إغلاق
 

Bookmark and Share

التربية الجنسية (2) مرحلة الطفولة2 ::

الكاتب: د.هالة مصطفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 16/06/2004

التربية الجنسية (2)

المرحلة العُمرية الثانية: من 7: 10 سنوات
وهنا ينضج جسد الفتاة بشكل واضح ويعتمد هذا على تغذيتها بشكل جيد وبكل العناصر الغذائية الأساسية وليس هنا المقصود زيادة الوزن أو السمنة ولكن النمو الطبيعي والصحة والمقاومة الطبيعية للطفلة..وهذا السن في الإسلام سن التدريب على الفرائض الدينية كالصوم والصلاة وآداب الاستئذان. 
وقد بدأت في تعليمها سابقا معاني العفة والحياء والحفاظ على جسدها فأكملي معها المشوار بأن تتعلم لبس الإيشارب وهي ذاهبة للمسجد وأن هناك الكثير من الملابس تكشف الكثير من جسدنا والذي ينبغي ألا يراه أحد وهو ما يسميه الدين العورة المغلظة فتتعود الطفلة على حب الاحتشام واحترام جسدها في سن صغيرة ويمكن ارتداء تي شيرت وشورت طويل بدلا من المايوه الذي يكشف الكثير من جسدها وساعديها عند اختيار ملابسها بما لا يتعارض مع طفولتها وحبها للجري واللعب والمرح فلا تبالغي بارتدائها الملابس الواسعة والكثيرة والتي تعوق حركتها وهي مازالت دون سن التكليف واختاري لها دائما الألوان المبهجة وعلميها تناسق الألوان وضرورة جمال الثياب ونظافته دون غلو أو إسراف..... فهذا كله يساهم في تكوين شخصية ناضجة للمرأة محبة للزينة والجمال في حدود ما أمر الله وينبغي أن تعلمي الطفلة أن هناك سنا ستكون فيه ملزمة بارتداء الزي الكامل الذي خص الله به المرأة المسلمة.

وتتعلم الطفلة آداب الاستئذان وتعرف أن الهدف منها هو عدم الإطلاع على العورات التي أمر الله بإخفائها فتستأذن على أمها وأبيها بل وأخيها الصغير

وهذا السن تكثر فيه الطفلة من الوقوف أمام المرآة لتنظر إلى وجهها وجسدها وهذا شيء تفعله المرأة بالفطرة التي خلقها الله عليها وهي حب الزينة فلا تنهرها الأم من ذلك أو تخبرها أن هذا سيصيبها بالجنون أو ما شابه ذلك ولكن علميها فقط آداب الوقوف والتعامل مع المرآة فالمرآة صنعت لنرى فيها العيوب التي تخفى علينا فنصلحها أو نضفي جمالا وشكلا أنيقا على مظهرنا وربما تنظر الطفلة الصغيرة إلى المرآة وتقول لك أريد إصلاح فمي أو أنفي لأنه لا يعجبني أو أصدقائي يعلقون على ذلك وهنا يجب أن تعلميها كيفية الاعتزاز بشخصيتها وبشكلها هذا وبأنها يجب ألا تلقي بالا لتعليقات الآخرين وأن الله سبحانه وتعالى خلقنا في أحسن صورة لذلك علمنا رسولنا الكريم أن نحمد الله على حسن خلقنا عندما ننظر إلى المرآة ونطلب منه أن يحسن أخلاقنا حتى تكتمل لنا السعادة فجمال الوجه ليس له معنى إذا كان معه قبح الأخلاق كما أن جمال الأخلاق ينسي قبح الوجه وهكذا تتعلم الطفلة الاعتزاز بشكلها وبشخصيتها وعدم تأثرها بالآخرين ولا مانع إن كانت هناك عيوب واضحة كالوحمة أو الرزيات الكبيرة التي تشوه الوجه بأن نذهب إلى الطبيب لإزالتها فهذا ليس في باب تغيير خلق الله بل ربما تسعدي به طفلتك وتجنبيها مستقبلا غير مبهج.

وفي هذه المرحلة تحب الطفلة تقليد أمها في استعمال أدوات الزينة الخاصة بها ولا مانع أن تترك الأم للطفلة فرصة استعمالها والأفضل أن تأتي بالمستحضرات الخاصة بالأطفال حيث لا تؤذي بشرتها ولا تترك الأم الطفلة للذة التزين والوقوف أمام المرآة طويلا ولا تمنعها وتحرمها من ذلك بل توازن بين حب الزينة وإدمان الوقوف أمام المرآة والانشغال بها لأننا نريد أن تنشأ الطفلة على حب التزين والعناية بنفسها حتى تبدو جميلة ومشرقة دائما فكل ذلك يساعدها في المستقبل أن تؤدي رسالتها كأنثى في إسعاد زوجها على أكمل وجه

وتعلم الأم الطفلة كيفية العناية بشعرها وتصفيفه كيف تعتني بنظافة جسدها بكثرة الاستحمام وقص الأظافر. إن كل هذه الأمور إذا تعودت عليها الطفلة في صغرها شبت عليها وهي امرأة .

