أخاف من كل شيء
السلام عليكم حقيقية لا أعرف بما أبدأ فأنا أعتبر حياتي كلها مشكلات، أجل إني أخاف من كل شيء، أخاف من المستقبل ومن مواجهة الواقع ولذلك لطالما تهربت منه وضعفت أمامه، أبلغ من العمر ثلاث وعشرين سنة تخرجت من الجامعة بعد أن قضيت ثلاث سنوات حالمة بأن أصبح يوما من الأيام أستاذة تعليم ثانوي ضمن سلك الدولة، حصلت على علامات جيدة طيلة المرحلة الجامعية
لكن بعد التخرج أصبحت تنتابني أفكار سلبية عن كوني لا شيء وأني لم أتعلم شيئا في الجامعة، وأنا مستواي في اللغة الانجليزية التي هي مادة تخصصي ضعيف رغم العلامات العالية، تقدمت إلى المباراة ورسبت ثم إلى مباراة ولوج سلك الماستر ورسبت كذلك ومنذ ذلك اليوم لم أتقدم لأي مباراة خوفا من الفشل.
الآن أنا أعمل بمدرسة خصوصية ابتدائية ولا أزال أخاف من المستقبل واحتمالية الطرد واردة حيت يتم تغيير المعلمين كل مرة، متزوجة منذ سنة الحمد لله سعيدة مع زوجي لكن الخوف مستمر من المصاريف التي تأتي مع إنجاب الأولاد، خائفة من الإنجاب لأنه ليس لدي من يعتني بأبنائي إذا استمريت في العمل.
هذه هي دوامتي اليومية.. الخوف ثم الخوف، رغم إني مؤمنة بالله وقضائه وقدره ورحمته بعباده إلا إني لا أستطيع أن أزيح هذا الثقل عن صدري أحيانا أشعر أن بعدي عن الله بسبب تماطلي في العبادة والصلاة سبب ضغطي وأربط دائما تفوقي أيام الدراسة بتقربي من الله حينها, كل شيء يشعرني بالضغط والحزن أحيانا البؤس لدرجة البكاء.
لا أنكر أني عشت طفولة صعبة نوعا ما، فأبي كان ولا يزال مدمن مخدرات، مصاب بالفصام منذ الصغر وأدت المخدرات إلى إصابته بالذهان شهدت منذ الطفولة مظاهر العنف .. حيت كانت أمي تضرب أمامنا وكنا نهدد بالرمي من النافذة كما أنه حاول أن يطعنني وأمي بالسكين، كانت أمي تعقد علي آمالا بأن أتوظف وآخذها للعيش معي حتى تبتعد عن الذل والعنف دون أن يتحدث الناس كثيرا، فهي لم تود طلب الطلاق لأنه وصمة عار في المجتمع، لكني شعرت بأني خيبت أملها، وأني لم أفي بوعدي، وعندما تقدم شاب لخطبتي وافقت فورا فقط لأبتعد عن المشاكل في البيت.
لا تزال أمي تعيش نفس المشاكل وهي فرحة جدا لأني أنقذت من جحيم البيت أنا وأخواتي فكل منا تزوج ولا يعلم أحد من أزواجنا عن حقيقة أبينا، فنحن ندعي أنه تعرض لحادثة سير وأنه مسكين ومريض ولا يعرف شيئا لا أحد يعلم أنه شخص خطير.
أنا سعيدة اليوم لأني أفصحت عن أشياء كنت أختزنها دوما في قلبي، فلم يسبق لي أن بحت بهذا لأحد سوى الله سبحانه وتعالى خلال دعواتي، أحيانا أشعر بالخجل منه لأنه لطالما حقق لي دعواتي ولكني دائما ما أبتعد عنه بأفعال سيئة كالتماطل في الصلاة أحيانا العادة السرية ومشاهدة فيديوهات إباحية حتى هذه الأفعال التي أجد نفسي واقعة فيها أحيانا تشعرني بالضغط الكبير والبؤس والألم الحمد لله.
بعد زواجي توقفت عن هذا لكن وقعه لا يزال يؤثر علي حيث أصبحت لا أجد المتعة في المعاشرة الداخلية وإنما في المداعبة الخارجية فقط رغم أني قرأت الكثير عن هذا الموضوع وعرفت أن لا علاقة للعادة بهذا إلا أني لا أزال أقلق وأخاف كل مرة، أجل أخاااف كثيرا وأقلق كثيرا، مع العلم أن زوجي لا يعرف هذه الأشياء فانا أتصرف أمامه بشكل طبيعي جدا ولم يسبق لي أن حكيت له عن مخاوفي خوفا من أن تتغير نظرته لي.
