مجرد فضفضة
مررت بتجارب صعبة نوعا ما بكل مرحلة بحياتي.
لما كنت صغيرة ماما كانت تحرمني من الأكل وعندما كنت لا أكمل ساندويشتي اللي بأخذه إلى المدرسة وأروح على المدرسة من دون ساندويتش وبعدها لما تعرف أن صاحبتي كانت تقسم لي من ساندويتشها وماما لما تعرف أنني أكلت تبهدلني كان بابا مرات يعطيني أكل من دون ما تعرف ماما، وكنت أقهر وقت الأكل لما كانوا كلهم يقعدون يأكلون في المطبخ وأنا أخاف أن أترك المطبخ علشان ما تبهدلني ماما كانت كمان تحبسني عندما لا آكل.
أتذكر مرة جاءت بنات الجيران يلعبن معي بس ماما قالت لهن إنني معاقبة وظللت بالغرفة يومها لما كبرت صارت ماما تريد تخليني أعوض فقداني للشهية ليزيد وزني وتجيبلي مرات فاتح للشهية وهيك بس أنا ما كنت كثيرا آكل وزني هلا تقريبا 40 وكل ما ننزل على السوق بتبهدل لأنني ما بأكل مرات بنام من دون أكل ومرات ما بفطر لما أكون متضايقة بتنسد نفسي عن الأكل ففي هذه الفترة نزل وزني كمان، وكانوا يقولون لي كلي موزا علشان أطول بس لم أكن كثيرا آكل فعلشان هيك طلعت قصيرة وهلا يلومونني على وزني وعلى طولي ويقارنونني ببنات جيلي أنهن أطول مني وأنصح وكمان في بنت عمي ما شاء الله طويلة ومليانة فبضلوا يحكون لي عنها طولي 153 أخي اللي أصغر مني صار أطول مني وأختي صارت طولي جابولي ماسورة لأتشعبط عليها لأطول بس كمان ما كنت كثيرا أريد أن أتشعبط.
دائما في مشاكل بيني وبين أمي، أول شيء الاستيقاظ مبكرا أنا طبيعتي بحب النوم وأطول فيه، نومي عميق وماما نومها خفيف فبتلاقيها صاحية من 9 وتريد أن أصحو قبلها علشان أنظف البيت وأرتبه زي بنت جيرانا، بتيجي بتفتح الأباجورة، وبتقول يا "ست زبيدة" اصحي كفاية نوم طلع النهار قومي عندنا شغل أو قومي فطري إخوتك كانت تيجي علي تخبطني بالرام ومرات تضربني وتسكر الباب وتقول لي لا أريد أن أرى وجهك اليوم وما تخليني أطلع من الغرفة بعدها أطلع وأساعدها بس تظل زعلانة مني شوية بعدها ترضى ومرات كانت تحبسني بالغرفة طوال اليوم وممنوع أطلع منها.
كانت تضربني بالقشاط ومرة كانت راح تضربني بالعصا بس أخي منعها ومرة ضربتني بالحزام وبالحفاي ومرة بالعقال وبابا لما يتعصب يضربني كثيرا وبعدها ما أقدر أتنفس بعد فترة أرجع عادية ويمكن كانت تخبط رأسي بالحائط لأني عنيدة كثيرا وما برد على كلمتها رأسي مثل الحجر مرة بابا ضربني أمام مدرسة أخي وشلحني الحجاب علشان علامتي بالعلوم وكنت أتخبى منه في البيت وأظل أبكي وأقول بابا والله لن أعيدها وأرجوه وإذا أردت أن آكل يقول لي ستأكلين، ألست غضبانة؟
وكانت تحرمني من أن أحضر على التلفزيون مع أخي وأروح أرجوها خلاص ماما آسفة وما ترضى وأظل أنا في الغرفة وهو يحضر مرة لست متذكرة ماذا عملت؟ فأهلي طلعوني خارج البيت ومرة لأنه ما جاوبت ماما كانت عم بتدرسني ما كنت عارفة الجواب فتحت باب البرندة وقالت لي هلا بطلعك برة إزاي ما بتجاوبي وأنا ساكتة في الآخر تقول لي لست عارفة الجواب قلت لها آه قالت لي طيب احكي لي علشان أقل لك إياه وتحفظيه.
دايما لما يصير مشكلة يكون سببها أنا، أنا اللي بضيع الأغراض وأنا اللي بكسر وكل شيء أنا لأنني الكبيرة طبعا هلا لو حد تاني عمل غلطتي عادي بس أنا بتبهدل وبتشرشح لما ماما تزعل مني بتقاطعني وما بتحكي معي بكون بحكي معها بس بتطنشني وأنا بقعد أراضيها بس ما بترضى وبتقول لي دايما بتعتذري وبترجعي لنفس الغلط وشوفي أخاك لما يزعلني بيجي يبوسني ويعبطني ويظل يحاول يراضيني بس بعيد نفس الغلط.
