طفولة قاسية وحاضر محطم..!؟
بسبب تلك الطفولة، المرجو إخفاء الاستشارة إلا لي. ولا أتمنى إخفاء الرسالة بارك الله فيكم، إخفاء الرسالة عن الجميع إلا الاستشاريين، بارك الله فيكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أما بعد؛ أسرد بعض مما أتذكر من تفاصيل طفولتي السوداء نوعًا ما -والحمد لله- على هذه النعمة، فأنا أفضل بكثير من الملايين من المبتلين حول العالم، وهذا فضل من الله علي، لكن أريد أن أخرج من آلام طفولتي، ما أذكره في طفولتي كانت في السنوات الأولى أنني كنت ذكيًا جدًا، وكنت أرسم رسومًا لا يرسمها مَنْ هم في سني، كنت في العامين حسب أهلي، لكن مع مرور الوقت ولأول مرة أخرج من منزل العائلة، وأذهب إلى الابتدائية.
أخذت أبكي بكاءً شديدًا جدًا؛ لأنني أول مرة أفارق المنزل، وعدت مسرعًا إلى المنزل، وأخذني أبي عنوةً مجددًا إلى المدرسة، كنت أمتلك وحمة في آخر رأسي، وكان يسبني الأطفال، ويضحكون علي بها وبفاصيلها، ويتنابزون بالألقاب ضدي، كنت أكثر الأطفال صمتًا واحترامًا للأساتذة، ولا أشوش في الحصة أبدًا، بل ألتزم الصمت.
المهم بعدها لم أكن أعرف أنه يجب علي أن أستفرغ قبل ذهابي إلى المدرسة؛ لكي لا أعاني من آلام امتلاء البطن، وحدثت لي صدمة مروعة أمام بعض الأطفال، فاكتسبت معادلة التبلد الحسي بالكامل، حينئذ كنت أهان ولا أحس، كنت أشتم ولا أحس، كان الأطفال يضربونني ولا أحس بشيء، بعدها بعام كنت بليد الذهن لا أدرس جيدًا، لكن كنت أخاف من والدي، فأفرض على نفسي الدراسة؛ لكي أنجح، وكنت أنجح طبعًا، وبعدها بعامين أو ثلاثة لأول مرة يعلن عن رحلة إلى مكان بعيد نوعًا ما عن ولايتي، وهذه الرحلة ستكون أول مرة أخرج فيها عن منطقتي إلى منطقة تبعد تقريبا ب 100 كيلومتر، ولما ذهبت لا أدري ما يحصل لي آلام بطن، وحدثت نفس الصدمة التي تعرضت لها سابقًا؛ لأني لم أستفرغ قبل الخروج من المنزل، ولم أتعلم ذلك إطلاقًا، وضحك علي كل من في الحافلة حين العودة، فاكتسبت تبلدًا أكثر فأكثر فأكثر، ولم أعد أحس على الإطلاق لا بإهانة ولا بضحك ولا بشيء.
طبعًا استمررت بالدراسة، وكان الأطفال يعيرونني بوحمة رأسي، وكذلك بالصدمات التي حصلت لي -والله أعلم- لماذا كنت غبيًا لهذه الدرجة؟ بعدها وصلت إلى الصف السادس الابتدائي، وكنت ضعيف الشخصية، منهارًا تمامًا لا شخصية لي من هم أقل مني أكثر من 4 سنين يضربونني، ولا أجيد حتى الدفاع عن نفسي، ولا أعرف شيئا عن ذلك، وأيضًا قالت لي فتاة لما تخرج من المدرسة سأضربك، وكنت خائفًا فهربت، فأخذت سخرية من الناس أكثر فأكثر مما عمق البلادة في.
