إغلاق
 

Bookmark and Share

كيف تقي نفسك من التحرش الجنسي(1) ::

الكاتب: أ.د محمد المهدي
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/01/2007

يبدو أن الزمن الحالي والقادم سيشهدان حالات كثيرة مما نطلق عليه التحرش الجنسي وهو لفظ جديد على الثقافة العربية والتي عرفت الغزل (والمعاكسة)، والمراودة، وهتك العرض، والزنا والاغتصاب. وهنا يلزمنا تعريف هذه الأشياء ليسهل التفرقة بينه، وليتمكن الضحايا من معرفة حقوقهم القانونية في الحالات المختلفة.

ولنبدأ بتعريف الغزل وهو ذكر الصفات الجميلة للمحبوب بهدف التودد إليه وإسعاده، ففي المعجم الوجيز: غزل غزلا: شغف بمحادثة النساء والتودد إليهن. وغازل المرأة: حادثها وتودد إليها. وتغزّل بالمرأة: ذكر محاسنها ووصف جمالها.

ويوجد لفظ عصري آخر وهو "المعاكسة" وفيه يتلفظ الطرف المعاكس بعبارات الإعجاب بالطرف الآخر أو بعرض نفسه عليه للحب أو للزواج، وقد تكون تلك العبارات صريحة أو تكون رمزية، وهي في الغالب غير جارحة، وأحيانا كثيرة تكون لطيفة وقد تعجب الطرف الآخر حتى ولو لم يستجب لها حياء أو خجلا.

أما "المراودة" فهو لفظ ورد في القرآن الكريم في سورة يوسف، واللفظ يصف محاولة امرأة العزيز إغواء يوسف وإغرائه وإثارته لكي يقوم بمواقعته، ولكنه عليه السلام صمد أمام هذه المراودة. إذن فالمراودة تجمع معاني الإغواء والإغراء والإثارة في كلمة واحدة.

أما هتك العرض فقد عرفه القانون المصري في المادة 268 بأنه "فعل مخل بالحياء يقع على جسم مجني عليه معين ويكون على درجة من الفحش إلى حد مساسه بعورات المجني عليه التي لا يدخر وسعا لصونها وحجبها عن الناس أو إلى حد اتخاذ المجني عليه أداة للعبث به في المساس بعورات الغير".

ويوجد في القانون المصري 13 مادة تتحدث عن هتك العرض وتحديدا في قانون العقوبات في الكتاب الثالث والرابع من المادة 267 إلى المادة 279 . وفي المادة 269 نص على أن "كل من هتك عرض صبي أو صبية لم يبلغ سن كل منهما 18 سنة كاملة بغير قوة أو تهديد يعاقب بالحبس ثلاث سنوات".

وفي المادة 306 مكرر ينص القانون على أنه "يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنه وبغرامة لا تقل عن مائتي جنيه ولا تزيد على ألف جنيه كل من تعرض لأنثى على وجه يخدش حياءها بالقول أو بالفعل في طريق عام أو مكان مطروق ..." ويسري حكم الفقرة السابقة إذا كان خدش حياء الأنثى قد وقع عن طريق التليفون.

وفي المادة 268 نص صريح بأن "كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع في ذلك يعاقب بالأشغال الشاقة من ثلاث سنوات إلى سبع سنوات، وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلغ 16 سنة كاملة يجوز إبلاغ مدة العقوبة لإلى أقصى الحد المقرر للأشغال الشاقة المؤقتة".

فإذا جئنا إلى الزنا كما ورد في الشريعة الإسلامية نجد الأقوال التالية:
قال أبو حنيفة: "الزنا هو الوطء الموجب للحد، وأنه في عرف الشرع واللسان وطء الرجل المرأة في القبل". وقال مالك بأن الزنا "هو تغييب الرجل حشفته في فرج آدمي مطيق عمدا بلا شبهة".

أما الماوردي فقد جعل الزنا شاملا القبل والدبر فقال في تعريفه للزنا بأنه "تغييب البالغ العاقل حشفة ذكره في أحد الفرجين من قبل أو دبر ممن لا عصمة بينهما أو شبهة". غير أن الرأي الراجح في الفقه الإسلامي هو الذي يقصر الزنا على ما كان منه في القبل دون الدبر، وخاصة أن الإتيان في الدبر لا تتوفر فيه الحكمة من التحريم وهو ما يأخذ به القانون الوضعي الذي يعتبر الإتيان في الدبر هتك عرض وليس زنا ويعاقب عليه بعقوبة أقل شدة.

