لا تنظري بشكل عكسي للأمور

رد المستشار

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تذكرت بعد قراءة استشارتك الآية الكريمة من سورة المجادلة "إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)" أنت لا ترين منه سلوكا مريبا بل تشهدين له باللطف والتعاون والصدق معك ولكنك توسوسين بمناجاته لمن سبق له أن عرفهن قبلك، مجرد وسوسة لها نفس التأثير تحزنك وتبعدك عن شكر الله على نعمة الزوج الصالح والذرية الطيبة والاستقرار، تعوذي بالله من الشيطان الرجيم وأوقفي هذه الأفكار فورا.

واقع حياتك جيد الحمد لله فلا تجلبي لنفسك وأسرتك التعاسة بالتفكير اللامنطقي والسالب. تعدد علاقاته سابقا ليست بهجة كما تظنين أنها معاناة وحيرة وتوتر فاحمدي الله أن جنبك مثل معاناته ورزقك زوجا صادقا صالحا من البداية. الفوارق التي تشعرينها بينك وبينه مردها غالبا لفارق العمر بينكما والثقافة فهو لا بد قد تغير بعد عشرين عاما في الغربة.

يرى علم النفس أن هناك تميز للاختيار الأول والأخير. قد تكوني أنت مميزة في حياته أكثر مما هو في حياتك فهو قد اختارك بعد خبرة في الحياة والناس وفي مرحلة عمرية تتطلب الاستقرار ولقد توسم فيك هذه القدرة لماذا تنظرين لها على أنها استغلال لك، ألم يكن هو اختيارك أيضا. كيف سيكون شعورك لو أخذ عليك قبولك الزواج منه على اعتبار أنه أول من تقدم لك، ستنفين بالطبع وتصرين أنك اخترته من بين عدة لتميزه، مجرد قبول أي طرف الارتباط بالآخر هو تمييز له عمن سواه. أعلى درجات التقدير التي قد يمنحها الرجل للمرأة أن يختارها أم لأولاده لماذا ترينها بصورة عكسية، اختياره الانجاب منك تعني شهادة ضمنية أنك مميزة عن جميع من عرفهن قبلك. 

ما زلت حديثة عهد بالزواج والأمومة والاستقرار في مكان جديد وهي أمور تحتاج منك طاقة عالية وقد تشكل ضغط عليك فلا توجهي معاناتك تجاه شريك حياتك فهو الأكثر قدرة والأقرب ليعينك في جميع أمورك. اشغلي نفسك ببناء حياة مع زوجك وطفلتك بدل الانشغال بماضيه، فكري فيما يجعل زواجكما أقوى وأكثر إسعادا لكما كي تضمني عزيزتي أن تكوني فعلا اختياره الأخير.

واقرئي أيضا:
الغيرة : ماضي الرجل والثقة بالنفس
هي تشك: وأنا صاحب ماضي
أسامحها لا أسامحها

المستشار: أ.د حنان طقش