إغلاق
 

Bookmark and Share

النكاح في الدبر .. الشجرة المحرمة ::

الكاتب: أ.مسعود صبري
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/04/2004

وصلت إلى موقعنا الاستشارة التالية، والتي يدعي صاحبها أنه متخصص بالعلوم الشرعية مع أن أسلوبه لا يدل على ذلك، ولهذا السبب نورد رسالته هنا بأخطائها اللغوية مظهرين استنكارنا لكونه متخصصا بالعلوم الشرعية فهو لا يحسن استخدام لغة تخصصه، وقد أحلنا تلك الاستشارة إلى الأخ الزميل مسعود صبري فكان أن قرر الرد في صورة مقال،

وهذا هو نص الرسالة كما وصلتنا:

( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد 000 فهناك سوال مهم جدا وهو الجماع مع الدبر حيث ان تخصصي في العلوم الشرعيه وقد بحثت عن حرة الجماع مع الدبر لمدة تزيد عن ثلاث سنوات ووجدت ان الادله المبيحه أقوى من الادله المانعه بل لا يوجد دليل واحد صحيح بالمنع بل كلها اثار ضعيفه ولا يستطيع اي عالم اثبات دليل واحد بالمنع ولكن جل مايقوله العلماء ان هذه الادله وان لم ترتقي الى درجة الصحه فأنه يعضد بعضها بعضا وهذا قول ضعيف سوالي ؟ هو = ما هي الأضرار الطبية للجماع مع الدبر اذا اخذت الاحتطياطات اللازمه مثل لبس الواقي ووضع المرطبات مثل k.y آمل الإجابة 00
البريد الالكتروني ...........................
19/2/2004 )

نظرا لأن هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة، والتي يسعى البعض إلى أن يصور الجماع في الدبر من مباحات الشرع، كانت هذه السطور التي غلب عليها النقاش العلمي من الناحية الشرعية، مع الاستعانة ببعض الأمور العلمية.

إن جمهور الفقهاء يرى حرمة إتيان النساء في الدبر، ولم ينقل عن أحد من العلماء من قال بالإباحة غير ابن عمر، والنقل مختلف عنه، فروي عنه القول بالجماع في الدبر تفسيرا للحديث (يأتيها في ...)، وروي عنه أن المقصود بقوله في يعني في فرجها، والنقل عن الإمام مالك غير صحيح على الأصح، أما باقي جمهور الفقهاء فعلى أنه لا يجوز الإتيان في الدبر.

وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني، وهو شارح صحيح البخاري أن الإمام البخاري لما أورد الحديث، قال " يأتيها في ..وترك ما بعدها بياضا .
ولكن وقع في الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي" يأتيها في الفرج"، وهو من عنده بحسب ما فهمه.
ونقل عن الإمام الصنعاني وهو من أئمة الحديث قوله : "زاد البرقاني يعني الفرج"
وقد أنكر الإمام ابن عباس رضي الله عنه على ابن عمر ما ذهب إليه .

واختلفت الرواية عن سالم بن عبد الله بن عمر، فروي أنه اتهم نافعا بالكذب على أبيه، وروي أنه نقل عن أبيه مثل ما نقل نافع.
ووردت بعض الروايات عن مالك بأن الجماع يكون في الدبر، ولكن يبدو أنه رجع عن قوله :
فعن عبد الرحمن بن القاسم قلت لمالك: إن ناسا يروون عن سالم: كذب العبد على أبي، فقال مالك: أشهد على زيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مثل ما قال نافع، فقلت له: إن الحارث بن يعقوب يروي عن سعيد بن يسار عن ابن عمر أنه قال أف، أو يقول ذلك مسلم؟ فقال مالك: أشهد على ربيعة لأخبرني عن سعيد بن يسار عن ابن عمر مثل ما قال نافع، وأخرجه الدارقطني من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن مالك وقال: هذا محفوظ عن مالك صحيح ا هـ والرواية التي تدل على رجوع مالك عن هذا الرأي ، أو أنه كان يصحح رواية ابن عمر ، لكنه كان لا يرى صحة ذلك ، ما رواه الخطيب في " الرواة عن مالك " من طريق إسرائيل بن روح قال: سألت مالكا عن ذلك فقال: ما أنتم قوم عرب؟ هل يكون الحرث إلا موضع الزرع؟ وعلى هذه القصة اعتمد المتأخرون من المالكية، فلعل مالكا رجع عن قوله الأول، أو كان يرى أن العمل على خلاف حديث ابن عمر فلم يعمل به، وإن كانت الرواية فيه صحيحة على قاعدته .

