إغلاق
 

Bookmark and Share

دور الأخصـائي النفسـي في الأزمـات ::

الكاتب: د.داليا مؤمن
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/07/2006


يعتبر موضوع التعامل مع الأزمات والكوارث -من الناحية النفسية- من الموضوعات التي طرحناها في الشهور الأخيرة على الساحة، وبرغم أن الآثار النفسية للكوارث قد تكون أشد من تلك العضوية إلا أننا كأخصائيين نفسيين لا نزال في حاجة إلى فهم دورنا الذي يمكن أن نساهم به في الأزمات التي تمر ببلادنا.

أ‌- لتحديد وعرض هذه المهام تجدر الإشارة في البداية لأن تعرف أن:
1- علم النفس فيع الأزمة بأنها عبارة عن مجموعة من المواقف والأحداث المسببة للضغوط النفسية والقلق والتوتر لدى الأفراد المعنيين بالموقف أو الأزمة على مختلف المستويات حتى يتم التوصل لحل يقضي على حدة القلق.
2- بينما تعرف الكارثة بكونها موقف مفاجئ وضاغط قد يصعب السيطرة عليه ويثير نوع من القلق والخوف على الحياة والممتلكات ، وتأثير ذلك على سلوكيات واتجاهات الفرد.

ب‌- وتبرز هذه التعريفات الموجودة اختلافا وفرقا بين الكارثة والأزمة، وهي:
1- إن عنصر المفاجأة المتضمن في الكارثة خاصة الطبيعية (الزلازل السيول الخ ) وضيق الوقت وكثرة وتناقض وغموض المعلومات يمثل أهم عوامل التأثير والضغط النفسي والذي تزداد حدته في ظل نقص الإدراك والوعي.
2- تسبب في بدايتها صدمة ودرجة عالية من التوتر مما يضعف إمكانيات العمل المؤثر السريع لمجابهتها.
3- تتعدد تأثيرات الكوارث نتيجة أنها عادة بل غالبا ما تمس الجانب الأمني للفرد وتهديد لباقي مدرج الحاجات الأساسية حتى ينتج عنها بعض الأزمات مثل ما حدث في تركيا (بطالة..الخ).
4- يمكن التنبؤ بالأزمة واتخاذ الإجراءات اللازمة للتأمين، بالمقارنة بالكارثة التي يصعب توقعها وتأثير ذلك على ارتفاع درجة القلق لدى الجمهور والذي يجعلهم يندفعون وراء الشائعات والحملات الدعائية (أنفلونزا الطيور وتلوث مياه النيل ).

دور الأخصـائي النفسـي
أ‌- قبل الكارثة / الأزمة:
هو التعرف والتحديد الدقيق لاهتمامات ودوافع ومشاعر واتجاهات الرأي العام على المستوى المحلي والدولي محل الاهتمام من خلال:
1- إعداد وتنفيذ الدراسات الميدانية من الموضوع أو الحدث المدعم بآراء واتجاهات الرأي العام.
2- تنفيذ استطلاعات رأي حول الأحداث والمتغيرات الطارئة والإجراءات المتبعة بشأنها مع تحليل الاستطلاعات التي يتم رصدها على كافة المستويات.
3- متابعة وتحليل المتغيرات والأحداث والخبرات السابقة وآثارها ونتائجها وردود أفعالها وخسائرها النفسية المتوقعة (نوعا حجما) وكيفية التعامل معها.
4- خلق الإدراك ونشر ورفع مستوى الوعي بالمخاطر التي قد يتعرض لها الفرد أثناء التعرض للضغوط والمشكلات والكوارث وذلك من خلال إعداد وإصدار:

* كتاب دليل خاص يتناول أسباب ومظاهر الأحداث والكوارث والمواقف الضاغطة وكيفية معالجتها .
* وضع مقترحات لخطة توعية شاملة (أفلام وثائقية إعلانات ملصقات ندوات لافتات) عن كيفية التعرف والتعامل مع الكوارث (زلازل اختطاف سيول-حرائق إرهاب.. الخ).
* التقارير والدراسات النفسية المشتملة على نتائج القياسات وتحليل ردود الفعل وذلك بهدف توعية الأفراد بأنسب أساليب التعامل مع الكوارث الطبيعية والصناعية ونتائج الأزمات المختلفة.

ب‌- أثناء الكارثة وإدارة الأزمة:
1- حصر وتحديد نسبة ونوع وأسباب الخسائر النفسية الناتجة عن الكارثة (هستيريا بأنواعها خوف قلق توتر ذعر عدم تكيف اضطرابات عصابية وذهانية وسيكوسوماتية).
2- تحليل الحملات الإعلامية (محلية إقليمية عالمية) وتحديد العوامل المؤثرة فيها ونقاط الضعف ونقاط القوة التي يكون تأثير سلبي على آراء واتجاهات الأفراد تحت الضغوط (الكوارث الأزمات) وتحديد أنسب طرق وأساليب ووسائل تقويتها لصالح الاحتواء.
3- الاستمرار في تنفيذ إجراءات حملات التوعية والتهيئة النفسية للأفراد في مواجهة الكوارث.
4- مراقبة ومتابعة الظواهر النفسية والسلوكية التي يتم رصدها بين جمهور (الأزمة الكارثة) وتحليلها والتعرف على أسبابها ودوافعها وتقديم العلاج المناسب لها.
5- معاونة الجهات المعنية المختصة في مجال العمل المدني في تنفيذ عمليات الإخلاء وإقناع الأفراد بالتعاون مع هذه الجهات.
6- استمرار قياس الاتجاهات والرأي العام لدى الأفراد وإعداد تقارير المتابعة النفسية اليومية.
 
ج‌- بعد انتهاء الكارثة/ الأزمة:
خلق الإدراك وتنمية الوعي وتعديل الاتجاهات النفسية والاجتماعية وإزالة الآثار النفسية الناتجة عن (الكارثة الأزمة) عن طريق:
1- الاستمرار في تنفيذ خطة التوعية والإعلام ونشر الوعي ورفع الروح المعنوية (برامج تلفاز وإذاعة أفلام تسجيلية هدايا عينية ومادية الخ).
2- عقد وتنفيذ برامج إعادة التأهيل النفسي خاصة للأطفال الذين يمثلون أكثر الفئات تعرضا للخسائر النفسية.
3- استعمال القياس والمسوح الميدانية الخاصة بتحديد احتياجات ومشاعر واهتمامات الجمهور الذي تعرض لآثار وتداعيات الكارثة والتي تبنى عليها برامج التأهيل.
4- إعداد وإصدار التقارير والدراسات النفسية عن تقييم وتحليل الحادث أو الكارثة أو الأزمة.

# المراجـع:
طه عبد الحليم، ( 1992 ): كراسات استراتيجية، القاهرة، مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية.
إعداد: طلاب دبلـوم خدمـة نفسـية، كليـة الآداب، جامعـة عين شمـس.
صلاح الدين سعيد النساج، مها محمدي محمد إبراهيم، صفاء حسين عبد المقصود، عبد الحليم خضر، ماجد عبد المنعم، علا محمد نادر، وليد رفعت محمود، أمل العدل.إشراف د.داليـا مؤمـن.
 



الكاتب: د.داليا مؤمن
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/07/2006