السلام عليكم:
في البداية أحب أن أتوجه بالشكر لكل من يساهم في هذا العمل النبيل أثابكم الله، سأحاول الاقتصاد قدر الإمكان حتى لا أطيل على سيادتكم.
ماذا تتوقع من فتاة في عقدها العشرين غير المرح والتفاؤل والحب والإقبال على الحياة؟ لا أنكر أنني عاصرت الكثير ورزقني الله بحب الأهل والكثير من الأصدقاء والقبول ولله الحمد.
لكن كل هذا تحول داخليًا وليس خارجيًا لأنني كتومة للغاية على الرغم من ارتياح وثقة الكثيرين بي وبآرائي
لكن لا أستطيع أن أخرج مابداخلي لأي إنسان مهما كان عزيزًا علي.
أتحسس من أمور قد يراها الآخرون عادية حساسة جدًا وأعيش المثالية بصورة تكاد تضر بي كثيرًا.
المشكلة:
بدأت تقريبًا منذ أكثر من سنتين ونصف أصبحت أكرر الأشياء كثيرًا وأفعل أشياء منذ الصغر غير عقلانية لكي أطمئن نفسي مثل العد وغيرها حتي أبرهن أنني سوف أحصل على الامتياز مثلًا إن فعلت كذا.
سأحاول قدر الإمكان أن أقتصد.
ينتابني شعور قاسٍ بالذنب من أشياء قد يراها الآخرون عادية جدًا بالطبع هي كذلك، أتشكك في كل أموري تقريبًا خاصة مجال الدراسة والامتحانات، وأمور أخرى أعلم أنني فعلتها على النحو السليم وأبرهن على ذلك ولكنني أشك في نفسي وزاد الأمر عليّ في هذا الصدد وأرهقني جدًا وأصبح يتغلل في وينتقل من فكرة ومن موضوع لآخر. وعندما ينتهي واحد أشرع في آخر وهكذا وأؤنب نفسي على ما فات وأقول كيف لي أنني فكرت بهذه الطريقة وأضعت الكثير من الوقت على أمور تافهة أو متيقنة أنها ليست كذلك.
أهملت دراستي لأنها سبب رئيسي فيما أشعر وكلما أردت المذاكره تزداد الحالة من السرحان والتشتت وأحلام اليقظة أتغلب عليها أحيانًا بالقرآن والصلاة ليطمئن قلبي. وأحيانًا تزداد جدًا مع القلق خاصة أيام الامتحانات جدًا لا أدري ماذا يحدث لي أدخلتني لحالة من القلق والاكتئاب وتدهور مستواي الدراسي بعد النبوغ والتفوق.فلا أطيق أن أفتح الكتاب أو أختلي بنفسي أو في المنزل وحيدًا ودائمًا الهاتف بجواري على القرءان أو موسيقى أو أغاني حتى أحدَّ من التفكير الزائد والذي لا داعي له بالمرة ولكن دون جدوى دخلت في حالة اكتئاب وقلق شديد حتى ظهرت علي بعض الأعراض منها زيادة الضغط وضربات القلب والكز على الأسنان وهو مستمر معي منذ فترة طويلة ونتف الشفاه كذلك معظم اليوم تقريبًا منذ سنوات.
وهيبر ريفلاكسيا ونقصان في الوزن واضطراب في النوم والشهية وعدم الرغبة في فعل شيء أو الانخلاط بالآخرين أشعر بأنني كسرت داخليًا وانهرت من داخلي ولكنني من خارجي صورة أخرى لفتاة مرحة تحب الناس وتخفف عنهم.
أشعر برغبة في عدم الاختلاء بنفسي قدر المستطاع دون مذياع أو غيره أشعر أنني غريبة عن ذاتي
لا أعرف كيف أعود وكيف أبدأ من جديد لتعويض ما فاتني وتحقيق أحلامي.
شعور غريب ولكنه مخيم بفقدان الثقة والتشكيك وعدم الأمان.
أود أن أضيف بعض الأشياء لقد ذهبت إلى طبيب وأعطاني أدوية للقلق والاكتئاب والوسواس ولكنني أرغب في أن أرمم داخلي المهجور الأدويه خففت كثيرًا لكن أظن أنها غير كافية بالمرة هل أقول له هذا؟
وعندما أتوتر يزداد عندي القلق بصورة كبيرة وأرغب باستمرار في أن تكون الأشياء مرتبة ترتيبًا دقيقًا وتشتت في الصلاة والوضوء خاصة في الصيام بصورة كبيرة، والنظافة والطهارة والصلاة.
أرجو المساعدة ولكم جزيل الشكر على وقتكم. لكنني لا أشعر بالأمان وأخاف من فقد أحبتي جدًا لذلك لا أرغب في أن أتعود على الكثيرين لأنني أتعب كثيرًا
أرجو أن أكون وفقت في السرد
وشكرًا جزيلًا لوقتكم الثمين.
19/9/2015
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
ما هو في غاية الوضوح في رسالتك هو وجود أعراض طبنفسية متعددة يمكن تقسيمها كالآتي:
1_ أعراض وجدانية اكتئابية.
2_ أعراض حصارية (وسواسية) متعددة.
3_ أعراض قلق.
مدة هذه الأعراض أكثر من عامين. تشيرين في رسالتك إلى مراجعتك لطبيب استشاري في الطب النفسي ولا شك بأنه ناقش معك التشخيص. في جميع الأحوال سيكون رأي الطبيب كما يلي:
1_ تعانين من اضطراب اكتئاب جسيم مع أعراض حصارية.
2_ أو تعانين من الحصار المعرفي (الوسواس القهري) تطور إلى اضطراب اكتئابي شديد.
يتوصل الطبيب إلى التشخيص الأولي بعد دراسة التاريخ الشخصي والعائلي وفي جميع الأحوال لا مفر من بداية العلاج مع عقاقير مضادة للاكتئاب وربما مع عقاقير أخرى. لم تذكري في رسالتك ما هي العقاقير ولا يستطيع الموقع التعمق في هذا الجانب.
تشيرين إلى تحسن مع العقاقير ولكن لا تزال هناك أعراض طبنفسية ولا يمكن القول بأنك دخلت مرحلة الشفاء من الأعراض والاضطراب النفسي.
ما عليك أن تفعليه الآن هو ما يلي:
1_ الحديث الصريح مع الاستشاري المشرف على علاجك لتنظيم العقاقير.
2_ مناقشة ظروفك الاجتماعية والشخصية والتعليمية التي تمنعك من الوصول إلى مرحلة الشفاء.
3_ مهما كانت الظروف المعيقة للشفاء فأنت بلا شك بحاجة إلى علاج كلامي أو بالأصح معرفي سلوكي بالإضافة إلى العقاقير. لا يوجد أي حرج في طرح ذلك مع طبيبك المعالج وإن اعتذر عن تقديم العلاج الكلامي فهو بلا شك سيسعى إلى تحويلك إلى معالج نفساني.
لا شك أن أعراضك الاكتئابية والحصارية أصبحت مزمنة الآن ولكنها غير مقاومة للعلاج وعليك السعي بطلب العلاج اللازم وهو متوفر في كل مكان.
وفقك الله.
واقرئي على مجانين:
في مصر : اكتئاب مقاوم للعلاج
خلطة قلق واكتئاب: وساوس وعصبية دائمة
وسواس واكتئاب وفي الشخصية اضطراب م
وسوسة الاكتئاب، وضلالة الخطيئة التي لا تغتفر
الاكتئاب المتبقي!