من أنا..؟
مرحبا..
سأحاول اختصار رسالتي بقدر المستطاع رغم تفاصيلها الكثيرة...
أنا بنت عمري 21 سنة كما ذكرت، يكبرني 3 أخوة ذكور ويصغرني ذكر واحد
تبدأ قصتي عندما كنت طفلة وعمري عامان أو ثلاثة حيث تعرضت لاعتداء جنسي من أحد الأقرباء، وصدفة عبرت لأمي عما حدث فحمتني وأخبرت العائلة أبي وإخواني وبدورهم عزلوني عن هذا المراهق. وبعد سنة تقريبا سافر هو إلى أوروبا ونسيته ونسيت الأمر، إلى أن عاد وكنت آنذاك مراهقة أبلغ من العمر 14 وبدأت ذاكرتي باسترجاع الصور ولا أدري إن كانت هذه الأفكار والصور من نسج خيالي ولكنني لا أظن.. في ذلك الوقت فكرت بالانتقام كثيرا وكنت أبكي جدا كلما تذكرت
ولكن هدا الموضوع ليس قضيتي..
في مراهقتي تولعت بالقراءة والأدب والثقافة
واندمجت جدا مع من يكبرني بالعمر وكونت صداقات أدبية على الإنترنت، إلى أن بلغت الـ 15
في عمر الـ 15 انقلبت حياتي، تعرفت على أول حب كان أحد المعجبين بما أكتب من قصص، يكبرني بـ 8 سنوات، ولكنني لم أشعر إلا أنه مرآتي، ليس شبيها وإنما مكملا لي.... أحببنا بعضنا بشغف شديد خوف شديد ومغامرة أشد بعلاقتنا بنينا دينا اسمه الحب ومررنا بمراحل عدة لا أدري كيف أكتبها، الأمر الوحيد الذي كان يعذبني قصة الاعتداء التي أخفيتها، ولأن علاقتنا تطورت وتوطدت قلت له كل شيء بعد عامين، كانت ردة فعله الوحيدة هي احتضاني واحتضان كل ألمي وغضبي وكراهيتي وتلاشت كل رغبة بالانتقام، لم أعد أخشى شيء وقلما بكيت بسبب هذا الموضوع.
ولكن ما كان واضحا وجليا جدا أنني لا أشعر بطهر العلاقة الجنسية إلا مع حبيبي، تبادلنا القبلات عندما بلغت الـ 17 تقريبا وكانت علاقة صريحة ولكن مليئة بالإخلاص، وفي أحد الأيام نقلت إلى المستشفى في حالة إسعافية بسبب ألم في البطن وقد تبين وجود كيسة في مبيضي أظن، وعندما أراد الطبيب أن يفحصني صرخت وبكيت ولم أستطع الذهاب إلا لطبيبة رغم أنني لا أعتقد أبدا بحرمة كشفه لجسدي فهو طبيب !! هذا الحدث جعلني أتأكد أنني لا أثق بلمسة أي رجل سواه، سوى حبيبي أقصد
في عمر الـ 19 اثنان من إخوتي الذكور اكتشفو علاقتنا وقرأوا 8000 محادثة بيننا على الفيس بوك وكانت المحادثات تحوي كل ما يتعلق بعلاقتنا وضمن آلاف كلمات الإخلاص قرأوا كم جملة ذا مضمون جنسي، تعرضت للضرب والإهانة وزرعت فكرة في عقل أمي أنني عاهرة، هذا الأمر اقتصر على اثنين من إخوتي وأمي أما البقية فلا يعلمون شيئا
وعدت عائلتي أنني تركته، زغم أن حبيبي ذهب لمقابلة أخي وتوضيح الأمور له بأنه يحبني ويريد الزواج مني ولكن أخي طلب منك أن يتركني... تركنا بعضنا شكليا واستمرت علاقتنا سرا
بعد أشهر انتقلت للسكن وحدي بسبب ظروف الحرب في سوريا والدراسة الجامعية وبالصدفة كانت مدينته، لذلك فقد كنا نسكن سويا لمدة 9 أشهر كانت أسعد أيام حياتي
بقيت عذراء طبعا من كل الجهات طبعا، لم نوقع عقدا سريا فالعقد كان روحانيا وقد نذرنا أنفسنا لبعض، كما نؤمن أن الزواج ليس عقدا ورقيا وإنما روحانيا
في هذا الفترة ظهرت جوانب لم نكن ندركها ببعضنا وأنفسنا وكلما تكشفت سلبياتنا زاد التعلق، وكل ما تشاركناه هو الحنان والدفء والدموع والضحكات والطعام والدراسة والأفلام... وقهوة الصباح، الجنس لم يكن بقمته ولم يكن إلا رغبة في الحب والنهل من هذا النبع
