خطيبي صدمني
أنا فتاة أبلغ من العمر "28" عامًا تمت خطبتي إلى رجل يبلغ من العمر "40" عامًا ونظرًا لصفاته الحسنة قبلت بالفرق العمري الذي بيننا. قبل خطبتي كانت تربطه علاقة بفتاة من سنه أحبها كثيرًا ولكن تفرقا لأسباب لا أعلمها. أنا وخطيبي نعمل أطباء، مشكلتي تتلخص في الآتي: خطيبي لا يغازلني بكلام جميل ولا يتودد إلي بأية كلمات تحب الأنثى سماعها.
دائمًا لا يهتم بحديثي ولا يهتم برغباتي ولا لرأيي. يستشيرني في أمور تجهيز بيت الزوجية وعندما أعطيه رأيي لايهتم به أبدًا. ودائمًا أقنع نفسي أن كل الرجال هكذا إلى أن جاء يومًا حدث فيه شيء غريب. كان عندي حفلة زفاف إحدى صديقاتي، لبست فستانًا جميلا أظهر تقاطيع جسدي.
نظرت للمرآة أحسست نفسي أنثى حقيقية. أخذت هاتفي وقمت بالتقاط صورة لي وأرسلتها لخطيبي وأنا متوقعة أن تنهال علي كلمات الغزل والإعجاب. إلا أن خطيبي قابل الأمر ببرود تام وكأنني أرسلت له صورة قطة أو أي شيء آخر لا يستدعي الاهتمام، حز الأمر في نفسي كثيرًاً، بعدها اتصلت به حاولت استخراج كلمات الغزل بعنوة منه تحت ضغط سؤالي هل بدوت جميلة؟ هل أعجبتك؟
كانت الإجابات باردة جدًا. تعصبت واتهمته أنه لا يحبني وأن لديه برودًا. كيف لا أثيره بجمالي؟! وحز الموقف في نفسي كثيرًا وعندما ناقشته أكثر من مرة في الموقف قال لي إنه لم يستطع أن يشعر بانجذاب لجسدي وأنه يراني جميلة ولكنني لا أثيره وأضاف أن المرأة التي تغريه وتثيره هي المرأة الصعبة المنال التي تعذبه وتجعله يتعب من أجل الحصول عليها. خطيبي غير متدين. أعرف أن إرسال صورتي له وهو شرعا ليس بزوجي خطأ ولكن لم أتوقع كلماته القاسية، ولا ردة فعله الباردة.
أصبحت غير واثقة من نجاحي معه كزوجة مستقبلا، انهزت ثقتي بنفسي وأصبحت لا أرى أنني امرأة ككل النساء. فالرجل الوحيد الذي أحببته لا يجدني مثيرة له ولا ينجذب لي جسديًا وهو فقط يرغب بي كزوجة لأنني أصغره سنًا ولأنني فتاة من عائلة محافظة وسمعتي جيدة. أنا نفسيًا مرهقة من التفكير، لماذا حدث معي هذا؟
22/8/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله ولا داعي لإرهاق نفسك في التفكير في أسباب معاناتك، كطبيبة تعرفين أن المعاناة جزءا من الحياة. كلاكما كان اختياره للآخر اختيارا عقليا ولكنك اكتشفت أن الحكم العقلي غير كافٍ في العلاقات الخاصة، وهذا صحيح ففي العلاقات الخاصة لابد من الانسجام العاطفي.
واضح أن خطيبك تجاوز مرحلة الاهتمام بعواطفه أو عواطفك فلا يتكلف مجاملتك، ولا يعني هذا عدم احترامه أو تقديره لك فلا تخدعي نفسك بأن كل الرجال هكذا، هو رجل لا يعتبر العواطف والمجاملات مهمة، رجل عملي إن شئت. جعلت الخطبة فترة اختبار للتفاعل بين الطرفين فإن كان ما ترين يعجبك استمري على بركة الله وإن كنت غير قادرة على تحمل أسلوبه في تجاهل رغباتك وآرائك وعواطفك خذي بعض الوقت لتقييم تفاعله معك بواقعية دون انفعال، وللتحقق إن كنت تستطيعين تحمل أسلوبه سنوات طويلة.
واقرئي أيضًا:
بارد الأعصاب أم بارد المشاعر