أنا أعاني هل أنا طبيعي؟
السلام عليكم ورحمة الله؛ قبل كل شيء أريد أن أنوه أني أعاني من وسواس قهري منذ صغري فتارة (وسواس الموت والمرض والدين وغيرها من الوساوس) وأكرر الأفعال للتأكد منها كإغلاق الباب وغيرها كما أنني لم أتعرض أبدا إلى تحرش جنسي في طفولتي.
بداية ولدت وسط عائلة كبيرة نوعا متكونة من أب قاسٍ كثير المشاكل وأم حنونة تحاول حماية أبنائها، أبي كان بعيدا عني في صغري بسبب سفره الكثير في عمله وتربيت مع أمي وشقيقاتي وجدتي لكن هذا لا يعني أني كنت بعيدا عن الجو الرجالي في المنزل بل كان هناك جدي الذي كنت كثير الجلوس معه وخالي المتوفى أيضا وذلك وأنا في سن 3 و 4 سنوات.
منذ صغري وأنا في 11 من عمري كان يثيرني بعض الشيء قص الشعر فكنت أشعر بمتعة عند قص شعري (لا أدري لماذا قص الشعر بالضبط) فكنت دائما أخاف من الذهاب إلى الحلاق وعند قص شعري أشعر بمتعة. لم تكن لدي أدنى فكرة عن موضوع العلاقة الجنسية وأول مرة عرفت كيف تتم العلاقة الجنسية كنت في 12 من عمري عندما أراني صديقي فيديو في الإنترنت كان بمثابة صدمة لي ربما بدا لي كأنه تعذيب أو لا أدري.
كنت أحب الكلام مع البنات ومبادلة الحديث لكن هذا لا يعني أنه لم يكن لي أصدقاء ذكور بل كانوا لي حوالي 3 أصدقاء ألعب معهم ويلعبون معي ومع هذا كنت مظلوما بعض الشيء فكنت أعيش جوا من الخوف ابتداء من والدي في المنزل الذي كان يتشاجر يوميا مع والدتي (الشتائم وغيرها) إلى معلمتي في المدرسة التي كانت وحشا بكل معنى الكلمة.
أما أنا فقد كنت قصير القامة ونحيفا (ضعيف البنية) مقارنة بأقراني الأمر الذي جعلهم يحتقرونني ويعتبرونني ضعيفا ويحتقرونني عندما نلعب رياضة كبرت وبقيت معي متعة قص الشعر وكنت أستعمل ماكينة الحلاقة وأقص شعري لوحدي كي أستمتع وأحب النظر إلى الناس (الذكور) وهم يقصون شعرهم ومع مرور الوقت صرت أمارس العادة السرية عند مشاهدة مقاطع قص الشعر وحدث ما يسمى بارتباط شرطي.
وبعد مدة اكتشفت أن هذا الأمر غير عادي وصرت أشاهد مقاطع جنسية على الإنترنت وكان أول مقطع شاهدته أثارني بعض الشيء وصرت بين مرة وأخرى أشاهد مقاطع جنسية وكنت أستمتع بعض الشيء ولكن لم أترك مشاهدة مقاطع قص الشعر وعندما أرى فتاة في الشارع لا تثيرني مهما كان شكلها فكنت منعدم الثقة في النفس أقول في نفسي كيف يمكن لفتاة بهذا الجمال أن تنظر لي خاصة أن البنات كان يعتبروني طفلا صغيرا وأقراني من الذكور كان يعتبرونني ضعيف الشخصية وضعيف البنية ولست بقوتهم .
سمعت الكثير من التعليقات الجارحة منهم وصرت أكره نفسي وأرى نفسي ضعيفا لا يمكنني أن أمارس الجنس مع امرأة ولا يمكنني الزواج فالبنات يعتبرنني صديقا ودائما توجد فكرة في رأسي أني لا أستطيع أن ألمس فتاة.
