إغلاق
 

Bookmark and Share

السعادة الآن ::

الكاتب: أ. إيناس مشعل
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/05/2007

من الكتب الجميلة التي قرأتها كتاب Happiness now للكاتب أندرو ماثيوز هذا الكتاب أهدتني إياه صديقة لي مع كتاب آخر هو كيف تفوز بالأصدقاء وتؤثر في الناس How to win friends and influence people للكاتب دل كارنيجي والكتاب الأخير وإن كان تاريخ تأليفه يمتد لعقود منصرمة إلا أنه تحفة موضوعة بين دفتين وهو كتاب غني عن التعريف ويعد من الكتب الرائعة التي قراءتها وهذا الكتاب قد ترجم للعربية من قبل مرات عديدة وإن كنت أفضل قراءة النص الأصلي أما كتاب السعادة الآن فهو كتاب خفيف مختصر دعمه الكاتب برسومات كاريكاتيرية أضافت على الكتاب روح جميلة.

الكتاب يقدم مجموعة فعالة من الأفكار والنصائح التي تساعدنا على مواجهة مشاكل الحياة وصعوباتها وهو من النوع الذي يحفز القارئ ويلهب حماسه ويجعل أمور الحياة بسيطة وكل ذلك من واقع الحياة فهو أشبه بوجبة خفيفة والكتاب قد لا يضيف شيء بالنسبة لكثيرين ولا يأتي بنظرية جديدة أو غير ذلك بل معظم ما في الكتاب هو معلوم لنا من قبل وهذا ما يؤيده الكاتب نفسه حيث يقول في كتابه أن بعض ما في هذا الكتاب قد يكون مألوف لنا ولكنا أحيانا لا نريد معلومات جديدة على ما نعرفه ولكن نحتاج فقط لأن نسترجع معلوماتنا.

لقد أعجبني الكتاب وودت أن أشارك قراء مجانين معي لعله ينال إعجابهم مثلما حاز على انتباهي وإعجابي وأقدم نقلا للكتاب لا ترجمة حرفية ولكن سوف أحاول أن أستخلص بالترجمة فكرة الكاتب من وجهة نظر شخصية.
أولا سنقوم بإلقاء الضوء على الكتاب ومحتوياته.
ثانيا سنقوم بعرض ترجمة لمضمون الفقرات التي تضمنها الكتاب متبعين في ذلك تسلسل أبواب الكتاب وعناوينه كما هي مع إعادة ترتيب هذه الفقرات بالشكل الذي يخدم التحليل.
ثالثا سنقوم بالتعقيب على كل فكرة وتوضيحها إذا لزم الأمر.

أولا: الكتاب هو دعوة من الكاتب لسعادة ويقترح استراتيجيات محددة قد تفيد في الإحساس بالرضا والسعادة وتزيد من قدرتنا على التعامل مع ما نواجهه في حياتنا من تحديات والكتاب مقسم إلى:
1- your philosophy فلسفتك وهذه هي مقدمة الكتاب
2- one day at the time في يوم ما ووقت ما
3- laws of life قوانين الحياة
4- friends and family الأصدقاء والعائلة
5- success strategies- what to do now فنيات النجاح ماذا عليك أن تفعل الآن.

في الفصل الأول "فلسفتك" يبدأ الكاتب بتساؤل هو: أليس من الغريب أن كل فرد يريد السعادة دون أن يعلم ما هي؟ على الرغم من إنا نتعلم في المدارس و الجامعات الكثير إلا إنا لم نتعلم شيئا عنها ولم ندرس كيف هي السعادة وكيف نكون سعداء؟ ويبدأ الكاتب في عرض فكرته الشخصية وإجابته عن هذا التساؤل فيقول أنه طالما ود أن يعرف لماذا يبدو كثير من الناس سعداء دون غيرهم؟ وكيف أنه بحث في كتب الفلاسفة وفى المحاضرات الشتى التي ارتداها عن هذا إجابة لهذا التساؤلات ليتوصل الكاتب لفكرة أن على الإنسان أن يكون له فلسفته الخاصة به في الحياة والتي قد تجعل منه سعيدا.
 