هو كان لما يدرس بالجامعة كان يرجع من السكن بالكرك آخر الأسبوع ويظل قاعدا على اللاب توب وحتى ما يقعد معنا ولا يسأل عنا كانت تبهدلوه أنه ما بيقعد ولا بيسأل ولا بيحكي أخباره ونحكي له أخبارنا وظل هيك وكل مرة ماما تزعل منه على نفس الشغلة ويحاول يراضيها مرات كان يطلع على الكرك الصبح وهي زعلانة وتقول حتى ما رضاني بعدها بتقعد تقارني به بطلت هلا أراضيها لأنه على الفاضي بس بتبهدل مرة ثانية وما بترضى ولما كان يرجع أخي من الجامعة تبوسه وتحكي له وخلال الأسبوع تقولنا بطبخ هاي لما يجي بلال دايما هيك وحتى كنا نستناه على الغداء مرات.
أنا هلا بروح أنا اللي ببوسها وما بتعبطني ولا بستنوني على الغداء وحتى أنا اللي بسخن الأكل دايما كانت هي اللي تسخن لأخي الأكل ولا تؤجل الغداء علشاني يمكن لأنني أنا بالأردنية قريبة وأخي كان بمؤتة بس حتى ولو والله إنني أغار منه دايما بتبوس إخوتي وبتعبطهم وبتحكيلهم حكي حلو وأنا لا، طيب شو الفرق بينا؟ ما أنا بنتك زيهم وأنا تغلبت في أكثر لأني جيت سداسية وظللت بالمستشفى شهرا وما رضوا يسمونني لأنه كان هناك احتمال أن أموت بس الدكاترة قالوا لهم معلش سموها حتى ولو.
ليش مرات بتوزع على إخوتي مثلا شوكولاتة أو شيبسي أو أي شيء أنا لا لما تنزل على السوق تشتري لأختي وأقول لها وأنا، تقول لي أنت بتمزعيهم شعرك خميل ليش مرة عملو شوربة ما نادوني آكل وكل واحد شرب صحنين جيت أنا جليت وراهم ليش مرات بتوزع الرز على صحونهم وأنا ما بتحطلي أنت كمان أريد أحطلك أو حطي لحالك بتوزع الدجاج عليهم وأنا لا، لماذا تعطينهم خبزا وأنا لا؟
قال أنت كنت أعطيك بس كنت تتركين الخبز علشان هيك بطلت تطوللي، ومرة أكون قاعدة معهم وبتعطيهم أشياء وأنا لا، بتطول تصبين لهم عصيرا وما بتسأليني دايما بتتبرع بحصتي لهم مثلا نكون جايبين ساندويشات بتقولي اقسمي من ساندويشتك لأبيك ليذوقها طب ليش أنا مو من بلال ليش بتتبرع بحصتي أنا ودايما بتنادي بلال علشان تورجيه اشي على التلفون ومرات حمزة ولين وأنا لا بترن على بلال تليفون مرات لتخبروه شو صار أو بعد ما كان يرجع من الجامعة وأنا ما بتقولي ئاشي أكون آخر من يعلم قولوا مرات أكون شوفت الموقف بس أكثر ولا لا وما بعرف إلا بالصدفة.
وفي شغلة كل ما أحكي شيئا أكون خبرا أو نكتة أو أي شيء بتخوتوا وبضحكوا علي وقال مرات لا تكوني معقدة هيك والله صرت أخاف أحكي أي شيء قدام أحد لا يقول عني معقدة ولأني أصلا تعودت أقعد لحالي لما نطلع عند عمامي أو جدتي بفوت بقعد لحالي من دون أحد وأنني بظل قاعدة ساكتة فيقولون عني معقدة والله ما بعرف شو أحكي بعدين دايما أخي على الأب توب وأنا ما بحب الأخبار فما بعرف أخبار شيء فبظل ساكتة علشان هيك؛
وهلا صار عندي تليفون وأنه معظم الوقت عليه فبفوتوا علي زي اقتحام الشرطة مداهمة ليشوفوا شو بعمل عليه والله ما بعمل شيئا على الفيس بكون ولأني بسهر عليه كمان لأنه صار معي أرق من فترة طويلة أصبحت لا أنام إلا بعد الواحدة مع أني كنت أنام على العشرة وأكثر شيء على 11 أو 12 بس هلا حتى لو تعبانة بسهر ما بعرف أنام.
