الزواج والاختيار العاطفي والعقلاني مشاركة1
الحقوني
أنا تقريبا بعت استشارة قبل كده، بس دي قبل ما أدخل الجيش. إلحقوني بجد. أنا الجيش هيدمر نفسيتي اللي هي أصلا مش ناقصة، عبارة عن ذل وإهانة ومحسوبية وظلم إحنا بينداس علينا لمجرد إنك عسكري ومليش واسطة ويا سلام بقى لو على.
وحلاوتك لو كنت مهندس يبقى جيشك إسود وكل العقد والكلكيع اللي في الدنيا هتيجي على دماغك أنا عسكري في الجيش التالت في السويس، وما أدراك ما السويس، نار البغض والكراهية في كمية مخابيل ومرضى نفسيين هنا محتاجين الجمعية العامة للطب النفسي كله.
أنا خايف أوي أدخل السجن، هنا أسهل حاجة السجن والإهانة. أنا لازم آخد شهادة قدوة حسنة عشان أعرف أشتغل بقيت قلقان جدا ومرعوب من أي حاجة أي حد يصحيني أقوم مفجوع ده عشان صف الضباط كل يوم الساعة خمسة بيصحونا بالشتيمة ساعات وساعات بالعصيان أنا بقعد مطبق 3 أيام عشان ماسك خدمة على الأول وكمان عشان معنديش واسطة في التنظيم تخفف عني الخدمات.
أنا خايف أطلع من الجيش مهزوز ومرعوب الجيش بتاعنا مش عايز بشر، هو عايزك حيوان مطيع وإنت عسكري. الحاجة الوحيدة اللي تعملها هي أنك تنفذ وبس وإلا حتتنفخ، مش عارف، حتى خطيبتي علاقتي بيها بقت في النازل، رغم أننا بنحب بعض، بس أنا بقيت قلقان حاسس إني في سجن أني مخطوف لمدة سنة عدة منها أربع شهور بس.
أنا مش بخدم بلدنا لا أنا بخدم مؤسسة ظالمة وفاسدة ومفترية، الحاجة الوحيدة اللي هعملها لأولادي أنهم ياخدوا جنسية تانية عشان مايشفوش اللي أنا شايفة أنا عايز حاجة أحاول بقدر الإمكان أقلل التوتر اللي أنا فيه بعيد طبعا عن الأدوية عشان ممنوعة ياااااارب أنت العالم بالحال... هون علينا.
17/10/2015
رد المستشار
صديقي؛
لا شك أن ما تقوله عن المعاملة في وحدتك أو في الجيش عموما صحيحة وهي للأسف تحدث في كل جيوش العالم، وهناك سبب غير وجيه بالكامل لهذه المعاملة، السبب هو تدريبك على الخشونة وعلى ظروف في منتهى القسوة لكي يمكن الاعتماد عليك في حالة المعركة، في حالة الحرب ليس هناك وقت أو مكان للمعاملة اللطيفة أو الآدمية.
بقي من مدة الخدمة ثمانية أشهر، لماذا لا تستعملها لكي تنمي في نفسك أشياء أخرى غير الشكوى والولولة والرثاء لحالك. مثلا هناك من الناس في العالم من الذين يعملون في مناصب عالية يدفعون المال (الكثير منه أحيانا) من أجل أن يذهبوا إلى معسكر حيث يقسو عليهم مدربوهم لدفعهم لمواجهة تحديات نفسية وجسمانية صعبة، الهدف والفائدة عندما تأتي الحياة بالصعاب (وهو ما يحدث لكل الناس) عليك أن تكون مستعدا وقويا ومرنا، ومن الأفضل أن تتدرب على هذا قبل قدوم الصعاب، مثل تعلم السباحة أو القيادة أو أية مهارة أو لغة، تمر فيما هو سخيف وممل أولا حتى تكون مستعدا عند الحاجة.
من هذا المنطلق أدعوك إلى اكتشاف وممارسة "الحرفنة" أو الأداء الممتاز، لو كنت أنا مكانك لوجدت في نفسي من الأفكار غير المعتادة ما يحول موقفي الحالى إلى شيء مفيد على المدى القصير والطويل. مثلا هناك تحديات من مصلحتك التغلب عليها مثل عقد النقص عند الآخرين، تعلم التواضع (العظماء من السهل عليهم التواضع لإيمانهم بعظمتهم المبنية على أدلة وإنجازات)، يقول الله عز وجل "فإن مع العسر يسرا -إن مع العسر يسرا" فعليك التفكير في اليسر المغلف بهذا العسر، لو نجحت في تخطي هذه التحديات فسوف تكون أكثر قوة ومناعة وقدرة على التواصل والتعامل مع الآخرين.
بالرغم من العقد، أينما تذهب ستجد ما تراه في خدمتك العسكرية ولكن أغلب الظن أن المواقف ستكون أقل حدة وخصوصا وإن علمت نفسك الصبر والدهاء الهادف إلى مكسب لك وللآخر في نفس الوقت.
ماذا يريد العسكري الأقدم منك الذي يستعبدك؟ يريد الإحساس بالقيمة والسلطة والسيطرة. لماذا لا تنظر إليه نظرة تبحث عن شيء ما إيجابي ثم الإطراء الصادق عليه... من الصعب مقابلة الإطراء الصادق والطيبة (وليست البلاهة) الصادقة بالصلف والقسوة، وإن حدث هذا فأغلب الظن أنه يريد الإحساس بالقوة. إبحث عن شيء تعتقد فعلا أنه من نقاط قوته ثم أعطه بعض الثناء والإعجاب الصادق بهذا الشيء.
مرورك بهذه التجارب سوف يكون أبسط وأسهل وسوف يمر الوقت سريعا إذا ما كان توجهك خلالها هو توجه الطالب الذي يريد العلم والحكمة من الحياة والذي يتقبل أن الحياة الآن تعلمه الحكمة من خلال الصعاب الحالية، الصعاب لن تكون صعابا إذا ما استطعت التعامل معها بطريقة فعالة وإيجابية تفيدك وتفيد الآخرين، حتى ذوي العقد.
أنصحك بألا تدع لأي أحد الفرصة لاستغلال إهمالك أو أخطاءك الناتجة عن الملل والخوف والازدراء الذي تشعر به حيال ظروفك الحالية. افعل ما تؤمر على أكمل وجه. كن جنديا رائعا محبا لعمله وللتفاني فيه بروح رياضية طيبة، ما تفكر فيه باستمرار سوف يتحقق في حياتك لا محالة... ابدأ في التفكير والفعل الإيجابي، لم ولن تحل الشكوى أيه مشاكل. فكر في الحلول المبدعة.
أنصحك أيضا بمراجعة معالج نفسي لمناقشة المزيد من التفاصيل ووضع الخطط المناسبة في تعديل الأفكار والسلوك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب