على نظرية التعلم وما انبثق عنها من أفكار ترى أن السلوك الإنساني شيء متعلم ويعتمد في استمراره على البيئة الاجتماعية للفرد، ومن ثم يمكن لكل منا أن يتعلم سلوكا جديدا. يهدف العلاج السلوكي إلى تغيير سلوك معين غير مناسب، فالدليل على نجاح العلاج هو حدوث تغير في السلوك يمكن ملاحظته.

ولا يميل المعالج السلوكي إلى استخدام مفاهيم كاللاشعور ولا يفترض - كما يفعل المحلل النفسي- أن المريض لا يفهم مشكلته "الحقيقية"، بل يرى أن ما تعلمه الفرد من البيئة هو الذي يحدد سلوكه، وأن تغيير البيئة يغير السلوك بمعنى أن أسباب المشكلات وحلولها موجودة في البيئة الحاضرة.

وجد أنواع كثيرة ومختلفة من العلاج السلوكي لدرجة أنه يصعب جمعها معاً في طريقة واحدة، ومع ذلك تشترك معظم أنواع العلاج في العناصر التالية:
1- التأكيد على الحاضر أكثر من الماضي.
2- الاهتمام بتغيير سلوكيات غير وظيفية محددة.
3- الاعتماد على البحث كجزء متكامل لمعرفة نتائج التدخلات العلاجية.
4- تفضيل القياس الدقيق لنتائج العلاج.

يعتبر العلاج الزواجي أسلوبا حديثا في مساعدة الزوجين على حل الخلافات بينهما، ويقوم به أخصائي متخصص في علومه ومدرب على فنونه وأساليبه، ويستخدم لإرشاد المتزوجين والمخطوبين والمطلقين.

ويقوم العلاج الزواجي السلوكي على مبادئ مستقاة من نظرية التبادل Exchange Theory أو ما يسمى نظرية التبادل الاجتماعي Social Exchange Theory وتقوم النظرية على مدى تبادل المكافآت والإثابات بين الزوجين باعتبارهما معززات للعلاقة الزوجية.

وتتميز العلاقات الزوجية السعيدة بأعلى قدر من الإثابات لكلا الزوجين وتحدث المشكلة في العلاقات عندما يعطي الزوجان قليلاً من الإثابات للطرف الآخر، أو يحصلان على خسائر كبيرة في العلاقة، وتولد المشكلات أيضاً عندما يحدث اختلال في التوازن، أو عندما يحصد أحد الزوجين معظم الاثابات بينما يدفع الآخر معظم الثمن، وعندما يستخدم الزوجان الإجبار للحصول على الإثابات التي يريدانها مما يؤدي إلى تعرض الوحدة الزوجية Marital Union إلى الاضطراب أو سوء التوافق وما يترتب على ذلك من تعطيل أو صعوبة تحقيق الأسرة لوظائفها.

وعلى ذلك يكون هدف المعالج السلوكي تعليم الزوجين طرقاً أكثر كفاءة للتعامل مع بعضهما البعض، فيتعلمان كيف يمدان بعضهما بإثابات أكثر وبأقل ثمن. ولكي يفعلا ذلك يطلب المعالج من كل زوج أن يوضح ما الذي يريد أن يحصل عليه من الطرف الآخر، ثم يساعد الزوجين على الوصول إلى تبادل مناسب للسلوكيات المرغوبة أو الإثابات. وقد يتطلب الأمر توزيع واجبات منزلية للتدريب على مهارات وأنماط سلوكية جديدة أو كمساعدة لتثبيت هذا السلوك لإحداث مزيد من الرضا عن العلاقة.

على أي حال لا يحتاج الزوجان الوصول إلى تعادل كامل في نسبة الإيجابيات والسلبيات التي يتبادلانها كي يكونا سعيدين، والمفتاح هو التوصل إلى تعادل من التبادل على مر الزمن يقبلانه سوياً.

التدخلات السلوكية Behavioral Intervention
تختلف درجة استخدام التدخلات التالية تبعاً لكل زوجين وللتقييم الإكلينيكي لحاجاتهما، والأشكال الرئيسية للتدخلات السلوكية هي:
1- التدريب على التواصل.
2- التدريب على حل المشكلات.
3- اتفاقات تغيير السلوك المصممة لزيادة السلوك الإيجابي وتقليل تبادل السلبيات بين أعضاء الأسرة.
4- إعادة البناء المعرفي.

(1) التدريب على التواصل Communication Training
أشار عدد كبير من الباحثين والإكلينيكيين إلى أهمية التواصل في العلاقة الزوجية، فالحوار اللفظي يساهم في فهم اتجاهات وسلوك الزوجين لبعضهما ويعتبر التواصل مصدراً للرضا العميق في حد ذاته، وهو أساس السعادة الزوجية، ويهدف التدريب على التواصل إلى زيادة مهارة الزوجين أو أعضاء الأسرة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بوضوح، والاستماع بفاعلية لرسائل الآخرين ولتحقيق هذه الأهداف يتم تدريبهم على مهارات التعبير والاستماع.

