عريس ابن عروسته!..!؟
السلام عليكم ورحمة الله؛
أنا صاحبة مشكلة عريس ابن عروسته. أود أن أشكركم على ردكم، وأردت أن أوضح بعض الأمور التي أردتم الاستفسار عنها..
فأنا لي أخ واحد يصغرني بخمس سنوات، وقد توفيت أمي وأنا عمري 21 عامًا ولم يتزوج أبي بعدها؛ لأنه لم يرد أن يكون لنا زوجة أب، وعلاقتي بأبي وأخي علاقة جيدة لا هي بالقوية جدًا ولا الضعيفة، أما علاقتي بأمي فقد كانت قوية جدًا، فهي كانت بمثابة كل شيء لي، بعد وفاتها أخذت دور الأم بعض الشيء، فقد كنت مَنْ تدير أمور المنزل، أطهو وأتابع أخي في مذاكرته، وقد كنت سعيدة بهذا الدور لأنه يشعرني بالمسؤولية، وأيضًا بقيمتي في الأسرة وأيضًا أخي يشعر بأني أمه وأخته في نفس الوقت، ويأخذ برأيي في أمور كثيرة..
كنت أتمنى الزواج من شخص يكبرني بعض الشيء؛ لأنه من وجهة نظري وقتها سيفهمني ويستوعبني، وقد تغيرت هذه الفكرة تمامًا عندي بعدما تمت خطبتي، وأنا في عمر 25 لشاب يكبرني بثمانية أعوام، وكانت خطبة فاشلة، فكانت قائمة على أساس الأوامر (افعلي ولا تفعلي)، وكان لا يريد أن أكمل عملي، وكان ينعتني بالساذجة إذا وجدني تصدقت من مالي لمساعدة أحد.
كانت الأنانية والمظاهر عنده هي أهم شيء من السيارة الحديثة ونوع العطر وما إلى ذلك، وكان والدي يظن أن ذلك في صالحي. كنت أشعر معه بالكبت فأنا فتاة أحب الانطلاق والحرية، وبعد فترة تم فسخ الخطبة، وكنت سعيدة بذلك، فركزت تفكيري على عملي حتى تفوقت فيه، وقد تقدم لي بعدها خطاب كانوا أيضًا من أصحاب المظاهر والثراء، ولم أود أن أكرر نفس خطئي سابقًا.
بعدما وصلت لأواخر العشرينات، وصلت إلى درجة جيدة في عملي، فكان يأتي لعملنا شبابٌ حديثو التخرج للتدريب، فكنت مَنْ أقوم بتدريبهم. لم أنكر أن أعجب بي بعض منهم، وكنت قد أحببت شابًا منهم، وقد وجدت عنده من الحب، والتقدير، والاهتمام ما لم أجده عند غيره، ويصغرني بأربع سنوات تقريبًا، وكان يريد الزواج مني، ولكن لم يتم الأمر بسبب ظروف متعلقة بالسكن والتنقل.
من وقتها وأنا أشعر بهذا الانجذاب للشباب الأصغر، فأجد فيهم الحب والقدرة على الاستيعاب، وربما سبب آخر لهذا الشعور بعدما وصلت الثلاثين؛ أنني أريد أن أشعر أنني لا زلت صغيرة، وأريد الاستمتاع بحياتي خاصة بعد تلك الخطبة التي مررت بها، وجعلتني أشعر بأن المجتمع أصبح ملوثًا. ولقد رأيت زيجاتٍ لفتياتٍ في عمري وأكبر مني من شباب أصغر منهم، ويعشن حياة سعيدة، فأفكر أني أستحق أن أعيش أيضًا حياة سعيدة، فأنا_ ولله الحمد_ جميلة وذات مستوى، وأبدو أصغر من عمري كثيرًا، ولازلت فتاة بكرًا، فلماذا أدفن نفسي مع شخص لا يستحقني؟!،
ولكن بالطبع تنتابني بعض المخاوف_ كما ذكرت_ إذا وصلت لسن الأربعين أو الخمسين مقارنة بعمر زوجي إذا كان أصغر مني بكثير، ولكني لا أريد أن تكون هناك فوارق عمرية كبيرة كما أني أعتقد أنه ربما لاهتمامي بنفسي قد أكون ساهمت في تقليل هذه المشكلة، أتمنى أن أكون هكذا وضحت الكثير من ملابسات المشكلة وأرجو منكم الإجابة الوافية عن هذا الأمر، وإذا ما كنت خاطئة، فماذا علي أن أفعل؟
أعتذر عن الإطالة،
وجزاكم الله خيرًا..
03/06/2015
رد المستشار
تقعين في خطأ شهير جدًا من أخطاء التفكير يا ابنتي، وهو معروف "بالتعميم"؛ فتجربة خطوبتك التي نجوتِ منها بعد طول توتر، ورفض لنواهيه وأوامره، وخنقك وأنت تلك الفتاة الجميلة الحرة الناجحة، جعلتك تعممين الأمر على كل مَنْ هو أكبر منك، وهناك أمرٌ صغيرٌ واضحٌ بجانب ذلك، وهو أنك تعودت على التقدير والاحترام وشعور الرجل الذي يحتاجك ويقدر خبرتك؛ وبالطبع هذا الموضوع يتوافر أكثر في الشباب الأصغر الذي يتخبط، ويرتبك في سنوات عمره الأولى، ويحتاج لمن يخبره ويوجهه ويحنو عليه؛ وهذا خطأ آخر لا ترينه، وهو أن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة أمومة ولا أبوة، فهي علاقة تكامل وندية...
وندية ليس معناها تحدي وجود ولا شجار ولا شيء من هذا، ولكن ندية في الوجود ومذاق العلاقة؛ ففي الزواج يحتاج الزوج للعطف والحنان والاهتمام ولكن بطريقة أنثوية ناضجة، وليست بأمومة حامية، وتحتاج الزوجة للشعور بوجودها وأنوثتها من خلال رجولة الزوج، وليس من خلال احتياج لمشورة ورأي وخبرة الزوجة؛ فيكبران معًا، ويتطوران معًا وينضجان معًا، ويتناغمان حين يكون الزوج الرجل أكثر دراية وخبرة بالرجولة الحقيقية والحياة، ولأنني قلت لك لا للتعميم فهناك مَنْ هو أصغر سنًا، ويتمتع بالرجولة، ويتمتع بالخبرة بالفعل، ولكن هل ستتعاملين أنت معه بندية أم ستحنين لدور الأم؟؟
التعليق: أتمنى الزواج بشخصة تفكر مثلك تماما .
e>>>>>>>>>@yahoo.com