أريد نصيحة من شخص لديه علم وخبرة
باختصار شديد.. أنا شاب عنده 25 سنة.. مهندس مع وقف التنفيذ (مستني الجيش) من أسرة متوسطة الحال ماديا، وقليل الحظ في العلم وفي الأدب بعض الأحيان، وأنا كالتالي (مبتسم.. ساخر.. كثير الكلام.. نحيف.. وضعيف الجسد.. أقل من المتوسط في الطول.. اجتماعي جدا (ده من العيوب) ومتوسط الثقافة.. ذكاء عاطفي عالي.. غير منظم.. جهوري الصوت.. وسليط اللسان ودي وراثة)
المشاكل كالتالي والأهمية بالترتيب:
نفسي: فيه حاجات كتير في شخصيتي نفسي أغيرها، زي كتر الضحك والهزار لأنها بتفقدني كثير من الاحترام.. بعض الأحيان أعمل أشياء لمساعدة من أحبهم حتي لو على حساب نفسي.. محافظ علي الصلاة من سن سبعة سنوات وساعات بقطع، والتدين المعرفي متوسط، والسلوكي مقبول.. ثقتي بنفسي ليست عالية (سمعتها ألف مرة، انت مهندس مستحيل)
أهلي: أمي ذات الأربعين تعاني من حالة فصام متقطعة وطبعا في العيلة الكبيرة فاهمين إنها ملبوسة والجن والفيلم ده، والصغيرة كمان عادي.. ولكنها ليست حادة، شخصيتها الطبيعية متسلطة،شكاكة،تتدخل في أبسط الأشياء، بتوصل أحيانا للملابس الداخلية، حنونة، غير منظمة خالص ومتفانية جدا لأسرتها، بتشتغل في البيت مثلا 15 ساعة ربنا يقويها.. احنا 3 أبناء ولدين وبنت، أنا الصغير أخويا الكبير اتجوز، وأختي قريبا، مافاضلش غيري اللي في البيت بتطلع عليا العقد وتقريبا تحولت حياتي إلى جحيم من أول ما أخويا خلع واتخرجت ...آخرها وصلت إني باخد برشام ومخدرات وهربان من الجيش.. رغم إني رايح الجيش كمان شهر!!
أبويا :خمسيني تقريبا، يكرهني ويكره أمي، ويكره نفسه قبل كل شيء بسب ضغوط الحياة، معاش مبكر ويعمل في محل، ثقته بنفسه قليلة جدا يعوضها في نرجسية، يعمل بجد ليأمن لنا أساسيات الحياة، وصلتي بيه صعبة في كثير من الأحيان، أختي بحبها جدا وأخويا شغال (إزاي بقى أتعامل مع أبويا وأمي من غير ما أكون عاق أو أفقد شخصيتي.. وأفقد علاقتي بيهم؟) أنا تم طردي من البيت خلال الستة شهور دي بس أربع مرات عشان جيت البيت الساعة أربعة الفجر عشان شغل.
بالمناسبة أنا كنت في الصيف بشتغل في مطعم ومعايا صنعة تجهيزات لأحد المأكولات الشهيرة ونزلت أشتغل فيها بعد التخرج عشان أجيب مصاريفي ومصاريف الجيش والشهادات والنقابة وكمان الكورسات المهمة اللي لازم تتاخد عشان الشغل والسي في، وكنت بشتغل في محل أكل لابن خالتي، وأبويا في مرة قاللي بعد عشرين سنة تعليم رحت في الآخر اشتغلت صبي عند ابن خالتك ياريتني ما صرفت عليك.. طبعا ده غير الشتيمة والإهانة ودي بقت عادي.. وأنا بصراحة زهقت وحاسس إني مش صغير على الكلام ده بس مش عارف أعمل إيه معاهم.
حبيبتي: كانت معايا في نفس الكلية بس سبقتني، أنا اتأخرت سنتين .. بحبها وهي بتحبني جدا ومحترمة ومؤدبة جدا وكمان دمها خفيف، هي شغالة ومستنياني، المشكلة إني حخلص جيش وبعدين ححوحش حق الشبكة وأكيد بعد ما ألاقي شغل بالشهادة بس ده حياخد وقت، ده أنا تقريبا باخد فلوس أكتر منها في المطعم، هي مهندسة شوفتوا الزمن!! هي رفضت ناس كتير وأنا حاسس إني بظلمها وقلتلها كده وهي رافضة ومصممة وقالتلي مش حبقى مبسوطة مع حد غيرك.
