استفسار
أنا من المعجبين بالموقع، ومشكلتي أنني أصبت باضطرابات ذهانية قبل ثمانية أعوام ومتابع مع دكتور، وقبل أربع سنين ونصف فقدت القدرة على النطق، وأنا طيلة هذه المدة لا أستطيع الكلام، وبعد أن قمت بجميع الفحوصات ما من سبب أو علة واضحة، أعضاء النطق سليمة، فقرر طبيبي أن يحولني إلى العلاج المعرفي السلوكي،
وهذا النوع من العلاج غير متوفر في السودان بصورة احترافية، فقررت السفر إلى مصر للعلاج، كل ما أرجوه منكم هو أن تدلوني على من يقوم بهذا النوع من العلاج عندكم
وأنا قادم إلى مصر خلال الأسبوع القادم،
ولا أدري شرقا من غرب، وجزاكم الله خيرًا.
23/8/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع، وتمنياتي لك بالشفاء.
توضيح عام:
يصنف الطبيب النفساني العصبي عدم القدرة على الكلام كالآتي:
1- عسر التصويت Dysphonia.
2- عسر الكلام Dysphasia.
يستعين الطبيب النفسي بأخصائي الأنف والأذن والحنجرة؛ للتأكد من سلامة الحنجرة والأحبال الصوتية، وعدم وجود شلل في العصب المخي العاشر.
بعد ذلك يتم فحص المريض من قبل الطبيب نفسه؛ للتأكد من عدم وجود علامات تشير إلى أمراض الجهاز العصبي. في الغالبية العظمى يكفي فحص المريض، ولكن هذه الأيام يتم عمل أشعة مقطعية؛ للتأكد من سلامة مناطق الكلام في المخ.
متى ما تم ذلك يصل الطبيب إلى استنتاج واحد فقط، وهو أن فقدان القدرة على الكلام سببها نفسي Psychogenic أو ما يسمى وظيفي Functional.
هناك مصطلحات طبية أخرى لفقد الصوت منها:
1- فقد الصوت الوظيفي Functional Aphonia وفيها لا تتحرك الأحبال الصوتية عند محاولة الكلام.
2- فرط التصويت Hyperphonia وفيها تتقارب الأحبال الصوتية بشدة عند محاولة الكلام.
دور الطب النفسي:
يعتمد الطبيب على الأعراض الأخرى؛ للوصول إلى الاضطراب النفسي الذي يصاحب فقد القدرة على الكلام كالآتي:
1- الفصام: عسر التصويت وعسر الكلام تصاحبه أعراض ذهانية حادة في الغالبية العظمى من المرضى، ويتلاشى مع علاج الاضطراب. تكثر ملاحظة عسر التصويت والكلام مع عملية لا فعالية Passivity في الفصام ويتم العلاج باستعمال عقاقير مضادة للذهان.
2- اضطراب وجداني: وخاصة الاكتئاب الذهاني الجسيم.
3- اضطراب التحويل Conversion Disorder وهو اضطراب عصابي كثير الملاحظة في شخصيات تتميز بالهشاشة وظروف بيئية عائلية لا تساعد الفرد على التطور المعرفي والشخصي.
4- اضطراب الكرب التالي للرضخ Post-Traumatic Stress Disorder. هناك بعض الحالات المزمنة لضحايا الاغتصاب، وكذلك التعذيب في السجون والمعتقلات.
5- اضطراب القهم العصبي Anorexia Nervosa في المراحل المتقدمة أحيانًا.
توصيات الموقع:
1- كما تلاحظ أعلاه فإن فقد القدرة على الكلام لا يخلو من التعقيد، ويجب توخي الحذر في وصف علاج معرفي سلوكي لا يوجد دليل علمي على فعاليته في هذه الحالات.
2- ذكرت تاريخ اضطراب ذهاني بدون تفاصيل. هذا التاريخ في غاية الأهمية، وربما علاج هذا الاضطراب هو الحل لعلاج فقد القدرة على الكلام.
3- أنت بحاجة إلى زيارة طبيب نفسي بعد استشارة أخصائي في أمراض الحنجرة أولا.
4- يستعين الطبيب النفسي أو غيره هذه الأيام بمعالج كلام Speech Therapist لعلاج مثل هذه الحالة وخاصة المزمنة منها كما هو الحال معك.
5- اذهب أولاً إلى أخصائي الحنجرة، وبعدها إلى طبيب نفسي، ومن ثم معالج كلامي.
وفقك الله.