لا أستطيع أن أتقبل جسمي وأثق بنفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أود أن أطرح عليكم مشكلتي التي سببت لي الاكتئاب والعزلة والرهاب الاجتماعي. أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، الحمد لله متميز من الناحية العلمية والفكرية. فيما مضى كنت قادرا على تكوين الصداقات وكان لي عدد لا بأس به من الأصدقاء وكنت أعيش حياة سعيدة، لكن مع سنوات المراهقة والشباب بدأت حياتي تتغير والسبب في ذلك هو جسمي.
أولا فأنا قصير القامة نسبيا طولي 169 وأحس حالي قصير بالنسبة لأصدقائي، حجم عظامي صغير وبالتالي هيكل جسمي صغير أيضا، والعضلات في جسمي صغيرة، فعندما تنظر إلي تحسبني طالب في الثانوية وكثيرا ما عانيت هذا الأمر مع من لا يعرفني، وحتى تكتمل فرحتي فإن الشعر على وجهي خفيف جدا. هذا الأمر أثر كثيرا على نفسيتي فكلما أنظر في المرآة أرى نفسي محبوس في جسم طفل.
لنبدأ بآثار هذه الحالة على حياتي:
1- دائما ما يستخف بقدراتي ولا يأخذني الناس على محمل الجد ولا يوجد أحد يهابني أو يحسب لي حساب وهذا أدى إلى ضعف ثقتي بنفسي.
2- كلما كنت مع أصدقائي أحس نفسي كأنهم رجال وشباب أنا ما زلت عالق في جسد مراهق صغير وهذا أدى إلى عزلتي.
3- لا أقدر على التحدث مع الجنس الآخر ولا يعيروني أي اهتمام ولقد حدث معي الكثير من المواقف التي جعلتني مصاب بالرهاب من التحدث مع الجنس الآخر وحاليا لا أقدر على الزواج لأني أعتقد أن البنات لا يمكن أن تحبني.
4- دائما ما أترك العمل ولا أستمر فيه لأن الناس لا تأخد برأيي وكأني غير موجود وهذا يؤدي دائما إلى الخلافات والمشكال مع زملائي في العمل، ولأكون منصفا لنفسي فأنا أب ذكي أمتلك القدرة على التحدث، وخلوق ولا أسمح لأحد أن يدوس على طرف لي حتى لو كلفني ذلك الأمر حياتي.
سبحان الله الذي قدر لي أن أكون في هذا الجسد، وله الحمد أن خلقني كاملا. لكن صدقوني كلما أنظر في المرآة أصاب بالعار والخجل، وعندما أكون بين الناس أشعر بأني أقل منهم لأني أعتقد أن جسمي يأسرني.
أرجو منكم حلا لأتقبل نفسي
03/04/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
نظرة عامة للاستشارة:
البيانات الشخصية تشير إلى شاب أعزب في منتصف العقد الثالث يعمل في أمريكا كمهندس. ثم هناك فقرة تقول فيها وربما تحتوي على خطأ مطبعي بأنك أب ذكي..... الخ.
الرسالة تتعلق بالمعاناة من مركب الدونية وشعورك الدائم بالنقص بسبب قصر قامتك رغم أن طول القامة يقع ضمن المعدل الطبيعي، ولكن لديك الإحساس بأنك في جسد طفل وشعر وجهك خفيف جداً وعظامك صغيرة. رغم أن طول قامتك قد يكون ضمن المعدل الأسفل في أمريكا ولكن الحديث عن عظامك وعضلاتك بهذا الشكل يثير الشك بأنك تعاني من عرض مرضي ألا وهو "رهاب خلل البنية" Dysmorphophobia.
يضاف إلى ذلك هناك إشارة إلى ظاهرة التحديق في المرآة Mirror Gazing تستنج بعدها ضآلة بنيتك الجسدية وسوء حظك. ثم هناك تأثير أعلاه عليك. تشير إلى الاستخفاف بقدراتك وإحساسك المتواصل بالدونية من الأصحاب وعدم قدرتك على التواصل وتركك للعمل بسبب الخلافات. هذه النقاط الأربعة في الاستشارة تعكس عملية زورانية مستمرة وأصبحت دائمة إلى حد ما ولا علاقة لها بالرهاب والقلق.
أما الفقرة التي أشرت إليها أعلاه فهي تعكس درجة من التعالي عكس شعورك بالدونية.
احتمال التشخيص:
يجب التركيز أولاً على أهم عرض مرضي في الاستشارة وهو العملية الزورانية Paranoid Process ضمن هذه العملية التي يمكن أن تتصورها كإطار لصورة تحتوي على أعراض قلق واكتئاب وتدهور في الأداء الاجتماعي والمهني.
- الاحتمال الأول هو إصابتك باضطراب وجداني هو الاكتئاب. ربما تعمل بعيداً عن الوطن وتشعر بالغربة.
- الاحتمال الثاني هم امتلاك صفات شخصية تميل إلى الحساسية من الآخرين تمر عبر مركب الدونية ورهاب اختلال البنية ومن ثم تتحول تدريجياً إلى شخصية زورانية وبعدها إلى اضطراب الوهام المستمر أو المتواصل والذي يحمل معه أعراض اكتئابية.
توصيات الموقع:
٠ يجب أن تراجع استشارياً في الطب النفسي للكشف عليك لعزل البعد الوجداني عن البعد الزوراني في حالتك وتقييم أيا منهما أو (كليهما) يجب استهدافه بالعقاقير.
٠ العقاقير لا تكفي ولا بد من علاج كلامي يستهدف عقدك الشخصية.
وفقك الله.