وتستخدم بعض القوانين الجزائية العربية كلمة "مواقعة" ومعناها المباضعة والمخالطة. كذلك قد تستخدم كلمة "الجماع" ولها نفس المعنى. وعلى ذلك فإن الوطء والمباضعة والمخالطة والجماع هي أوصاف مختلفة لفعل واحد وهو الزنا الذي قد يوصف أيضا بالنكاح، وإن كان للنكاح معنيان، أحدهما عقد الزوجية، والثاني الوطء أو المواقعة أو الجماع وكلها سواء (عن كتاب زنا المحارم للدكتور أحمد المجدوب 2003 ، مكتبة مدبولي).

وهناك لفظ آخر في الثقافة العربية وهو "المباشرة"، ويعني الأفعال التي تسبق الوطء مثل اللمس والنظر إلى الأعضاء التناسلية، والتقبيل والعناق والمفاخذة، وقد يؤدي هذا إلى الوطء الكامل بعد ذلك أو لا يؤدي. فإذا جئنا إلى تعبير التحرش الجنسي، وهو تعبير كما ذكرنا يبدو جديدا على الثقافة العربية فهو ترجمة للتعبير الإنجليزي: Sexual Harassment أو ٍSexual Assault، وبالبحث عن معنى الكلمة في القاموس وجدنا المعاني التالية (المعجم الوجيز، عام 2000 طبعة وزارة التربية والتعليم، مصر، ص 144): حرشه حرشا: خدشه. وحرش الدابة: حك ظهرها بعصا أو نحوها لتسرع. وحرش الصيد: هيّجه ليصيده. والشيء الحرش: الخشن. وحرّش بينهم: أفسد بينهم. وتحرّش به: تعرّض له ليهيّجه.

ويتضح من هذه المعاني اللغوية أن لفظ التحرش يجمع بين القول والفعل، وأنه يحمل معنى الخشونة أو التهييج أو الاعتداء الخفيف. وهذا المعنى اللغوي العربي بالإضافة إلى دلالات المعنى الإنجليزي يتفقان على جمع معنى التحرش للقول والفعل، وهذا يدفع قول القائلين بأن التحرش يتوقف عند القول فقط دون الفعل، وأن الفعل يدخل في نطاق هتك العرض.

والحقيقة أن التحرش درجة أقل من هتك العرض بمعناه القانوني فالأول يتضمن إيماءات أو تلميحات أو نظرات أو كلمات أو لمسات أو همسات ليست بنفس درجة الفجاجة والعنف في هتك العرض، ولكنها تجرح مشاعر أي أنثى محترمة تعتز بكرامتها الإنسانية وبهويتها الأنثوية، ولهذا نقترح هذا التعريف للتحرش سواء كان من ذكر لأنثى أو من أنثى لذكر أو بين طرفين من نفس الجنس:

"التحرش الجنسي هو أي قول أو فعل يحمل دلالات جنسية تجاه شخص آخر يتأذى من ذلك ولا يرغب فيه". والتعريف بهذا الشكل يجمع بين الرغبة الجنسية والعدوان من طرف إلى طرف بغير تراضٍ. والتحرش بهذا المعنى يجمع بعض عناصر المراودة التي ذكرناها من قبل والتي وردت في سورة يوسف وبين هتك العرض، ولكنها لا تقتصر على أيهما.

والتحرش قد يكون بنظرة فاحصة متفحصة داعرة ولكن هذا مما يصعب إثباته لذلك اكتفينا في التعريف بالقول أو الفعل، ومع هذا إذا وجدت طريقة أو شهود يثبت بها تلك النظرة تصبح تحرشا. وقد نحتاج إضافة شيء في القانون يغطي أعمال التحرش مع ذكر أمثلة لها استجدت في واقع الحياة العصرية ولم تغطها عقوبات هتك العرض والتي صيغت في ظروف مجتمعية كانت تتسم بالفصل بين الرجال والنساء في أغلب الأحوال، أما الآن ومع هذا الحضور الأنثوي في كل مكان وكل موقع، ومع هذا الاقتراب بين الجنسين في الشارع والمواصلات وأماكن الدراسة أو العمل المفتوحة والمغلقة، أصبح هناك احتياجا لضبط وتقنين السلوكيات بشكل أكثر دقة وتفصيلا.

حجم الظاهرة:
في دراسة للدكتور أحمد عبد الله (2006) تبين أن أكثر من 60% من الفتيات يذكرن أنهن قد تعرضن للتحرش بصورة أو بأخرى خلال حياتهن. وفي دراسة للدكتور علي إسماعيل وآخرين (2006) على المرضى المترددين على عيادة الأمراض النفسية بمستشفى الحسين الجامعي تبين أن 9% من العينة قد عانوا من الانتهاك الجنسي في فترة من فترات حياتهم (أو حياتهن). وفي دراسات تمت في المجتمعات الغربية تبين تعرض الفتيات للانتهاك الجنسي بنسبة 13% وتعرض الفتيان بنسبة 4%، والانتهاك هنا يتراوح بين هتك العرض والزنا والاغتصاب.