ويوضح الكاتب قصدة من مصطلح فلسفتك الخاصة حيث يرى أنها قناعاتك نحو العمل والمال والصداقة والنجاح فهي مجموعة الأفكار التي تبنيها بنفسك وهي الأساس الذي تستند عليه عندما تريد أن تفسر كبوات ونجاحات الحياة وهذه الفلسفة علينا أن نعتبرها الأساس الذي نبني عليه حياتنا والمنظار الذي ننظر منه إلى مشكلاتنا ونحقق بها السعادة لأنفسنا فالسعادة لا ترتبط بشروط فليس بالضرورة أن يكون السعداء هم الأغنياء أو الأذكياء كيف تبني فلسفتك هذه وكيف تكون سعيدا؟ هذا ما سيحاول أن يشرحه في الكتاب بعد ذلك يبدأ الكاتب في عرض أفكاره ليبدأها بباب في يوم ما ووقت ما وهذا الباب مقسم إلى:
عندما تبدأ الأشياء في التعسر
يقول ماثيوز :عليك أن تتعامل مع مشاكلك كما لو كنت تتسلق جبلا وفجأة علقت عند حافة الجبل في هذه الحالة أنت تنسى المستقبل وتفكر في حاضرك بل تفكر فقط في الخطوة التي تخطوها وكل مجهودك يكون مركز على الخطوة التالية بنفس الكيفية تعامل مع مشكلاتك فعليك أن تتحلى بالثقة في نفسك أولا ثم صب كل تركيزك على اللحظة الحالية وعالج مشكلة واحدة في كل مرة ثم أبدأ في خطو الخطوة الأخرى بمشكلة أخرى وهكذا خطوة خطوة سوف تجد أن الجزء الصعب قد ذهب وأن قلقك قد زال.
 
يشير الكاتب إلى فكرة رائعة وهي فكرة تحليل المشكلات بمعنى أن علينا أن نحلل مشاكلنا ونبحث عن العوامل التي تجعل منها مشكلة ونقسمها إلى مشكلات صغيرة ونعالجها وحدة تلو الأخرى حيث أن النظر إلى المشكلات ككل قد يصيبنا بالإحباط واليأس.
 
أساطير السعادة
السعادة لا ترتبط بعمر ما هذا ما توصل إليه أحد الباحثين بعدما قام بعمل بحث عن أي مرحلة عمرية يشعر فيها الإنسان بالسعادة وعينة البحث شملت 170,000فردا من 16 بلد مختلف وتضمنت كل الفئات العمرية ليتوصل في النهاية أن النسب كلها تقريبا واحدة في كل الفئات العمرية التي تبدأ من 15 عام وحتى ما بعد الخامسة والستين وأن تأثير العمر في السعادة لا يتعدى 1% فقط.

إذا فالأساطير التي تقول أن السعادة في مرحلة ما من العمر ما هي إلا أساطير وأقوال لا أساس لها وأن السعادة لا ترتبط بسن معين بل ترتبط بطريقة تفكيرك وتوجهاتك أنت.

تخلص من عادة القلق
كلنا نقلق... نقلق على أطفالنا على عملنا على ما يعتقده الآخرون فينا حتى أن بعض الناس ترى أنه عليك أن تقلق ولكن أتعلم أن القلق أسوء من الإحساس بعدم الفائدة!!! لأنه أولا يجلب سوء الحظ ثانيا لأنه يؤثر سلبيا على صحتك. قبل أن تقلق عليك أن تسأل نفسك ما هي المشكلة في هذه اللحظة؟ وستفاجأ أن الإجابة قد تكون "لا مشكلة" طالما أنه لا يوجد ما يهدد حياتك .هذا لا يعني أن المشاكل والمصائب والأمراض لا تحدث بل تحدث ولكن ما الفائدة من الحياة في خوف وقلق بانتظار أن تحدث وإن حدث فلا يوجد شيء لا يمكن أن نتعامل معه ووقتما تأتي المشكلة تعامل معها لحظة بلحظة إن التفكير في المستقبل قد يحطم عقلك ويسبب لك المتاعب لذا فعليك أن تعيش حاضرك واعمل ليومك واترك غدا يتكفل بنفسه واسأل نفسك هل مرت عليك مشكلة ولم تنجو منها؟ بالطبع لا.

