أفقد نفسي وحقوقي
السلام عليكم ورحمة الله: بداية أرجو تقبل احترامي وتقديري لمجهوداتكم، وأرجو من الله العلي القدير أن يجزيكم بأفضل ما لديه من مكرمات، بما أنتم أهل لها، كما أتمنى منه أن أجد ضالتي عندكم.
سيدي، أعاني من مشكل نفسي يؤرقني جدا ويضيع علي فرصًا كثيرة في الحياة، ويحملني أوزارًا أنا في غنى عنها، وذلك باختصار، أشعر باحتباس أو ما شابه، إذ لا أستطيع الدفاع عن نفسي (في المواجهات الكلامية) فكلما كنت في مواجهة ما، أشعر باحتباس في تفكيري، وبعد ذلك أبدأ في تأنيب نفسي وأقول كان علي أن أقول كذا وكذا، أو لماذا لم أتكلم؟ ولم أقل ولم أنطق؟ وهذا يضيع علي فرصًا أحيانا حتى في الدفاع عن نفسي.
أحيطكم علمًا أنني وحيد أبويه ضمن 5 أخوات، عمري 39 سنة ولا زلت أعاني من التمتمة (هذا الأمر لا يزعجني إطلاقا، وأواجهه بكل أريحية، وكنت المغني الأ ساسي في إحدى الفرق الموسيقية، وكنت في مرحلة الإعدادي (تقريبا السن 13/14) أقوم بعمل دروس أو عروض ثقافية للتلاميذ، وحتى الآن لا يزعجني التحدث أمام الأجانب والأغراب. أو التحدث أمام الجماهير. بل العكس كأنني أجد نفسي ومتعتي) إنسان اجتماعي جدًا، محبوب من الكثير من أطياف المجتمع، وكل الأعمار يقولون أنني مثقف من الدرجة العالية، لدي أصدقاء أدباء وكتاب وسياسيون _الحمد لله_ هناك حادثة قد تفيدكم، كان أبي شديدًا مع أمي (الآن لم يعد، فقد كبرنا وأصبحنا ندافع عنها).
في إحدى المرات (كان عمري حينها 5 سنوات) كان أبي يضرب أمي وسقطت مغمى علي، من وقتها وأنا أتمتم، هذا كان بداية المشكلة، لكن تطورها كان بسبب أمي الحادة الطباع. والتي كانت تعاملني بقسوة شديدة وتصرخ بوجهي بتوتر عالٍ إن لم أقل بطريقة هستيرية (لا ألومها أبدًا.. فهي الأم. وقد كانت لها ظروفها) إلا إنني أعتقد أن هذا الاحتباس أو اللسان المعقود (أعجبني التعبير كما قرأت في موقعكم <مجانين> ) سببه هذا الانفجار الأمومي (إن جاز التعبير) في وجهي، بعض من أفراد الأسرة كانوا يقمعونني في التعبير عن نفسي التحدث عن مجريات الأمور اليومية لصبي مثلي.
(على فكرة نحن أسرة متضامنة ونحب بعضنا بعضا جدا) وهذا القمع كان يجعلني أنزوي وحدي في غرفتي وألتهم الكتب (كما ترى لكل شيء جانب إيجابي) أبي أيضًا كان يقمعني بطريقة كنت أكرهها جدًا، فلم أكن أحب أن يقاطعني أحد وأنا أتكلم، وهو كان يقاطعني ويقول لي اسكت، إذ أن تمتمتي كانت تعذبه. في حين أنها لم تكن تزعجني، بل حتى إنني كنت أضحك مع الناس، وأقول دائمًا، عندما يستوعبون كلامي سوف يـحترمونني، وهذا ما كان يحصل دائمًا، لا أعرف ماذا أضيف؟ إذا كنتم في حاجة لمعلومات أنا رهن الإشارة، أرجوكم ثم أرجوكم، أريد حلا، حقوقي تضيع وأحيانًا أتعرض للتعريض ولا أستطيع الدفاع عن نفسي، وعندما يمر الوقت، أو تمر اللحظة، أبدأ في اجترار الكلام، لكن بعدها أقول كان يجب أن أقولها قبل ذلك وليس الآن، أرجوكم سيدي.
