الناس سبب اكتئابي
- لا أعاني من أية أمراض نفسية .. إذ لم يسبق لي زيارة طبيب نفسي.
- مضى على تخرجي من الجامعة 3 سنوات ونصف بتخصص خدمة اجتماعية.
- أعيش مع أبواي وأخوتي.. ونادرا ما أخرج من البيت.
مشكلتي تكمن مع الناس.. أنا بخير طالما أني بعيدة عن الناس.. لا أعلم ولكني لا أحب التعامل مع البشر.. أشعر بالاكتئاب كلما اضطررت أن أتحدث مع شخص ما، الناس يشعروني بضعفي.. لا أستطيع المجاملة ومبادلة المشاعر.. لا أستطيع السؤال عن أحوالهم.. كما يفعلون هم.
لقد كانت علاقتي مع زميلاتي في الجامعة تكاد تكون سطحية، وكذلك في المدرسة، كنت نادرا ما أتكلم، ولم يكن لدي صديقات، ولا أشارك.. إلا إذا سئلت.. وفي الفترة الأخيرة من المدرسة (الثانوية) كنت إذا سئلت ارتبكت ونسيت الإجابة.. لقد كان أسلوب تعامل المعلمات معي فظ، إلى الآن.. نادرا ما أبدأ الحوار مع شخص ما إلا إذا يئست من أن يكون الباديء، علاقتي مع إخوتي في البيت سطحية ... فنادرا ما تحدثني أختي عما جرى معها في الجامعة.. عائلتي كلها لديها طابع الجدية .. ونادرا ما تكلمون مع بعضهم.. أحيانا نمضي نصف ساعة معا في نفس الغرفة.. لا نتكلم مع بعضنا.. فلولا وجود أمي وأخي الصغير.. لما تكلم أحد.. ولا ضحك أحد!!
كم أتمنى أن أنطلق إلى العالم.. إلا أني أخاف أن أواجه ما واجهته في سابق حياتي،أخاف من الناس، أخاف من نظراتهم التي تملؤها نظرة الشفقة تجاهي، أشعر بأني عمري الاجتماعي أصغر بكثير مما عليه أقراني، أنا أريد أن أكون موضع ثقة للآخرين، أريد أن أكون ذات شخصية متكاملة مرحة محبة، أن أكون أنا البادئة، أريد أن أخرج من الدائرة التي ألفها حول نفسي، أريد أن أرى من حولي وأريد أن أشعر بهم.
أريد فعل ما أريد دون خوف.. أريد أن أصنع مستقبلي بنفسي.. كم أحب أن أعود كما كنت في صغري!! أريد أن أتحمل مسئولية قراراتي، أريد أن أخطئ فأتعلم.. أريد أن أنطلق إلى الحياة.. أريد أن أسعد كما الناس من حولي وأريد أن أشعر بقيمتي في الحياة.. ما خلقني ربي باطلا.. ما خلقني لأنزوي عن الناس فلا أنفع ولا ينتفع بي. أنا غير مقتنعة بشخصيتي التي أنا عليها حاليا.. أشعر أني غير ذلك.. إذ أني والله يعلم إني كنت على غير الصورة التي أنا عليها الآن.. كنت لا أخشى أحدا ولا شيئا.. كنت إذا أردت شيئا فعلته دون تردد أو خوف.. كنت إذا تكلمت استمع إلي الآخرون.. وأثنوا علي.. كنت دائمة المرح.. والابتسامة لا تغادر شفتي.
بعض الأشخاص عندما يتحدث إلي أجد أني أضعف أمامهم.. أتلاشى.. أضمحل.. يشعروني أنهم يعلمون كل شيء وأني لا أعلم شيئا.. شغلهم الشاغل التوبيخ وإلقاء النصائح.. وما علي إلا أن أطيع وأصغي.. وأنا أحاول ممازحتهم.. إلا أن الجلافة تبدو السمة الغالبة على شخصياتهم.
فهلا نصحتموني كيف أخرج من الاكتئاب الذي أنا عليه.. وهل من سبيل لإصلاح ما فات.. وتدارك ما بقي لي من عمر؟؟ إن كانت حالتي بحاجة إلى طبيب نفسي (إلا أني لا أفضل ذلك.. لثقافة المجتمع من حولي ولعدم المقدرة المالية) فهلا أشرتم علي بطبيب من الأردن ... إذ أني لا أعلم أحدا .. ولم يسبق لي أن زرت أحدا .. وكم جلسة أحتاج؟؟
أعتذر على الإطالة..
جزاكم الله خيرا
10/12/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والهناء.
طلبك في نهاية الرسالة هو الإشارة إلى طبيب نفسي في الأردن.
الموقع يجيب على الرسالة من زاوية في غاية الأهمية وهي: هل أنت مصابة باضطراب عقلي يتطلب استشارة أخصائي في الطب النفسي؟
رسالتك تشير إلى أنك آنسة غير سعيدة تبحثين عن خارطة ترشدك إلى حياة أخرى تشعرين فيها بالسعادة والهناء. لا تحتوي رسالتك على أعراض اكتئاب أو أي اضطراب عقلي أو نفسي يتطلب في هذه المرحلة استشارة اخصائي في الطب النفسي واستلام علاج بالعقاقير او علاج كلامي أكثر من علاج مساند وتشجيعي يركز فقط على دفعك لمواجهة التحديات وتغيير فعالياتك اليومية والاجتماعية والمهنية.
البعد التجنبي في السلوك:
هناك وصف في الاستشارة لسلوك تجنبي ليس حديث العهد. الابتعاد عن الأزمات والاحتكاك بالناس ليس بالضرورة بعد مرضي ومن الأفضل تسميته ببعد الضرر – التجنب Harm - Avoidance. يعني هذا البعد بأن كل إنسان يسعى إلى تجنب الأضرار قدر الإمكان فهناك من هو كثير المخاطرة وهناك من يسرف في الحذر.
يتوقف الإنسان عند نقطة معينة من هذا البعد اعتماداً على:
1-تكوينه الوراثي.
2-تجارب بيئية (سلوك المعلمات تجاهك).
3-البيئة العائلية (النظام العائلي في حالتك).
4-الانتماء إلى شبكة اجتماعية مساندة (لا وجود لها في حالتك).
5-التطور المهني (توقف في حالتك).
أنهيت دراستك الجامعية وما فهمت من قراءة رسالتك أنك لا تعملين ولا تزالين تعيشين في نفس البيئة التي أصبحت لا تلبي احتياجاتك الفكرية والعاطفية والتعليمية والمهنية. في نهاية الأمر توقف تطور شخصيتك وصدقت حين تقولين بأن عمرك الاجتماعي أصغر بكثير من أقرانك.
الخلاصة :
هي توقف عملية النمو الشخصي والاجتماعي.
التوصيات:
1- لا أنصحك بصراحة في اسشاره طبية في هذه المرحلة إلا إذا كانت هناك أعراض لم تذكريها.
2- لا بد من دفع حركة النمو عن طريق البحث عن عمل ينقلك بعيداً عن بيئة البيت. والتفاعل مع الآخرين هو خير علاج لك.
3- هناك الكثير من المرشدين النفسانيين في الأردن يمكنك الحديث معهم لو تطلب الأمر زلك، لكن ليس هناك أفضل من أن تعملي ما يجب أن تعمله آنسة تخرجت من الجامعة قبل ثلاثة أعوام وهو البحث عن عمل والاحتكاك بالآخرين. متى ما حدث ذلك سيتغير موقعك على بعد الضرر – التجنب ويصبح متوازيا مع أقرانك.
وفقك الله.