وقد قدم حيرني Guerny, 1977 ويعد أحد المتخصصين في هذا المجال -اتجاهاً تعليمياً يسمح للمشارك أن يتعلم كيف تصرف ويعبر عن نفسه ويستمع للآخرين بقدر من التعاطف، وذلك تبعاً لإرشادات سلوكية معينة. فمثلاً: يكون على الشخص الذي يعبر عن نفسه رؤية الموقف من وجهة نظر ذاتية أكثر من رؤية الحقائق، وأن يعبر عما يشعر به، وكذلك استخدام الإيجاز والوصف المحدد للأفكار والمشاعر وتوصيل التعاطف مع مشاعر الشخص الآخر أيضاً.

أما بالنسبة لمهارة الاستماع فيكون على المستمع محاولة التعاطف مع أفكار ومشاعر الآخر (حتى إذا كان ذلك يحتاج إلى عدم الإشارة للاتفاق مع أفكار من يعبر عن نفسه) وتوصيل هذا التعاطف لمن يعبر عن نفسه. ويكون على المستمع تجنب تغيير الموضوع والحكم على أفكار المستمع ومشاعره، ولكنه يوصل ما فهمه بأن يلخص ويعيد صياغة ما سمعه للتأكد من فهمه.

(2) التدريب على حل المشكلات Problem - Solving Training
تتضمن مهارات حل المشكلات نوعا معينا من التواصل يستخدمه الزوجان في تحديد مشكلة معينة في علاقتهما تتطلب حلاً، وتقييم الحل الذي يتم التوصل إليه بحيث يكون حلاً عملياً ومناسباً لها وتنفيذ الحل المختار. ويعتبر حل المشكلات معرفياً وموجهاً نحو مقومات الحل بعكس المهارة السابقة التي تركز على الاستماع الانفعالي والتعاطفي، ويستخدم المعالج هنا أيضا تعليمات لفظية وكتابية، والنمذجة Modelling وعمل (بروفة) مع تدريب العملاء على تطوير تواصل فعال لحل المشكلات.

(3) اتفاقات تغيير السلوك Behavior Change Agreements
إذا أراد المعالج أن يبدأ اتفاقاً بين الزوجين كي يقلل من سلوك سلبي معين، فعليه أن يحدد السلوك الذي يريدان التقليل منه بدقة، ويختار مع الزوجين سلوك آخر أكثر إيجابية ليكون بديلاً مناسباً للسلوك السلبي للفرد. كما يمكن أن يطلب المعالج من كل فرد كتابة بعض السلوكيات الإيجابية التي يحب أن يحصل عليها من الآخرين. وفي بعض الأحيان يطلب المعالج الزواجي السلوكي من كل طرف الدخول في (أيام حب) حيث يقوم الفرد ببدء بعض السلوكيات الإيجابية من النوتة التي يفضلها الشخص الآخر.

وقد قام ريتشارد ب. ستورت Richard B. Stuart بالمحاولات الأولى لتطبيق المبادئ السلوكية مع الزوجين وعالج أربعة أزواج وزوجات كانوا على وشك الطلاق، وكان الأساس أن الزوج يريد جنساً أكثر والزوجة تريد مزيداً من التحدث، ويساعد العلاج الزوجين على التفاوض للوصول إلى اتفاق بحيث يحصل الزوج على درجة لكل خمس عشرة دقيقة من الحوار، وعندما يحصل الزوج على ثماني درجات يمكن أن يبادلها للحصول على علاقة جنسية، وكانت النتيجة تزايد معدل الكلام بشكل دال وكذلك معدل الجماع. وبعد عدة جلسات لم يرغب أي من الزوجين في إكمال إجراءات الطلاق.

وتوجد أمثلة أخرى عن تطبيق الاتجاه السلوكي أكثر تعقيداً، فقد يتضمن التبادل أنشطة زوجية تسر كلا الزوجين (فتخصص إحدى الأمسيات لإحدى الطرفين، وأمسية أخرى تخصص لإسعاد الطرف الآخر)، وتهدف هذه التكنيكات إلى مساعدة الزوجين على تعلم طرق أكثر إنتاجية وإيجابية من السلوك المرغوب انفعالياً فيكون التفاوض على اتفاقات تبادل عادلة واستخدام إثابات لتعديل كل منهما لسلوك الآخر بدلاً من استخدام العقاب أو الإجبار.

