ما هذا الشعور الذي يصيبني?
في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع وعلى ماتقدمونه لنا فجزاكم الله خيرًا.
أنا شاب أبلغ من العمر 33 سنة وأعمل دكتورًا متزوج ولدي طفل واحد. حالتي المادية جيدة والحمدلله.
صحتي _الحمدلله_ جيدة ووزني مناسب ولا أعاني من أمراض مزمنة فقط عندي حساسية من بعض الأدوية مثل البنسلين والاسبرين، مشكلتي تتلخص بالشعور الذي ينتابني عند إقلاع الطائرة أو عند هبوطها أو في حال وجود مطبات جوية أشعر بشعور مزعج وبألم وكأن أحدًا فتح صدري ثم أشعر وكأن صدري متقوس لا أعلم إن كان هذا الشعور واضحا لكم، يستمر معي هذا الشعور عند إقلاع الطائرة وعند هبوطها وكلما حصل اهتزاز أو مطبات جوية.
وعندما تنتهي هذه المواقف يذهب هذا الشعور المزعج لكن أظل قلقا أن يحصل شيء سيء ويعاودني هذا الشعور المزعج ومن شدة ما يزعجني هذا الشعور ويؤلمني أحيانا أقول إذا حصل سقوط للطائرة لا يهمني الموت ولكن كم سأعاني من هذا الشعور قبل الموت. ونفس الشعور يأتيني عند ركوب المصعد وخاصة لمناطق مرتفعة أو حتى الطلوع للسيارة من مكان مرتفع ثم النزول بقوة.
بدأ معي موضوع الطائرة عندما سافرت تقريبًا من 8 سنوات وحصلت مطبات جوية قوية جدًا حتى أنني أتذكر بكاء الأطفال وصراخهم والشخص الذي بجانبي يقول لي إننا سنموت وحتى كابتن الطائرة حذر من هذه المطبات القوية ثم تلتها أيضًا سفريات أخرى تعرضت فيها الطائرة لمطبات قوية جدًا لا أتجنب أبدًا ركوب الطائرة ولكن أركبها وأعاني دائما عندما أسافر في الطائرة لا أجلس لوحدي أذهب لشخص وأقول له أنا عندي خوف من الطائرة، هل من الممكن أن أتكلم معك؟ أو أنني أقوم بالدعاء.
أما بالنسبة للمصعد فقد بدأ معي من 5 سنوات عندما أدخلني أحد أصدقائي لعبة في الملاهي تشبه شكل المصعد قائلا لي إنها بسيطة ثم هوت بنا اللعبة بقوة شديدة وأتاني شعور مزعج جدا.
حدثت لي صدمات كثيرة في حياتي كوفاة أحد أصدقائي غرقا وشهدت وفاته وكذلك صديق آخر بحادث سيارة.
مازلت أسبح وطبعًا أقود السيارة ولكن يظل لدي قلق بعض الشيء، وتعرضت في طفولتي لضغوط شديدة ومشاكل من قبل والدي وخاصة والدتي ولا أتمنى أبدا أن أرجع أو أتذكر طفولتي، وأيضا تعرضت لتحرشات ولكن الحمدلله لم يستطع أحد أن ينال مني.
علاقتي مع والدي الىن جيدة ولكن يشوبها بعض التوتر من آن لاخر؛ لأنهم في قلق دائم ولديهم الكثير من المشاكل.
علاقتي مع زوجتي ممتازة والحمدلله.
أتمنى من حضرتكم توضيح هذه الأمور ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.
سؤالي الأول: ماهو تشخيصي؟ ما هو الشعور الذي يأتيني؟
سؤالي الثاني: كيف أستطيع التخلص من هذا الشعور؟ ما هي الأساليب السلوكية والخطوات العملية التي أستطيع فعلها؛ للتخلص من هذا الشعور.
وسؤالي الثالث: ألا يعتبر هذا شعور فسيولوجي لأنني حتى مع الأمور التي أحبها ولا تسبب أي خطر كالمرجوحة عند ارتفاعها ومن ثم نزولها أشعر بنفس الشعور ولكن بدرجة أقل.
أتعامل مع الموضوع بمواجهته ولكن أشعر بشعور مزعج ويسبب تنغيص لي في حياتي وخاصة أن لدي سفرًا قريبًا.
وجزاكم الله عنا خيرًا.
21/8/2015
رد المستشار
الأخ والزميل الفاضل "د. بلال" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك واستخدامك خدمة الاستشارات، خلطة من أعراض القلق الرهابي الخفيفة التي تبدو أصولها راجعة إلى التعرض لحوادث مخيفة ذات صلة، إلا أن الأعراض تبقى داخل نطاق السيطرة ولا تتغلب عليك فتضطرك إلى تحاشي مثيرات الخوف، والتحاشي أحد أهم شروط تشخيص الرهاب النوعي، إذن هذا ردنا على سؤالك الأول هو لا يوجد تشخيص لاضطراب نفسي لأنه لا توجد إعاقة ولا حتى معاناة شديدة، وأما ما يحدث لك فهو استجابة خوف شرطية تعتبر إلى حد كبير طبيعية.
ما حدث هو أنك تعرضت في حياتك إلى مواقف معينة مخيفة لأي أحد، وحدث تشريط أو ارتباط شرطي داخلك بين هذه المواقف (كركوب الطائرة أو المصعد) واستجابة الخوف الفسيولوجية والنفسية وهذا أمر طبيعي الحدوث، فضلا عن أن خوفك ما يزال تقريبا في حدود الطبيعي أو على الأقل أدنى من الحد المعيق الذي يمنع الحياة بشكل طبيعي، وهذا هو ردنا على سؤالك الثالث.
حالة الخوف والترقب مرتبطة لديك بأشياء من الطبيعي أن ترتبط بها وليست مفرطة ولا معيقة لكن السؤال المهم والذي قد تفيد إجابته من يود الخلاص من المشكلة أو ما يشبهها من مشكلات، السؤال المهم هو لماذا ما دمتَ تواجه مصادر خوفك ولا تهرب منها لماذا تدوم المشكلة؟ لماذا إذا كان المعتاد والمتفق عليه هو أن علاج أي من أشكال القلق الرهابي وخاصة الرهاب النوعي هو التعرض للمثير بمعنى مواجهته بدلا من الهرب منه! ومعنى هذا أن حالتك كان يفترض أن تنتهي مع الوقت فلماذا لم تنتهي؟
الرد على هذا السؤال هو لأنك تلجأ إلى نوع أو آخر من سلوكيات أو احتياطات التأمين التي تفسد تعرضك كل مرة، مثلا كما وصفت (عندما أسافر في الطائرة لا أجلس لوحدي أذهب لشخص وأقول له أنا عندي خوف من الطائرة هل من الممكن أن أتكلم معك، أو أنني أقوم بالدعاء) هذا يجعل التعرض منقوص الفائدة للأسف يا "د. بلال"، معنى هذا أن عليك إن أردت التخلص من هذا الشعور المزعج أن تهمل اللجوء إلى احتياطات التأمين تلك فلا تهرب ولا تتلاهى عن مصدر الحوف، وأما الدعاء فيكيفيك دعاء السفر مثل الركاب كلهم في الطائرة،.... جرب وتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
نفسي عصابي رهاب نوعي Specific Phobia