الاختلاف الكبير بين الأشخاص قد يكون عائقا عن الحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ حقيقة لم أعد أعلم هل السبب مني أم ممن حولي لا أجدني حقيقة أتفق مع أي أحد ممن حولي.
أنا فتاة أبلغ من العمر قرابة 28 عام خريجة جامعية وحاصلة على دبلوم، تخصصي إعاقات فور تخرجي عملت في مركز لقرابة السنتين براتب زهيد جداً ولم أفكر فيه رغم حاجتي للمال كنت أريد أن أعمل مع الحالات لأني كنت أثق بأن التعامل معهم سوف يوفر لي الكثير وهذا ما حدث بالفعل فقد اكتسبت ذلك وأثناء عملي حصلت على الدبلوم وشاركت بثلاث معارض تخص الشباب وحققت مراكز جيدة،
العمل في المركز أصبح سيئا على الرغم من المحاولات العديدة للإصلاح دخلت هذا المركز وكان سيئا جداً في القسم الذي أعمل فيه وقمت بإدراة هذا القسم بطريقة غير مباشرة وتدريب الجدد لن أطيل، ولكن يكفي أنه كان لي تأثير كبير جداً ولكن بعد سنة ونصف وجدت أن الحال أصبح سيئا جداً وخصوصاً بعد أخذي إجازة لأداء الامتحان الخاص بالدبلوم وأدركت حينها أن وجودي هنا مجرد استنزاف لطاقتي ووقتي فأنا لا أقوم بالعمل الصحيح لكي أكتسب خبرة صحيحة، فقررت الاستقالة، بعدها ذهب لمعرض علمي شاركت فيه ببحث وراجعت وعملت على نشره، والحمد لله بدأت رحلة البحث عن العمل من جديد، ووجدت عملا براتب قليل ولكني رفضت لأن المديرة صرحت لي بأنه لابد من الضحك وغش الحالات حاولت معها فقالت لي صراحة أن المال هو المهم لديها وحدث هذا الأمر كذلك في مكان آخر،
نحن في منطقة لا يوجد بها مراكز جيدة للإعاقات سوى اثنان، أنا أحتاج أن أتعامل معهم بشكل صحيح أكثر من احتياجي للمال، هنا قررت أن أقوم بذلك في المنزل ولكن أمي رفضت، حاولت أن أتفهم سبب الرفض، وجدت أن أمي موسوسة لا تريد الأطفال أن يقوموا بالدعس على الأرضية خاصة أن البيت جديد نوعا ما وبعد أكثر من شهرين ونصف وافقت على ذلك ولكن لم أجد من يساعدني فتدبرت الأمر وأحضرت ما أريده، وبدأت المشاكل حينما تدخلت أمي وأخواتي في شغلي بشكل سئمت منه بحجة الحرام،
في هذه الأثناء أصبحت أكثر اطلاعاً للكتب وخاصة بما يتعلق بمجالي والكتب بشكل عام حاولت تحسين لغتي الإنجليزية وسعيت على تطوير نفسي بشكل عام وكذلك حاولت أن أنشيء مؤسسة خاصة بي تعتني بهؤلاء الأطفال من خلال البحث عن الجهات الداعمة لكن أمي رفضت وقامت بضربي لأنني بنت ولا يوجد أحد ممن حولي قام بذلك رغم أنني والله العظيم مراعية لها وأخدمها وأحاول أن أقرب بينها وبين أخواتي لأن العلاقة سيئه.... ولكنها رفضت المركز وخاصة بعد سماعها لحالات الخطف وغيره من جهاز الراديو يكفي أن أسمعها تصلي الليل وتدعو أن يكفيها الله شر تهوري وطموحي، حدثتها بالمنطق والهدوء لكن لا جدوى.
تقول لي تزوجي وافعلي ما تريدين، الزواج نصيب وقد يأتي وقد لا يأتي ماذا عساني أن أفعل في المدة التي أجهلها هل أقضيها على التلفاز وأموت وأنا حية
ماذا أفعل بكل ما يدور في رأسي أين أذهب بحماسي أنا بإمكاني أن أنفع من حولي وأساعدهم خصوصا أني متمكنة ولله الحمد لماذا أنتظر ذلك الرجل الذي أثق جدا أن فرصة قدومه قليله بالنسبة لنا، لماذا يقف كل شي يا سيدي؟ أتريد أن تعلم لماذا الفرصة قليلة؟ لأننا ببساطة: نحن ست فتيات لم نتزوج ولا أرى أملا لذلك، اثنتان مصابتان بالوسواس القهري إحداهما في الصلاة والأخرى بالنظافة حاولت علاجهما، والصراع من أجل علاجهم أرهقني وتوقفت عن ذلك مؤخراً.