للإجابة عن تساؤلاتكم:
1/ كانت الأعراض شديدة في بداية سنواتي. وخفت في مرحلة الشباب. ثم زادت أعراضها مؤخرا بشدة.
2/ لم يسبق لي أن زرت طبيبًا من قبل.
3/ أنا الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة في أسرتي بل وعائلتي كلها.
4/ أقيم حاليًا في المهجر، ذكر، مسلم ولله الحمد، 39 سنة، الطول 1.75، الوزن 65. نومي متقطع حاليًا. شهيتي جيدة مؤخرًا بعدما أقلعت عن التدخين ولله الحمد...
5/ أفكاري جيدة يشيد بها الجميع ولله المنة والفضل، هناك أمر ما أجده غريبًا. وهو عندما أسمع اثنين يتحدثان أو أمر بجانب شخصين ويضحكان فجأة (حتى وإن كنت لا أعرفهما) تأتيني فكرة أنهما يتحدثان عني أو يضحكان علي... منطقيًا أعرف أنه غير ممكن، ولكن هذا ما يعتريني. ربما الأمر راجع إلى أنه في مرحلة ما كنت قد اتُهمت بسرقة نقود من البيت، وكانت أمي تقول ذلك لأخواتي، وكنت أسمع الحديث كاملا. بعدها خرجت من مكمني وقلت لها عيب عليك يا أمي أن تقولي هذا. فارتجفت وخرجت من البيت. ولما عدت متأخرا وجدتها بانتظاري هي وأختي الكبرى للأخذ بخاطري. أقول ربما. لكن لا زال الشعور الغير منطقي يعتريني للآن.
6/ لا سلوكيات غريبة. كله تمام. نظيف. أهتم بنفسي جيدًا. يعتريني القلق العام من المستقبل لكنّ الأمر عادٍ، والأمل في الله كبير طبعًا... أحب الحياة، أحب الناس. لا مرض عضوي إلا من بعض البرد في ظهري. ميولي الجنسي عادٍ، كنت أتعاطى المخدرات سابقًا. لكنني أقلعت عنها أيضا قبل السجائر ولله الحمد ولا مشكلة في ذلك، وكنت أتعاطاها ليلا فقط. وفي أجواء خاصة، يعني أن لا أكون وسط الناس حفاظًا على وضعي الاجتماعي. وفي مكان بعيد عن الناس وهادئ. ولا أتعاطاها بكثرة تكفيني سجارتين حشيش.
أريد علاجًا فقط، كيف هذا من اختصاصكم وما ترنوه مناسبًا لحالتي؟
في انتظار جواب منكم، تقبلوا سيدي فائق احترامي و تقديري. وشكرا كثيرًا.
28/8/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
تسأل عن علاج والإجابة الصريحة لا يوجد.
يعاني من التلعثم أو التأتأة 1% من سكان العالم ولا يوجد أي دليل مقنع يربط العوامل النفسية أو العائلية أو البيئية بهذه الظاهرة التي تختفي في الكثير من البشر بعد فترة وجيزة ولكنها تبقى مزمنة ومتذبذبة في شدتها عند البعض.
لكي تفهم التلعثم عليك بهذا النموذج. يصدر الكلام من النصف الأيسر من المخ ويتم صياغة إطاره العاطفي في النصف الأيمن. ترى فعالية النصف الأيمن من مخ الإنسان الذي يعاني من التلعثم أو التأتأة أكثر من الآخرين. كذلك يميل الإنسان الذي يعاني من هذا الأمر إلى سرعة تعامله مع الكلام الذي يسمعه ويجيب عليه بسرعة بسبب ذلك. على ضوء ذلك لا ترى التلعثم في الإنسان المصاب بالصمم. إن وجه الناس السؤال لك فلا ضرر من أن تطلب منهم إعادة السؤال.
إذا ذهبت إلى طبيب فسيحولك إلى معالج كلام لتدريبك على الكلام وتحسين التأتأة. ولكن هناك أيضاً العديد من المؤسسات الخيرية المختصة بهذه الحالة في جميع أنحاء غرب أوربا وتقدم العون والعلاج لهم مجاناً.
وفقك الله وامضِ في حياتك وخير ما تفعله أولاً التخلص من تدخين الحشيش.
وفقك الله.