وقد أوضح الإمام ابن عباس – رضي الله عنه- سبب نزول الآية فيما أخرجه الإمام أبو داود من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: " إن ابن عمر وهم والله يغفر له، إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب فكانوا يأخذون بكثير من فعلهم، وكان أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون المرأة، فأخذ ذلك الأنصار عنهم، وكان هذا الحي من قريش يتلذذون بنسائهم مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فذهب يفعل فيها ذلك فامتنعت، فسرى أمرهما حتى بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله تعالى: ‏(نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ‏مقبلات ومدبرات ومستلقيات، في الفرج " أخرجه أحمد والترمذي من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال " جاء عمر فقال: يا رسول الله هلكت . حولت رحلي البارحة، فأنزلت هذه الآية، (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) أقبل وأدبر، واتق الدبر والحيضة.

كما استدل المحرمون بحديث الترمذي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ " لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في الدبر " وصححه ابن حبان أيضا.
وورد ‏عن ‏ ‏عكرمة ‏فيما أخرجه الدارمي قال: ‏‏ "يأتي أهله ‏ ‏كيف شاء قائما وقاعدا وبين يديها ومن خلفها" .هذه أقوال العلماء في المسألة .

أما الحديث ، فقد أخرجه البخاري عن ‏نافع ‏عن ‏ابن عمر‏( ‏فأتوا ‏‏ حرثكم ‏‏ أنى شئتم ‏) قال يأتيها في . هكذا تركها الإمام البخاري بياضا دون أن يذكر في أي موضع.والآية الكريمة نصها :( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) .

فمن المعلوم أن السنة النبوية مفسرة لآيات القرآن الكريم ، وقد جاءت السنة لتفسر معنى الآية بأنه الجماع في القبل إقبالا أو إدبارا ، فما دام في موضع الحرث.
ومن ذلك :ما أخرجه مالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن سعيد الثوري أن محمد بن المنكدر حدثهم أن جابر بن عبد الله أخبره أن اليهود قالوا للمسلمين من أتى امرأة وهي مدبرة جاء الولد أحول فأنزل الله " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" قال ابن جريج في الحديث . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج "
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال : أنزلت هذه الآية " نساؤكم حرث لكم " في أناس من الأنصار أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " ائتها على كل حال إذا كان في الفرج "

وروى أحمد أيضا عن عبد الله بن سابط قال : دخلت على حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر فقلت إني لسائلك عن أمر وأنا أستحيي أن أسألك قالت : فلا تستحي يا ابن أخي قال عن إتيان النساء في أدبارهن قالت : حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا يجبون النساء وكانت اليهود تقول : إنه من أجبى امرأته كان ولده أحولا فلما قدم المهاجرون المدينة نكحوا في نساء الأنصار فجبوهن فأبت امرأة أن تطيع زوجهاوقالت : لن تفعل ذلك حتى آتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخلت على أم سلمة فذكرت لها ذلك فقالت : اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - استحت الأنصارية أن تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرجت فسألته أم سلمة فقال "ادعي الأنصارية" فدعتها فتلا عليها هذه الآية " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم " صماما واحدا ".

بل تحكي بعض الروايات تكذيب نافع أنه نقل عن ابن عمر القول بالجواز ، فقد روى النسائي عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى ابن عمر أنه قد أكثر عليك القول إنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى أن تؤتى النساء في أدبارهن قال : كذبوا علي ولكن سأحدثك كيف كان الأمر إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" فقال يا نافع هل تعلم من أمر هذه الآية ؟ قلت : لا قال : إنا كنا معشر قريش نجبي النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ما كنا نريد فآذاهن فكرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" وهذا إسناد صحيح بل جاءت الأحاديث زاجرة عن إتيان مثل هذا الفعل، فقد أخرج الإمام أحمد عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " استحيوا إن الله لا يستحيي من الحق لا يحل أن تأتوا النساء في حشوشهن ".وفي رواية : " استحيوا إن الله لا يستحيي من الحق لا تأتوا النساء في أعجازهن "وعن عن عكرمة قال : جاء رجل إلى ابن عباس وقال : كنت آتي أهلي في دبرها وسمعت قول الله " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم " فظننت أن ذلك لي حلال فقال : يا لكع إنما قوله " فأتوا حرثكم أنى شئتم " قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في أقبالهن لا تعدوا ذلك إلى غيره "فتكون كل هذه الأحاديث مفسرة لما جاء في القرآن الكريم .