هما دول المشاكل اللي عندي مش طالب حلول أكيد، بس طالب نصيحة وتكون حد فاهم وأستفيد وأشوف حظبطها إزاي.
شكرا
31/12/2014
رد المستشار
أولا أشكرك "مروان" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، ولجوئك إلينا لنشاركك مشكلتك ونساعدك بإذن الله في إيجاد حلول لها، كما أود أن أُحيي فيك تلك الروح الطيبة التي لمستها فيك والمتجلية في رغبتك البالغة في إصلاح الأحوال وعدم ترك زمام مشاكلك النفسية والاجتماعية والعاطفية، لأنه إذا لم تكن لديك هذه الرغبة بالإصلاح ما كنت لجأت إلينا، وسردك لمشكلتك يشير إلى وعي منك بأبعاد المشكلة حيث أنك قسمتها إلى مشكلة نفسية خاصة بك ورؤيتك لذاتك، ومشكلة اجتماعية خاصة بعلاقتك الاجتماعية مع أسرتك ووضعك الاجتماعي، ومشكلة عاطفية، وسوف أتناول معك أساليب مواجهة كل مشكلة بإذن الله.
أولا بالنسبة لمشكلتك النفسية وثقتك بنفسك:
أولا أذكرك بقول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (الرعد:11)، فالمسئولية تقع على عاتقك في التغيير، وحتى تقوم بهذه المسئولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاق بداخلك للتغيير، فهل ستبدأ بنفسك وتغير وتطور من نفسك ومن علاقاتك الاجتماعية؟؟؟ هل ستضع لحياتك هدف وتسعى لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرج من الدائرة المفرغة التي تعيش فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.. اكتسبوا كل ذرة فيها.
تعال نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودين مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدا عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، فحين تدخل في منافسة مع آخر، قل: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلا، اجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك. يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خطط تنتج النجاح، وينتج التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل.
من خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تم برمجتها سلبيا الأمر الذي ترتب عليه عدم ثقتك بنفسك، ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به هو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصل عليه بين يوم وليلة، ولكن عليك أن تتبع العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بك، فعليك أن تبحث داخل نفسك على نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فلكل إنسان منا عقل اجتماعي social brain يتميز هذا العقل بأنه دوما يتفحص ويميز الوضع النفسي للآخرين، ويمكنه أن يصيب التوقع الأكثر احتمالا لتصرفاتهم معه. لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
1- عندما نضع أهداف وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. مهما كانت صغيره تلك الأهداف.
2- اقبل تحمل المسؤولية.. فهي تجعلك تشعر بأهميتك.. تقدم ولا تخف.. اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها.. افعل ما تخشاه يختفي الخوف.. كن إنسانا نشيطا.. اشغل نفسك بأشياء مختلفة.. استخدم العمل لمعالجة خوفك.. تكتسب ثقة أكبر.
3- حدث نفسك حديثا إيجابيا.. في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة.. واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة.. ولكن تمرن على الكلام أولا.
4- حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات.. كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك، كلما تحدثت أكثر يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
5- اشغل نفسك بمساعدة الآخرين، تذكر أن كل شخص آخر هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل، ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
6- اهتم في مظهرك ولا تهمله.. ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
7- لا تنسى.. الصلاة وقراءة القرآن الكريم يمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة.. وتذهب الخوف من المستقبل.. تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله.. في كل شيء.
ثانيا مشكلتك مع أهلك:
أذكرك بقول الله تعالي: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا أما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) "الإسراء: 23"
لذلك أحاول معك أن أقترح عليك بعض الأمور التي قد تكون عونا لك في تضييق تلك الهوة والمسافة الموجودة بينكما وهي كالآتي:
أولا: حاول أن تجد أرضية مشتركة للحديث بينك وبين والدك، فمن المستحيل أن تكون درجة الاختلاف بينكما 100% فبالتأكيد هناك أرض مشتركة تجمعكما ولكنك لم تستكشفها بعدُ، وعليه فإيجاد هذه الأرض ربما يساهم في إضفاء ولو قليل من الليونة على شكل التعامل بينكما.
