التقة في النفس وشك في أني غير مكتمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا اسمي عبد الرحمن من المغرب 27 سنة أريد أن أطرح مشكلتي وإن أمكن من سيادتكم تشخيص حالتي فقط عجزت عن فهمها, وأنا من معجبي هذا الموقع منذ 6سنوات تقريبا عند ظهور أول أعراض مرضي. ندخل في التفصيل عندي 4 أخوة 2 بنات 2 أولاد أنا الصغير في المنزل وإخوتي 3 من أبي. عندي أخت شقيقة فقط.
وهنا سبب الأول, أبي كان دائما يحب أخي فقط ويحب إخوتي البنات وهذه أيضا ليست بالمشكلة فأنا لا أطالبه أن يحبني فقط اعتدت على تلك المشكلة أنه كان دائما يستفزني ويقول أني لا أصلح لشيء أي شيء لا أعمله جيدا حتى قبل أن أبدأه كنت صغير وأسمع هذه الأشياء دائما وكنت أوقاوم كلامه الجارح ولكن تلك الصفات بدأت تترسخ في ذهني لحد الآن أي عمل أخاف أن لا أتقنه وأخجل من أي شخص وأظن أني أقل من الآخرين مع أني أقاوم لكي لا أظهر ذالك مرة أحيانا أتمكن من ذلك وأحيانا لا مع أن الخجل أصبح معروف لكل من يعرفني وخاصة الأقارب, عدم التقة في النفس أصبحت عنواني ليومنا هذا
الآن لنذخل في الأمراض النفسية التي واجهتها قبل 6 سنوات في ليل مشؤوم صليت العشاء وخرجت أمام منزل مع أصدقائي كنا نتكلم عادي جدا كان بجانبي صديقي رأيت شيء مضحكا مكتوبا على حائط وهو بعيد قليلا قلت له انظر فأجابني لم أرى شيء أشرت له لكنه لم يراه فقلت له أن ينسى الأمر وبقيت أقول في نفسي هل أنا أتخيل هل أصابني انفصام الشخصية خفت من المرض وبذأت أمرض أصلا مع أنه أتى صديقي وأشار لنا أيضا على الحائط والكتابة ولكن تفكيري لم يكف عن ذلك.
أصبحت أخاف من أن أكون أتخيل الأشياء ويصير لي متل فيلم (العقل الجميل) حتى بدأ الوسواس يأكل عقلي وشك أيضا أحببت العزلة وعندما أجتمع مع أصدقائي أشك أنهم يضحكون علي أو يستهزؤون بي أصبحت أشك حتى في عائلتي أنها تضحك علي وكان أنيسي الوحيد هو حاسوبي وغرفتي أطلع على موقعكم وأقرأ استشارات تقريبا لشهر بدأت أشفى من حالتي أقول هذه مجرد أفكار وستزول حتى تغلبت عليه تقريبا شفيت بنسبة 90% لم أعد أفكر في شيء ارتحت وأصبحت أصحى عاديا ليس هناك ارتجاف أو قلق ولكن ثقتي في نفسي ليست جيدة مع أني أحاول أن أحسنها.
حالتي الآن أخاف أحيانا وليس دائما أن يحصل لي شيء جميل وأعود لفكرة الخوف من التهيؤ أو بمعنى أخاف أن أكون فقط أتخيل_ والمشكلة الثانية الثقة في النفس أحس أني متمكن وسأصل لحلمي وأني شخص مسؤول بمعنى تقتي بيني وبين نفسي جدا جدا عالية ولكن مع بعض الناس وخاصة أهلي وإخواني منعدمة هناك أشخاص أتكلم معهم عادي وأحس بأني أفضل منهم وهناك أشخاص لا أقدر أن أواجههم وحتى لو أتكلم يكون صوتي منخفضا ولا أجد كلمات للحوار.
أما بخصوص والدتي التي لم أذكرها فهي مغلوبة على أمرها ولم تكن..... الله يسامح لينا من الوالدين.
