اللواط ، وقد قلتَها

رد المستشار

 حضرة الأستاذ "محمد" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ 
 اللواط، وقد قلتَها: "إنه الداء الذي قد استحوذ على فريق من الناس وكان سبباً في التاريخ لإزالة شعب بأكمله عن وجه البسيطة".
 
 ولمن لا يعرف القصة أخبره:
 لقد كان في منطقة ليست بعيدة عن شبه الجزيرة العربية قوم بخلاء, وكان موقعهم على درب القوافل، كانوا لا يحبون الضيف, فلذلك كانوا يقومون بإيذاء المارّة وسلبهم في بعض الأحيان لكي يسلك الناس طريقاً أخرى.

 وذات يوم أتاهم الشيطان على صورة ناصح أمين، واقترح عليهم أن يعملوا الفاحشة مع هؤلاء المارّة لكي يقنعوا كافة الناس بعدم المرور من تلك الطريق, ولكنهم استحبوا ذلك، وأخذوا يمارسونه فيما بينهم حتى استغنى الرجال بالرجال، وتركوا نساءهم يفعلون الشيء نفسه فيما بينهن.
 
 فأرسل الله سبحانه نبي الله لوط لكي يهديهم وينصحهم بالإقلاع عن مثل تلك العادة السيئة إلا أنهم أبوا واستضعفوه حتى أرسل الله سبحانه ملائكة كرام مروا بالنبي إبراهيم عليه السلام وقالوا له إننا ذاهبون إلى قوم لوط لنهلك تلك القرية، فأجابهم بأن فيها مَن يعبد الله، فقالوا له لا تخف إننا منجوه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين.
 
 وعندما قدم الملائكة إلى لوط أتوا على شكل أناس جميلي الوجوه، فأتى قوم لوط إلى داره يطلبون ضيفه، عظُم ذلك على النبي لوط عليه السلام وقال لهم هؤلاء بناتي إن كنتم مصرين. لم يرضَ قومه بهذا الاقتراح.
 عندها طمأنته الملائكة بأنهم مهلكوا تلك القرية في الصباح، وأمروا عائلة النبي عليه السلام بأن يغادروا ولا يلتفتوا خلفهم.
 فمشوا في الصباح الباكر وقد التفتت زوجته إلى الخلف فتحجّرت في مكانها.
 
 وقلب الباري سبحانه تلك الأرض عاليها سافلها وأمطر عليهم ناراً وحجارة كبريتية تحرقهم. وبالمناسبة يقال بأن منطقة البحر الميت هي من تجمع المياه الكبريتية التي أمطرت على أولئك القوم.
 
 أخبرتك القصة يا "محمد" لكي أذكرك وأذكر أمثالك بأن الله سبحانه لا يرضى عن هذا العمل، بل ويعاقب عليه شديد العقاب، إلا مَن تاب قبل فوات الأوان, فإن الله سبحانه غفور رحيم، وقد قال في محكم آياته في سورة الزمر:
 1. قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
 2. وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ
 3. وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ
 4. أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
 5. أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
 6. أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
 7. بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ
 8. وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ
 9. وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
 10. اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
 11. لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
 12. قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ
 13. وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
 14. بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ
 15. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
 16. وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ
 17. وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
 18. وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ
 19. وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ
 20. قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
 21. وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
 22. وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
 23. وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
 
 وقال أيضاً في سورة يوسف: "وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (87)
 
 إذن من الناحية الدينية لقد تحدث الباري عز وجل في محكم آياته لمن أسرف على نفسه وأمرنا بألا نقنط من رحمة الله ولا نيأس بل علينا المثابرة على قرع الباب فيفتح لنا.
 
 أما من الناحية الطبية فإن هذا المرض من الشذوذ وينبغي المجاهدة للتخلص منه, وقد لا يوجد أي دواء من العقاقير يشفي من هذا الداء بل علينا اتباع أساليب نفسية وخطوات عملية توصلنا إلى الشفاء ومنها:
 - أولا: اتخاذ القرار.
 - ثانيا: الابتعاد عن المحيط الموبوء واستبدال الأصدقاء بآخرين لا توجد عندهم هذه العادة.
 - ثالثا: الإكثار من الاستغفار والتمسك بالصلاة في أوقاتها.. طبعاً لا يجب الابتعاد عن جو اللواط للوقوع في جو التشدد الإرهابي بل علينا الوصول إلى جو من الرحمة والتسامح والمحبة في الله, طبعاً مع الابتعاد عن التعصب.
 - رابعاً: اختيار الأجواء المختلطة من المجتمع حيث تلتقي بالآنسات اللواتي قد تعجب بهن وتنتقل بأسرع وقت بالخطوبة والزواج.
 - خامساً: أن تسامح نفسك عما حصل وأن تعد نفسك وتعد الباري عز وجل بألا تعود إلى ذلك العمل أبداً.
 ندعو لك بالتوفيق.
 
 واقرأ أيضاً:
 ليس إدمانا بل هو اختيارك أولا وأخيرا 
 محمد ورحلة علاجه من المثلية قصة نجاح 
 إصلاح ميولي الجنسي ... أهلا نحن معك ! 
 سجن الميول المثلية: قضبان وهمية!
 الخروج من سجن المثلية: ما ظهر وما بطن! 
 برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي

 

المستشار: د. قاسم كسروان