أختي الأخرى معلمة وتقوم بدفع الإيجار ولكنها مكتئبة جداً لأنها تعتقد أنها لو ذهبت أمريكا ستصبح حياتها أفضل، أصبحت تأكل بشراهة وزنها قارب المائة، حاولت معها لكنها أصبحت لا تطاق ووضحت أن كثيرا ممن ذهبوا لم يفعلوا شيئا يذكر، هي وضعها هنا أفضل لكن من دون جدوى، اثنتان من أخواتي شخصياتهم ضعيفة والأخيرة أنا محدثتكم الوضع المادي والاجتماعي سيء لوجود أمراض وراثية..... لدينا أربع ذكور متزوجون و3 أخريات متزوجات لكن العلاقة بيننا سيئة.
لذلك أن نصنع حياتنا أفضل من أن ننتظر من يقوم بذلك بدلاً عنا ودارت جدالات كثيرة جميعها انتهت بأني متحمسة ولا أدرك المخاطر، أنا أنانية؟
أمي تخاف كثيرا، علاقتها مع أبي مقطوعة لا تفتر أن تدعو عليه في كل وقت لو وجدت ملعقة على الأرض قالت هذ من أبيكم ويبدأ سيل الدعاء عليه وعلى حظها اللعين، موسوسة لا تحب أحد يزورنا لكي لا يتسخ المنزل، لديها شخصية شكاكة تفسر كل حركة على أنها لها، مما أساء علاقتها مع من حولها وخاصة المتزوجون من أخوتي، أبرر لها أن الأمر عادي ولا تقصد هي به، وأحاول أن أجمع بينهم.
أبي كذلك يكره أمي ودائم الكلام عنها...
لم أعد أمتلك أي شعور تجاهم فقط أدعو الله أن يرزقني برهما وأن يعينني على ذلك. فاستفسارى:
هل أترك أمر أخواتي المريضات جانباً، وأركز فقط على عملي رغم أنني حاولت كثيراً معهم في السابق وجميعهن أكبر مني في العمر؟
هل أصر على مشروعي وأقوم بالعمل عليه من وضع خطط والتجهيز دون علم أمي وأضعها أمام الأمر الواقع، على الرغم من إلحاح أمي الحالي على ترك العمل في المنزل (تقول انتظري حتى يفرجها الله)؟
هل لو فعلت ذلك بالفعل أعتبر أنانية؟
الاختلاف الكبير بين شخصيتي وشخصيتهم كيف أتجاوزه حيث أني أحب العمل والتجريب والمحاولة حتى لو خسرت، أفضل من البقاء هكذا
متحمسة جداً للعمل والأفكار بخلافهم؟
كيف أتعامل مع أمي وخوفها المستمر الذي أصبح ينتقل إلينا، خوفها من كلام الناس ومن الخسارة والفضحية وسخطها الدائم على عدم زواجنا وكأنه أمر بأيدينا؟
ما أن تسمع بإحداهن تزوجت حتى تصب غضبها علينا؟
كيف أتعامل مع أخواتي في البيت؟
إن فعلت أي أمر اتهموني بحب النفس والأنانية ماذا أفعل إذا كان كل ما أعرضه عليهم يقابلونه بالرفض أشعر بأنهم مستمتعون هكذا بوضعهم؟
كذا شخص لمح لي بالبحث عن زواج أو أمور أخرى لكني لن أفعل أي من ذلك لمجرد الهروب من مما أنا فيه.
هل أنتقم من نفسي فأفعل ما لا أرضاه كردة فعل غبية؟
أريد أن أعمل مشروعي وأن أطور من نفسي، أريد أن أكون الصورة التي رسمتها لنفسي لكن كيف لي ذلك وأنا أنثى بمجتمع محافظ جداً.
صحيح تكلمت عن شخصية الجميع سوى نفسي
أنا جدا طموحة وقيادية ولله الحمد عندي مقدرة على تنفيذ الكثير من المهام، أحب العمل والعلم كثيراً
علاقاتي الاجتماعية: لا توجد لدي صداقات من نوع خاص، الشكليات الاجتماعية لا تشكل لدي أولولية، أميل للجدية في حياتي وفي أفكاري حاولت أن أترك ذلك فلم أجده عيب فبقيت عليه لا أهتم لكلام الناس وصريحة جداً مع من حولي، عند حدوث اجتماعات أحيانا أفضل السكوت فأنا أحب الحديث عن الكتب والأفلام الجيدة، وهم يحبون الحديث عن الأزياء والمسلسلات.
اختلاف الاهتمامات أجده أحيانا يشكل عائق؟
أتمنى أن أكون كتبت ما يفيد في تقديم الحلول المناسبة
لكم خالص الود والتقدير
15/03/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح في مجال اختصاص في غاية الأهمية ولا يعطيه المجتمع ولا الخدمات الصحية في العالم العربي الاهتمام الذي يستحقه.
