عذاب الضمير
السلام عليكم ورحمة الله، أولا; أشكركم كثيرا على هذا الموقع الرائع وأشكر كل القائمين عليه
قد ترون هذه المشكلة بسيطة ولكنها بالنسبة لي معضلة حقيقية تؤرقني وتجعلني أكره حياتي.
أنا شاب كمعظم شباب مصر تخرجت من دراستي وبحثت عن عمل في مصر فلم أجد عمل يؤمن لي حياة جيدة ويحقق لي طموحاتي فقررت السفر للعمل بالخارج وسافرت وبدأت رحلة تكوين مستقبلي وكمعظم الحال في العاملين بالخارج أقضي عامين خارج بلادي ثم أعود شهرين أو ثلاثة أشهر إجازة من عملي وبعد أن أصبحت قادرا على الزواج قررت أن أخطب وطبعا نظرا لظروف عملي كما وضحت لكم فأنا أقضي ثلاث شهور على الأكثر في بلدي وكنت أحب فتاة وتواعدنا على الزواج ولكن أهلها أجبروها على الزواج من شخص آخر في الوقت الذي كنت فيه أكون نفسي حتى أتقدم لها وتزوجت وتألمت كثيرا لزواجها ورضيت بالنصيب وحمدت ربي والآن أريد أن أرتبط حتى أسافر عامين وأعود لأتزوج.
وبدأت أن أبحث عن فتاة لأرتبط بها وعلى طريقة زواج الصالونات كما نسميها وخلال فترة إجازتي بدأت ألتقي بالعرايس وتعبت كثيرا لا أجد الإنسانة التي أريدها
كيف نتزوج بهذه الطريقة المهم قررت أن أتنازل عن بعض المواصفات التي أريدها في شريكة حياتي والتقيت بفتاة وأعجبتني وأعجبتها واتفقنا على إتمام الخطوبة ولكن لم تستمر الخطوبة لمدة شهر وانفصلنا لم أفهمها ولم تفهمني وبقي لي شهر واحد في إجازتي وأسافر بحثت مرة أخرى حتى يأست من البحث وأخيرا التقيت بفتاة ليست كما أردت ولكنها جيدة من نفس مستوى الاجتماعي وقريبة التفكير مني وملتزمة دينيا واستخرت الله عدة مرات وارتبطنا..
بعد شهر من الخطوبة لا أعرف ماذا حدث لم أعد أستطيع الحديث معها ولا أشعر أني أحبها وحتى صوتها لا أطيق سماعه وهي على العكس تعلقت بي كثيرا وأحبتني كثيرا وهي صارحتني بحبها أولا ولكن أنا لا أشعر أني أحبها ولكنها سألتني هل تحبني فوجدت نفسي فى موقف حرج هي تقول لي أنها تحبني جدا فكيف أخبرها أني لا أحبك؟.... فقلت لها نعم أحبك ولكن لم تخرج من قلبي
انتهت إجازتي وسافرت لأعود لعملي واتفقنا أني سأعود بعد عام ونصف للزواج حتى أنتهي من تأسيس المنزل
حاولت كثيرا أن أحبها وحاولت وحاولت ولكن لم أستطع وهي في نفس الوقت تزداد تعلقا بي وحبا وأنا لا أشعر بأي حب تجاهها وأصبحت لا أطيق سماع صوتها أو حتى مجرد الدردشة الكتابية معها ولا أعرف السبب ولكن لا أشعر أن هذه هي زوجتي مرت ثلاث شهور على خطوبتنا وأنا أتعامل معها ببرود هي تسمعني وترسل لي أجمل كلام الحب والشوق وأنا أرد عليها باقتضاب وبيني وبين نفسي وفي صلاتي أطلب من الله أن يجعلني أحبها ولو جزء ضئيل من الحب التي تحبني هي لي ولكن لا جدوى وتعبت جدا من هذا ولا أعرف ماذا أفعل..
هل أصارحها وأقول لها أنا لا أحبك؟
لا أستطيع أن أفعل هذا سوف أجرحها وأحطم قلبها وهي التي تخاف علي وتحبني
تعبت وتألمت كثيرا لهذا وأصبحت أحتقر نفسي وأشعر بظلمي لها ولا أعرف حقيقة لماذا تعلقت بي هكذا وأنا أعاملها بكل برود.
قررت أن أجعلها تكرهني حتى تطلب هي أن ننفصل وأصبحت في منتهى البرود والفظاظة تتصل بي ولا أرد على اتصالاتها وتبعث رسائل ولا أرد وحتى إن رددت أرد ببرود وبدأت تشعر بتغيري ناحيتها وتسألني وأنا أتحجج بمشاكل العمل والغربة وضيق الوقت.