إلى هنا وتنتهي فكرة الكاتب التي بها ذكرنا بما نهانا عنه ديننا الحنيف فلا شيء يشقي الإنسان مثل كثرة التفكير في غده فإذا ما نظر الإنسان إلى يومه وعلم أن عمره كله في هذا اليوم بل وفي هذه اللحظة التي تعيشها قل قلقه حتى إنا أمثالنا الشعبية تدعو إلى مثل هذه الفكرة وهذا لا يعني أن نهمل مستقبلنا ولكن علينا ألا نقلق عليه طالما نحن نخلص لحاضرنا ونعمل بجهد فسوف يقودنا هذا لمستقبل أفضل.

السمات الشخصية
يتساءل الكاتب هل نظرة يوما إلى المرآة وتمنيت لو أن أنفك مختلف أو وجهك مختلف أو جسدك غير كذلك أو نظرت لنفسك وحالك وتساءلت لماذا هناك آخرون أذكياء جدا وموهوبون جدا أكثر مني نعم، الذكاء والموهبة صفات مفيدة ولكن الحياة مليئة بمثل هؤلاء الموهوبين واللامعين بل وهناك الكثير من الجميلات والجميلين الذين لا يثيرون إعجابنا بل وبعضهم يكونون ثقال الظل ولكن دعنا ننظر إلى الأشخاص الذين بإعجاب الناس بهم قد دخلوا التاريخ لنرى أناس أمثال أبراهام لينكولن والأم تريزا والمهاتما غاندي، هل كان عند هؤلاء جمالا أو موهبة خاصة؟؟؟

إن ما يجعلنا مميزين هي صفات أخرى غير الجمال والذكاء مثل الأمانة والشجاعة والعزم والكرم والإنسانية وهذه الصفات لا نولد بها بل هي صفات تقدر أن نكتسبها وننميها وكلنا يستطيع أن يحصل عليها طالما أرد ذلك هذه الصفات هي التي تعطيك احترام لنفسك وتجعل الآخرين يحترموك بغض النظر عن كونك جميل وذكي وتذكر أن ما تشعر به نحو نفسك هو شيء بمتناول يديك.

لماذا؟
عندما تضربنا المشاكل نبدأ في التساؤل لماذا؟
إن التساؤل لماذا؟ قد يدفعك دفعا للجنون لأن غالبا لا توجد إجابة وبدلا من أن تتساءل (لماذا) تسأل (ماذا)
لا تتساءل لماذا أصابتني هذه المشكلة وتسأل ماذا علي أن أفعل تجاه هذه المشكلة؟ ماذا تعلمت من وراء هذا؟
ينقد الكاتب هنا فكرة تسيطر على تفكير الكثيرين منا فجملة (أموت وأعرف لماذا) نقولها كثيرا وهي جملة وإن بدت لا معنى لها إلا أنها منطقية في ذات الوقت حيث إنها تعكس مدى استحالة الإجابة عن لماذا وإن كنا نقولها بقصد الفضول لمعرفة الأسباب ولنتأمل حالتنا ونحن نقولها أو من يقولها فسنجد أننا نكون في قمة الغيظ والغضب وما الغيظ والغضب إلا طاقة دافعة عكسية وهدمية لا تعود علينا بنفع فنحن نهدر طاقاتنا في البحث عن سؤال لا إجابة له ولا طائل من وراء الإجابة عنه حتى وإن حصلنا عليها الأفضل أن نتساءل ماذا؟ فهذا السؤال سوف يدفع عقلنا للبحث عن كيفية الخلاص ويوظف طاقاتنا إيجابيا.

لياقة العقــــل
من اللافت للنظر أن الناس السعداء قد اختبروا وواجهوا مشاكل صعبة وكثيرون منهم يمرض ويفلس أن السعداء هم أناس مثل غيرهم لهم مشاكلهم أيضا ولكنهم يختلفون عن الآخرين في أنهم يوجهون عقولهم نحو حل المشاكل فهم لا يعانون من البدانة العقلية مثل الكثيرين بدانة العقل مثل بدانة الجسم مثلما تتمرن أو تجري جريا شاقا لكي تقوى عضلاتك لتصبح بالتدريج أقوى عليك باتباع نفس الاستراتيجية بالنسبة لعقلك فأنت بمواجهة المشكلة تقوي عقلك ليزداد قوة وقدرة فالكفاح يورث قوة مواجهة الحياة ومواجهة مشكلاتك وخاطر مع الوقت سوف تكسب ثقة وتبني أفكار إيجابية.