ثانيا: تعرّف على اهتماماته وحاول أن تشاركه فيها، فإذا كان يحب كرة القدم على سبيل المثال حاول أن تبادله الأحاديث في هذا الشأن -قدر استطاعتك ومعرفتك بالطبع- وإذا كان مهتما بالسياسة فشاركه نشرة الأخبار، وتبادل معه النقاشات فيما عرض في النشرة... إلخ، لأن ذلك ربما يزيل عن ذهنه نظرته السلبية.
ثالثا: يجب عليك أن تحاول إخفاء نقاط الاختلاف بينكما والتي ربما يكون لها دور في إشعال فتيل غضبه أيا كانت، فتتخلى عن السيئ منها -إذا كان هناك سيئ- وتخفي الجيد منها وتمارسه بعيدا عن ناظريه حتى تتغير شكل العلاقة بينكما وتنشأ علاقة أخرى تكون قائمة على النقاش والإقناع.
رابعا: فلتجرب أن تهاديه بهدية ما ولتكن مناسبتها مثلا عيد ميلاده أو ترقيته في العمل، فالهدايا ترقّق القلوب ويكون لها بالغ الأثر في النفس مهما كانت نفس قاسية.
وفي النهاية وإذا باءت كل محاولاتك بالفشل فلتعلم أن الأب والأم لهما حصانة خاصة من الله عز وجل، ولا يمكن المساس بهذه الحصانة مهما كانت الظروف، وبالتالي أتعشم في هذه الحالة في عقلك الناضج -هكذا لمست من رسالتك- أن تستمر في حسن معاملته رغم الإساءة، أما المشاعر فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها... المهم أن تعامله كما أمرنا الخالق وديننا الحنيف.. هدّأ الله سرّك وهدى والديك إلى الصواب..
ثالثا مشكلتك العاطفية:
إن اختيار الزوجة المناسبة هو أول خطوة من الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة، والحياة بتجاربها الواسعة التي نراها أمام أعيننا يومياً، أثبتت أهمية عامل الدين في اختيار الزوجة للزوج، والزوج للزوجة؛ إذ إن صاحب الدين والخلق يحافظ على زوجته ويحسن معاملتها ولا يظلمها، فالدين ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وهو أمر تستقيم معه معظم الأمور الحياتية، ومن الأمور المهمة الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوجة المناسبة، توفر التكافؤ بين الطرفين والذي يتمثل بالتوافق والتقارب الاجتماعي والتقارب العلمي والثقافي والنفسي أيضاً، الانسجام الفكري مهم كذلك، ويمكن اكتشاف مدى توافق الزوجين الفكري خلال مناقشة بعض الأمور المتعلقة بحياتهما المستقبلية (الأمور المالية – إنجاب الأطفال – العلاقات الأسرية والاجتماعية – قضايا العمل وغيرها)
كما أن هذه النقاشات تفسح المجال للتعرف على مدى تقبل كل منهما لآراء الآخر، خاصة مع وجود اختلاف في وجهات النظر، عنصر آخر مهم رغم تهميش الكثيرين له إلا أنه أساسي، وهو الجانب المادي، وهو من الأمور التي يجب أن تلتفت لها الفتاة عند اختيارها الزوج المناسب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والمقصود بالباءة نفقات الزواج وإمكانية إعاشة الرجل للمرأة، والإسلام يشترط في صحة عقد النكاح واستمراره قدرة الرجل على الإنفاق، ولنا في الآية الكريمة موثقاً من الله في ذلك، حيث يقول _تبارك وتعالى_: " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (النور/32)، فالزواج الذي يقوم على عنصر واحد فقط من عناصر الاختيار مغفلاً باقي العناصر مصيره في كثير من الأحيان الفشل؛ لأن الاختيار الناجح هو الذي يراعي جميع العناصر على التوازي، والله الموفق تابعنا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديق دائم على موقعنا.
واقرأ أيضا:
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة...مشاركة
قلبي وربي وأبي: دفاتر تعاستنا، وعشقنا
قلبي وأبي وربي شباب للعرض فقط م
أبكي وأمي وأبي لا يبالون. مشاركة1
استشهادية تدمر مستوطنات استبداد الوالدين
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
استغاثة وحيد
أحمد عايش وحيد م2
عايش وحيد: تعال لمجانين- م مستشار
للتخلص من القلق أحب نفسك
عن الصداقة والدراسة والمراهقة مشاركة
أرشيف عن تأكيد الذات