السلام عليكم؛
R03;
أنا يا سيدي في الخامسة والثلاثين من عمري نشأت في طفولة سعيدة بين أب وأم يعملان كل جهدهما لتأمين حياة جيدة لنا وعلى الرغم من تعثري الدراسي الواضح إلا أنهما ساندوني والآن أعمل بإحدى الجهات السيادية كما يسمونها (أرجو تغييرها إذا كانت الاستشارة ستنشر)، كنت كطفل صغير أمرح طول الوقت وأواجه الحياة بقلب جريء شاب في العشرين من عمره كنت في حياتي أبحث عن الأفضل في كل شيء في الدين وجدت الأفضل أن أصبح بار بوالدي فكنت لهما نعم الابن وأمي تدعو لي يوميا في صلاتها حتى الآن.
بحثت عن الأفضل في عملي فوجدت أن الأفضل من يذاكر التخصص الذى أنا أعمل به فقمت بمذاكرتة وحفظتة عن ظهر قلب وبدأ اسمي يلمع. تفوقت أكثر وأثمرت دعوات والدي لي وسافرت للخارج مرتين في بعثة تخصصية. وفي عام 2005 تزوجت من وافق عليها أبوايا بغية إرضاءهما وكانت بفضل الله نعم الزوجة ولم تخل الحياة من منغصات صغيرة كنت قادر على تجاوزها جميعا.
إلا أنه في عام 2009 تعرضت لضائقة مالية شديدة وكان الراتب صغيرا جدا ولدى التزامات عائلية كثيرة وتحملت لمدة عام ولكن صارت حياتي مذرية فتقريبا أفقد المرتب بعد 5 أيام من بداية الشهر نتيجة للالتزامات وكنت أستحي أن أطلب أي شيء من أحد حتى من والداي. فاضطررت أن أبحث عن عمل إضافي على الرغم من أنه ممنوع عليّ ذلك لكني استطعت تدبير هذا العمل وتعاطف معي صاحب العمل وبدأت أتقاضى راتب إضافى أستطيع معه العيش وبدأت أشم نسيم الحياة لأول مرة ولازلت أذكر أول راتب تقاضيتة وسعادتي بهذا العمل التي لا توصف.
ولكن هكذا الدنيا لقد عرف عملي في الجهة السيادية بطريقة أو بأخرى أننى أعمل في وظيفة ثانية وتم استدعائي للتحقيق لأول مرة بحياتى وتم تهديدي بالسجن كنت أبكي وأنا أقول لهم أنا خالفت القانون لكني لم أخالف ضميري أمام الله وتصرفت كرجل يحفظ بيته من الضياع. وقد أمرونى بترك عملي السابق. وقد قمت بذلك وتفهم صاحب العمل ذلك وقام بشكري أيضا وإعطائى جميع مستحقاتي.
لم يوقعوا علي عقوبة ساعتها لكني أصبحت مراقبا وكانت بداية الانكسار، لم أصبح ذلك الشاب الطموح الذي تعر فه، وقد زاد وزني وذبلت من داخلي، أصبحت أشعر أنه لا قيمة لي وتم تدميري تدمير ذاتي. أصبحت في عملي معروف بأنني لا أعمل وكسول وهذا حقيقى. بداخلي شعلة انطفأت، أصبحت لا أريد أن أعمل وفقدت روح الحياة وبدأت أتعرض لنوبات خوف شديدة وقهر وإحساس بالظلم واكتئاب.
وعلى الرغم من أن حالتي المادية تحسنت كثيرا بعد الثورة إلا أنني لا أشعر برغبة في الحياة كما كنت. ونادرا ما أضحك على الرغم من مرور 5 سنوات على هذة الحادثة.
الآن أتناول عقار "لستورال" للتغلب على هذة الحالة وتعرفت عليه من خلال بحثي على الإنترنت.
أريد أن أرجع كما كنت أريد أن أستعيد حياتي ووزني السابق، أنا لا أستطيع الضحك وأحس بأنني مراقب في كل تصرف وأحس بالهلع أحيانا والخوف من أن أسجن وأنا مظلوم.
لا أعرف ماذا أفعل وهل ممكن أن أرجع كما كنت؟؟؟؟ وكيف ذلك؟؟
ما الذي انكسر بداخلي؟ ولماذا ليس لدي طموح؟؟ هل عمرى 60 سنة أم أنا لا زلت في الخامسة والثلاثين؟
أبكي كثيرا كلما تذكرت هذا الموقف وأخاف كثيرا في موعد الاستدعاء السنوي للتحقيق معي والمتابعة. أنا كنت ناجحا جدا والآن محطم. قل لي يا سيدي بالله عليك ماذا أفعل لكي أحصل على الأمل في الحياة؟
تحياتي
هاني
12/05/2015
رد المستشار
صديقي؛
ليس هناك ما يسعني قوله لك إلا ما قد تخشاه وترفضه... اترك عملك في الجهة السيادية وابحث عن عمل آخر تجد فيه نفسك ومتعتك.
إن كنت قد ذبلت وانطفأت شعلتك فما الجدوى من الاحتفاظ بهذا الوضع، أيضاً إن كان والداك قادران على مساعدتك مادياُ مؤقتاً فلا بأس من طلب العون ممن يحبونك، سوف يزعجهما هذا التفكير ولا شك وسوف تجد معارضة شديدة منهما ومن آخرين ولكن إذا كنت مقتنعاً بأنك تموت موتاً بطيئاً في هذا المنصب فلا بد من تركه.
أنصحك أيضاً أن تتابع مع معالج نفسي لمناقشة الأفكار والاحتمالات ولا تأبه لمن قد يراقب هذا من الجهة السيادية، قد يكون هذا سبباً مقنعاً لهم لقبول استقالتك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب