السلام عليكم؛
مشكلتي بدأت منذ صغري كنت ولا زلت حساسة جدا أنجرح من مواقف بسيطة والمشكلة أنني لا أنسى تلك المواقف بسهولة بل أفكر فيها أحيانا لأشهر وربما سنوات وأحاول التخلص من التفكير المستمر لكن لا أستطيع, فتذكرها الدائم يؤذيني نفسيا وخجولة جدا وأصدق كل شيء وأكره التجمعات والمناسبات وأكره الاختلاط بالناس وأشعر بالخوف الشديد منهم وشعوري هذا حتى في البيت مع العائلة.
أفضل الجلوس وحدي طول الوقت, أشعر بالارتياح والمتعة إذا كنت وحدي, أما نظرة الآخرين وعائلتي لي أعرفها جيدا يكرهون شخصيتي وهدوئي وقلة كلامي ولطالما عيرت بذلك, يكرهونني كما أكرههم, ومن صغري أهلي كانوا يلعبون علي بسبب شخصيتي يقولون الناس ينظرون إليك على أنك كذا وكل حركة وحتى مشيتي يعلقون تعليقا سلبيا علي وكنت أصدق كل ما يقولونه كنت محط التنكيت في جلساتهم دائما.
يقولون لي مجنونة وتصرفاتي عفوية جدا حاولت أضبط تصرفاتي وحركاتي قدر الإمكان ولكن بصعوبة وكنت أبدو متكلفة جدا ومتصنعة بكلامي وتصرفاتي, رغم أن مستواي الدراسي جيد جدا وكنت في بعض المراحل الدراسية أحقق درجة الامتياز, كما أنني أعاني من أمي كثيرا هي غير عاطفية ابدا وتتصرف بشدة خاصة معي لأنها تكره شخصيتي ودائما تقول لي: أكره شخصيتك يجب أن تغيريها وإن لم تغيريها فسأغيرها بالقوة, إلى الآن وأنا في سن الـ 24 تضربني ضربا شديدا لدرجة ازرقاق بعض المناطق في جسدي وتقطع شعري وتنثر خصاله المقطعة أمامي, وعلى أمور صغيرة لا تفعل ذلك إلا معي وعندما أسألها لماذا أنا بالذات؟ تخرج الأعذار للكل وتقول أنت الوحيدة التي تستحقين الضرب, لا أعرف لمن اشتكي له؟ ولا يوجد أحد قريبا مني أبدا فأخواتي يكرهنني ويغرن مني بل ويضربنني حتى الأصغر مني لدرجة أن آثار الضرب والجرح تبقى في جسدي وإذا دافعت عن نفسي أمي تقول أنت تظنين نفسك قوية الشخصية؟ وتشجعهن على ذلك.
أما والدي توفي منذ زمن -رحمه الله- ولم يكن يؤيد تلك التصرفات, كل مشاعري التي ذكرتها في البداية زادت خاصة بعد تخرجي وبقائي في البيت وجدت وظائف لكن تم رفضها من أهلي بحجج لا تقبل بل ويمكن التغلب عليها, أما موضوع الزواج تقدم لخطبتي الكثير من العائلة وأنا أوافق لكنها ترفض بشدة وتقول لهم إنني لا أريد, وتغضب جدا إذا ذكر موضوع الزواج أو إذا تقدم أحد لخطبتي,
أرجو منكم مساعدتي
ولكم جزيل الشكر.
1/10/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك "زهور" العمر على لجوئك لموقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، وثقتك في القائمين عليه، أولا أريد أن نحدد سويا بعض التساؤلات التي تساعدك على حل مشكلتك بإذن الله.
هل مشكلتك مع نفسك؟؟؟ أم مشكلتك مع الآخرين المحيطين بك؟؟ ومن أين تريدين أن تبدأي بحلها هل تفضلين أن تبدئي بحل مشكلتك مع نفسك أو لا؟؟؟ أم تبدأي بحلها مع الآخرين؟؟؟ وتذكري قول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"(سورة الرعد:11).
تعالي نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودون مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي ان نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدا عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، لاحظت في كلامك أن لديك نظرة متدنية لذاتك ومفهومك لذاتك أيضا متدني حيث تعبيرك (وخجولة جدا وأصدق كل شيء وأكره التجمعات والمناسبات وأكره الاختلاط بالناس وأشعر بالخوف الشديد منهم وشعوري هذا حتى في البيت مع العائلة, أفضل الجلوس لوحدي طول الوقت, اشعر بالارتياح والمتعه إذا كنت لوحدي, أما نظره الآخرين وعائلتي لي أعرفها جيدا يكرهون شخصيتي وهدوئي وقلة كلامي ولطالما عيرت بذلك).
