هل أنا مضطربة نفسيا؟

رد المستشار

 شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.

 رسالتك هي عرض مقطعي مختصر لمراهقة انطوائية تعيش شخصية على أرض الواقع وأخرى في عالم الخيال. الشخصية الأولى طبيعية والشخصية الثانية انطوائية تتميز بتوجيه غريزتها العدوانية صوب نفسها أحيانا (محاولات الانتحار) ونحو الآخرين في عالم الخيال. بعدها تشير الرسالة إلى تعاطيك عقاقير منومة ويفسرها الطبيب النفسي بوصول الإنسان إلى مرحلة يحاول فيها تخلص من تنافر نفسي أصبح لا يطاق.
 
 من خلال رسالتك تشيرين إلى توجهك إلى الشعور بالاضطهاد. الأصح من ذلك هو ولعك باقتناص دور الضحية ولكنك في نفس الوقت فاشلة جداً في فهم معنى هذا الدور فكيف يمكن أن تلعبي دوراً لا تفهمين معناه. لا يخرج الإنسان من رحم أمه متوجها نحو عالم الخيال واقتناص شخصية توحدية يتمسك بها ويعني بها لتفريغ غريزته العدوانية.
 
 العكس من ذلك هو الصحيح وهو أن الطفل وبعدها المراهق في تفاعل مستمر مع بيئته والحوافز التي يستقبلها من الأهل والأصدقاء والمقربين له. أما اللجوء إلى عالم الخيال الذي تتطرقين إليه في رسالتك فهي محاولة يائسة لاستعمال الخيال لتجنب إدراك واقع فشل في تلبية احتياجاتك الناقصة. من هنا يأتي تطرقك إلى البحث عن دور الضحية ولكن هذا الدور مأساة وكارثة تدمر الفرد وتدمر أحياناً من حوله. يحدث ذلك إن كان الفرد ضحية فعلاً لظروف قاهرة ويسعى الطبيب النفسي دوماً إلى مساعدة الفرد للتخلص من هذا الدور وبأسرع وقت ممكن فكيف الحال إن كان الفرد ضحية في عالم الخيال؟
 
 التوصيات:
• محاولات الانتحار لن تمنحك دور الضحية الذي تبحثين عنه. إن تم كشف محاولات الانتحار هذه فإن الدور الذي ستلعبينه في الحياة هو دور شخصية هشة وركيكة.
• توقفي عن استعمال العقاقير المنومة فهي لن تعطيك دور الضحية ولن تعينك على الانتقال من عالم الخيال إلى الحقيقة.
• لا أظنك مصابة باضطراب عقلي وإلا ما كتبت رسالتك بهذا الأسلوب.
• تفاعلي مع محيطك وابحثي عن وسائل لسد احتياجاتك الناقصة وإياك لعب دور الضحية.

وفقك الله.

المستشار: أ.د سداد جواد التميمي