القيم الاجتماعية والتحرش:
يوجد في بعض المجتمعات البدوية ما يعرف بـ "صيحة الضحى" وهي تعني أهمية صيحة أي امرأة في وقت الضحى (وقت الخروج للرعي وأداء المصالح) وسرعة الاستجابة لهذه الصيحة من أقرب شخص يسمعها وهبته للنجدة، مع العقاب الشديد الذي توقعه القبيلة على من تعدى على حرمة المرأة. وفي التاريخ الإسلامي قام المعتصم بتجييش الجيوش لغزو الروم استجابة لصيحة امرأة قالت في لحظة غبن "وامعتصماه".

أما الآن فقد تراجعت هذه القيمة كثيرا ولم يعد الرجل (أو المجتمع) ينتفض لاستغاثة امرأة (اغتصبت فتاة في ميدان العتبة في القاهرة في وضح النهار ولم يغثها أحد، وحدث تحرش جماعي بالفتيات في يوم العيد في شارع طلعت حرب في وسط القاهرة ولم يتحرك أحد، أو تحرك القليلون متأخرا جدا)، وربما يكون هذا راجعا إلى نظرة المجتمع المعاصر للمرأة على أنها مخلوق أدنى أو مخلوق شرير أو أنها خرجت إلى الشارع وإلى الحياة لتزاحم الرجل وتخطف منه فرص العمل والتفوق لهذا يتركها تواجه مصيره، وربما يشمت فيها الرجل إن تعرضت لسوء. وقديما كانت الأسرة ترفض أن يعاكس ابنها فتاة في الشارع أو عن طريق التليفون، والآن لا نجد مثل هذا الرفض بل أحيانا تساعد الأم (أو تصمت) على علاقات ابنها العاطفية أو تفعل ذلك أحد الأخوات دون حرج.

طرق التحرش:
1 – لفظية: واللفظ هنا يختلف عن ألفاظ الغزل الرقيقة والمتوددة، فهو يميل إلى الفجاجة والصراحة الجارحة، ويميل إلى الدلالات الجنسية، وأحيانا يستخدم المتحرّش ألفاظا سوقية يعبر بهل عن أطماعه في الضحية، وأحيانا أخرى تأخذ معنى المراودة بما تتضمنه من إغواء وإغراء وإثارة.

2 – جسدية: وجسدية هنا تتضمن النظرة الفاحصة المتفحصة، أو الإيماءة الفاضحة الجارحة، أو استعراض بعض أعضاء الجسم وخاصة الأعضاء الجنسية، أو أخذ أوضاع معينة ذات دلالات جنسية، أو اللمس أو التحكك أو الضغط، أو محاولة الإمساك بالضحية أو ضمها أو تقبيلها عنوة.

أماكن التحرش:
1 – خارج البيت: يمكن أن يحدث التحرش في الشارع ويكون في صورة كلمات بذيئة أو نظرات متفحصة أو اعتراض لطريق لضحية أو محاولة لمسها أو الاحتكاك به، وقد يبدو هذا وكأنه غير مقصود بحيث إذا اعترضت الضحية ادّعى الجاني بأن هذا حدث صدفة دون قصد. وفي وسائل المواصلات يغلب أسلوب التحكك واللمس والضغط بحجة الزحام أو محاولة المرور من بين الناس، أو قد يظهر بعض الركاب أنه نائم فيلقي بيده أو رجله أو رأسه على أحد أجزاء جسد الضحية على اعتبار أنه ليس على النائم حرج، فإذا تقبلت الضحية أكمل مشوار التحرش أما إذا شكت أو تململت فإنه يبدي اعتذاره ويتعلل بنومه.

ولهذا تم تخصيص عربات ترام للنساء (حتى في لندن) لحمايتهن من التحرش (ومع هذا نجد الكثيرين من النساء والفتيات يفضلن الركوب في عربات الرجال رغم أنها أكثر ازدحاما!!!!!!)، وفي كثير من الأحيان يحرص من يقطع التذاكر في القطارات أو الحافلات على أن يجعل النساء في كراسي متجاورة حتى لا يعرضهن لمضايقات المتحرشين، وهذا تقليد جميل نرجو أن يقنن. وفي الأسواق حيث الزحام والصخب وانشغال الناس بالفرجة والمساومة على الأسعار تكثر اللمسات والاحتكاكات، ولذلك يقصد العابثون الأسواق بالذات لتحقيق أغراضهم. وعلى الشواطئ حيث تسود حالة من التراخي في القيم والأعراف على اعتبار أن الشاطئ مكان للهو والمرح، تنطلق رغبات المتحرشين في صورة تأمل وتفحص للأجساد العرية ثم تعليقات على صاحبات الأجساد وإذا أمكن محاولات الاقتراب فاللمس بدرجاته على غير رغبة من الضحايا. وفي حمامات السباحة حيث تتعري الأجساد وتقترب يجد المتحرشون فرصة للاقتراب أو الاصطدام الذي يبدو غير مقصود ولا مانع لديهم من التظاهر بالاعتذار، والاعتذار نفسه يعطي للمتحرش فرصة للاقتراب والحديث مع الضحية وتصويب النظرات إليها عن قرب.