الكاتب يرمي لفكرة المواجهة وهي صفة الشجعان والتي نستطيع أن نتعلمها بسهولة ونحن بمواجهة مشكلاتنا نقوى حيث بذلك نزيد من قوة احتمالنا ونتعلم فنون حل المشكلات أما الاختباء والهروب لا يحل الأمور بل قد يزيدها تعقيدا.

الضحـــــــك

هل حدث وخَبطت رأسك أو تعثرت وأنت تسير وسط أصدقائك وبدأتم تضحكون على ما حدث؟ إذا حدث هذا ماذا لاحظت؟
مع الضحك يقل الألم بل كل الأشياء الرائعة تحدث عندما نضحك....
*
فعندما نضحك تزداد سعة الرئة وتتحسن عملية التنفس واستهلاك الأكسجين.
* ينشط نظام المناعة وتصبح أكثر قدرة على مقاومة العدوى ويبدأ الجسم في إفراز خلايا "تي" الفعالة التي من شأنها أن تحارب الأمراض والخلايا السرطانية.
* ينطلق الاندورفين طبيعيا والذي يعد قاتل للآلام ليسير في المخ مقللا من التوتر.

إذا الضحك لا يقلل فقط ألم الجسد بل وألم العقل والنفس أيضا فمع الضحك نشعر بالتفاؤل والسعادة.
إذا فنضحك فلكل شيء جانب مضحك فابحث عن هذا الجانب واضحك ولن تضحك إلا إذا ما توقفت عن محاولتك بأن تكون شخص كامل عندئذ سوف تضحك على نفسك أكثر وأكثر.

دعوة الكاتب إلى الضحك على نفس لا تعني الاستهزاء بالنفس بل أن النظر للنفس على أنها نفس عادية تخطئ وتصيب تكون عاقلة أحيانا وحمقاء أحيانا أخرى هو شيء يخفف من همومنا كثيرا فكن ضاحكا لا منتحبا، عندما تكون الأشياء بعيدة عن سيطرتك، إليك هذه الوصفة التي تضمن لك تعاسة دائمة:
* قرر كيف على العالم أن يكون.
* ضع قوانين لسلوكيات كل فرد.
* واغضب عندما لا تطيع الحياة قوانينك هذه.

عليك أيها القارئ العزيز أن تضع دائما بدائل لمتطلباتك وتوقعاتك خصوصا عندما تكون الأشياء بعيدة عن سيطرتك وتحكمك فإذا حدث شيء هو خارج توقعاتك فلا بأس به، أنت تتوقع أن يكون الناس مهذبون وإن لم يكونوا فلا تجعل هذا يهدم يومك بمعنى أن تتعلم كيف تكون مرن، إذا ما أردت أن تكون سعيدا أنت تحتاج إما أن تغير العالم من حولك أو تغير طريقة تفكيرك فأيهما أسهل؟

خطأ آخر من أخطاء التفكير أشار إليه الكاتب فمن ضمن الأسباب التي تحجب عنا السعادة هي صفة الجمود ووضع قوانين صارمة لكل شيء وهذا يصيب الإنسان بالإحباط الدائم لأن غالبا ما لا تقوم هذه القوانين أو تأتي توقعاتنا كما هي لسبب واحد هو أن الإنسان لا يحيى على هذه الأرض لوحده وهناك الكثير الذي يكون خارج قدراته فإذا ما فرضنا أن الحدث ينتج من تفاعل أكثر من معطى واحد وأن الإنسان لا يمتلك بين يديه كل هذه المعطيات إذا فالحدث يتنوع وعلينا أن نعلم ذلك ونقبل كل الاحتمالات ونتعلم أن نضع بدائل لمتطلباتنا ونتخلص من فكرة هكذا وألا بلا لأنه في الغالب يكون بلا.

الغضـــــــــب
نحن عادتا لا نغضب بسبب الحدث نفسه ولكنا نغضب عندما نتوقع شيء ويحدث خلافه لذا فعليك أن تنوع توقعاتك أو تقلل منها لأن ليس كل الناس يفكرون مثلك وإليك بعض أسرار تساعدك على أن لا تغضب:
المساعدة الإنسانية: الأشخاص الغاضبون يشعرون أنهم أكثر أهمية من سواهم وإنهم دائما على حق ويغضبون عندما لا يحصلون على ما يريدون ولكن للآخرين أيضا احتياجاتهم وطلباتهم فاهدأ ودعهم يحصلون عليها.

