معاناتي النفسية
السلام عليكم، أعاني من الخجل والانطوائية والعزلة وضعف الانتباه، في الطفولة أصابتني حالة اكتئاب حادة، لدي مشكلة في اتخاذ القرارات وارتباك في الكلام أمام الآخرين، أصابني منذ البلوغ رعشة بالأطراف وحب للصمت والعزلة، أحب الضحك لوحدي بصوت عالي، وأحب الدوران والمشي في الغرفة أو المنزل بدون فائدة.
كثيراً ما يأتيني جو من الفرح واللذة الداخلية لا أجد لها تفسيراً وأحياناً يضيق صدري واكتئب خاصة قبل النوم وعند الاستيقاظ وأيام العطل، السنة الماضية تعرضت لحالة غريبة وهي أني كنت أضحك وأحزن لذات الشعور وفي نفس اللحظة!، ذهبت بعدها لإستشاري نفسي وشخص حالتي بالاكتئاب ووصف لي (بروزاك 40)، شعرت باسترخاء وتحسن ولكنني لا زلت أعاني من إهمالي لذاتي وتبلد المشاعر وغياب الدافع وأعاني من برودي الانفعالي وأحياناً عصبيتي وحساسية من المواقف المحرجة ومن نقد الآخرين لا يوجد لدي علاقات اجتماعية كثيرة وقوية، لا أحب الأماكن المزدحمة وأشعر بالضيق منها.
حالتي النفسية أثرت على شخصيتي وعلى حياتي الدراسية والوظيفية، للمعلومية لا أشعر بالاكتئاب الآن ولكنني أرجح إصابتي بمرض ذهاني كونه لدي استعداد وراثي فأحد أشقائي مصاب بالفصام.
08/02/2015
رد المستشار
عزيزي؛
أنت تذكر برسالتك بأن (كثيراً ما يأتيني جو من الفرح واللذة الداخلية لا أجد لها تفسيراً وأحياناً يضيق صدري واكتئب خاصة قبل النوم وعند الاستيقاظ وأيام العطل، السنة الماضية تعرضت لحالة غريبة وهي أني كنت أضحك وأحزن لذات الشعور وفي نفس اللحظة). أنت لم تعطي تفاصيل عن لحظة الفرح وما يصاحبها من سلوكيات مثل النشاط والحركة الزائدين, مع ابتهاج وزهو... وكم هي المدة التي... ذكرت بأن كثيراً ما يأتينك جو من الفرح واللذة الداخلية... وأيضاً ذكرت بأنك تضحك وتحزن لذات الشعور وفي نفس اللحظة... هل ذكرت هذا لطبيبك الذي وصف العلاج؟...
رسالتك تقول بأنك (تعاني من الخجل والانطوائية والعزلة وضعف الانتباه، لدي مشكلة في اتخاذ القرارات وارتباك في الكلام أمام الآخرين، أصابني منذ البلوغ رعشة بالأطراف وحب للصمت والعزلة، وأحياناً عصبيتي وحساسية من المواقف المحرجة ومن نقد الآخرين لا يوجد لدي علاقات اجتماعية كثيرة وقوية، لا أحب الأماكن المزدحمة وأشعر بالضيق منها). هذه الأعراض هي خليط من أعراض اكتئابية وأعراض القلق. لكن الأعراض الاكتئابية لا ترقى إلى تشخيص الاكتئاب الجسيم، لعل هذا بسبب العلاج الذي تأخذه... وطالما أنت تعمل, فإن الأعراض الاكتئابية لا تعيقك عن أداء عملك. فهذا قد يقودنا إلى تشخيص آخر يقع ضمن الاضطرابات الوجدانية أو المزاجية هو عسر المزاج, لكن ذلك لا ينفي أن يكون الاكتئاب الجسيم متناغماً مع عسر المزاج.
وأعراض عسر المزاج قد تكون مشابهة لبعض أعراض الكآبة الرئيسية ومنها:
- عسر بسيط في المزاج.
- انخفاض في تقدير الذات.
- ضعف الأداء الدراسي أو العملي.
- الانسحاب الاجتماعي.
- الخجل.
- مشاكل النوم.
عسر المزاج هو نوع أقل حدة من الاكتئاب وهو عبارة عن أعراض مزمنة مستمرة لمدة طويلة ولكنها لا تعيق حياة الإنسان بل تجعله لا يستطيع العمل بكفاءة ولا يستطيع الشعور بالبهجة والسعادة في الحياة وقد يعاني المريض بعسر المزاج من نوبات اكتئاب شديدة.
أما ما يخص العلاج يكون غير فعال إذا ظل المريض يعاني من الاكتئاب أو إذا حدث انتكاس للمرض مرة أخرى بالرغم من استخدام العلاج... أنت لم تذكر فيما إذا كنت مستمر بأخذ العلاج أم لا. وهنا يطلب المريض وأسرته من الطبيب أن يوقف العلاج أو التحول لاستخدام علاج آخر أكثر فاعلية. ويجب أن تدرك بأن نجاح أي عقار لا يمكن الجزم به إلا بعد مضى 8 أسابيع من العلاج وذلك بعد الوصول للجرعة العلاجية المناسبة قبل أن نحكم على أن العلاج غير فعال.
أما إذا كنت قد استخدمت العلاج لمدة 8 أسابيع بعد الوصول للجرعة العلاجية المناسبة ولم يحدث تحسن واضح في المرض فمن الممكن حينئذ التحول لنوع آخر من العقاقير المضادة للاكتئاب وهذا ما سيقرره طبيبك. لكن يجب عليك أن تخبر طبيبك بأنك (كثيراً ما يأتينك جو من الفرح واللذة الداخلية... تضحك وتحزن لذات الشعور وفي نفس اللحظة.. تحب الضحك لوحدك بصوت عالي وتحب الدوران والمشي في الغرفة أو المنزل بدون فائدة). قد يغير الطبيب التشخيص تماماً عندما تتعمق كثيراً في مشكلتك.
لا تتأخر.. اذهب مرة أخرى
لك احترامي