وفي السينما حيث الظلام والتجاور بين الناس من كل الجهات يجد المتحرش الفرصة للمس أو القرص أو الضغط بالأيدي أو الأرجل أو إصدار تعليقات سخيفة وخارجة وجارحة على مسمع من الضحية. وفي أماكن العمل المزدحمة أو المغلقة أو المعزولة خاصة إذا كانت هناك فرصة للخلوة الآمنة تستيقظ رغبات المتحرش (أو المتحرشة) وتخرج في صورة نظرات ذات معنى أو كلمات ذات دلالة أو حركات أو لمسات أو همسات.

وفي السجون حيث الحرمان الجنسي للجنسين والوحدة والعزلة وفقد الأمل والفراغ، كل هذا يوقظ الغرائز الدنيا في الإنسان ويدفعه دفعا للتحرش وربما هتك العرض أو الاغتصاب، ولهذا تدعو جمعيات حقوق الإنسان إلى إتاحة الفرصة للمسجونين والمسجونات بالالتقاء بزوجاتهم وأزواجهن لتصريف هذه الطاقة في مساراتها الشرعية وذلك للتقليل من دوافع الانحراف داخل السجون ولتلبية الاحتياجات الإنسانية الفطرية بشكل صحيح. ولا تخلو بعض الأماكن الراقية مثل النوادي من محاولات التحرش بأشكالها المختلفة.

وفي الدروس الخصوصية تم رصد الكثير من حالات التحرش بالفتيات أو بالأطفال بعضها تم الإبلاغ عنه وبعضها يتم التغطية عليه اتقاءه للفضيحة أو تجنبا للمشاكل، وبما أن الدروس الخصوصية أماكن لالتقاء الشباب والرجال بالفتيات والأطفال في أماكن مغلقة لا تخضع لأي رقابة حكومية أو أسرية لهذا تكثر حالات التحرش وما هو أكثر من التحرش في هذه الأجواء الخفية والمعزولة.

وقد يحدث التحرش في بعض العيادات أو المستشفيات حين تمتد عين أو يد الطبيب أو التمريض أو المساعدين إلى جسد المريضة في غير ذات ضرورة. وفي مكاتب المديرين ورجال الأعمال حيث السكرتيرة الحسناء والمدير المتألق ينشط الطمع الذكوري لدى الرجل النرجسي فيرى أن جسد السكرتيرة وجمالها ملك يمينه، وربما تتحرش هي أيضا به فالجو في داخل المكتب المغلق والتواجد الطويل والمريح معا يساعد كثيرا على ذلك.

أما في دور العبادة فربما يصعب تخيل وجود حالات تحرش حيث الجو الروحاني وحيث أن الناس تذهب إلى هناك لأداء العبادات وليس لإشباع الرغبات، إلا أن الواقع يقول بأن ثمة حالات تحرش تمت وتتم في بعض دور العبادة حيث يأخذ المتحرش دور الواعظ أو المعلم أو المحفظ ويختلي بالأطفال أو (تختلي بالفتيات) وهنا يحدث المحظور وقد يأخذ شكل لمسات أو أحضان قد تبدو أبوية ثم تتطور مع الوقت إلى أشياء أكثر وضوح، وقد يخشى أو يخجل الطفل من الإفصاح عنها لأبويه فيستمر الوضع لشهور أو سنوات والأبوين مطمئنين لوجود ابنهما أو ابنتهما في أحد دور العبادة تحت رعاية شيخ أو واعظ أو محفظ يتظاهر بالتقوى والورع.

2 – داخل البيت: وقد يحدث التحرش من أحد المحارم كالأب أو الأخ الأكبر أو الأم أو الأخت الأكبر، أو من أحد الأقارب كالعم أو الخال أو غيرهم. والإيذاء النفسي الذي يحدث من تحرش أحد المحارم أو أحد الأقارب يفوق بكثير ما يحدث من الغرباء فهو يأتي ممن يتوقع منهم الرعاية والحماية والمحافظة، لذلك حين يحدث تهتز معه الكثير من الثوابت وتنهار الكثير من الدعائم الأسرية والاجتماعية وتدع الضحية في حالة حيرة واضطراب.

انفجار ماسورة الغرائز في وسط البلد  
عن السعار الجنسي في وسط البلد  
التزنيق في المواصلات هل أصبح ظاهرة؟  
إدمان الجنس أم إدمان التزنيق مشاركة (3)



الكاتب: أ.د محمد المهدي
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/01/2007