كما يتضح من كلامك أن الآخرين المحيطون بك تأثيرهم عليك كبير جدا وتعطينهم حيز كبير لدرجة أنك تجعلين الآخرين يتحكمون في مستقبلك وقراراتك الحياتية وكأنك مسلوبة الإرادة ولا تستطيعين التحكم في قراراتك المصيرية وهذا من خلال تعبيرك (أهلي كانوا يلعبون علي بسبب شخصيتي يقولون الناس ينظرون إليك على أنك كذا وكل حركة وحتى مشيتي يعلقون تعليقا سلبيا علي وكنت أصدق كل ما يقولونه كنت محط التنكيت في جلساتهم دائما. يقولون لي مجنونة وتصرفاتي عفوية).
من خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تم برمجتها سلبيا الأمر الذي ترتب عليه احتقار ذاتك والعصبية والعزلة وتكرهين نفسك والآخرين.
ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به هو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصلي عليه بين يوم وليلة ولكن عليك أن تتبعي العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بك، فعليك أن تبحثي داخل نفسك عن نقاط القوة في شخصيتك وتنمينها، فأنت وصلت إلى مرحلة التعليم الجامعي فلست فاشلة دراسيا، واستطعت أن تنجزي المطلوب منك وتأخذي عليه "امتياز" بمجهودك، فأنت لديك القدرة على الإنجاز.
وعليك أن تعطي المحيطين بك أهمية وأن تحاولي أن تتفاعلي معهن بشكل إيجابي وأن تشتركي معهن بأعمال جماعية دراسية أو تجمعات جماعية في حياتك الشخصية فالتعامل مع الآخرين يزيد من كفاءتنا الاجتماعية في التفاعل والتواصل مع الآخرين ولكن لا تجعليهم شغلك الشاغل وتعطيهم مساحة اهتمام في حياتك للدرجة التي تمنعك من اتخاذ قرارات مصيرية في حياتك، أو تجعلي تأثيرهم ينعكس سلبيا عليك مما يجعلك تعتذرين عن استكمال دراستك، فأنت صاحبة القرار في حياتك ولديك من الإرادة والعزيمة بإذن الله التي تدفعك للمضي قدما في حياتك من خلال تحديد أهداف تسعين لتحقيقها ومحاولة التغلب على الصعوبات التي تقابلك في طريق تحقيق هذه الأهداف.
فلكل إنسان منا عقل اجتماعي social brain يتميز هذا العقل بأنه دوما يتفحص ويميز الوضع النفسي للآخرين، ويمكنه يصيب التوقع الأكثر احتمالا لتصرفاتهم معه.
أنت الآن في بداية العشرينات من العمر ولا تزالين في بداية مراحل التطور الفردي للإنسان، فما عليك إلا بان تفكري ما هي احتياجاتك وأولوياتك في هذه الحياة التي لم يتم تلبيتها إلى الآن، وبالتالي كيف ومتى سيتم تلبيتها في المستقبل، ولكن في بداية الأمر لا بأس من طريق يساعدك في الخروج من هذه الدوامة المفرغة، فابدئي بتحضير مفكرة يومية تدونين ليلا فيها ولمدة نصف ساعة ما يلي:
1. تجربة سلبية مررت بها خلال يومك.
2. اكتبي بالتفصيل ما حدث.
3. دوني مشاعرك عن هذه التجربة وقت حدوثها وأثناء كتابتك لها الآن.
4. حاولي أن تستنتجي من هذه التجربة أفكارا أقل سلبية.
5. استخلصي من التجربة السلبية نتائج إيجابية ولو مجرد أن تقرري أنك لن تقعي في هذه التجربة مرة أخرى
6. استمري على هذا التمرين يوميا لمدة نصف ساعة ومع الوقت بإذن الله سوف تتغير الكثير من أفكارك من السلبية للإيجابية، وتتغير معها تقديرك وحكمك على الأمور وعلى نفسك وعلى الآخرين المحيطين بك.
والله الموفق
اقرئي على موقع مجانين:
أرشيف عن تأكيد الذات
نفس اجتماعي: الثقة بالنفس والتوكيدية Self Assertionويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "زهوز" أهلا وسهلا بك على مجانين وليست لي إضافة بعد ما تفضلت به أ.د رانيا الصاوي إلا الإعراب عن تخوفي من أن يكون ما عبرت عنه من أفكار اضطهادية وتميزية بشكل يفوق المعتاد اجتماعيا، أخشى أن العرض على الطبيب النفساني واجب الحدوث لاستبعاد عملية ذهانية زورانية ربما حديثة الظهور وأنت تقصين علينا فهمك لما كان بعد أن وعيته واقتنعت به وربما قديمة....... من المهم أن يفصل طبيب نفساني في هذا يا "زهور" وتابعينا يا ابنتي