مشكلتان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
لدي مشكلتان.. الأولى
كنت أود السؤال عن نظام جدد علاقتك بجسدك، كنت أحاول أن أقوم به وبالفعل بدأت ولكن سرعان ما تراجعت.. لا أعلم السبب ولكني فعلا مقتنعة به.. ولعل الشفاء يكون بسببه، كان أصعب جزء هو الوضوء لأني علمت أنها ليست من سنة النبي، المهم أني أفتقد إلى الحافز لكي أقوم بالتغيير، أنا 105 كيلو وطولى 1.65، مؤشر كتلة الجسم 38 وكسر
أنا لي تجربة وحيدة في الرجيم كنت 120 ثم إلى 80 ثم إلى 124، منذ 2005 _ 2006 وحينها قررت أن لا أحاول أن أنحف
ولكن منذ عام تقريبا بدأت أشعر أنه يجب علي أن أفعل ولكن ما قمت به هو الدعاء لأني أعلم أنه يجب علي ولكن ليس لدي الحافز فكنت أدعو وبفضل الله نحفت من 127 إلى 100 في عام بتقليل الأكل وبعض الرياضة غير المنتظمة
ولكن في الفترة الأخيرة لا أعلم ماذا حدث.. أنا الآن 105 تقريبا
عمري 26 عاما، غير متزوجة، لا أعمل، دائما أحس بالملل
ليس لدي ما أقوم به سوى أني حفظت القرآن بفضل الله (مع الأخذ في الاعتبار أنه حفظ سيء)
وأقوم بتعليم النساء أحكام التجويد
ومشكلتي الثانية
أني عندما بدأت الالتزام بدأت بحفظ القرآن ثم ترقيت وكان همي هو التجويد حتى وصلت إلى مستوى جيد ولكن القرآن الآن بالنسبة إلي هو مجموعة من الحروف
مش عارفة أغير المفهوم ده عندي.. نفسي أٌقرأ القرآن وأتدبر
أنا غير مواظبة على تلاوته حتى
أحس أني بعدت كثيرا عن الله
لا أستطيع سماع درس، مش عارفة إيه اللي حصل بعد رمضان، أصلي بدون نوافل، آكل بشراهة
لا أتابع في التلفاز إلا الكرتون وبعض برامج الطبخ لأن الأفلام حرام
نفسي ألتزم بجد
معذرة على الإطالة
جزاكم الله خيرا
11/09/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "مروة":
أما مشكلتك مع الريجيم فسأتركها لأصحاب الاختصاص وأجيب على سؤالك الثاني...
أخت مروة، تفيض كلماتك بالملل والضجر، وهذا طبيعي في مثل أيامنا فلا شيء يدعو للتفاؤل والنشاط، غير أني لاحظت أيضًا من بياناتك الشخصية وجود فراغ في حياتك، عملي وفكري، وهذا كفيل بإيصالك للحالة التي أنت عليها من الملل.
وهنا تقعين في دائرة مفرغة: فراغ، فملل، فعدم رغبة في العمل، فملل أكثر، فعدم رغبة أكثر... وهكذا...
ولابد لنا من كسر هذه الدائرة بعمل تقومين به، يسير وبسيط، ثم ينمو مع الاستمرار بسهولة ويسر.
هل تقومين بطبخ ما رأيته في فتافيت؟
لماذا لا تختارين طبخة جديدة مثيرة بالنسبة لك لم تتذوقيها من قبل وتقومين بتنفيذها؟ التلهف لمعرفة الطعم الجديد ثم تذوقه، والشعور بالسعادة لآدائك عملًا ما، كل ذلك كفيل بأن يعطيك دفعة إلى الأمام...
اقرئي كل يوم ولو نصف جزء من القرآن الكريم ولا تفوتيه مهما كانت الأسباب، فهذا أولًا: له أثر كبير في تنشيط الروح وطرد الملل. وثانيًا: يتدرب لسانك فتصبح القراءة المجودة عندك آلية، وينصرف انتباهك عن الأحرف إلى تأمل المعاني... أما إن قصرت في التلاوة فستضطرين في كل مرة إلى تدريب لسانك من البداية على الألفاظ، وستتبقين تراوحين مكانك ليصبح القرآن كما ذكرت: مجموعة أحرف تقرئينها بين الفينة والأخرى.
عليك أن تتحايلي على نفسك، إن كَسِلَتْ أعطها بعض المشجعات، من هوايات...، طعام تفضلينه، اجلسي في حديقة هادئة تحت شجرة واشربي بعض العصير وتأملي في خلق الله...، شاهدي أفلام كارتون أو الطبخ، أو أشغال يدوية إلخ...، افعلي أي شيء يريحك، واجعلي له وقتًا محددًا من حياتك...
توقفي عن مشاهدة الأخبار إن كنت تفعلين، واجهدي –إن كان هذا متاحًا -أن تصلي فرضك في المسجد، ومرة واحدة في اليوم كافية، ولا داعي لسماع الدروس، فالمقصود هو التعرض للأنوار التي تهون عليك العمل وتذهب ثقله...
وللنفس إقبال وإدبار فلا تجزعي وابدئي بخطوة، والخطوات بعدها تتابع بيسر إن شاء الله.
ويضيف أ.د وائل أبو هندي قرأت في أول رد أ. رفيف الصباغ أنها سترد على المشكلة الثانية تاركة الأولى لأهل الاختصاص... ثم انقطعت الكهرباء واسود الجهاز، وحقيقة كنت أقصدها رفيف لترد عن الجزئية الأولى في تساؤلك عن برنامج جدد علاقتك بأكلك وجسدك ناسفة بسؤالك أحد أهم آلياته وهو الوضوء قبل الأكل بعد أن علمت –لم تذكري من أين؟ -أنها ليست من سنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، مبلغ علمي هو أن الوضوء ليس فقط قبل الأكل بل وبعده سنة من سنن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وهكذا جاء في كتاب الأكل ضمن موسوعة إحياء علوم الدين لمولانا "أبو حامد الغزالي"......
لست فقيها ولا عالم سنة ولكن أعلم أنه يجوز لمثلي الاجتهاد....، ولكم آلمني وأنا أبحث على الإنترنت فقيرة العربية أيامها أن أجد اختلافا حول مسألة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يغسل يديه قبل الأكل أم لا؟ فتجدين من يثبت نعم ومن يثبت لا... وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله بل كان يتوضأ وضمن الوضوء تطهير اليدين!.... فإن قيل أن الإحياء كثيرا ما يستشهد بالضعيف والغريب من الأحاديث فإني أقول لا علاقة لي بذلك فأنا في بحثي الذي أقصد منه خدمة الناس مسلمين وغير مسلمين باتباع سلوكيات معينة من صفتها أنها تنبه الوعي وتشحذه فتجعل الآكل يستشعر نعمة الحالق سبحانه وهو يأكل....
وإذا أضفت ما زدناه في البرنامج من تشديد استخدام اليمين وليس فقط تفضيل استخدامها كما في السنة النبوية المطهرة وصولا إلى الامتناع التام عن استخدام اليد اليسرى في مساعدة اليمنى أثناء الأكل وهذا ليس من السنة وإنما هو قيد سلوكي قد يكون صعبا.... المهم أن جوهر المسألة هو أني أرشدك إلى سلوك معين أستعين فيه ببعض الإنارات من سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام والمسألة اختيار أردت أن يكون صالحا لكل الناس وأكثر من أبلغوني عن صعوبة تعلقت صعوباتهم دائما بحظر استخدام اليد اليسرى أو بالقدرة على إبطاء سرعة الأكل..... أما الوضوء فأنت أول من تشتكي! ولعل البرنامج بهذا الشكل لا يناسبك يا "مروة".
لا أدري حقيقة سببا لاكتئابك إلا ذلك الهم المستمر الذي يسببه الوعي بالوزن... نصيحتي بعد تجريب ما نصحتك به مجيبتك أي محاولة التغيير السلوكي أن تبحثي عن علاج للاكتئاب مع الكف عن إدمان العذاب المسمى السيطرة على الجسد, ولعل في نصائح غيرنا من مستشاري مجانين ما يفيدك تصفحي وتابعينا.
واقرئي أيضا:
مع نفسك مع الدكتور: عواقب الرجيم سوداء
من القهم إلى القهم النهامي والاكتئاب
الاكتئاب أم النهام أم الرعب من البدانة؟
التعليق: ليس لدي ما أضيفه على رد الدكتور وائل....
ولكن ملاحظة عبارتك بأن القرآن الكريم مجرد حروف ...الخ.
هذا الاختلال المعرفي أثناء النهار مع موشر كتلة الجسم بحدود 38 هو كارثة طبية تشير إلى احتمال إصابتك بانقطاع النفس النومي
مثل هذه الأعراض كثيرة الملاحظة في الممارسة العصبية النفسية في الشباب ولذلك لا حل لك سوى أن تستهدفي موشر كتلة الجسم إلى 30 ودون ذلك.
احذري من تعاطي عقاقير طبية نفسية الآن دون الهدف أعلاه.
إن لم تفعلي شيئاً حول الوزن فالأعراض ستتطور وتصبح أشبه بأعراض فصام وتنتهين بتعاطي العقار بعد الآخر.