ومن الضروري في هذا السن تعليم الطفلة رياضة ورياضة عنيفة بالتحديد تستهلك جزءً كبيرا من طاقتها كالسباحة والجري والكاراتيه فهذا يساعد الجسم على تخزين أكبر كمية من الكالسيوم والتي تعوضه وتمده بها الأم بصفة مستمرة في صورة ألبان ومنتجاتها فذلك يساعد في بناء الجسم بناءاً صحيحا وقويا يؤهلها إلى الدور الذي سيؤديه هذا الجسد في المستقبل من حمل ورضاعة والذي يستنفذ الكالسيوم الذي في جسدها فلا مانع أن تشترك الطفلة في نادي لتتعلم هذه الرياضة في حضور الأم وبالزي الذي لا يتنافى مع العفة التي تعلمتها فغرس حب النشاط والرياضة في الصغر لا ينشط فقط الذهن وينمي الشخصية بل يربي لنا امرأة قوية ليست هزيلة ولا كسولة.

ومن أهم المشاكل التي تواجه الطفلة المصرية مشكلة الختان ولن أتكلم عنه كثيرا لأن هناك الكتب التي ناقشت هذا الموضوع باستفاضة من حيث شرعيته وحكمه وكيفيته ولكن هل هناك علاقة بين ممارسة جنسية صحيحة وختان البنت

نعم بالتأكيد فالجزء الذي يختتن ويسمى البظر والذي يشبه في تركيبه التشريحي العضو الذكري هو أكثر مكان يحمل نهايات عصبية حساسة وهي بالتالي التي تؤثر على برود المرأة بعد ذلك..

ومن المهم أن تعرف الأم حقيقة ثابتة أن قطع هذا الجزء من الطفلة لن يجنبها أو يمنعها عن الرذيلة أو الشهوة ويمنحها العفة لأن هناك الكثير من النساء المختونات يمارسن الفحشاء وكم من نساء غير مختونات يتمتعن بمنتهى العفة والحياء، إن تحريك الشهوة لابد أن يكون من المركز الخاص به في العقل فلا يكفي مجرد اللمس لذلك فإذا نشط العقل وغذي بالصور والأفكار الجنسية تستجيب النهايات العصبية للأجهزة التناسلية للمس أو غير ذلك وتنشأ الشهوة فإذا ما جنبنا البنت تغذية العقل بهذه الأفكار منذ الصغر إلا في وقتها نشأت الطفلة بعيدة كل البعد عن أي إثارة وليس كما تظن الأمهات أن مجرد احتكاك الملابس الداخلية بهذا الجزء أو لمسه يثير الشهوة، ورأي الطب واضح ومعروف في هذا الأمر، إننا نريد زوجة تمارس حقها الشرعي في المتعة والذي يحفظ لها عفتها ويقربها من زوجها، ولا نريد زوجة باردة الأحاسيس تنفر من لقاء زوجها لشعورها بعدم الرضا والارتواء، إن تعليم الطفلة العفة والطهارة وتجنبها التعرض للمثيرات خير من عملية الختان التي ربما تؤذي البنت وتعرض حياتها للخطر.

وقد نكون وصلنا هنا إلى مرحلة نهاية الطفولة وعلى أعتاب مرحلة جديدة وهي البلوغ والتي تبدأ تقريبا عند سن العاشرة أو التاسعة وهو ما يسمى بالبلوغ المبكر وتلاحظ الأم علامات البلوغ على طفلتها والتي تظهر شيئا فشيئا منذرة بقدوم الدليل القاطع على دخول البنت مرحلة البلوغ مثل ظهور الشعر تحت الإبط أو في منطقة العانة وبروز الثدي وهنا يجب أن تناقش الأم مع البنت هذا التغيير الذي يحدث لها وتخبرها بقرب قدوم الدورة الشهرية وأنها بدأت تستعد لدخول مرحلة الأنوثة وترك مرحلة الطفولة،

ولابد أن تعرف الطفلة ما هي الدورة الشهرية حتى لا تفاجأ بها وذلك بتطوير المعلومات السابقة التي علمتها لها الأم في سن صغيرة فالكيس الذي أطلقناه سابقا على الجزء الذي يتكون منه الجنين هو اسمه ( رحم ) وتشرح الأم بالرسم أو بالصور الخاصة بالتشريح للبنت الجهاز التناسلي للمرأة وكيف تحدث الدورة الشهرية وكلها معلومات سهلة وبسيطة أن تحصل عليها الأم ثم تعلمها ما يتعلق فقهيا بأحكام الدورة الشهرية وأنه يطلق عليها في الشرع ( الحيض ) وهناك ما يسمى ( النفاس ) وهي الدماء التي تنزل بعد الولادة فتعرف الطفلة ما يجوز أن تفعله وهي حائضا ومالا يجوز فعله كل هذا تتعلمه البنت قبل قدوم الدورة الشهرية ولا ننتظر قدومها حتى نخبرها.

لآن أنهت طفلتك صفحة الطفولة بإذن الله بسلام وبرؤية صادقة ومفاهيم واضحة توصلها لدخول عالم الأنوثة بثقة واطمئنان، فلنبدأ معا تلك المرحلة المقبلة.
واقرأ أيضًا:
دور الجنس في حياتنا / مفهوم الإسلام للجنس / التربية الجنسية (1)



الكاتب: د.هالة مصطفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 16/06/2004