الوسوسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا اعاني من الوسوسة منذ سنتين بدأت في سب الله والرسول ثم الوضوء والصلاة إلى أن اصبحت حزينة أتمنى الانتحار ولكن أخاف أن أدخل النار فأتوقف عن هذا التفكير. بدأت بتجاهل الوساوس ولا أعيرها اهتماما لكن الآن أحس أني أنا من يسب الله ليس وساوس يعني إذا غضبت أو توترت أبدأ السب في داخلي كلمات بذيئة جدا جدا جدا جدا جدا حيث أشعر أن الدنيا مظلمة وأن الله سيخسف بي تعودت على هذا الحال.
لكن الآن في هذه الايام خاصة عندما تأتي الدورة أحس أن إيماني نقص فلما يسب الله أحس أني أتقبل ما يقول ثم أغضب وأحزن. والآن صار يسب الله ولا كأن شيئا حدث مما جعلني أحس بالخوف أني كفرت فاغتسلت وأعدت الدخول في الإسلام وإذا تذكرت أن الصلوات التي صليتها لا تقبل أبكي بكاء مريرا أتمنى الموت لا أحس بالحياة.
أتمنى عندما أضحك أن يتوقف الوقت مللت من هذه الأمور أهلي لا يتقبلون فكره الذهاب إلى طبيب إنها وساوس وتنتهي لا تكوني ضعيفة الإيمان.... مللت، تعبت لا أريد شيئا والله أني لا أدري ماذا أفعل؟؟؟
لماذا أنا من بين إخوتي لماذا لماذا تعبت؟؟؟
أرجو أن تعطوني حلا لمشكلتي
14/11/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وتعالى وبركاته يا "لمى"؛
أعانك الله وخفف عنك...، واضح يا لمى أنك دخلت في الاكتئاب من ضغط الوسواس عليك، ولهذا اختلفت مشاعرك تجاه وسواسك حاليًا...، ووجود الاكتئاب لا يغير من حكم الوسواس.
الوسواس القهري لا مؤاخذة به لا شرعًا ولا طبًا، فشرعًا مصدره الشيطان، وليس من ذات الإنسان، ودواؤه الإعراض عنه، وعدم القلق منه، الإنسان يقلق عندما يقترف ذنبًا، لكن ما هو الداعي للقلق من شيء يفعله الشيطان؟!!
ارجعي من فضلك إلى مقال: منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري (11) ففيه الأحاديث التي تذكر تفاهة ما يجري في ذهنك، وعدم المؤاخذة به، وكيفية التعامل معه:
1- لا تخافي، ولا تنتبهي، فما دامت غير مؤاخذة به، فلا داعي للحزن وإضاعة العمر في التفكير فيه.
2- قولي الأذكار التي ذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخصوص الوسوسة، وتجدينها في ذات المقال أيضًا. ومن المفيد أن يكون لك ورد يومي دائم في الصباح والمساء من الاستغفار والتسبيح، فالذكر يطرد الشياطين ووسوستهم، ما رأيك بمئة من الاستغفار كل يوم
هذا شرعًا، وأما طبًا فهو حالة مرضية غير صحية، وتعلمين أن الحالات المرضية لا لوم فيها وليست من صنع الإنسان. ولها دواء مادي، ودواء معرفي سلوكي مطابق لما نصحنا به سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: لا تنتبهي، لا تهتمي ولا تقلقي، انشغلي بشيء آخر.
وأخيرًا بالنسبة لملحمة الأهل والطبيب النفسي، إن وجد متفهم يثق به الأهل فاطلبي منه أن يتكلم معهم ويقنعهم؛ فإن لم يوجد، أو لم يقتنعوا فلا سبيل سوى الذهاب خفية مع من تثقين به، إلى من تثقين به من الأطباء، وخاصة أن مشكلتك تعدت الوسواس إلى الاكتئاب.
لكل إنسان امتحان، وامتحانك هو هذا الوسواس، ولعل الله تعالى جعله نبعًا لحسناتك، تبلغين بالصبر عليه وتحمل المشقة في علاجه وإهماله ما لا يبلغه غيرك ممن يصوم ويقوم... المحن يا لمى رسائل حب خفيّة لا يحسن قراءتها إلا الراضون المحبون، فهي نعمة وعطاء، مغلفة بقالب البلاء، والسعيد من يفهم.
أسأل الله لي ولك وللجميع العافية، من كل بلاء وداء.