أطلب العون
السلام عليكم ورحمة الله. سؤالي يبدأ بقصة وأعتذر مقدما على الإطالة واستعمال بعض الألفاظ الغير سوية. أنا شاب عمري 22 سنة وأحمد الله على نعمة الإسلام والأهل والعقل التي أملكها، وقعت في الذنوب من قبل كمقدمات الجنس مع النساء إلى اللعب بدبر صديقي عندما كان عمري 5 وقام أحد زملائي بإدخال قضيبي في فمه وأراد آخر أن أمارس معه الفاحشة لكني قمت بإدخال إصبعي في دبره ونحوه فقط، وكان معظم ذلك عندما كان عمري 15-16 سنة وفي خلال هذه الفترة كنت أفرغ شهوتي بالعادة السرية وعن طريق ما حكيت.
دخلت الجامعة وعمري 17 وتبت إلى الله وعسى أن يتقبل. لكن تواجهني مشكلة المقاومة حيث أن كثيرا من زملائي وزميلاتي يقولون أني وجيه وجميل المنظر وبعضهم يمزح حول أنه يجب علي أن أتنقب وأمي تأتي وتخبرني كل فترة عن صديقاتها اللاتي يقولون أنهم يريدنني لبناتهن في المستقبل وأنا والله لا أرى ما يرونه (والله لا أريد الثناء على نفسي لكن هذا هو الواقع).
قام أحد أصدقائي بلمس جسدي وأخذ يدي ووضعها في دبره وقال أنه لم يشعر في أي يوم بالشهوة تجاه الرجال إلا عندما عرفني.
سافرت إلى دولة في بلاد الغرب من أجل الدراسة ووجدت فتاة فوقعت في المقدمات معها وبعدها قام عدة رجال بطلب ممارسة الجنس معي ولكن رفضت لمسهم. وكنت كلما ثارت شهوتي مارست العادة السرية لأنها أقل الشرور. عدت إلى بلدي وبدأت حمل الأثقال مرة أخرى لهدر طاقتي لكني ما أزال أعاني من العادة السرية لكن أقل من السابق.
أصبحت لا أهتم في حلاقة لحيتي وعدم تهذيب شعري وفكرت في تشويه وجهي لأني أصبحت لا أستحمل الإغراءات وأنا متأكد أني إذا اغتربت فسأقع في الفاحشة.
ماذا يمكنني أن أفعل؟
وأريد حديثا أو قصة عن فضل العفة من فضلك وشكرا.
18/11/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "A"
بقدر ما أعجبت بسؤالك بقدر ما تعجبت! أما إعجابي فلحبي الشديد وتأثري من مواقف التوبة والهداية؛ وأما تعجبي فلعدم وجود أي مشكلة نفسية في السؤال سوى المعاناة! ومن المعتاد أن يكون سؤالك مطروحًا في المواقع الدينية...
على كل حال أهلًا وسهلًا بك وبسؤالك، سأجيبك لكن باقتضاب، ثم أحيلك إلى رابط مرئي ينفعك بإذن الله؛ فالمواقع تغص بما تريده مكتوبًا ومسموعًا ومرئيًا، وفيها ما لا أستطيع أن أوفيه حقه في هذه الإجابة.
أهنئك كثيرًا على تغلبك –بفضل الله- على الفتن في بعض الأحيان، ووقوفك عند حدٍّ دون استرسال، وأسأل الله أن يبعدك نهائيًا عن هذا لتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، يوم تكون الشمس قريبة جدًا من رؤوس الناس الحفاة العراة، وهم يغوصون في عرقهم إلى رقابهم، ينتظرون خمسين ألف سنة لبدء الحساب...، الناس في هذه الحال، والذي يعرض عن الفتن التي تدعوه إليها جالس في ظلِّ عرش الرحمن لا يشعر بشيء من هذا!!
ففي حديث صحيح رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ. وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)).
وكما ترى، من هؤلاء السبعة من أعرض عن الفتنة والفاحشة رغم تجليها له بأبهى حلة، ودعوتها له بأشد دعوة: امرأة حازت الجمال والشرف، تهفو إليها نفس كل رجل، (والعكس يصدق في حق المرأة حين تعرِض عن فاحشة دعاها إليها رجل جميل وسيم ذو منصب وشرف). فلا تُفَوّت –ولا تُفَوِّتي- على نفسك فرصة للنجاة والتميّز يوم القيامة.
أحدنا حين يقف في طابور طويل بضع ساعات تحت الشمس يتعب ويكاد يجلس أرضًا، ويتمنى لو يجد بعض الظلّ يرتاح فيه...، فيا ترى لو خيّر أن يدفع مبلغًا في مما حوزته فيُعطَى حاجته من فوره، وبين أن يقف خمس أو ست ساعات تحت الشمس إلى أن يحصل على بغيته، أيهما يختار؟ لا شك أن أحدنا –إن لم يختر الدفع فورًا- ستراه بعد ساعة من الوقوف يقول: ليتني دفعت ضعف ما أرادوا واسترحت من هذا!! فلا تجعل الندم يكويك يوم لا ينفع الندم.
بل العفة سبب النجاة في الدنيا أيضًا، وفي حديث الثلاثة الذين حُبِسوا في الغار، كانت عفَّة أحدهم سببًا في نجاتهم، وسأسوق لك الحديث كاملًا، لما فيه من الفوائد، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((انطَلَقَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ المَبيتُ إِلى غَارٍ فَدَخلُوهُ، فانْحَدرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَارَ، فَقالُوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أنْ تَدْعُوا اللهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ.