بعدها نجحت وذهبت إلى الطور المتوسط، بالرغم من كل شيء كنت أدرس فقط لأجل الخوف من أبي، ولما صعدت إلى الطور المتوسط، كنت دومًا حزينًا لم أكن أطور من نفسي؛ لأني كنت لا أعرف شيئًا إلا الخيال والهروب نحو الخيال، فكان الأطفال دومًا يعيرونني بوحمتي، ويهينونني أمام الجميع، حتى في الحصة أمام البنات والذكور؛ لكي يثبتوا شخصياتهم، وكنت الحلقة الأضعف، والعجيب أني لم أكن أحس بشيء بعدها، حدثت لي مجددًا تلك الصدمة الخاصة بالاستفراغ قبل الخروج من المنزل والذهاب إلى المدرسة؛ لأني لم أكن أستفرغ إلا بعد أسبوع، وحدثت أمام كل التلاميذ في المتوسطة، والجميع يرى ويضحك ويقهقه، وكنت بليدًا لا أحس بشيء، للعلم لم يكن هناك أي تواصل بيني وبين إخوتي، وكان الخوف من أبي -رحمة الله عليه- القاسم المشترك، أي عندما يدخل، الجميع يهرب، ولا أحد يستطيع رؤية وجهه من الخوف والخشية والهيبة.
المهم في نفس ذلك العام، مرضت بالتهاب كبير جدًا في الزائدة الدودية، وكنت أتألم ليل نهار آلام مفجعة فظيعة جدًا، لم يكترث أحد من أهلي باستثناء أمي التي سهرت من أجلي؛ لأني كنت أتألم بشكل فظيع، جميع من يعرفونني، قالوا يذهب للذين يلعب معهم الكرة ليعالجوه؛ لأنهم هم من ضربوه في بطنهن فسمع ابن عمي بآلامي، فأخذني إلى المستوصف، لكن لم يعرفوا علتي، بعد إجراء الكثير من الاختبارات والتحاليل، وأيضًا الراديو وبعدها بمدة ثلاثة أيام من الآمي الفظيعة، أخذوني على جناح السرعة إلى ولاية أخرى، وعملت عملية جراحية، وكدت أن أموت حسب الطبيب؛ إنها انفجرت في بطني، ولو تأخرت دقيقة لكنت من الموتى.
الحمد لله بالرغم من كل هذا، بعدها عدت إلى المنزل لم يكن أحد يهتم إن عشت أو مت إلا أمي، وتعود بي الذاكرة إلى زمان، كنت في ثانية أو أولى ابتدائي لما خرجت ككل الأطفال مع صديقي إلى دار الشباب، فجاء إلي أصدقائي، إن والدك يبحث عنك، فكنت خائفًا جدًا، ولما عدت إليه ضربني ضربًا مبرحًا أمام الكثير من أبناء وكبار حيي، والجميع يشاهد ويضحك، وأنا لسان حالي لن أعيدها يا أبي لن أعيدها يا أبي، والحقيقة أنني لم أفعل شيئًا، ولم أدرِ حتى ما الذي فعلته؟!
أبي إنسان رائع جدًا، وظروفه عند طفولته ما جعلته يضربني هكذا -رحمة الله عليه- وأنا مقدر ظرفه جيدًا، الآن وأيضًا إخوتي الذكور لا أحد يطيق الحديث للآخر على الإطلاق، وكل واحد منعزل في مكان خاص به، المهم أعود لتكملة القصة، بعدها قمت بتغيير المتوسطة؛ لكي أغير من المكان الذي يستهزئون به علي، وقمت بذلك لكن وجدت لأول مرة متوسطة رائعة للدراسة، وإن لم تدرس جيدًا ستفشل، وحصلت على 8 من 20 لأول مرة في حياتي، وكنت خائفًا جدًا من الوالد وأقنعوه أنني لم أتأقلم مع المتوسطة الجديدة.
وبدأت بالدراسة لأول مرة بحياتي بجد، وبدأت بالعودة التدريجية من عالم التبلد الحسي والانفعالي، وحصلت على معدل الثاني أقرب من 11 من 20، وأصبحت نجيبًا جدًا، بالرغم من أن شخصيتي مازالت ضعيفة إلا أنني عدت إلى الدراسة بنجابة، وبدأت أعود إلى الواقع، لكن لما نجحت ذلك العام، كان لأبي ولي حلم أن أدرس شعبة علوم، لكن الظالمين من بني البشر فرضوا علي شعبة الآداب، وفي الأصل أنا لا أجيد إلا المواد العلمية، فحطموني، وكنت أرى كيف لأبناء آخرين لديهم الجاه من أدب أصبحوا علميينن وأنا منعوني، ولم أجد من يساعدني، لا أحد يحس بي ولا بآلامي.