كبرت قليلا وبعد مرور حوالي سنتين زاد طولي قليلا وأصبحت عادي 171 سم أما وزني فمازلت نحيفا لكن ليس لي لا لحية ولا عضلات وأصبحت أرى نفسي أقل من الشبان الآخرين الذي يملكون عضلات ولحية كثيفة عكسي أنا وأصبحت أستمتع بالنظر لأصحاب اللحية والعضلات وخاصة الوسيمين لكن لا يوجد أي شعور فقط أحب النظر لهم لا ممارسة الجنس معهم، ونسيت قليلا موضوع قص الشعر وأصبحت أشاهد دائما أفلاما إباحية وكانت تثيرني لكن لم أفهم شيئا لماذا عندما أشاهد امرأة عارية لوحدها لا أثار وعندما أشاهد رجلا لوحده عاريا أيضا لا أثار، أثار فقط عندما أشاهد رجل وامرأة يمارسان الجنس معا؛
وأصبحت أمارس العادة السرية بشكل يومي فأصبحت أفكر وأكره نفسي وأقول أنا شاذ وأرفض تقبل الفكرة (أني شاذ) وعندما أمشي في الشارع أنظر في وجه الشبان الوسمين (أصحاب اللحية والعضلات) وأختبر نفسي إن كنت أثار أو لا وأفكر هل أريد تقبيلهم أم لا فدخلت في دوامة من الوسواس وأتخيل نفسي معهم في وضعيات مقززة ولا أعرف إن كان يعجبني هذا الشعور أم لا فسابقا كنت أشعر بالتقزز عندما أتخيل نفسي معهم في هذه الوضعيات
من فضلكم أنا كرهت كل شيء ولا أعرف ما أعانية بالضبط وأريد الإجابة على هذه الأسئلة من فضلكم :
1- ما سبب الشعور بالإثارة عند قص الشعر وهل يمكنني التخلص من هذه الإثارة خاصة أني تركت مقاطع قص الشعر ولم تعد تستهويني كثيرا كما كانت
2- لماذا أحب النظر إلى أصحاب اللحية والعضلات هل هذا يعني أني شاذ
3- لماذا تثيرني المقاطع الجنسية في الإنترنت بينما لا تثيرني المرأة في الشارع مهما كان شكلها
4- لماذا لا يثيرني مقطع امرأة لوحدها بينما يثيرني مقطع (امرأة ورجل في الجنس)
5- كيف يمكن أن أكسب الثقة بالنفس وهل يمكنني الزواج مستقبلا
6- هل للحالة النفسية كالوسواس والاكتئاب تأثير على الشهوة والرغبة الجنسية والثقة في النفس، كما لا يمكنني زيارة طبيب نفسي بسبب الظروف في بلدي ولم أزره سابقا
وشكرا لكم
وبارك الله فيكم على مجهوداتكم القيمة
06/02/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
من الأفضل استعمال مصطلح الخطل الجنسي بدلاً من الشذوذ والانحراف الجنسي. ليس هناك في رسالتك ما يوحي بسلوك يؤذي الآخرين أو حتى يلحق الأذى على نفسك.
لكي تفهم ما تعانيه عليك أن تعلم بأن الخطل الجنسي والاضطرابات العصابية أشبه بعملة نقود معدنية. الوجه الذي يراه من يحملها هو الخطل الجنسي أما الوجه الآخر لها فهو اضطرابات عصابية. حين يتم رمي هذه القطعة المعدنية المدورة في الهواء وتسقط على الأرض لا ترى أنت إلا وجه الخطل الجنسي وإذا سقطت القطعة لتكشف عن عصابك النفسي Neurosis تعود لترميها مرة أخرى مصراً على رؤية وجه الخطل فقط. أما المعالج النفسي فلا يبالي برمي القطعة المعدنية في الهواء وإنما سيقلب القطعة باستمرار ليتفحص وجه العصاب الذي تحمله. هذا لا ينطبق عليك فحسب إنما على جميع استشارات الموقع في هذا الحقل.