ومن الشائع إنهاء كل جلسة علاج باتفاق يحدد السلوكيات التي سيقوم بها كل عضو في الأسرة أثناء فترة ما بين الجلسات، ويعتبر التسجيل الكتابي للاتفاقات(مع إبقاء نسخة للمعالج ونسخة ثانية تأخذها الأسرة كمرجع يومي) مفيد جداً عندما يراجع المعالج نجاح الواجب المنزلي في الجلسة الثانية، وغالباً ما تكتب الاتفاقات التي يتفاوض عليها الزوجان بمساعدة المعالج كما أن كتابة الاتفاقات يجعل من الممكن التفاوض عليها وتعديلها بسهولة، والشكلان الرئيسيان من الاتفاقات هما:
1- اتفاق وضع قواعد تحكم العلاقة Quid pro quo.
2- اتفاق الثقة الجيدة Good faith .
في الاتفاق الأول تكون التغيرات التي يرغب بها الزوجان مرتبطة بكلاهما بمعنى أنه غير أحدهما سلوكه سيتغير الطرف الآخر بالطريقة المطلوبة فعلى سبيل المثال: إذا أرادت هناء من زوجها أن يقضي وقتاً أطول يتحدث معها وهو يريدها أن تقضي وقتاً أطول مع أهله سيكون الاتفاق الذي يحكم العلاقة مكتوباً كالآتي: إذا قضى هو ساعة في التحدث مع هناء ستقضي هي ساعة مع أهله، ونجد في هذا الاتفاق أن تغير سلوك أحد الطرفين ينتقل إلى الطرف الآخر، وإذا لم تحقق الجزء الخاص بك من الاتفاق لا يجبر الطرف الآخر على التغيير والعكس صحيح.

أما في اتفاق الثقة الجيدة فيقوم الفرد بالسلوك المطلوب ليحصل على تعزيز إيجابي مستقل عما قام به الطرف الآخر. بمعنى أنه في هذا الاتفاق نطلب من الزوجين إحداث تغيير إيجابي لصالح العلاقة، وبالتالي يكون العبء على كلا الطرفين كي يسعيا بجدية لتحسين هذه العلاقة، وبذلك نجد أن الهدف تغيير سلوك في العلاقة وهو الملمح الهام في العلاج الزواجي السلوكي.

يوجد نمط ثالث من اتفاقات تغيير السلوك يركز على زيادة الأنشطة المشتركة للزوجين أو لأعضاء الأسرة حيث يشكو الأزواج والزوجات وأعضاء الأسر المضطربة من نقص الترابط ونقص قضاء وقت إيجابي قصير مع بعضهم، وسواء كانت قلة الأوقات والأنشطة المشتركة ناتجة عن المشاعر السالبة للأعضاء تجاه بعضهم البعض أو ناتجة عن الانشغال بالعمل وأنشطة المدرسة والأصدقاء، يكون على المعالج أن يناقش معهم دور عدم الاندماج معاً في سلوك مشترك في إبقاء نقص المودة، وبالتالي يستطيع المعالج إشراكهم في جلسة عمل لحل المشكلة حيث يمكن أن يشتركوا في عدد من الأنشطة المختلفة.

وتساعد الأنشطة المشتركة المكتوبة العملاء في تحديد الأنشطة التي يرغبها أي من الأعضاء، ويكون من ضمن الواجب المنزلي اتفاق على الاشتراك في واحد أو أكثر من الأنشطة المشتركة لفترة محددة من الوقت في يوم أو أيام محددة.

(4) إعادة البناء المعرفي Cognitive Restructuring
هناك ملمح آخر مميز للاتجاه السلوكي - الذي تطور في الثمانينيات، وهو التركيز على تغيير أفكار كل فرد من الزوجين، فكثير من استراتيجيات العلاج الزواجي السلوكي هي إجراءات علاج معرفي محددة تطبق على مشكلات العلاقة الزوجية.

العلاج الزواجي السلوكي المختصر((Brief Behavior Couple Therapy (BBCT)
يعتبر العلاج المختصر محاولة لتطوير تدخل مفيد -على الأقل- لبعض الأزواج والزوجات حيث يستغرق وقتاً أقل ويتطلب جهداً أكبر، ويقبل الناس على هذه الاتجاهات المختصرة أكثر من العلاجات التقليدية الأطول. ولكن هل العلاج الزواجي المختصر له إمكانية الاستمرار؟ هناك فكرة موجودة بالتراث وهي أن عدداً كبيراً من جلسات العلاج يعتبر أمراً ضرورياً لتحسين وظائف العلاقة الزوجية، ولكن مراجعة الأبحاث السابقة بينت أن العلاج الزواجي والأسري قصير المدى ومحدود الوقت يمكن أن يكون له نفس فعالية العلاج الأطول.