نظرة تحليلية:
في بداية الأمر لابد من التوضيح بانك آنسة لا تعانين من مشاكل صحية نفسية وتستفسرين عن رأي الموقع في مواجهة أزمات عائلية واجتماعية. الرأي الذي يطرحه المستشار عند الرد هو رأي شخصي.
سيرتك الذاتية تعكس شخصية قوية حرصت على تطويرها علمياً وثقافيا وأصبحت تمتلك مواهب وطموحات تختلف كثيراً عن المحيط الذي تعيشين فيه. هذا التطور الشخصي رفعك إلى منصة أعلى من المنصات التي يقف عليها الأهل والأصحاب.
منصة الأهل مرضية تتميز بفقدان السيطرة على ظروفها الحياتية والبيئية. العائلة كبيرة نسبياً وتركيبتها أصبحت متصلبة بسبب ظروف قاهرة وخلافات بين الأب والأم. فقدان السيطرة بحد ذاته قد يفسر الولع بممارسة طقوس النظافة وكثرة الشك في ممارسة الطقوس الدينية وأعراض الاكتئاب الغير النموذجية في الأخت الكبرى. الاكتئاب والطقوس ما هي إلا نتيجة حتمية لنظام عائلي مرضي. التفسير الآخر هو تواجد جينات مرضية وجدانية تفسر ظهور اضطرابات القلق والاكتئاب عند بعض الأعضاء وبالتالي تفكيك النظام العائلي وظهور التصلب في الوحدة العائلية. الرأي الذي أميل اليه هو الرأي الأول لكثرة عدد أعضاء الوحدة العائلية ولا أميل أبداً إلى العامل الوراثي. في جميع الأحوال هناك حقيقة واحدة وهي ضرورة خروجك من هذه الوحدة المتصلبة التي أصبحت تنظر إليك بعين الريبة لعدم انتمائك إليها وأصبحت تشكلين خطراً عليها.
أما منصة المجتمع فهي لا تقل سلبية في تعاملها معك عن منصة الأهل. لا شك بأن قوة شخصيتك تفسر درجة احتمال وصبر عالية لظروف عمل رديئة. حرصت على تطوير الشخصية لتجاوز الظروف العائلية وهذه الشخصية أيضاً تمنعك من التوافق كلياً مع أرباب العمل والأصحاب وربما نظرتهم إليك لا تختلف تماما عن نظرة الأهل.
رغم كل الذي أشرت إليه أعلاه فلا يزال اندفاعك كما هو وليست لديك النية في التخلص منه ولا يجب أن تفعلي ذلك. ولكنك عائلتك ليست لديها القدرة على تلبية احتياجاتك وطموحك ولا أنت قادرة على تلبية احتياجاتهم من جراء وحدة عائلية متصلبة لا تقبل بأي تدخل خارجي.
التوصيات:
ليس من السهل الإجابة على أسئلتك. خطوات المستقبل تعتمد على تقييمك للمخاطر والموارد المادية والعملية لتحقيق طموحك.
* الحل المثالي لآنسة طموحة وموهوبة هو الانتقال بعيداً عن العائلة والمحيط الذي تعيشين فيه. هذا ما يفعله الكثير وربما عليك بالاستفسار عن فرص العمل في مدينة أخرى وربما بلد آخر.
* أما أمر الأخوات فهذه مشكلتهن قبل أن تكون مشكلتك ولا أظن أنك طبيبة أو ممرضة نفسية ولا تملكين القدرة على تغيير ظروفهن الاجتماعية. النصيحة أن تتركي أمرهن لهن وربما تكفي النصيحة بمراجعة المراكز الطبية التي تعنى بالصحة النفسية.
* الإصرار على مشروعك يتطلب مراجعة وتقييما. النصيحة هي أن البيت الذي تصفينه لا يصلح لعمل مشروع طويل الأمد ومن الأفضل البحث عن مكان آخر ومصادر أخرى للمساندة المادية والعملية. بعبارة أخرى عليك أن تعطي الجانب المادي حقه وتفكري أكثر بصورة تجارية لمشاريع المستقبل وهذا يتطلب استشارة ذوي الاختصاص في هذا المجال.
* التعامل مع الأم ليس بالأمر اليسير ومن الأفضل عدم تحديها وعدم السماح لها أيضاً بالوقوف أمام تلبية طموحاتك المشروعة، وربما يصل التعامل مع الأم إلى حالة من التوازن في المستقبل الذي يرضي الطرفين.
* لا وجود للأنانية في طرحك وعليك بالعمل بتلبية طموحاتك المشروعة مع الحصول على سند خارجي يستفيد من مشاريعك أيضاً.
* لا تتأخري بالخروج من هذه البيئة متى ما سنحت لك الفرصة وسارعي في البحث عن فرص عمل بعيداً عن البيت والعائلة.
وفقك الله.