أحاديث تخجلني
السلام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة وبعد:
أعزائي القائمين على موقع مجانين, أقدم أمامكم مشكلتي هذه وكلي أمل بإيجاد علاج نهائي لها.
لقد قدمت لكم إحدى مشكلاتي قبل سنتين (8340) واستفدت كثيراً من ردكم.
أصبحت الآن امرأة عاملة ولي وظيفتي ومصدر دخل, أشعر بالاعتزاز بنفسي وأن ثقتي بها تزداد والحمدالله.
عملي هو في وسط نسائي بحت, وهو شيء جيد ومريح .
إن شخصيتي ليست الجرأة الشديدة ولكني لست ضعيفة تماماً والحمدالله
مشكلتي باختصار هي خجلي الشديد حينما تقوم زميلاتي في العمل بفتح موضوع الجنس, أشعر بخجل شديد ولا أعرف لماذا, أقصد أنهم لا يقولون شيئاً لا أعرفه لكنني لا أحب أن أسمع هذه المواضيع
في العلن ويتحدثون بها بشكل جماعي.
حينما يبدأ النقاش في هذا الوضوع أشعر بحرارة في وجهي وأعجز عن الكلام أو الرد, أشعر أن لساني مربوط. وخاصة حينما يقومون بالتعليق علي وعلى خجلي, أو حينما يقولون أني أدعي الخجل أو الجهل, حينها أشعر بالغضب ويزداد خجلي ولا أستطيع الرد.
هذا الموقف يتعبني جدا فأنا لم أشعر بالخجل في حياتي, ولم أشعر به أيام مراهقتي فلماذا أشعر به الآن وأنا امرأة بالغة, أقصد أنني لم أضطر للتواجد في مكان يتحدث فيه الناس علانية عن مواضيع أو تلميحات جنسية أفهمها وأعيها
أعرف أن مصدر هذا الخجل هو من ثقافة العيب التي تربيت عليها ولكني أعيش الآن في زمن مختلف عن الماضي,
فالكل يتحدث في كل شيء, وأنا لا أريد ان أشعر بأني غريبة في المجتمع
15/04/2014
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله وأهلا بك معنا مرة أخرى, ونحمد الله أن يسر لك منفعة عن طريقنا عسى الله أن ينفعنا بك في الآخرة. خطر لي أن أعتذر عن استشارتك لأنك تطلبين أمرا مخالفا لقناعتي, ترين أن شعورك بالخجل من الحديث عن الأمور الجنسية مشكلة وتريدن التخلص منها, في حين أرى أن شعورك بالحياء هو شعور طبيعي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها وما المتحدثين والمتندرين بالأمر إلا مبتلين.
عندما نقرأ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستُّون -شعبة، أعلاها: قول: لا إله إلَّا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطَّريق. والحياء شعبة مِن الإيمان" أرى شعورك بالحياء دليل على إيمانك لا اضطرابك, المبتلى من نقص إيمانه شعبة الحياء.
عندما نقرأ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنَّ مِن أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرَّها" عندها أرى صمتك وإعراضك عن هذا الحديث نعمة ودليل قرب لمنزلتك عند الله ولا بد أن تري أثرها في دنياك.
عندما نقرأ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدركٌ ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذِّبه" أرى خجلك رحمة لك من زنا الأذن وسكوتك عن المشاركة تعفف لك عن زنا اللسان, أراك في نعمة لا اضطراب أو مشكلة تحتاج إلى معالجة.
اهتمامك وحديثك السابق مع زميلاتك المراهقات لم يكن يخجلك لأنه كان له دافع سوي وهو تبادل المعرفة أو فضول تجاه أمر يلفه الغموض في تربيتنا, ولكن ما دافع الحديث عنه بين نساء أو أشخاص ناضجين, هل هو للتعلم, أو الاستشارة, أو اشباع غير سوي لرغبات مقموعة. هل تعلمين أن الحديث ذا البعد الجنسي يعتبر حالة تحرش تعاقب عليها قوانين بعض الدول فلماذا يقبل بعضنا أن يكونوا آداة سهلة لإشباع رغبات محرومين, يبدو الحديث دائما أنه تندر ولكن الفكاهة بريئة منه.
يجوز الحديث عن هذه الجوانب مع المختصين لطلب المشورة, وبين الشركاء الفعليين لهذه العلاقة أي الأزواج, لست مضطرة بنيتي لتستمعي لفاحش القول الذي لا يأتي بفائدة سوى إشعال رغبات المحرومين من حولنا.
يزعجك تندرهم على شعورك الطبيعي بالحياء, وضحي لهم مرة واكسبي أجرهم بأنه من الحديث المنهي عنه شرعا, وخادش للمرؤة, أسمع من عندي من يضحك على وصفي لكن إن كانت لهم حرية الحديث فيما يشاؤن لما لا يكون لنا أيضا حرية الاختيار لما نمسع, إن لم تقنعك كلماتي بعدم ضرورة قبولنا لاضطراب من حولنا يمكنك دائما المتابعة مع سواي على الموقع.