إن الإسلام حرم الإتيان وقت الحيض لما فيه من الضرر، والإتيان في الدبر أيضا فيه ضرر على الإنسان، فيحكم عليه بالحرمة قياسا على حرمة الجماع وقت الحيض، ولأن الدبر موضع القذر، فكان الأمر بالترك، حفاظا على بدن الإنسان.كما أن تعبير القرآن الكريم بالإتيان موضع الحرث، وموضع الحرث هو الفرج لا الدبر ،فيكون الاقتصار على موضوع الحرث من حيث الإدخال والإتيان، أما المداعبات في الأعضاء الأخرى، ومنها الدبر دون الإدخال فلا بأس بها، ومن هنا، فإن المداعبة قرب الدبر ليست بحرام، إن كان الذي يأتيها يملك نفسه من أن يقع في الحرام.

كما أنه قد يسوق القول بحرمة الإنزال في الفم، مع القول بإباحة الجنس الفموي، ما لم يصل إلى حد الإنزال. بل هناك دراسات تشير إلى أن بعض الأمراض سببها الجنس الفموي، نشرتها شبكة إسلام أون لاين ، ونحن نذكر بعضها للأهمية :"أثبتت نتائج دراسة فرنسية حديثة وجود صلة بين ممارسة الجنس بالفم وإصابته بأورام سرطانية، وكشفت الدراسة عن دليل دامغ يثبت الصلة التي طالماراودت العلماء شكوك حول وجودها بين نمو خلايا سرطانية بالفم والممارسة التي يراهاالبعض انتكاسة في الفطرة الإنسانية.وراود العلماء شكوك منذ زمن طويل حول وجود علاقة تربط انتقال الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم والمعروف باسم "إتش بي في"، وسرطانات أخرى مرتبطة بممارسات جنسية مستهجنة بالفطرة مثل الجنس الفموي أو محرمة بالدين كالجنس الشرجي.ونقلت مجلة "نيوسينتيست" العلمية المتخصصة عن الدراسة إحدى أبرز نتائجها التي كان مفادها "أن الجنس الفموي يمكن أن يؤدي إلى سرطان الفم"، مشيرة إلى أن الدراسة أجريت على حوالي 1600 مريض مصابا بسرطان الفم في أوربا وكندا وأستراليا وكوبا والسودان، كما عقدت مقارنة بينهم وبين 1700 شخصًا من الأصحاء، حسب ما نشرت المجلة الأربعاء 25-2-2003.واكتشف الباحثون في الوكالة الدولية لبحوث السرطان بمدينة ليون الفرنسية أن نسبة وجود أحد فصائل الفيروس الحليمي البشري والمعروف اختصار بـ"HPV" لدى المرضى الذين يعانون من سرطان الفم الذين يمارسون الجنس الفموي، تفوق بثلاثة أضعاف نسبة وجودها لدى غيرهم من الذين لا يمارسون نفس الممارسة أثناء الجنس.ونقلت المجلة العلمية المرموقة عن الدراسة أن هذا الفصيل ويدعى "HPV16" غير موجود عند الأصحاء.وبحسب المجلة البريطانية فإن الباحثين "يعتقدون أن مص القضيب ولحس الفرج يمكن أن يصيب الممارسين بأورام في الفم".ويقول رافييل فيسيدي المتخصص في الفيروسات وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة: إن زملاءه أصبحوا على قناعة أن الدراسة التي وصفها بـ"كبيرة الحجم" سوف تقنع الناس بنتائجها لأهميتها." انتهى

وفي هذا التقرير المشار إليه أن سرطان الفم إما أن يكون ناجما عن الجنس الفموي، أو الجنس الشرجي ،وهو جماع الرجل زوجته في دبرها ،وهذا يؤكد القول بالتحريم لثبوت الضرر.بل تشير بعض الدراسات أن من أهم الأسباب التي تساعد على انتشار فيروس الإيدز الجنس الشرجي .وإن لم يكن هناك مانع من أن يستمتع الزوج مع زوجته خلال عملية الجماع، فهناك ، كما يشير خبراء العلاقة الزوجية ما يقرب من (150) مائة وخمسون وضعا، يمكن للزوجين أن يستمتعا بهذه الأوضاع، والتي تصب في جماع الرجل زوجته في قبلها،وساعتها يكون الإتيان في الدبر ، كتحريم الأكل من شجرة واحدة، في الوقت الذي يباح فيه الأكل من عشرات الأشجار.

واقرأ أيضًا من صفحة استشارات مجانين:
 النكاح في الدبر... اللذة العمياء
الإتيان في الدبر : بدلا من مجرد القرف
 



الكاتب: أ.مسعود صبري
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/04/2004