هل يوجد شيء حقيقى مائة بالمائة أم أن كل شيء قابل للاحتمال والشك
شكرًا لحضرتكم على هذا الموقع المتميز، وأرجو من حضرتكم الرد في أسرع وقت كي أتخلص من هذه الحيرة الكبيرة جدًا.
المشكلة قد تبدو لسيادتكم غريبة وفريدة من نوعها ولكنها حدثت معي. كنت أقرأ بعض المقالات والكتب على النت، فوجدت مقالا مكتوبًا بها أن العلماء والباحثين يقولون أنه مفيش شيء حقيقي وحتمي مائة بالمائة في هذه الحياة وكل شيء قابل للشك، فبدأت أشك في كل شيء أفعله بدأت أشك في معرفتي لطريقة الكلام والنوم والتنفس وفي كل شيء أفعله.
رغم أني متأكد أنى بقدر أعمل الحاجات دي ولكنني بقول لنفسي صعب أكون أنا صح (بأن فيه حاجات أكيدة في الدنيا وأني بعرف طرق الكلام والنوم وغيرها من الأشياء) والعلماء اللي وصلوا واخترعوا كل شيء غلط. فأنا في حيرة شديدة جدًا وعاوز أعرف هل هناك أشياء حقيقية أم أن كل شيء قابل للشك...... وأرجو من حضرتك تقول لي دليلا يعني لو هناك حقيقة مائة في المائة تقلها لي.
وأرجو الرد بسرعة كي أتخلص من الحيرة والشك في كل شيء......
مع العلم أني لم أكن مريضًا نفسيًا حتى هذا الموضوع.
31/07/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله:
تطلب مني دليلا على وجود أمور ثابتة غير قابلة للشك، وكيف ستقبلها إن كنت جعلت الشك أساس التعامل مع الحقائق؟! هناك وجهات نظر فلسفية مختلفة حول الشك منها ما يشط بعيدًا عن الواقع ويجعل الشك هدفًا بحد ذاته ويجهد العقل بلا فائدة، مجرد وجهة نظر فلسفية ليس لديها دليل على صدق ما تقول، أي يمكننا الشك فيها هي أيضًا. ومن النظريات الفسلفية أيضًا ما يرى أن الشك هو وظيفة العقل للتحقق من الأمور.
وجهة النظر الثانية مقبولة؛ لأنها تعتمد نوع من التفكير قائم على التحليل والربط بين الأمور وهو أسلوب يزيد قناعتك بالأمور، ومستخدم في توجيه رب العالمين لنا في الكتاب الكريم فيقول سبحانه: "أفلا يتدبرون" "أفلا يعقلون" ويوجه الخطاب لأولي الألباب. توظيف العقل الصحيح يفترض أن يوصلك لإيمان ثابت، أما الفئة الأولى من الفلسفة فهي هرقطة فكرية غير مجدية سوى في إضاعة الوقت وإضافة هالة من الشياكة على أصحابها باعتبارهم مفكرين ومثقفين والحقيقة أنهم......!
يتميز العقل البشري السوي بقدرته على تقبل الحقائق بعد التحقق منها بالخبرة المباشرة أو غير المباشرة، مثلا تعلمت أن هذه السكين في مطبخك أكثر حدة من خلال استخدامها وتعرف أن للكهرباء قدرة على القتل إن لم نتعامل معها بحذر من خلال الخبرة غير المباشرة والمنقولة لك.
إن وجدت في نفسك هدوءًا بعد هذه المراجعة للشك كان بها والحمد لله، وإلا فأنت بحاجة لمراجعة طبيب نفسي بأسرع وقت؛ ذلك أن مقالات الشك وافقت في تفكيرك ميلا وسواسيًا خاملا فنشطته.
واقرأ أيضًا:
إناث وذكور: هل أنا مجنون؟ م
إناث وذكور : هل أنا مجنون؟ م. مستشار