سألتني مباشرة هل تحبني لم أستطع أنا أجيبها هذه المرة وأصبحت أفتعل المشاكل معها وهي تتحملني وترد علي بكل حب وتقول لي سأظل أحبك حتى لو لم تكن تحبني..
آه تعبت ماذا أفعل حتى تفهم من دون أن أجرحها مباشرة
لجأت إلى أن أسوئ سمعتي حتى تكرهني ولكنها متمسكة بي رغم ذلك
يأست وتعبت ولا أعرف ماذا أفعل لا أريد أن أصدمها وأكسر قلبها بمواجهة صريحة
ولا أريد أن تضيع وقتها معي قد يأتيها شخص يحبها ويقدرها أفضل مني الآن أصبحنا مخطوبين منذ 6 أشهر ولا أعرف ماذا أفعل حتى لا أظلمها معي أكثر من ذلك وخصوصا وأنها ليست صغيرة في السن فعمرها الآن 26 عام وهي تنتظرني حتى أعود بعد عام لأتزوجها
أشعر بعذاب وتعب وألم ولا أستطيع العمل ولا النوم حتى الطعام فقدت شهيتي إليه وكثيرا ما يوسوس لي الشيطان بالانتحار والخلاص من هذا العذاب ولكني أدعو ربي أن ينهي هذه المشكلة بحكمته
أرجوكم ساعدوني
أشكركم في النهاية وآسف على الإطالة
وأرجو عدم نشر بياناتي
28/08/2014
رد المستشار
من يقرأ سطورك وما اخترته كعنوان لمشكلتك سيتصور أن الجريمة جريمتك أنت، ولكن الحقيقة الجريمة جريمتها هي!، فالمشاعر لا يمكن تزييفها مهما تم ترقيع الزيف بكلمات وصور وإنترنت أحمق، لذلك كانت دوما تسأل هل تحبني؟؟؛ فالحب يصل دون احتياج لتأكيدات بلهاء؛ فالكلمات والصور وغيره يكون متمم لتأكيد المشاعر لعجز صاحبها أن يعبر عن كم وعمق المشاعر الموجودة أصلا؛ فقط أنت تورطت بحمق شديد في إكمال أركان جريمتها المجرمة في حق نفسها!؛ فهي في الغالب تقع تحت ضغط سنها، وتتصور أن الزواج هدف في حد ذاته من لم يصل إليه فهو فاشل يحتاج للشفقة وقد يتأثر بحماقات أخرى تجعلها تتخيل أن عدم الوصول للهدف سيجعلها تواجه أصابع اتهام لتهم لا تخصها!؛
فهي فرطت في حقها أن تحب وفي حقها أن "تتشاف" فكيف تتورط معها فتفعل ذلك في نفسك تحت مسميات خائبة مثل "كسر قلبها؟"، ألا تقتل هي نفسها بالزواج من شخص تعلم يقينا من داخلها أنه يرفضها وتقول له أحبك حتى لو لم تحبني؟!؛ أي شفقة هذه وما هي جدواها؟؟؛ وأبشرك أنك لست وحدك؛ فمن تزوج بامرأة "مجاملة"، أو خوفا على من تزوجها؛ ظلمها وظلم نفسه أضعاف أضعاف ما كان يخاف منه بالمواجهة!؛فاتقي الله في نفسك وساعدها على عدم إتمام جريمتها النكراء في حق نفسها؛ فرفضك لها لا يعني إطلاقا أنها سيئة؛ ولا أنك سيء؛ فقط يعني أنكما ليسا مناسبين لبعضكما البعض، فالقبول، والحب سر من أسرار الله يضعها في قلوب البشر لا يمكن معاندته؛ فلتفق من الحماقات التي تورط نفسك فيها المرة تلو الأخرى؛ وأرجو أن تتذكر تلك الجملة في طيلة حياتك، وفي كل مساحات حياتك "لا تتحرك أبدا نتيجة إحساس الخوف، أو إحساس الذنب" إنجو بنفسك، ونجها من نفسها وأنهي تلك العلاقة الآن؛ فألم ووجع إنهاء تلك التمثيلية ستكون أرحم كثيرا من التورط في المزيد إن تزوجتها وأنجبت منها؛ وكذلك أتمنى أولا أن تشفى من قصة حبك القديم بصدق حتى تتمكن من الدخول في تجربة زواج وحب حقيقية، فأنت تستحق أن تحب وتتزوج بمن سيهواها قلبك وتناسب فكرك.. وهي كذلك.. هيا ابدأ..واقر أيضا :
التعليق: تحليل رائع أستاذة أميرة.... وأنا في إنتظار رأي حضرتك في المشكلة التي أرسلتها أليك بعنوان "ابتسامتها"...
مع خالص التحية والتقدير