قرر ما هو مهم بالفعل: رتب 10 أشياء مهمة بالنسبة لك مثل الحصول على وظيفة ثم شراء احتياجات للمنزل وهكذا فأنت عندما ترتب الأشياء وتضعها في منظور ما فأنت لا تهتم بالتفاصيل
تقبلها أيا ما تكون: لا تجادل الحياة والواقع فهم دائما يفوزون.

إلى أين أنا ذاهب؟
هل تبرمت يوما من عملك وتمنيت لو كنت تعمل في عمل آخر فربما كانت حياتك أفضل؟
أيا ما كان عملك فالموضوع ليس موضوع العمل نفسه بل في أدائك أنت فإذا كنت تريد حلا لتبرمك وملك هذا إليك هذه الطريقة ألا وهي الإخلاص في العمل وإعطاء العمل كل ما عندك فذلك سوف يعود عليك بمنافع شتى فبه تشعر بالرضا عن نفسك -تنمي مهاراتك- تحسن سمعتك- أحيانا ما يلاحظك آخر ويعرض عليك فرصة عمل أفضل أو تكون قد حصلت من الثقة والمهارة ما يمكنك من القيام بعملك الخاص نحن عندما نستمر في العطاء والإخلاص فإن الحياة تقودنا لفرص أحسن. أحيانا يتأخر حدوث ذلك ولكنه يحدث وأن أفضل الفرص نحصل عليها عندما لا نكون بانتظارها.
 
يشير ماثيوز هنا إلى إحدى مشاكل التفكير لدى قاعدة عريضة من الناس فكثيرون يريدون الوصول إلى القمة دون النظر إلى ما يسبقها من خطوات متناسين الفرصة الصغيرة هي طريق للحصول على فرص أكبر إذا ما أحسنا استغلالها.
 
الصبــــــــــر
إليك هذا الموقف: اقتربت إحدى السيدات من عازف فيولينا شهير قائلة أنا على استعداد أن أدفع عمري كله مقابل أن أعزف مثلك فأجابها العازف أنا بالفعل دفعت عمري كله لكي أعزف هكذا إذا كنت تريد أن تصبح جيدا في شيء ما فعليك أن تتمرن كل حياتك أو لنقل تتمرن عام أو على الأقل ستة أشهر الناس قديما فطنو لذلك أما الآن فنحن أصبحنا نستعجل النتائج فلا تتعجل وكن صبورا، أيا ما كنت تريد سواء كان الحصول على جسم لائق أو تعلم شيء ما عليك بالصبر والتدريب الدائم كل يوم ولا تتوقع أن ترى نتائج كل يوم.

أليس ذلك مدهشـــا؛ أنظر حولك وكن شاكرا وممتنا لما أنت عليه فأنت محظوظ بالكثير فابحث عنه وكن ممتنا له إن من شأن الإحساس بالرضا والقناعة أن يجعلنا سعداء وصدق المثل القائل أن السعادة في الرضا.

السعــــــادة
إن السعادة ليست حدثا يأتينا بالصدفة بل هي اختيارك أنت وإن انتظرت أن تتحسن الأحوال فربما تصبح سعيدا فلن تصبح.لا تتوقع أن السعادة في قلة المشاكل أو تيسر الأحوال بل من الملاحظ إن معظم السعداء يواجهون مشاكل عديدة ولم يمنعهم هذا من أن يكونوا سعداء. فكن سعيدا رغم مشاكلك.

أرى الكاتب يدعونا للتفاؤل فالتفاؤل بمثابة قوة الدفع والغذاء الذي تتغذى عليه العقول والأنفس فالنفس عندما تكون سعيدة تكون قادرة على مواجهة الحياة وصعوباتها ربما يصعب على الكثيرين منا أن يصدق هذا ولكن علينا ألا نعطي مشاكلنا قدر أكبر مما هي عليه ونفصلها عن باقي نواح الحياة فإذا أردت أن تكون سعيدا فكن فهذا اختيارك

وإلى هنا وينتهي هذا الباب.

من كتاب السعادة الآن للكاتب أندرو ماثيوز  ترجمة الأستاذة إيناس مشعل



الكاتب: أ. إيناس مشعل
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/05/2007