أتمنى أن أكون قد قلت ما يفيدكم لتشخيص حالتي وآسف عل أخطائي الإملائية ليس عندي كيبورد بالعربية كما أنني لا أتقنها وشكرا
18/12/2015
رد المستشار
ولدي الحبيب، كم أنا ممتنة لرحلة صمودك ومقاومتك، فأنت بصدق رغم ما تشعر به من معاناة وتخبط إلا أنك بطلا وحققت نجاحات كثيرة بجانب مرات فشلك؛ فالفشل، والخطأ، والضعف، والخوف ليست كلمات سيئة ولا مفزعة، ولا خطيرة كما روج لها البشر لا سامحهم الله، فهي جزء طبيعي جدا لا يتجزأ عن وجودنا؛ فمن طبيعة البشر أي بشر حتى من تراهم يثقون في أنفسهم أنهم يخطئون، ويفشلون، ويخافون؛ ولكننا فقط نختلف في نوع مخاوفنا وحجمها، ونوع ضعفنا وحجمه، وتخلصنا من الخوف، والضعف، والفشل يحدث بالتدريب والتكرار؛ فأول ما تحتاج إليه هو أن "تصدق" أننا كبشر سنخاف، ونفشل، ونضعف؛ فحتى أبوك حين كان ينتقدك ويسخر منك كان خائفا!،
فخوفه من أنك لا تقدر على القيام بمهامك الأساسية في حياتك جعله يتصور أن انتقاده لك سيجعل منك شخصا قادرا، وتصريحه لك بالفشل كان تخيلا منه بأن هذا ما سيحفزك!؛ حتى ما تتحدث عنه من نقد لاذع وتجريح وتفرقة في توزيع حبه عليك وعلى إخوتك كان خطأ!!؛ فها هو يخاف ويخطىء؛ فنحن البشر نخاف، ونضعف، ونفشل، ولكن سعادتنا وراحتنا تأتي حين نقبل أننا من الطبيعي أن نقع في المخاوف والفشل، وأن نتوقع من أنفسنا أن يحدث ذلك ليس لنفرح بالخطأ والفشل، ولا لنوافق عليه ونتكيف معه، ولكن لنستقبل أن تلك الأمور تحدث وستحدث وأن حدوثها أمر طبيعي وهو نفسه ما سيجعلنا ننجو من الخوف، ونتعلم من فشلنا دون الشعور بالنقص، أو الذنب، وهو نفسه ما يجعلنا نتقدم للأمام!.
إذن قبولنا للخوف بداخلنا هو نفسه ما سيجعلنا أكثر شجاعة، وقبولنا للفشل في مرات هو نفسه ما سيجعلنا ننجح فيما بعد لأننا تعلمنا وتفادينا أخطائنا، وهكذا، ولكن قد يصعب عليك أن تمارس هذا وحدك؛ لأنك تحتاج من يدعمك في تلك الرحلة، ولن يكون هذا إلا من خلال متخصص يساعدك، أو من خلال علاقة صحية إيجابية في حياتك فيها تكون مرتاح، وحقيقي، ولا تخاف أن تعبر فيها عن مشاعرك دون حرج، أو خوف من أن يحكم عليك من يسمعك بأي شيء؛
فإن توفرت تلك العلاقة في حياتك سواء كان صديقا، أو زميلا، أو أي كبير محل ثقتك، فلا مفر من التواصل مع متخصص؛ لأنك ستحتاج للدعم كما قلت لك، وكذلك تدريبات متخصصة في القلق؛ لأنه هو ما يربك تفكيرك وتصرفاتك؛ فاتطمئن فأنت لا تعاني من فصام يجعلك ترى ما لا يراه الآخرون فقد كانت مزحة أكدها آخر رأى ما رأيته، ولكن القلق الكبير بداخلك هو ما يسبب ارتباك ثقتك بنفسك، وظهور وساوسك المزعجة كذلك.... هيا لا تتعامل مع نفسك كما تعامل معها والدك فتكون مثله؛ فنفسك ومشاعرك مهمة جدا ومن حقك الاهتمام، والحب، والاحترام فلا تبخل بها على نفسك؛ لأنك لو بخلت فستكون مسؤوليتك التي قصرت أنت فيها.