أريد حلا
لا أدري من أين أبدأ ولا أعلم ما أصابني, أشعر أني مصاب بكل مشكلات العالم دفعة واحدة...
طفولتي كانت طبيعية نوعا ما, صحيح أن أبي كان قاسيا ولكنه كان حنونا, لكنه كان يضرب أمي كثيرا حتى أنه لم يمر علي يوم بدون أن أرى المشاكل بينهما, مشاكلهما كانت بسبب الغيرة من قبل أمي, تبقى تتكلم وتتكلم حتى يجن جنونه ويضربها, وفي اليوم التالي كانت أمي تتفشش بنا حيث أن أي مشكلة بيني وبين إخوتي الصغار كان يجن جنونها وتضربنا ضربا شديدا, بالإضافة إلى أن أبي كان يضربنا أيضا, لست أحمل في نفسي ذرة كره لهما لكن أردت أن أكتب عن طفولتي لأنكم تسألون عن هذه المرحلة دائما
بغض النظر أنا كنت الطفل المكروه في العائلة والقوي المتسلط وأذكى إخوتي, أنا كنت شخصية دقيقة وقوية الملاحظة أكره الإهمال وأكره العشوائية وعدم الانضباط وهذا ما سبب لي مشاكل مع أمي وإخوتي فعلى عكسي هم طبعهم عفوي وعشوائي لا يكترث لدقائق الأمور.. فمثلا إذا أصدر شخص ما صوتا أثناء الأكل أنزعج بشدة وكانت أمي تصدر الأصوات وبشدة وبكثرة رهيبة مع أنها كانت بالثلاثين من عمرها فأخبرتها يا أمي عذرا لا يصح فأنت امرأة ويجب أن تحافظي على إتيكيتك ويجب أن تكوني بأفضل حال وهذا أمر لا يليق بك ولكنها لم تتقبل هذا الأمر مني ومنذ ذلك الوقت من كان عمري 12 سنة إلى الآن وهي تصدر هذه الأصوات أنزعج وأقهر بشدة لأني أخبرتها لكنها لم تعر نصيحتي اهتماما وأنا لا أبين لها أني أكترث لكن أحيانا أنزعج وأغادر صالة الطعام,,
ومن صفاتي أني لا أحب الوسخ في البيت والقرف وأهلي عكسي فقد تجد عظام وبقايا طعام متناثرة بالمطبخ ويرمون أوراق على الأرض وكأنهم بالشارع ويجن جنوني وأصرخ أنتم بشر أم بهائم لماذا توسخون المكان الذي تعيشون فيه.. وياه كم كرهوني وسببت لي هذه الأمور المشاكل معهم.. واستمرت الحياة على هذا الحال إلى الآن إلا أني أصبحت أقل تدقيقا بالأمور وهم اعتادوا علي منذ طفولتي إلى الآن
في الثالثة عشرة من عمري أصابني مرض.. في بدايته كنت أخبر أمي أني لا أستطيع الجلوس على الأرض عند الأكل لأن قدماي تؤلمانني,, فقالت لي بلا دلع أقعد وكل مع إخوتك.. ظننته عارض ويمر بسلام ولكنه كان ذلك المرض الذي رافقني منذ ال 13 سنة إلى هذا الوقت بغض النظر عن معاناتي مع المرض في بدايته كنت عصبيا مشوشا أخاف أن يعرف أحد أني مريض.. لكي لا أشعر أن أحدا يشفق علي.. تطور المرض وازداد وانتقل من مفصل إلى مفصل والأطباء عاجزون عن معرفة ما هو مرضي ولم ينجح أحد في علاجي إلى الآن..
يا ليت أن المرض اقتصر على الألم.. فأنا سأحتمله ولن أظهر لأحد أني مريض ولن أجعل أحد يشفق علي... لكن المرض أعراضه ظاهرة على وجهي حيث أن وجهي مليء الآن بالتجاعيد وأنا بالثالثة والعشرون من عمري فقط...
خلال مراحل المرض تحولت من ذلك الشخص الذي يهتم بنظافته وترتيبه وفي أدق تفاصيله إلى إنسان مهمل لا أبالي بشيء ولا أكترث بشيء,
آخ كم سمعت انتقادات من الناس مسخرة واستهزاء, لم أكن أرد على أي شخص كنت أكتفي بالصمت, كنت أكتفي بالحسرة التي تأكلني من داخلي.. كنت أبكي كل ليلة لماذا أنا لماذا أنا,,, بالنهاية اعتدت على وضعي.. لكن دراستي ضاعت من يدي رسبت 5 سنين جامعة مع أنني الأول على شعبتي بالثانوية.. أغيب عن الجامعة ولا أبالي أحس أني مخدر لا أعي شيء.. لكم أن تتخيلوا أنه في الكثير من المواد يكون مجموعي بالامتحانين الأول والثاني أكثر من 40\50 .
