فقدت رغبتي بالحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحببت شخصا لمدة أربع سنوات وبسبب العادات والتقاليد منعت اختلاف الجنسيات زواجنا وخطب أخرى وزفافهما بعد أشهر لكنه مازال يحبني
في البداية لم أعد أستطيع النوم وأقضي اليوم كله وحيدة أبكي لكنني لا أريد إشعار أهلي بشيء فكنت أخرج من غرفتي مساء وأجلس معهم وكلما سمعت أحدا يضحك يصيبني الحزن
وعندما أرى واحدة من صديقاتي يصيبني اكتئاب شديد لا أريد رؤية أحد أبدا لا أريد رؤية أي إنسان سعيدا
بعدها لم أعد أشتهي الطعام وأصبحت تصيبني آلام متكررة في بطني وظهري ورأسي
وأحيانا أشعر بشراهة للطعام وآكل بكميات ضخمة لم أعتد عليها من قبل
والآن أحيانا أجلس أبكي وفجأة أضحك في آن واحد
أحيانا أقوم بحركات كالمجانين فيظنني الجميع في غاية السعادة لكنني أحترق من داخلي
أصبحت لا أبالي بصرف الكثير من المال على أشياء غير مهمة
لا شيء يهمني أبدا الحياة كلها ليست لها أي قيمة بالنسبة لي
بالنسبة للجنس أصبحت أتخيله مع أخته وأعتذر عن هذا لكنني والله لا أقصد سوى شرح حالتي
كنت في السابق أشعر أنني جميلة لكنني الآن أشعر أنه تركني بسبب عيوب بي كحساسية في بشرتي ويدي
أشعر أنني قبيحة جدا وأي إنسان مكان من أحبه سيكرهني إن علم بعيوبي
أشعر أنني ثقيلة جدا عليه ولا أدري كيف تحملني كل هذه السنوات
أشعر فعليا بوجود شيء كغصة في حلقي لا أدري كيف أتخلص منها
لولا خوفي من الله لكنت انتحرت
وبدلا من الانتحار أصبحت أفكر بطرق تريحني مؤقتا كشرب الشامبو أو العطور لعلني أدخل في غيبوبة
كل تفكيري الآن هو متى أموت وكم سنة بعد سأعيش؟
أنا حقا لم أعد أرغب بالحياة ولا أستطيع الانتحار ولا أستطيع الذهاب لطبيب كي لا يعلم أهلي بشيء
ماذا أفعل أرجوكم أنا أتمنى الموت؟
11/11/2014
رد المستشار
السلام عليكم أختي الكريمة "هدى"
أشكر لك تواصلك معنا وأشكر لك صراحتك التي دائما تساعد في تشخيص الحالة وعلاجها وبإذن الله الشفاء منها.
إن ما تمرين به في هذه الفترة المهمة من حياتك إنما هو ردة فعل لما حدث لك اجتماعيا. وأنا أقدر أن خسارة شخص "عزيز" ليس بالأمر الهين. وأن التاثيرات السلبية من فقدان هذا الشخص لازالت قائمة. ولكن أود أن أوضح لك أن هناك شخص أهم وهي "هدى" وكون أنك تواصلت مع الموقع، لهو دليل على أنك جاهزة لأخذ خطوات إيجابية في حياتك نحو النهوض والخروج من دوامة الاكتئاب وكره الحياة. فالحياة جميلة بالفرد، لا بالآخرين. علما بأن وجود الآخرين مهم في حبنا للحياة.
إن ما تمرين به إنما يصنف تحت الاضطرابات الاكتئابية نتجت عن فقدانك "لشخص" في حياتك. وهذه التجارب تؤدي بالبعض للإصابة بالاكتئاب. وأود أن أطمئنك بأن الاكتئاب مرض يمكن الشفاء منه إن اتبعنا الاساليب العلاجية المقننه علميا. ولا عيب أن يصاب الإنسان بمرض.