قَالَ رجلٌ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوانِ شَيْخَانِ كبيرانِ، وكُنْتُ لا أغْبِقُ [لا أسقى اللبن] قَبْلَهُمَا أهْلاً ولاَ مالاً، فَنَأَى بِي طَلَب الشَّجَرِ يَوْماً فلم أَرِحْ عَلَيْهمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُما نَائِمَينِ، فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا وَأَنْ أغْبِقَ قَبْلَهُمَا أهْلاً أو مالاً، فَلَبَثْتُ -والْقَدَحُ عَلَى يَدِي- أنتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حَتَّى بَرِقَ الفَجْرُ والصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ [يصيحون ويبكون] عِنْدَ قَدَميَّ، فاسْتَيْقَظَا فَشَرِبا غَبُوقَهُما. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابِتِغَاء وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ، فانْفَرَجَتْ شَيْئاً لا يَسْتَطيعُونَ الخُروجَ مِنْهُ.
قَالَ الآخر: اللَّهُمَّ إنَّهُ كانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمّ، كَانَتْ أَحَبَّ النّاسِ إليَّ -وفي رواية: كُنْتُ أُحِبُّها كأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النساءَ- فأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسِهَا فامْتَنَعَتْ منِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بها سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ [أصابتها شدّة] فَجَاءتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمئةَ دينَارٍ عَلَى أنْ تُخَلِّيَ بَيْني وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفعَلَتْ، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا -وفي رواية: فَلَمَّا قَعَدْتُ بَينَ رِجْلَيْهَا، قالتْ: اتَّقِ اللهَ وَلاَ تَفُضَّ الخَاتَمَ إلاّ بِحَقِّهِ [أي لا تأتني إلا بالحلال]، فَانصَرَفْتُ عَنْهَا وَهيَ أَحَبُّ النَّاسِ إليَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أعْطَيتُها. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فيهِ. فانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ مِنْهَا.
وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ وأَعْطَيْتُهُمْ أجْرَهُمْ غيرَ رَجُل واحدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهبَ، فَثمَّرْتُ أجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنهُ الأمْوَالُ، فَجَاءنِي بَعدَ حِينٍ، فَقالَ: يَا عبدَ اللهِ، أَدِّ إِلَيَّ أجْرِي، فَقُلْتُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أجْرِكَ: مِنَ الإبلِ وَالبَقَرِ والْغَنَمِ والرَّقيقِ. فقالَ: يَا عبدَ اللهِ، لاَ تَسْتَهْزِئ بي! فَقُلْتُ: لاَ أسْتَهْزِئ بِكَ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فاسْتَاقَهُ فَلَمْ يتْرُكْ مِنهُ شَيئاً. الَّلهُمَّ إنْ كُنتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابِتِغَاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحنُ فِيهِ، فانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ)).
هذا بعض أجر من عفَّ عن الحرام، وأنت غنيّ عن التذكير بعظم ذنب من خالف، وعقوبته، سواء كانت المعصية مع امرأة أو رجل، فكل هذا من الكبائر العظام التي تستلزم العقاب الشديد في الدنيا والآخرة، ويتوب الله على من تاب.
وسأضع بين يديك رابطًا لعدد من المقاطع التي تتكلم على العفة للشيخ الطبيب محمد خير الشَّعال، أرجو أن تنتفع بها وسائر من يسمعها.
وهاك بعض الخطوات التي أرجو أن تفيدك وتفيد كل راغب بتطهير نفسه:
1- ابحث جاهدًا عن صحبة صالحة طاهرة، فللبيئة من حولك الأثر البالغ عليك، وابتعد عن كل مفتونٍ يدعوك إلى المعصية، قاطعه فلا يُبكى على فراق مثله، وحافظ على الصلوات الخمس في المسجد.
2- أكثر من ذكر الله عزّ وجل واجعل لك وردًا من القرآن الكريم والاستغفار صباح مساء لا تتركه مهما كانت الظروف، فالمشغول لا يشغل، ومن كان الذكر في قلبه لم يكن للشيطان ونزغه عليه من سبيل. وأكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى أن يعينك ويطهر قلبك.
3- التزم غض البصر، ولا تتأمل محاسن النساء، وما وقعت عينك عليه بلا قصد فلا حرج فيه، واصرف بصرك عنه فورًا.
4- كن مرتبًا حتى لا ينفر الناس منك، لكن لا تجمّل نفسك وتظهر ما فيك من الحسن، وأنت أعلم بنفسك وكيف تفعل هذا.
5- اعمل جاهدًا على البحث عن زوجة صالحة قبل أن تسافر إلى الغرب، حتى إن اقتصر الأمر على العقد عليها فقط (كتب الكتاب) ولم تسافر بها، فهو خير من بقائك عازبًا.
6- إن لم يتيسر لك الزواج لظرف من الظروف، وطبّقتَ كل ما ذكرته لك ومع هذا هاجت نفسك وأحسست أنك ستقع في الفاحشة لا محالة، فلا بأس أن تكبح جماع شهوتك بالعادة السرية تفعلها كالدواء عند الحاجة؛ أي إن سكنت فلا يحل لك أن تمارسها مرة أخرى، وترجع محرمة ما كنت قادرًا على الابتعاد عن الفواحش الكبيرة بدونها.
أرجو أن يكون في هذا ما يعينك ويأخذ بيدك للطهر والنجاة، وأنا بدوري أدعو لك ولي ولجميع المسلمين بالحفظ والرعاية الربانية، والمعافاة في الدنيا والآخرة.