كفاءة العلاج الزواجي السلوكي
توصل هالفورد إلى أن العلاج الزواجي السلوكي يحسن من مهارات التواصل للزوجين ويقلل الصراعات المدمرة ويزيد إيجابية التفاعلات اليومية ويزيد إيجابية أفكار الزوجين عن بعضهما، ويزيد الرضا عن العلاقة... ورغم ذلك فإن كفاءة هذا الاتجاه لها حدود حيث أنه من 20% إلى 30% من الأزواج والزوجات المشكلين لا يظهرون تحسناً يمكن قياسه، كما أن من 25 إلى 30% يتحسنون بطريقة أو بأخرى لكنهم يظلون غير متوافقين أيضاً بعد العلاج.

هذه النتائج تنطبق أيضاً على أنواع أخرى من العلاج، فقد ذكر جوتمان (Gottman, 1998) ما يلي:
1- أن معظم الأزواج والزوجات (75%) يظهرون تحسناً على الرضا الزواجي فور انتهاء العلاج الزواجي.
2- تتساوى فاعلية الأنواع المختلفة من العلاج على وجه التقريب بغض النظر عن "مدرسة" العلاج.
3- توجد انتكاسات كثيرة، فبعد متابعة طويلة المدى نجد أن ما بين 30%، 50% فقط من الأزواج والزوجات يبقون في حالة تحسن.

من ذلك يبدو أن تأثير العلاج الزواجي قد يرجع إلى عوامل غير محددة مثل الثقة في المعالج، والدافع، والأمل، ووجود برنامج محدد. وكلها عوامل ذات طابع إيحائي، بل وقد يرجع إلى مهارات المعالج وخبراته واتجاهاته أكثر من توجهه النظري والتكنيكات المفضلة لديه، ومما يتنبأ بنجاح العلاج وجود ضيق أقل أثناء العلاج، والسن الأصغر ومرونة الأدوار الجنسية وعدم ظهور مشاعر الاكتئاب ووجود اهتمام إيجابي أكبر منذ بداية العلاج.

نقد الاتجاه السلوكي
الاعتراض الرئيسي للنقاد فهو ميله إلى إعطاء أهمية كبيرة للسلوك الملاحظ وعدم الاهتمام بالقوى اللاشعورية، فهو يتعامل مع الشكوى الواضحة والتي قد تكون عرضاً من أعراض صراع نفسي موجود بالفعل كما أن التأثير العلاجي مؤقت.

المراجع
صالح حزين السيد (1995): سيكوديناميات العلاقات الأسرية النظرية - الأنموذج - التكنيك . القاهرة: الناشر غير مبين .
- قتيبة سالم الجلبي ، وفهد سعود اليحيي (1416هـ) : العلاج النفسي وتطبيقاته في المجتمع العربي . الرياض : الشركة الإعلامية للطباعة والنشر.
Baucom,D.H. and Epstein, N. (1990) : Cognitive-behavioral marital therapy. NY. Brunner / Mazel
-
Dattilio, F.M., Epstein, N.B., and Baucom, D.H. (1998) : An introduction to cognitive-behaviroal therapy with couples and families. In: Dattilio, F.M. (Ed.) Case studies in couple and family therapy (PP. 1-36). N.Y. : The Guilford Press.
Epstein, N.B., and Baucom, D.H. (1998) : Cognitive –behaviroal couple therapy. In: Dattilio, F.M. (Ed.) Case studies in couple and family therapy. (PP. 37-61). N.Y. : The Guilford Press.
Ginsberg, B.C., and Vogelson, E. (1977) : Premarital relationship improvement by maximizing empathy and self-disclosure : The PRIMES program. In: Gurney, B.G. Relationship enhancement : Skill-training programs for therapy, problem prevention
and enrichment.(PP. 268-288). SF: Jossey, Bass Publishers.

Halford, W.K. (1998) : The ongoing evolution of behavioral couples therapy, retrospect and prospect. Clinical Psychology Review, 18(6), 613-633
Patterson, G.R., Hops, H., and Weiss, R.L. (1975) : Interpersonal skills training for couples in early stages of conflict. J. of Marriage and the Family, 37 (2), 295-302
Todd, T.C., and Stanton, M.D. (1983) : Research on Pines, A.M. (1996) : Couple burnout. Causes and cures. N.Y. : Routledge marital and family therapy. In: Wolman, B.B., and Stricker, G. Handbook of family and marital therapy. (PP. 91-115). N. Y. : Plenum Press
Kottler, J. A., and Brown, R.W. (1992) : Introduction to therapeutic counseling. California : Brooks /Cole Publishing Company.

د.داليا مؤمن

اقرأ أيضا
ً على صفحتنا مقالات متنوعة
سر الخلافات الزوجية المتكررة  / المجتمع المصري وظاهرة رجل الأسرة الطيب / العلاج المعرفى



الكاتب: د.داليا مؤمن
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/01/2005