بدأ العام الدراسي، وكنت أرى أصدقاء الطفولة الذي لم أرهم من وقت طويل؛ لعزلتي يدرسون علمي، ويتفوقون، وأنا أجري من هنا وهناك؛ لأعود لشعبة علوم، لكن لا جدوى تذكر، فذهبت حتى لمدير التوجيه، لكن لا حياة لمن تنادي، قال لي بالحرف الواحد إن كنت تريد شعبة علوم فأعد العام الدراسي، كيف لي أن أعيده، وأنا علاماتي كلها في العلوم رائعة 16 والفيزياء 14.5 والرياضيات 11 من 20 والمواد الأدبية كالإنجليزية 5 والفرنسية 5 والاجتماعيات 5؟
صرخ في وجهي وقال لي إن لم تذهب عن وجهي سأكلم ثانويتك ليطردوك من الدراسة للأبد، وأنا لم أقل له إلا كلمات احترام، وخرجت أبكي وذهبت إلى الجرائد، لكن لا أحد يكترث، الكل مشغول بنفسه وبذاته، لا أحد يكترث لآلام الآخر، فعدت إلى الثانوية بليدًا بشكل غير متصور سابقًا، حيث كنت كالمجنون ولا أكترث لشيء كنت أهان، كان من يدرسون معي يقولون كيف تعيش؟
أنت لا تستحق الحياة، شكلك يخيف الأطفال، يستهزئون لوحمة رأسي؟ وأيضًا من الفتاة التي سترضى بمثلك، وكنت لا أكترث، كنت أهان حتى في الحصة ولا أكترث لشيء، ولا أفهم أصلا ما معنى الإهانة؟ وأعدت ذلك العام، وضربني والدي ضربًا مبرحًا شديدًا، وأعدته ب 9.98 وحاولت أن أقول للمدير أن يعينني على النجاح؛ لأنه تنقصني فاصلتان فقط وأنجح، وينقذني من أن يقتلني والدي، لكن لا حياة لمن تنادي، وأيضًا أحد الأقرباء أصر أن أعيد ذلك العام، بعدها أعدت التسجيل لعام آخر في الأولى الثانوي، ووجدت صديقًا لأول مرة صديق وفي جدًا، كان يحس بي ويصادقني لنفسي وليس لمصلحة، وكان يعينني، وكنت دومًا معه ليل نهار؛ لأني كنت أحس بالأمان نوعًا ما، وأنا بجانبه.
نجحت في أولى ثانوي ثم ثانية ثانوي معه، وكنت بليدًا في كلتيهما سواء في الحصص المدرسية، أو غيرها، إذ كنت أنجح السنوات هاته بمعجزات دون أن أدرس حرفًا، بعدها وصلت للباك فأعدت الباك الأولى ثم الثانية معه والثالثة ذهب ليصنع مستقبله، وتعرفت على إنسان شجعني على النجاح فنجحت في امتحان البكالوريا، وفي ذلك الصيف شاهدت مسلسل وادي الذئاب من الانترنت متابعة ليل نهار لكل أجزائه، فتقمصت شخصية بطل المسلسل، وتاريخها بالكامل، ونفيت تاريخي وماضيّ بالكامل، وأصبح تاريخي وماضي رجل مخابرات، وإنني قوي الشخصية، وأذكى من الآخرين، وأنا من سيغير العالم أجمع، وأنا من ينقذ العالم أجمع من أي أشرار فيه، فترسخت بعد مدة شخصية المسلسل في..
دخلت للجامعة التي كانت بعيدة نوعًا ما عن الناس التي عرفت ماضي، وتعرفت على أناس جدد، فاستخدمت شخصيتي المتقمصة، وكنت أسعد رجل على وجه الأرض، لم أكن أكترث لأحد كنت قوي الشخصية، لما يعجز الآخرون أفعل كل شيء، كنت أرى ماضي هو تاريخ الشخصية الموجودة في المسلسل، ونسيت ماضي بشكل تام، كنت لا أرحم أحدًا، ولا أحترم أحدًا، وهذا ما خسرني شخصيتي الطيبة الخلوقة، بالرغم من ضعفها إلا أنني اكتسبت شر شخصية غير شخصيتي..