أخي اللي بظل يعلق علي شو ما عملت وشو ما حكيت مو عاجبه شيء ليش لبست ليش عملت بظل يعلق ويتخوت عقدتي ويظلون يقارنونني قال بأختي اللي عمرها 12 سنة أنه قال هي بتشتغل وبتدعيلها ماما وأنه قال بتحاول تعمل الشغلة أنا بحكولي الشغلة وما بعملها لما أخلص شغل نفسي ماما تحكيلي يعطيك العافية الله يرضى عليك أي شيء بستناها تحكيه بس ما بتحكي وبتضايق من هذه الشغلة أنني بكون مخلصة شغل وتعبانة ومرات أنه بحاول أريحها من الشيء بس حتى ولو بتحسسني أنه هذا الشيء واجب علي مرات بكون أريد أريحها من الوقفة، أو التعب من أي شيء بس لا ما بتحكي شيئا وبتحملني جميلة وبتفسر غلطا أنت اشتغلت علشان تطلعين وإلا علشان أبصر شو وأنا بكون عاملة الشغلة علشانها.
كمان أهلي ما بحسوا في لما أكون معصبة أظل أصرخ وأتفشش في إخوتي بس أهلي يصرخون علي يفكرونني بستعرض صوتي بس أنا بكون معصبة ومتضايقة مرات ببكي وما بنتبهوا مرات بشكي وما بهتموا سلامتك بحكولي ما بعرفوا أني مرات من اللي أنا فيه بظل أبكي طول الليل ومرات على فترة آذيت حالي مرات بالقلم ولما كنت صغيرة شوية حاولت أحرق يدي وكنت أشد شعري وأخبط رأسي يعرفون أنني كنت أبكي يقعد إخوتي يتخوتوا و يتمسخروا وأهلي ما يهتموا كانوا يقولون لي طقي موتي.
لما أكون متضايقة مرات بروح عند ماما ببوسها أو بعبطها بترد علي ببرود وبتقول شوفي شو صاير بكون بيدي أحكيلها شيئا بتكون ماسكة التليفون وعلى الواتس أو الفيس أو بتحضر بستنى شوي لتخلص بقولها أحكي بتقولي آه وبكون بحكي وهي مو سامعتني بقوم لأني بضايق أني بحكي ومو سامعتني بكون نفسي لما أحط رأسي على حضنها أنه تمسح على وجهي أو تحسس على شعري بس بتلتهي بالتليفون ومرات بقرب منها وبلزق فيها بتتضايق هي هيك مع كل إخوتي تقريبا؛
هديك المرة عرفت أني بكيت قالتلي مين راح يكون أقرب إليك مني بس فعليا ما انبت العلاقة بينا أنه أنا أحكيلها وهيك فصحباتي بعرفوا تقريبا كل شيء عني متى بكون متضايقة وبتحملوني أهلي مو متحمليني فصحباتي عوضوني شوي عن الحنان اللي فاقدته أنا محتاجة حنان ودفء من أهلي بس شكل أهلي معتبرين أني صرت كبيرة فمو بحاجة عشان هيك بحب أرمي حالي أو أحط رأسي على كتف صاحبتي بحسو مثل حضن أمي.
لما أخلص شغل البيت لازم تطلع لي شغلة يمكن لأني بشتغل شلفقة والله بكره شغل البيت يعني بخلص تعبانة خالص.
صحباتي اللي تعرفت عليهن كان معظمهن يمكن يمشي أو يقعد معي شفقة علي مرة وهذه قالت لي أنت مسكينة وعلى البركة وكانت تمر من قدامي ما تسلم علي كنت مع صاحبتها بنفس الصف تسلم عليها وأنا لا واللي كان مصلحة واللي شافوا حالهم علي بعد ما كبرنا أنه هما أشطر مني أنا مو من مستواهم واللي ما بشوفهم هلا لأنه رحلنا من البيت وكل واحدة انشغلت واللي حبيتها كثيرا واعتبرتها أختي ساوت معي موقفا اللي هو أنه كنت أقلهم خلينا آخر يوم امتحانات بالمدرسة نتأخر لأنه كنا بعدها راح نتصنف قاموا اتفقوا بينهم وجابوا فطور وأنا ما حكولي كنت قايلة لأهلي وقتها أنني راح أتأخر بس قمت روحت قلت بيدي أروح بكرامتي وظللت أعيط يومها ومزعت كل شيء بخصها وبخص كل هدولاك البنات وظللت أعيط طول العطلة ومنهارة بسببها.
