اضطراب ثنائي القطب
أعاني من نوبات حزن واكتئاب شديد يصل لحد محاولة الانتحار ونوبات مرح بسيطة ونوبات تمتزج فيها الأعراض معا،
راجعت لدى طبيب نفسي ووصف حالتي بهايبو مانيا،
ما هي التدابير لتقليل النوبات والوقاية منها، ؟
وما هي الأعراض والعلامات المبكرة للنوبات؟
12/04/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
تحليل الاستشارة:
الرسالة في غاية الإيجاز وتتعلق بتشخيص الآنسة بهوس خفيف Hypomania مع المعاناة من نوبات اكتئابيه شديدة تصل إلى حافة الانتحار. هذه الأرجوحة المزاجية التي يشكوا منها البعض أصبحت شائعة وبدأ الكثير من الأطباء يهدي المريض اضطراب الثناقطبي الثاني Bipolar II Disorder وبسرعة.
ليس هناك إنساناً لا يمتلك أرجوحة مزاجية أو عاطفية يتأرجح بها يوميا أو أسبوعيا أو شهريا. سرعة حركة هذه الأرجوحة لا تعني بالضرورة بأنها حالة غير طبيعية ولكن الأهم من ذلك هو المدى الذي تصل إليها الأرجوحة وتوقفها عن الحركة في مكان ما قبل أن تعود إلى حركتها الطبيعية. على ضوء ذلك يمكن القول بأن تقلبات المزاج قد تعكس ما يلي:
1- حالة طبيعية.
2- تفاعلات لظروف بيئية غير مستقرة.
3- اضطراب الشخصية وخاصة الحدية.
4- اضطراب الثناقطبي.
لا يكفي أن نقول للمريض بأنه يعاني من الثناقطبي لأن متى ما تم توثيق هذا التشخيص لا بد من علاج المريض ومراقبته طبياً. لكي يتجنب الطبيب الاشكالات المتعددة من إعطاء هذا التشخيص بصورة تلقائية فمن الأفضل أن يقيس ما نسميه مؤشر الثناقطبية Bipolarity Index ويحرص على ذلك. لا يمكن قياس هذا المؤشر في المستشيرة لغياب التفاصيل.
هناك معتقد خاطئ وهو أن حالات الهوس الخفيف المصاحبة لاضطراب الثناقطبي الثاني أقل ضراوة من الثناقطبي الأول. الحقيقة هي عكس ذلك وإكرام المريض بهذا التشخيص (الثناقطبي الثاني) لا يحل مشاكله وخاصة إذا كان فعلاً هو التشخيص الصحيح.
تواقيع الانتكاسة Relapse Signatures
يتم استعمال هذا المصطلح للتعبير عن العلامات المبكرة لانتكاسة المريض مع نوبة جديدة من الاضطراب النفسي. يتم الوصول إلى هذه التواقيع بعد الحديث بين المريض والمشرف عليه صحيا. تقع هذه المهمة في الممارسة السريرية على عاتق الممرضة (أو الممرض) الطبنفسية وهي أفضل من الطبيب في دراسة وتوثيق التواقيع. يتم طبعها ومراجعتها والحرص على أن يسلم المريض نسخة من الوثيقة للاحتفاظ بها ومراجعتها دورياً.
هذه التواقيع تكاد تكون خاصة لكل مريض وكأنها بصمات أصابعه. تتميز بالتكرار وتتعلق بالتغير في السلوك اليومي والمهني والعلاقة بالآخرين. هذه التواقيع تسبق حصول الأعراض الخاصة بالاضطراب والتي تكاد تكون متشابهة في جميع المرضى. متى ما ظهرت اللأعراض فلا يمكن الوقاية من النكسة ولكن متى ما انتبه المريض إلى التواقيع الخاصة به فبإمكانه الوقاية باستعمال علاج كلامي أو عقاري.
لذلك لا فائدة من الحديث عن العلامات المبكرة للاضطراب ولكن يجب دراسة تواقيع الانتكاسة الخاصة بالمريض من أجل الوقاية. أما إعطاء النصائح العامة فلا خير فيها ومجرد كلام عن:
1- عسر المزاج.
2- تكرار النوبات في أوقات معينة.
3- ظروف بيئية.
4- تغير ساعات النوم والشهية وغير ذلك.
توصيات الموقع:
1- من الأفضل إرسال رسالة مفصلة حول الأعراض النفسية: متى بدأت ومدتها وأعراضها وتاريخ العائلة المرضي.
2- لا بأس من استشارة طبيب آخر والحصول على رأي ثاني.
3- بعد ذلك يتم التشاور مع الطبيب الإخصائي حول استعمال العقاقير ومراقبة النوبات.
4- ليس هناك أفضل من إرشاد النفس لتقلبات المزاج ومحاولة التعامل مع الظروف البيئية المصاحبة لها.
5- تنظيم الجدول اليومي والأسبوعي والالتزام بنظام غذائي صحي وفعاليات بانتظام.