الخيانة..!؟
السلام عليكم أولا، الحقيقة فكرت كثيرًا أروح لدكتور نفسي، بس حبيت أسأل هنا إذا كنت محتاجة أصلا أم لا، مش عارفة أبدأ منين، بس عندي مشكلات كثيرة،عندي إحساس دائمًا أنني لما أتجوز هخونزوجي؛ لأنني دلوقتي مخطوبة، وخطيبي كويس جدًا، بس بكلم ناس من وراه،دايمًا في حاجة مفقودة مش عارفة ألاقيها، وبلاقيها في الناس اللي بكلمهم، بس علاقتي بهم مبتتعداش شات على النت، بحس أن السبب في كده أبي؛ لأنه عمره في حياته ماكان قريبًا مني، ولا يعرف حاجة عني، أنا عملت حاجات كثيرة غلط، وندمانة عليها أوي، وحاسة أن ربنا مش هيسامحني عليها مع إني عارفة أن ربنا بيغفر، عندي مشكلة تانية حب الانتقام، مش عارفة أسامح أي حد آذاني، وبفضل أفكر في مكايد فظيعة تودي في داهية، وفعلا نفذت كذا حاجة مع كذا حد، ولسة بفكر أنفذ الباقي..
بحس أنني عايشة بشخصيتين شخصية مثالية جدًا قدام الناس بشهادة الكل، وشخصية ثانية غريبة مع نفسي، شخصية عندها استعداد تعمل أي حاجة غلط في الدنيا،حاسة أن كلامي اللي بحكيه مش مترتب، ومش عارفة هو مفهوم ولا لا، بس عندي حاجات كثيرة جدًا حابة أحكيها، معنديش ثقة في حد، مثلا يعني خطيبي هناك مليون حاجة مبحكيهاش له، بحس أنه مش فاهمني، وبحس أن مفيش حد فاهمني أصلا، أوقات بكره فكرة الجواز أوي؛ علشان متجوزش، وأخونهنأو علشان مخلفش أولاد يُظلمون في حياتهم لو كان أبوهم وحش مثلا، ببقى نفسي أقول لخطيبي اهتم بي أكتر من كده بدل ما ألجأ لأي حد على النت أحكيله مثلا، بس مبقدرش أقوله، صحابي وأخواتي بيثقوا في بيحكولي أسرارهم بس أنا لا..
بحس كمان أن اللي قدامي مجبر يحكيلي كل حاجة في حياته حتي لو أنا على علم بها،أحب أسمعها منه معرفش ده مرض ولا إيه، بحاول أظبط حياتي، وبقول هفكر في حاجات كويسة، وهبطل أفكر فيأي حاجة غلط، بس مبعرفش أبدا، بحس أنني عاوزة كل اللي حوالي مهتمين وقريبين مني، وفي نفس الوقت حاطة خطًا للكل مبسمحش لحد يتعداه، ولما حد يحاول يقرب مني بقفل الطريق في وجهه.
في لسه كلام كثير أوي، بس ياريت ألاقي ردًا على رسالتي هذه الأول،
وسوري لو كتبت كثير أو كلامي مش مفهوم..
20/07/2015
رد المستشار
أنت في حالة جوع شديدة للإحساس بأنك "متشافة"، وجوع شديد للإحساس بأنك "مهمة وفارقة مع غيرك" أيا كان هذا الآخر؛ فهو مجبر أن يثق فيك، وأن يحكي لك أسراره، ويحكي لك خصوصياته، وكل شيء لو أمكن حتى وإن كنت على علم ببعضها؛ لأن ذلك ما يجعلك تشعرين بأنك في بؤرة الاهتمام، وستظلين في حالة نهم مع عدم الشبع لكلا الاحتياجين مادمت لم تصدقي حتى تلك اللحظة أنك تستحقين الاهتمام، وتستحقين الحب، وتستحقين أن يراك الآخرون "بلا شروط" فمن حقك الحب والقبول والشوفان والاهتمام ليس؛ لأنك "مثالية"، ولا لأنك "ظريفة"، ولا لأنك "متفوقة"، ولا لأنك "مؤدبة مطيعة" ولا لأي شيء؛ فقط تستحقين الاهتمام والحب والشوفان لأن هذا حقك!؛ فأرى بوضوح أنك تتزوجين دون اختبار صادق لقلبك عن حب خطيبك، وأرى أنك تعوضبن احتياجك لأن تحصلي على الاهتمام الذي يشبعك بتلك المحادثات، ورغبة الانتقام بداخلك هي في حقيقتها غضب كبير يملؤك لحرمانك من تلك الحقوق فتغرقين في مستنقع التخطيط والتوقيع بين من حرموك وغيرهم لتشفي غليلك؛
وخبرتي يا ابنتي تقول لي: إن الكره، والغضب، والانتقام من حقك تماما؛ إلا إنهم لم يسعدوا صاحبهم، ولم يعوضوه حرمانه؛ ولكن عوضهم وأثلج صدرهم، وسبب استقرارهم النفسي تصديقهم الحقيقي والعميق أنهم يستحقون حبا غير مشروط، وقبولا غير مشروط، وأعلم أن السؤال الذي يراودك الآن هو "كيف أصدق ولم يصلني يوما هذا المعنى؟"؛
وأجيبك بعيدا عن نظريات التربية ونظريات علم النفس- التي بذلت جهدا جهيدا في ذلك وهو جهدا حقيقيا صائبا، بما قاله الله تعالى الذي يجعلك تشعرين بين الحين والحين بوخز الضمير وتخافين عدم رضاه؛ فالله سبحانه هو الذي قال أنك تستحقين القبول والحب، وأن وجودك أنت تحديدا فارقا معه سبحانه؛لأنه قرر أن تكوني "موجودة"؛ فإن لم يكن لك لزوما ولا تفرقين مع الله سبحانه لما خلقك؟ أو كان جعلك شجرة، أو جبلا، أو أي شيء؛ فهل تصدقين الله سبحانه؟ أم تصدقينه بشكل سطحي يجعل رسائل من حولك والتي تصرخ بعكس رسالته سبحانه لك هي التي تفوز بداخلك وتمزقك؟؛
فالآباء يا ابنتي يحبون أولادهم ويخافون عليهم ولكن كما يتصورون هم، أو كما وصل لهم من أهليهم؛ فلن أستطيع الدفاع عن تصرفاتهم، ولكن أستطيع الدفاع عن حبهم؛ فلتصدقي أنك تستحقين الحب والاهتمام والشوفان من داخلك بصدق؛ حتى وإن لم تحصلي عليه من والديك، أو إخوتك فليذهب غباؤهم النفسي إلى الجحيم، واحصلي على احتياجاتك وحقوقك تلك من علاقات صحية فيها تطمئنين لحبهم لك بلا شروط، وشوفانهم لك واهتمامهم بك بلا مصالح، في علاقات لا تدفعين فيها ثمنا لتحصلي على الحب؛ فلا تضطرين لفعل مصلحة، ولا حتى سماع شكوى، ولا إضحاك شخص، ولا تغيير ملامح نفسك لتحصلي على اهتمامهم وحبهم؛ فلتجعلي تلك العلاقات الصحية هي واجبك الآن؛ لأنها ستكون بوابة استقرارك وكفك عن البقاء بنفس مزيفة تنغص عليك عيشك وتجعلك تأخذين قرارات فاصلة في حياتك ونفسك الحقيقية غائبة غير حاضرة تعاني منك وممن حرموها.... صدقي.