ما هي أعراض العصاب الذي تحمله؟
تتميز شخصيتك بهشاشتها النفسية والمعرفية. شاب قليل الثقة بنفسه ولا يمتلك القدرة على التواصل الاجتماعي السليم ولا يقوى حتى على التعامل بصورة طبيعية مع الإثارة الجنسية. لا تتحدث في رسالتك عما هو مفيد ومحتواها يكاد يكون خالياً من أهداف مستقبلية ذات معنى. كل ما يشغلك في الاستشارة موضوع تافه هو الخطل الجنسي ولكن الأصح هو تجريدك من السلوك الجنسي الطبيعي إلى درجة وصلت إلى عدم حصولك على هوية توجه جنسي أيا كانت.
سؤالك عن أهمية تجربة قص الشعر؟
سؤال مشروع وتستحق الحصول على تفسير نفساني للظاهرة وعلاقتها بالخطل الجنسي الذي يميز إطار أفكارك. قص الشعر ولأول مرة في الطفولة مؤلمة ومن النادر أن ترى طفلاً إلا وهو يصرخ ويبكي. بعبارة أخرى يمكن أن تصف هذه التجربة بأنها في غاية الإذلال للطفل. يشعر الطفل بالمذلة والخزي خلالها ولا يقوى على مقاومتها ولكنه يتجاوزها مع الوقت. هذه التجربة بدائية الأصل وتستعملها المجتمعات البدائية لإذلال المرأة أحيانا حتى يومنا هذا وتراها شائعة في تاريخ البشرية وحتى في تاريخ أوربا في القرن العشرين. كان عقاب الأيرلندية المتهمة بإقامة علاقة غير شرعية لا يعاقب عليها القانون قص شعرها في الحي الذي تعيش فيه.
كيف يتجاوز الطفل الشعور بالإذلال؟
يتم ذلك من خلال تعلقه السليم بالأفراد في البيئة التي يعيش فيها ويدرك بعدها بأن مثل هذه التجربة غير ذلك. ينتقل هذا التعلق إلى المجتمع الأكبر الذي يعيش فيه. إذا لم يحصل ذلك فسترى تطور الطفل نفسيا يتجه في طريق خاطئ ويسميه البعض منحرفا ويتم التمسك بتجربة الإذلال وكأنها انتصار ووسام يحمله البالغ لفترة طويلة. هذا ما يحصل أحيانا في تجارب السلوك الجنسي المرضي في مراحل الطفولة.
هذا ما يفسر الظاهرة التي تتحدث عنها.
ماذا عن أنواع الخطل الجنسي الأخرى في حالتك؟
من جراء عصابك وضعف شخصيتك تراك مولعاً بالنظر إلى أصحاب اللحى ومفتولي العضلات ومشاهدة عملية فعل جنسي بين رجل وامرأة وهذا أيضاً نوع من أنواع الخطل الجنسي فجميعها تم نقشها على وجه واحد من القطعة المعدنية التي وصفتها أعلاه.
وما هو الحل؟
كتابة الاستشارة بحد ذاته سلوك يكشف عن وعي وإدراك بأن الخطل الجنسي الذي تعاني منه لا يلبي أي احتياجات جنسية أو اجتماعية وأصبحت تبحث عن طريق آخر يتوجه نحو حياة طبيعية سعيدة.
لا يستطيع الموقع إلا أن يفسر لك الظاهرة وعليك أن تستوعبها وتتخلص من خطلك الجنسي وترميه في سلة نفايات.
بعدها تفعل ما يفعله شاب في عمرك:
٠ تضع الماضي جانبا
٠ تتبعد عن أصحاب السوء
٠ تطور نفسك ثقافيا وعلميا
٠ تتبعد عن المواقع الإباحية
٠ وأهم من ذلك كله أن تبحث عن الحب.
وفقك الله.