وتعرفت بعدها على واحدة بالجامعة كنا صحبات ما أحلانا وكانت تبعتلي مسجات حلوة وهيك وكنت أحبها كثيرا بس بعدها تغيرت تصرفاتها تجاهي قالت لي صاحبتي شكلها بتقولك اتركيني بالعقل بس ما كنت مصدقة وكانت تصرفاتها بتزيد يوم عن يوم حتى أعطيتها فرصة لنصلح اللي بينا بس ما كانت بتستاهل هذه الفرصة وهلا تركنا بس لما أشوفها بنسلم على بعض بس بتضايق بعد الحكي معها أنه كيف كنا وكيف صرنا هلا عندي تنتين وواحدة فيهم حاسيتها مو طايقني يمكن قرفت من مشاكلي والثانية مو متأكدة من حبها اللي أو يمكن هي بتحبني بس أنا لأني متضايقة بفكر غلط وهي عندها واحدة صحبات من 7 سنين فعلاقتهم قوية بتظل تحكي لي عنها وأنا بغار مع إنه لما أكون متضايقة بتحاول تخفف عني بس ما بعرف عنها ومو متأكدة وخائفة هدول يتركونني زي اللي قبل وفي واحدة أنا اللي ظلمتها وتركتها لأنه ما كنت بيدي تتعلق بي لأني ما كنت أحبها ومنهم اللي ما كانوا مباليين واللي استغلوني كمان.
علاقتي مع نفسي سيئة مو واثقة بحالي أبدا ودايما بخاف الناس تكون مصاحبتني بدافع الشفقة وأنا بكره هذا الشعور لما يصير أي شيء بلوم حالي أني أنا السبب مع أنه مرات ما بكون اللي علاقة بس بحس بالذنب لما أزعل أحدا ضميري يؤنبني فبظل أصالحه لأني ما بحب أحدا يزعل مني بس دايما مزعلة اللي حولي بتصرفاتي.
بتمنى المساعدة لأني قرفت من هذا الوضع وصرت أكره الفوتة على البيت
وبكون بره عادي بس أدخل البيت بتنرفز وبتضايق.
10/10/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
تأكدي أن فشل العلاقات ونجاحها يعتمد على طرفي العلاقة، وينطبق هذا على علاقتك مع أهلك وصديقاتك. تركيزك على الخبرات السالبة منذ طفولتك وحتى اللحظة يحجب عنك الشعور بالسعادة ومع الوقت تتحول شخصيتك لشخصية ناعقة بالغم ومنفرة بالتأكيد سواء مع أسرتك أو صديقاتك، ابحثي عن الجوانب المشرقة في حياتك وخبراتك السعيدة وركزي عليها.
تختلف معاملة الأهل للأولاد ويشكو الكثير من التمييز بينهم، التمييز مشكلة موجودة لا أملك ولا غيري تبريرا لها سوى أني أحمل الفرد جزء من المسؤولية. تختلف معاملة والدتك لك لأن أسلوبك مختلف فأنت تقرين بأنك عنيدة ولكل شيء ثمن. قد تكون والدتك تستخدم أساليب حازمة وخاطئة ولكن اهتمامها بك واضح وذلك في حدود قدراتها فلا تطلبي منها ما هو فوق طاقتها. اجتهدي في اصلاح علاقتك مع والدتك وأساليها عن عيوبك واطلبي منها مساعدتك في تعديلها. حددي ما تريدينه لتكوني أكثر سعادة ولا تقارني نفسك بأخوتك ولا معاملة والدتك لهم.
اعملي جاهدة على زيادة ثقتك بنفسك فحجمك لست مسؤولة عنه فهو ما بين جيناتك الوراثية وظروف الولادة المبكرة، وقابلي كل دعابة حول حجمك بأن قصر القامة له مميزات عديدة تعلميها وابحثي عنها، اخبرك منها أن قصيرات القامة لا تبدو عليهن علامات التقدم بالعمر بسرعة. تراجع شهيتك ووزنك قد يكون علامة على مشكلة صحية مثل فقر الدم أو نقص الحديد فقومي بمراجعة الطبيب، فإن لم تظهر الفحوصات مشكلة ما انسي الأمر وتقبلي شكلك فسبحان من خلقنا مختلفين، وهل تتطابق الزهور من حولك، في التنوع جمال.
جزء من مشكلتك عدم وضوح أهدافك فعلى سبيل المثال بدأت استشارتك بمجرد فضفضة وختمتها بتمني المساعدة لأنك تعبت من وضعك، ابحثي عن مثل عدم الوضوح هذا في علاقاتك واعملي على تغييره.
ضعي أهداف لحياتك وانشغلي بالعمل على تحقيقها بدل الاستغراق في الذكريات السالبة والشفقة على نفسك، ما الأمور التي تحبينها طالما أنك لا تحبين الأخبار، ابحثي عنها فلا بد من وجود أمور تعنيك ويمكنك تبادل الحديث عنها مع من حولك بدل الانزواء والإشفاق على ذاتك. عديدة مجالات الحياة ولا بد ستناسب واحدة منها قدراتك وظروفك. انشغالك بتطوير نفسك وخبراتك سيزيد ثقتك بنفسك ويشغلك عن التفكير في الخبرات السالبة.