بعد 9 أشهر قررت عائلتي السفر للسويد فذهب هو إلى هناك وكنا على موعد أن نلتقي هناك ونتزوج بشكل رسمي، ولكنه سافر إلى السويد وبسبب الظروف مكثنا في الجزائر، مكثنا 7 اشهر دون حياة بالنسبة إلي، لادراسة ولا حياة، فقط قراءة، كنا على أمل أن يأتي للجزائر ونتزوج وأسافر معه ولكن أوراقه تأخرت وتأخر زواج السفر لأنه لاجئ سياسي، وبعد 7 أشهر من التأمل قرر أبي السفر إلى هولندا بطريقة غير شرعية ورغم خوفه الشديد علي قلت له سنلتقي في أوروبا ولن نفترق أبدا
وفعلا انتقلت لهولندا وأتى حبيبي لخطبتي وقوبل بالرفض الشديد من إخوتي وقوبل بالإهانة المبطنة من أبي لأسباب أجهلها، حاولوا تهميشي وإبعادي ولكنني واجهت أبي فقال لي صدمت أنك على علاقة حب منذ سنوات ونحن الآن لن نتخذ أي موقف قبل مجيء أمك التي نننتظرها في الأشهر المقبلة
أخوتي الرجال وأعمارهم 30 و 32 رفضوا بسبب المحادثات، أبي أشعر أنه سيرفض بسبب تأثير إخوتي وبسبب تقاليده الموروثة، أخي الثالث استشار باحثة وقالت أنني غير متوازنة عقليا وقد تعرضت لغسل دماغ لأنني أحببت رجلا وقد كنت مراهقة، أمي صامتة وغالبا تقف مع العنصر القوي أي أخوتي مما جعل علاقتنا تتدهور في السنتين الماضيتين
قد يجدر بي الذكر أنني أملك شخصيتين وحياتين، البنت الهادئة جدا المتعبة المليئة بالتشاؤم في منزل أهلي، والبنت المفعمة بالحياة والحيوية خارج المنزل، حياة البنت المؤمنة بمبادئ تعلمتها من نهمها بالقراءة وبنت معتكفة لا تناقش ولا تقرر ولا تتكلم حتى
أشعر انني اعاني من التهميش، لا أدري فعلا ما هو سؤالي؟ إنني أعيش صراعا بين عائلتي وحب حياتي، لن أفضل من يهمشني على الرجل الذي أحب كل شيء بي كما أنا وبكل سلبياتي الرجل الذي ضحى من أجلي بكل ما يملك.
لطالما ضحى والدي لأجلي ولكن ليعيشوا حياتهم عبري وأنا أصر على أنني كيان مستقل، ولكنني صادقة مع نفسي أيضا أخشى من الحنين والذنب، أخشى أن أدمر عائلتي، ولكنهم يدمرونني بشرقيتهم وخوفهم ومغالاتهم
أخيرا... هل أنا فعلا غير متوازنة عقليا كما قالت عني الباحثة؟
لا أشك بحب حياتي وإنما أشك بماضيى وأن كانت آثازه واضحة علي وشكرا..
05/10/2014
رد المستشار
السلام عليكم، عزيزتي "nour"
قرأت مشكلتك بتمعن وتألمت لما مريتِ به من آلام ومصاعب نفسية واجتماعية، واستحسنت قوة جأشك وتعويضك لما شعرت به من نقص في حياتك بالقراءة والأدب وهو تعويض ناضج.
جميل ثباتك العاطفي وتمسكك بحبك لشخص أحببته بإخلاص خلال سنوات عديدة، لكن الحب لا يكتمل إلاّ بالتعهد والتعهد لا يأتي إلاّ بالشرعية. صحيح أنك تشعرين بالتعهد تجاهه وتسمين ذلك التزاما وتعهدا ولكن ماذا عن التعهد لله ؟
يظن البعض ماذا تفعل بضع كلمات متواضعة لتضفي شرعية على علاقة متينة قلبياً ؟! إنها في عمق ذاتها تعني فقط أنني لا أعصي الخالق في سبيل حب المخلوق.
ومن الناحية النفسية سوف يسبب هذا الحب المتعدي على الخالق أزمة نفسية للشخص لأنه سوف يشعر بأن الشخص هذا هو السبب في ابتعاده عن خالقه.
وأما من ناحية مخالفة إخوتك بهذه العلاقة، حاولي أن تهيئي فرصة لقاء ثلاثية تجمعك مع والدك والشخص الذي تنوين الزواج منه ربما تحتاجين للقاءات متكررة حتى يقتنع ابوك بشخصية الخطيب المتقدم.
وبالنسبة لسؤالك هل أنا غير متوازنة ؟
أقول أختي العزيزة لم أرى في رسالتك ما يبين عدم التوازن العقلي فهذا الموضوع له تعريف معين في علم النفس إذا كان موجوداً كان ظاهراً في الرسالة ولكنني لم أرى ذلك .. وربما أخوك وصفك بطريقة جعلت الأخصائية تظن أنك غير متوازنة عقلياً أو أنها قالت غير أنك غير متوازنة عاطفياً (لا أعني أنك غير متوازنة عاطفياً بل ربما كان تشخيص زميلتي) ففسرها ونقلها أخوك بعدم التوازن العقلي.