أنا تائه ساعدوني إنني أعاني..!؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، بادئ ذي بدء أود أن أشكركم على هذه البادرة الطيبة جعلها الله في الميزان المقبول إن شاء الله..
أكتب همي هذا وأنا كلي عشم في أن تتم إجابتي، سأبدأ من البداية، وأعتذر عن عربيتي الركيكة..
أنا شاب في 18 من عمري، ولدت وترعرعت بين أحضان عائلة ميسورة الحال معروفة وعريقة، كانت عائلتنا جداً ممتدة وأنا قضيت طفولتي بين جدتي وعماتي ثم بين خالاتي وجدتي الأخرى. كانت علاقتي مع أبي هي رهبة وخوف لا أعرف سوى أنه معيل العائلة وإذا ما اقترفت خطأ ولو بسيطا يشتمني وأحيانا يعنفي إلا أنني أجد الحماية والحنان بين تلافيف قفطان جدتي ورأفة أمي وعماتي.
دوما ما أخرج معهن وأعرف كل صديقاتهن ويعرفنني، أعرف حتى أدق الأسرار النسوية الحميمة وأحيانا علاجاتها. باختصار، كبرت ومارست لأول مرة العادة السرية وأنا ابن 10 سنوات لم أكن أعرف أنها عادة سرية بل حاولت فقط تقليد لقطة من فيلم. أواجه مشكلة كبيرة وهي أنني جدا ناعم في تصرفاتي وأخلاقي، فبالرغم من أن الجميع يمدحني ويراني شابا مؤدبا ملتزما أخلاقيا، اجتماعيا ودينيا لكنني في قرارة نفسي أنا شاذ نعم شاذ، مؤخرا اكتشفت هذه الحقيقة فبالرغم من أنني أميل للفتيات الجميلات لكنني أجد متعة أكثر عند رؤية الشبان وأعضائهم وأقدامهم بالأخص.
فعليا، لا أود أن أنام مع أحد من الذكور لكن أفضل رؤية عورته وأن يرى عورتي ونستمني معا -أعتذر كثيرا عن الألفاظ لكنني أود فعلا أن أزيح هذا الحمل لذلك أحكي كل شيء-.
أضيف أنني أعاني من وسواس قهري فأنا لا أحتمل أن يلمسني أحدا أو أعانق أحدا إلا نادرا كما أحب النظافة بشكل زائد، تنتابني أيضا حالات من الاكتئاب لكنني أظنها راجعة إلى المس نعم فأنا ممسوس ومنذ صغري وأنا أرى أشياء غريبة كنت أخالها وهما فتارة أحس نفسي روحا من الأزمنة الغابرة وأنا هذا ليس بزمني وفعلا الكل يقر بها فملابسي السوداء والرمادية، أفكاري، ميولي الموسيقي والأدبي يوحي بأنني من الزمن القديم ربما بسبب احتكاكي مع كبار السن والبحث في التاريخ، أعود للمس كنت تابعت رقية شرعية لكن دون نتيجة لكن المهم أنني أصلي وأصوم.
بالنسبة لعلاقتي مع الغير فهي دوما راقية وممتازة إلى أبعد حد أنا (ربما أعاني من الأنانية أيضا) إنسان اجتماعي أستطيع دوما إيجاد الحلول للغير. غالبا كل الفتيات الصديقات يستشرنني في كل المسائل (للعلم أنا على اطلاع بالطب البديل، الأعشاب والسحر الذي لا أعرف كيف تعلمته ولكنني أمتنع عن استخدامه ما عدا في وصفات لفك السحر)، أحس أنني كائن فريد فتارة أكون مستقيما ملتزما ولكن لي حياتي الشاذة بالإنترنيت والرغبات الحيوانية وتارة أحس أنني مملوك بروح فتاة عانس من القرون الماضية.
كنقطة أخيرة أود أن أشير إلى أن أبي يحاول التقرب مني كثيرا منذ أن رأى نوبات صرع ويود مصادقتي لكننا غير متفقين دوما في الأفكار هو ما زال مراهقا يود العيش بين المقاهي والغانيات، غير متحمل المسئولية لا يعرف سوى أنه يصرف فقط أنا طبعا لا أنسجم معه أفضل البقاء بالبيت حتى الرياضة جربتها لكن أرهقتني وأحس بقلبي مليء فأنا من النوع الذي هو صديق الكل ولا صديق له. أضيف أنني مصاب بارتفاع ضغط الدم، بارك الله فيكم وعليكم شكرا كثيرا لمساعدتي..
13/05/2015
رد المستشار
صرت أكره وصم البشر بأسماء أمراض تقعدهم عن التغيير، وتبصم في أنفسهم بصمات يصعب محوها بمرور السنوات؛ فما أجمل أن نعالج شخص به مرض عن أن نعالج مرضا موجودا في شخص والفرق كبير، فأنت منذ صغرك يا ولدي لم تقترب من عالم الرجولة على يدي والدك؛ فغاب عنك كيف تكون حاملا لخصال الرجولة من مروءة، ومباردة، وتخطيط، ووفاء، ومسؤولية، واحترام......إلخ، وكان البديل أنثويا بجدارة، وظللت في عالم الأنوثة الذي يحيطك منذ صغرك، وفي مراحل نحت ملامح نفسك ووجدانك، وطرق تفكيرك وهويتك فيه، فكان ما كان من التشويش والارتباك في ذاتك؛
فوساوسك، وارتباك هويتك النفسية والجنسية في صورة تصورك أنك مملوك لروح فتاة عانس، أو من قرون أخرى.... لخ، يوضح تماما مدى تخبطك النفسي واحتياجك الشديد للتواصل مع متخصص نفساني يتمكن معك تصحيح مسار هويتك التي تتصور زيفا أنها أنثوية خالصة وشاذة!
فهي ليست كذلك يا ولدي رغم ما تتصوره من أدلة تثبت شذوذك، فأنت لم تمارس الشذوذ جنسيا، ولا تتحمل مجرد معانقة شخص، وتصوراتك تنتهي عند الاستمناء في وجود ذكر بجانبك، فشذوذك إذاً شذوذ حدث في مشاعرك، وأربك هويتك النفسية قبل الجنسية، ويحتاج فقط لرعاية ذكورية بحتة تعطيك الحب والحنان الأبوي الناضج والذي لا زال يبعد عنه أبوك حتى في فترات قربه منك بسبب صرعك، فأنت لست شاذا جنسيا كما تتصور أنت، ولا تحتاج في نظري سوى أن تشبع من علاقة صحية آمنة محبة ودودة ناضجة مع رجل ليصالحك على أبوك بعد طول جوع، وعلى ذاتك الحقيقية بعد طول غياب، وعلى رجولتك بعد طول ارتباك، فلتمد يدك لنفسك بصدق يا ولدي وتطلب العلاج المتخصص على يد طبيب نفساني لا يهرع لكتابة علاج دوائي فقط ليعالج وساوسك وتهيؤاتك ولكن يتمم علاجه معك بجلسات علاجية فردية، أو جماعية تساعدك على ما تحدثنا عنه، بعيدا عن أوهام الشذوذ والسحر، والغرق في أمراض متنوعة بقرار منك أنت كان الأسهل من مواجهة مشكلاتك الحقيقية.... دمت بخير.
واقرأ أيضًا:
نفسجنسي: خلل الميول الجنسية Sexual Disorientation
طيف الوسواس OCDSD وسواس قهري؟ شذوذ؟
طيف الوسواس OCDSDs وسواس الشذوذ الجنسي OCD Homosexuaity
طيف الوسواس OCDSDs وسواس الشذوذ الجنسي Homosexual Anxiety