كنت سعيدًا قويًا ذكيًا، تعلمت الكثير، أصبحت هادئًا ومسيطرًا على الكل، أصبح الكل يريد نصيحتي، أحسست بجنون العظمة، كما حدث لهتلر، كنت أظن أني منقذ الجميع منقذ الفقراء، منقذ العالم والمسلمين، وأني سأعيد المجد لهم، مما أدى إلى ابتلاءات شديدة، من أمراض وانهيارات نفسية وعصبية، أفقدتني ما تبقى من وزني، لكي يعيدني إلى شخصيتي القديمة، بالرغم من ضعفها إلا أنه قدر لي أن أعود لشخصيتي القديمة، وأكتشف أنني كنت أشعر بجنون العظمة، وكنت أريد إصلاح العالم، وإنقاذ الفقراء، وإنقاذ العالم من كل شر، وكل هذا لا يحدث إلا إذا أراد الله له الحدوث، فالله مسير كل شيء، ولسنا إلا أسبابًا، فالله مَن يختار من يريد من عباده؛ ليمكنهم في الأرض.
الآن خسرت 5 سنوات من دراستي، وعدت إلى الواقع والحمد لله، بعد التزامي بالدين وبالصلوات، لما بدأت بالالتزام، بدأت أفكار مثل أنا منافق أو مرائي أو إنني من المفسدين الذين يظنون أنهم مصلحون في سورة البقرة، وكنت أضطرب اضطرابًا هلعًا شديدًا جدًا، وكنت خائفًا جدًا، لكنها زالت الآن، والآن أنا أستطيع القول أنني استعدت نسبة كبيرة من إمكانيات عقلي، أي أنني أصبحت أرى الواقع، وابتعدت عن الخيال قليلا بالرغم من أنني حاولت إسعاد والدتي في الدراسة، لكن تركيزي منعدم بشكل تام، إذ تزاحمني الحديث مع الذات بشكل عظيم، وأحيانًا أمشي في الطريق سرحان بشكل تام، حيث كل هذه الآلام أثرت بشكل كبير على روحي وجسدي، وكلما أصافح أحدًا تعرق يدي بشكل لا يوصف، وبشكل مهول وواضح.
ليس لدي مواهب حاليًا في كثير من الأحيان لا أميز بين الصحيح والخطأ في الأشياء؛ لعدم اختلاطي بالمجتمع لسنين طويلة. كل ما كان يدرس في الماضي نسيته، ولا أستطيع إعادة بناء حياتي، وتحقيق نهضة شاملة على كافة الأصعدة؛ لأن تركيزي منعدم، أود أن أغير المكان الذي أعيش فيه إلى مكان لا يعرفني فيه أحد؛ لأبني حياتي مجددًا، لكن لا أعرف كيف لم أعتمد على نفسي؟ ولم أترك أعتمد على نفسي يومًا؛ لأني كنت بليدًا، وأيضًا الآخرون كانو بلداء؛ لأنه لم ينصحني أحد ولو لمرة، ولم يعلمني الحقيقة، حيث إنني تعلمت أن أستفرغ قبل خروجي من المنزل وأنا عمري 19 سنة والحمد لله رب العالمين، بدأت أستعيد عافيتي بالقرآن والاقتراب من الله عز وجل أصبحت تشفيني بالتدريج، أريد طريقة لإعادة بناء عضلة تركيزي، ولماذا حينما أحاول الدراسة أعاني من آلام كبيرة في الرأس، وانعدام تركيز وأعمال كثيرة يقوم بها غيري في نصف ساعة؛ ونظرًا لعدم تركيزي أقوم بها في ظرف 8 ساعات أو أكثر؟!