وفي الامتحان النهائي لا أذهب للامتحان أستيقظ في الصباح أنظر إلى المرآة وأرى وجهي الذي يكون منتفخ بالصباح فأرجع إلى فراشي وأنام.. شهد لي أقسى بروفيسورات الجامعة أني أذكى طالب رآه في هذه السنة وتحمست لأنه مدحني فدرست وأبدعت إلى أن جاء الامتحان النهائي وتغيبت عنه لا أدري لماذا.. أهلي أصبحو يتظقلون مني شماتة من كان يحلم أن يصل إلى ربع مستواي في الدراسة تقتلني وهو الآن متخرج وأنا بقيت بالجامعة ومع ذلك يأتي هذا الشعور بالندم ويذهب في دقائق لا أدري ماذا كتبت ولن أعيد قرأته لا أدري هل أفكاري مرتبة أم مبعثرة..
في أحد مراحل حياتي سمعت من أحد قريباتي أنها تراني جميلا وذا شخصية جذابة لم يكن حينها المرض وصل إلى وجهي بشكل كبير... تعلقت بهذه الفتاة وأحببتها لأنها رأت بي شخصا مميزا.. وأصبحت أحلم بها ليلا نهارا.. وتكلمت معها وعندما أخبرتها أني أحبها وجدت منها القبول ولكن في اليوم التالي أحسست أنها كانت فقط تريد أن تثبت لنفسها أنها تستطيعأن توقع أي شخص أرادت.. جن جنوني وتأكدت من نواياها.. ذهبت وشربت الخمر وجننت واتصلت بها وصرخت ووووو.. وانتهى الأمر,,
لكن لست أنا من أخدع بقيت ألف وأدور حولها إلى أن خليتها تتعلق في,, ولكن ليس كحبيب.. اكتشفت أني لعبتها التي تتسلى بها تترك شابا فترجعلي.. إذا تعرفت على شاب تتركني.. أنقذتها من كثير من المصائب ولا تبالي ترجع إلى شاب آخر وترتكب مصيبة وتكلمني وأنقذها حتى تكرر هذا الأمر 10 مرات.. المشكلة أنني أخدع في كل مرة!!! كل هذا لأنها أعجبت بي للحظة بسيطة.. وتعلقت بها فقط لأشعر أنني محبوب برغم ما بي من مصائب,, ياه كم أذللت نفسي وكم هانت علي نفسي.
آسف على الإطالة وآسف على الأفكار المبعثرة وغير المرتبة فقصتي لا تكتب ولن أستطيع طرحها في موضوع واحد تحتاج أكثر من موضوع ونقاش,, فقط أخبروني ماذا أصابني...... أريد أن تعود إلي إرادتي القوية.. أريد أن يعود لي أهداف في هذه الحياة... هنالك الكثير من الأمور الأخرى لكن تحتاج لوقت كبير لكتابتها ولا أستطيع ترتيب أفكاري
09/10/2014
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك وبسطورك ومعاناتك. بداية أذكرك بأن المعاناة متنوعة ومتدرجة، جزء من الحياة، وطريقة التعامل الصحيحة معها تكسب التميز.
لا أعرف ما طبيعة المرض الذي تعانيه ولا إن كنت تتناول أدوية لعلاجه، قليلة هي الأمراض التي لم يعد لها علاج، لديك باب واسع لتبحث عن تشخيص لمرضك وتقرأ عنه على الإنتر نت، فالتعامل مع عدو غامض متعب.
إن لم تجد تشخيصا لمرضك الجسدي فاعلم أنك تعاني من الاكتئاب، وعليك بالذهاب إلى طبيب نفسي في أسرع وقت.
ظروف نشأتك الأسرية من عنف الوالدين مع تذبذب تعامل الوالد بين الحنان والقسوة مضافا إليها عدم انسجامك مع أسلوب حياة أسرتك ألفت أساسا متينا لاكتئابك وانكفائك على نفسك، وتراجع دافعيتك وإنجازك في جوانب حياتك.
الفتاة التي أشرت إليها من الواضح أنها مضطربة بطريقة مختلفة فلا تشغل بالك بها، عندما تساعدها فأنت تقدم الحب غير المشروط الذي ترغب أنت بالحصول عليه، حصولك على هذا الحب ليس مرتبطا بجمالك الخارجي ولا بصحتك الجسدية بقدر ما هو مرتبط بسوائك النفسي، اقطع علاقتك بها وركز على مساعدة نفسك.
انفض عن نفسك آثار خبرات الطفولة وكل الكلمات القاسية التي سمعتها، وانسى ما مر بك من فشل وإحباط، توجه إلى طبيب نفسي ليسمعك ويصف لك ما تحتاجه من معالجة دوائية ومعرفية كي تستمتع بحياتك، كل يوم تتأخر فيه عن الذهاب للطبيب تخسر يوما من حياتك بلا سبب، وأنت أذكى من ذلك. أو ل خطوة للحصول على الحب الذي يحتاجه البشر أن تحب نفسك فتهتم بعلاجك النفسي والجسدي وتركز على تحقيق أهدافك.
واقرأ أيضا:
روميو يبكي وجولييت منفضة
عذاب القلب وانشغال البال
الحب وبلاويه مشاركة
الحب وبلاويه متابعة