أختي الكريمة البكاء والحزن والأفكار السلبية هي من أعراض الاكتئاب، فالعقل ذو المزاج المكتئب يرى العالم بطريقة سلبية مغايرا للواقع. فلو نظرت لنفسك وحواليك فإن هناك إيجابيات كثيرة عليك إعادة النظر فيها والتمعن وعدم الانجرار وراء الأفكار السلبية ومقاومتها بأخرى إيجابية. وهذا من ركائز علاج الاكتئاب. والأفضل طبعا الاستعانة بمعالج نفسي يساعدك على تغيير هذه الأفكار السلبية وأنا علي يقين بأنك سوف تشعرين بالتحسن وتتعلمين من خبرتك السابقة التي أثرت عليك سلبا. وكونك مثقفة وصغيرة في السن أثبتت الدراسات أن العلاج المعرفي السلوكي له دور كبير في التخلص من الاكتئاب بالنسبة لحالتك. وهذا متوفر في بلد الإقامة التي ذكرته.
أما بالنسبة للأفكار الانتحارية فهي تتلازم مع الاكتئاب الشديد والذي علينا التخلص منها وإن لم نستطع، نحاول التحكم فيها من خلال الابتعاد عن السلوكيات التي ذكرتيها سواء شرب الشامبو والعطور. فإذا تمعنت في مسبب الاكتئاب فإن ما حدث من "فراق" أنما هو جزء من حياتك وليس كل حياتك. وأنت أقوى من أن تنهي حياتك الجميلة بسبب فراق هذا الشخص. والحمد لله أنت علي دين والله سبحانه وتعالى يقول "إن مع العسر يسرا" إلى آخر الأية الكريمة في سورة الانشراح. وأدعو الله أن يشرح صدرك للإيمان. كونك في مقتبل العمر سيكون لك فرص أكثر وربما أفضل مما تظنين. تذكري أن الفرصة الفائتة ليست أهم فرصة من حياتك. وسوف يعوضك الله فرصة أجمل مما مضى .وفي نفس الوقت لاتستعجلي في نسيان الماضي.
إن نسيان الألم أمر يحتاج إلى وقت. وإن نسيان علاقة دامت لأربع سنوات يحتاج إلى مجموعة أشياء، أولهم: الابتعاد عن كل ما يتعلق بهذا الشخص وعدم البحث عن أخباره ومعرفة حياته فقد قدر الله لكم اتجاهين مختلفين وعليك المضي في حياتك بعيدا عنه. والأمر الثاني التركيز علي ما هو أساسي في حياتك وفي رأيي التعليم. فـ "هدى" المتعلمة المثقفة تستطيع أن تبني حياتها بشكل أفضل. والاهتمام في دراستك سيشغلك مع مرور الوقت عن التفكير في الماضي ويمنحك أمل المستقبل. والأمر الثالث أن لا تعيدي الكرة من جديد ففقدان واحد يكفي وأنصحك بالابتعاد عن إقامة العلاقات التي لاتؤدي إلا إلى أذيتك واكتئابك وبالأخص العلاقات التي تخالف شرع الله.
أختي "هدى" الاكتئاب مرض سهل علاجه إن تواصلت مع الطبيب المختص. والأعراض التي تشتكين منها من آلام وقلة نوم أو شهية إنما هي من أعراض الاكتئاب وستزول مع العلاج. أما بالنسبة لخيالك الذي ذكرتيه من علاقة بينه وبين أخته فإن الأخصائي النفسي أو الأخصائية يستطيعون مساعدتك بعد جلسة أو جلستين معهم. وإن ما ذكرتيه من ضحك أو بكاء وإحساسك بأنك مجنونة فأؤكد لك أنها ليست من آثار الجنون وإنما من آثار الاكتئاب وإن لم تستطيعي إقناع أهلك بطلب العلاج من الطبيب النفسي أنصحك بالذهاب لمستشارة نفسية في الكلية. وإن كانت خدمة الاستشارات غير متوفرة في جامعتكم ربما لجأت للطبيب دون علم الأهل كونك بالغة وهذا مسموح به في دولة الإمارات ويلتزم الطبيب بالسرية التامة.
وختاما إن تشخيصك حسب ما تفضلتم به هو الاكتئاب وعلاجه العلاج الدوائي والعلاج النفسي معا وبإذن الله يكون فيهما الشفاء.
أسعد الله يومك .
واقرئي أيضا:
هو بالفعل اكتئاب
ثقفي نفسك وثقي بها تدريجيا
إسدال الستار ليس سهلا وليس مستحيلا
لا تستسلمي لهذه السحابة السوداء
عدم سعادة