أحتاج إلى خبير يجعله الله سببا ليرشدني إرشادًا كاملا؛ لأعيد بناء الطفل الذي في داخلي؛ لأعود مثلي كالناس لدي أحلام ولا أنتظر الموت، وأن أشعر أني أستحق أن أتزوج، وأن أحب وأن أحب، وأن يكون لدي أبناء؛ لأني كلما أرى طفلا مع أبيه تأتيني تأنيبات الضمير الشديدة؛ لأن والدي الرائع تألم في صغره؛ لهذا لم يصادقني، ولم يصاحبني، وفرض هيبته علي وعلى إخوتي، أتذكر كيف وضع كتفه على أحدهم وأنا لم يفعلها معي في حياتي؟ وأيضًا لما أرى طفلا مع أبيه أتمنى لو يكون لدي ابن يفخر بوالده، ولا يحس بالإهانة؛ لأنني أبوه..!
أعلم أنه لن يستطيع تحقيق هذا الحلم إلا الله -جل جلاله- لأنه هو القادر وحده، إلا أنني حكيت ما حكيت لإرادتي بفعل الأسباب، والبحث عن استراتجية شاملة من خبراء؛ لأعيد بناء حياتي، وأتفوق في دراستي، بالرغم من أن مَن هم في سني جميعهم قد تخرجوا..!
أنتظر ردكم المفصل
بارك الله فيكم....
14/06/2015
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا ولدي، فلقد ظللت طوال سطورك تتحدث عن ضعفك، وآلامك طوال سنوات حياتك الماضية، وظهر لي بوضوح أنك بالفعل ظلمت ظلمًا شديدًا منذ صغرك، حين لم تجد أبًا حنونًا عطوفًا، ولم تجد مَنْ يهدىء من روعك وأنت صغير، وتحتاج للشعور بالأمان، وساعد على مزيد من تخبطك أمٌ حنونةٌ، لكنها سلبية ضعيفة؛ لم تتمكن من التركيز معك، ولا حتى بناء علاقة حقيقية بين أولادها، وكيف لها هذا؟! وهي زوجة لرجل قاسٍ لا يتفاهم، ولم تتعلم كيف تربي....
ولكن ما جعلني أتعجب حقًا هو آخر سطرين كتبتهما؛ فلقد تحدثت بصدقٍ شديدٍ يوضح كم أنت راشد! فترى احتياجك للحب أخذًا وعطاءً، وترى احتياجك للاستحقاق للفخر، والاهتمام، والحب غير المشروط بشكل أو جسم أو دراسة! فلماذا تخفي تلك المساحة الحقيقية الصادقة فيك بين طيات الارتباكات والقلق والخوف وضياع ثقتك بنفسك؟ لماذا تخسف بنفسك الأرض، وتجعلها عن عمد فاشلة ضعيفة، تحتاج دومًا لمَنْ يقدم لها الحلول على طبق من فضة؟ هل تذكر أيام تقمصك لشخصية المسلسل؟
مَنْ الذي فعل كل ما فعل، أنت أم بطل المسلسل؟ فرغم أنك كنت في قمة ارتباكك النفسي إلا أنك أنت من فعل كل ما حدث في تلك الفترة، فلماذا تزحف، وتحبو ليدٍ تفعل ما يجب عليك أنت وحدك فعله؟؟ هل تستمتع بعجزك، واحتياجك، وضعفك دون أن تدري؟ أم أنك تعودت على دور "الضحية"؛ لأنه الأكثر راحة لك؟؟ فتترك كل مَنْ هب ودب يتدخل في شؤونك، وكأنك تشاهد حياتك ولست مالكها وصاحبها؛ فقريبك يتدخل في مصيرك الدراسي، وأصدقاؤك يتحكمون في مشاعرك وتصرفاتك، وأبوك يقهرك في كل أمورك، هل هذا حقيقي أم مزيف؟
هل تحاول إقناعي بأنك لا تتمكن من ألا تسمح لأي أحدٍ _مهما كانت مكانته_ أن يهينك، أو يحدد مصير دراستك وحياتك؟ أعلم جيدًا أن ما مررت به من جهل تربوي كبير، وعدم وجود مَنْ يوجهك، وينصحك له الأثر العميق، ولكن لولا سطراك الأخيران في رسالتك لصدقت بأنك لا حول لك ولا قوة، كما تحاول دومًا أن تصدق ذلك في أعمق أعماقك! لذا أقول لك بوضوح: إنك تستحق بالفعل كل الحب والقبول، وبدون أي شرط لذلك؛ لا شرط الجمال ولا شرط التفوق ولا أي شرط إطلاقا، وكذلك أنت من حقك تمامًا أن تحب.