ماذا أفعل ؟؟
ولكم الشكر
03/12/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح والتوفيق.
ليس من غير المعقول القول بأن الأنسان هو واحد من نوعين:
1- الأول يقضي عمره ليبدأ مسيرة حياته وكفاحه وشق طريقه نحو النجاح.
2- الثاني من يشق طريقه في أقرب فرصة رغم جميع الضغوط والظروف البيئية السلبية التي يعيش فيها
أنت من النوع الثاني وهذا يبشر بالخير.
نجحت وأحسنت في انتقالك من محيط مرضي إطاره العنف الأبوي ولكنك حملت معك حقيبة مليئة بترسبات الماضي. الإجابة أدناه ستتطرق إلى محتويات هذه الحقيبة وربما تساعدك على التخلص منها وعدم الاحتفاظ بها. أنت بلا شك قادرة على التخلص من ترسبات ماضي وهناك بعد حضاري في تفكيرك والدليل على ذلك شعورك بالسعادة مع البوح عن مشاعرك وأسرارك العائلية.
السؤال الأول: هل هناك أعراض اضطراب نفسي جسيم؟ الجواب هو كلا. الخوف الذي تشيرين إليه في الرسالة، وعدم الشعور بالأمان المهني والمادي أصبح ظاهرة اجتماعية واسعة الانتشار بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية في كل بقعة من بقاع الأرض. شعورك بهذا الخوف ربما أعلى درجة من بقية الناس بسبب طفولة تميزت بغياب التعلق الآمن بالوالد أو من يمثله. غياب هذا التعلق ربما يفسر بعض التعثر في علاقتك الجنسية مع زوجك وعدم حصولك على المتعة فيما تسميه المعاشرة الداخلية ولكن هذا أيضاً ليس بغير المألوف وستجدين هذه المتعة في المستقبل القريب دون الحاجة إلى استشارة طبية نفسيه. تطرق الموقع إلى آلية المتعة الجنسية بالتفصيل وعليك مراجعة حقل المقالات الجنسية.
هناك أكثر من تفسير حول عدم تأخر الحصول على المتعة الجنسية الكاملة عن طريق المهبل وربما التفسير النفسي أعلاه هو أحدهم ولكن الأكثر شيوعاً هو وجود منطقة (البعض يسميها نقطة) تتميز بكثافة نهايات الخلايا العصبية الحوضية ويبدأ تحفيزها بعد فترة. لا تبعدي عن المعاشرة الداخلية والعمل الجنسي بحد ذاته سيعثر على هذه النقطة. لا علاقة بالعادة السرية بحياتك الجنسية ولا يوجد أي مبرر للشعور بالذنب تجاه سلوك مضى وانتهى دوره في عمر المراهقة. هذا السلوك هو الماضي ولا يوجد سبب يدعوك إلى زيارته مرة أخرى مع زوجك.
السؤال الثاني: هو حول تواصلك مع زوجك ومراجعة صفحات من الماضي. الحديث عن مخاوفك المهنية وتعثر مسيرتك الأكاديمية بسبب ظروف بيئية على أكثر تقدير تؤدي دوماً إلى مشاعر سلبية وقلق وقد تكون مصدر لعدم الشعور بالسعادة. لكن ليس هناك أفضل من الحديث مع زوجك حول هذه الضغوط بين الحين والآخر فليس هناك مساند أفضل من الزوج لزوجته والزوجة لزوجها.
أما احتياجاتك الروحية الدينية فهي مسألة خاصة بك وهي مصدر للشعور بالارتياح والرضى لك، وأنت الوحيدة التي يمكن أن تحدد طريقة التعامل معها. لكن حاولي الابتعاد عن التفكير البدائي بربط تحديات الحياة ومشاكلها بالغضب الإلهي وتذكري أن عز وجل أرحم الراحمين.
لا أحد يمكن أن يخمن ما الذي حدث لوالدك وما هي علته وإن كان تعاطي المخدرات يتصدر هذه الأسباب.
ليس هناك ما يسعد الأب والأم اكثر من نضوج أطفالهم واستقلالهم عن البيت العائلي وسعادتهم. لا أظن أن والدتك من النوع المرضي التي تبتز ابنتها عاطفيا (وأحيانا ماديا) مطالبة برد الجميل ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وفقك الله.