وأن تُحَب، فهذا أمر فطري بداخلي وداخلك وداخل كل إنسان خلقه الله تعالى؛ والآن عليك أن تتعلق بأمر جديد، وهو علاقتك بالله سبحانه وتعالى، ورغم قداسة وقوة تلك العلاقة إلا أنني أراك ستتخذها مثل كل مرة طريقة للتواكل وللهروب مما يجب عليك _أنت وحدك_ فعله، ولن يقوم به أحد غيرك، ولن يقوم به الله سبحانه وتعالى لك مادمت تتكاسل عن القيام به بنفسك وأنت تستطيع!؛ فالله سبحانه وتعالى الذي تحبه، وتقترب منه الآن، هو الذي قال إنك تستحق الحب، والاهتمام، وأنك مهمٌ عنده سبحانه!؛ فحين قال لك في القرآن وهو يحدثك أنت بآية "ولقد كرمنا بني آدم" فهو سبحانه يعنيها تمامًا؛
فهو يقول لك: ولقد كرمتك يا عبد الله! فهل تصدقه؟ فحين تبدأ من هنا، وتصدق الله تعالى حقًا بلا أدنى شك أنك مهم، وأنك تستحق الحياة الجيدة، وتستحق الحب، وأنه حقك، ستجد نفسك تتخلى عن دور الضحية الذي يقهرك، ويجعلك تتمتع به على يد مَنْ حولك، وحين تبدأ من هنا ستجد نفسك تكف عن قول أبي "الرائع" خوفًا وقهرًا من أن تعترف بأنه كان قاسيًا، وكان يجهل التربية السليمة، وأنه كان يضربك؛ لأنه كان هو الضعيف؛ فلم يكن يتمكن من التواصل، وبناء علاقة، ولم يتمكن من التفكير السليم، ولا حل مشكلاته، فكان يضربكم ويخيفكم؛
ولا أقصد إطلاقا عدم احترام مكانته، ولكن بوابة الشفاء ستكون أولا بتصديق الله الذي خلقني وخلقك وخلق والدك وكل البشر، وبأنك تعترف وتعلن لنفسك أن أباك كان على خطأ كبير _رحمه الله_، وأنه بمعاملته لم تتمكن من النمو النفسي بشكل سليم، وأنه وجب عليك التخلص النهائي من حنينك لدور الضحية الذي تجيده بمهارة، وفراقك للضحية سيجعلك مسؤولا لأول مرة في حياتك، ولتعلم أن مسؤوليتك ستكون محفوفة بمرات فشل ومرات خطأ، ومرات ألم، ومرات ضعف، فاقبل كل ذلك دون أن توافق عليه، فهذه هي الحياة، وهذه حقيقة الرحلة، وستجد الله سبحانه حينها يعينك ويثبتك ويقويك؛ لأنك تبذل جهدًا حقيقيًا ولست متواكلا، صدق الله يا ولدي، فتنير من داخلك نفسك الحقيقية التي تخفيها وتشوهها طوال الوقت.... أعانك الله.
التعليق: قلت أنك لا تملك موهبة حاليا ها!
وأسلوبك السردي هذا ماذا تسميه؟
لك الله صديقي
افعل ما تراه صحيحا
خروجك من قوقعة نفسك سيجعل مشاكلك تتضائل يمكنك أن تفعل ذلك من خلال خروجك للعالم وزيادة معرفتك..أسهل سبيل لذلك القراءة
وبما أنك تملك ميولا علميا فسيكون من الجيد زيادة معرفتك العلمية من خلال فيديوهات وأفلام وثائقية أضمن لك المتعة والإدمان على مشاهدتها
أتمنى لك التوفيق