توصيف حالتي
السلام عليكم ورحمة الله؛ أرجو منكم أن تشرحوا وضعي سأبدأ بسرد جزء من حياتي ولدت في قرية صغيرة وكنت أحب اللعب مع أصدقائي في الحي والخروج من المنزل دائما كنت في سن صغيرة حوالي السبع سنوات وكان أبي دائما عندما يشاهدني يقوم بضربي بشدة حتى لا أخرج من المنزل ثانية وكان دائما بعيدا عن البيت يخرج ويمنعنا من ذلك ومع مرور الوقت أصبحت أخاف الخروج من المنزل لكي لا أتعرض للضرب وبدأت أنعزل وأتوجه إلى التلفاز بدلا من اللعب مع أقراني من الأطفال وبدأت دراستي تتراجع وعلاماتي أيضا.
وهنا بدأت مشكلة أخرى فعاد أبي ليضربني مرة أخرى حتى أحسن من علاماتي وبالفعل بدأت أدرس طول الوقت لكي أتجنب الضرب حتى أصبحت شديد التأثر بأي كلمة توجه لي أصبحت أكره أن يوجه لي أحد ولو كلمة واحدة. مع كل هذا بدأت أنعزل في غرفة لوحدي ومن خلال برامج الأطفال التي كنت أشاهدها أغلق باب الغرفة على نفسي وأبدأ بتكوين عالم من خيالي وأكون فيه البطل والمميز بالاعتماد طبعا على ما شاهدت من أفلام الكرتون. عند إنهاء مرحلتي الجامعية ما زلت أخاف من أبي ولا أملك سوى رفيقين فقط ولا أخرج أبدا
وأحب أن أرجع وأشاهد برامج الأطفال التي شاهدتها في صغري وأبحث عنها في الإنترنت ولا أشاهد غيرها. ومع بداية عملي في المحاماة فشلت فشلا ذريعا لأني لا أستطيع الخروج والدفاع عن وكلائي كيف وأنا لا أستطيع أن أتحدث إلى الناس.
وعندما أنزل إلى عملي صباحا أحس أن الناس كلها تنظر لي وأبدأ أتعرق بشكل شديد إذا لم يكن أحد زملائي معي لا أستطيع الذهاب إلى المطعم مثلا وأن آكل أمام الناس أشعر بخجل شديد. وحتى مع زميلاتي في العمل إذا بدأن بالحديث معي لا أعرف كيف أنهي الحديث وأتخلص من الموقف.
والآن عدت إلى العزلة وبعيدا عن أهلي أيضا وأشعر أن حالتي تسوء أكثر وحتى تسبب لي أمراض جسدية حيث أصبح جسدي هزيلا جدا.
آسف على الإطالة أرجو منكم أمرين. توصيف حالتي والحلول الممكنة لها. ولو أن جميع أفكاري أصبحت سلبية للحاضر والمستقبل. شكرا. وجزاكم الله الخير.
30/12/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
من منا لا يحن إلى برامج كرتون طفولته، عالم خيالي وخالي من الهموم والمسئوليات. ثقتك بنفسك ضعيفة بشكل واضح، كما تعاني من انسحاب اجتماعي، تفاعلهما معا أدى إلى تراجع خبراتك الاجتماعية ولذا أصبحت أفكارك سلبية حول الحاضر والمستقبل وهي قد تكون درجة من الاكتئاب أو مجرد عسر مزاج، هذا كان التوصيف والآن إلى الحلول الضرورية.
عانيت من قسوة والدك وأسلوبه في الضبط وهو الضرب ولكنك وصلت إلى مرحلة من العمر يمكنك فيها التجاوز عن قسوته وسلوكه بعد تفهمك لدوافعه، فرغم سوء السلوك إلا أن هدفه كان نبيلا، تناسى السلوك وركز على الهدف من وارئه، ذكر نفسك بأنه كان يحبك كثيرا ويخشى عليك.
فكر رب ضارة نافعة فسلوكه الخاطئ دفعك للاهتمام بدراستك وإن كانت الدرجة التي تعبت لأجلها لا تنفعك في الوقت الحالي ولكنها بالتأكيد أكسبتك مهارات ستجدها في نفسك إن تخلصت من شعورك بالمرارة من خبرات الماضي السالبة. ركز على خبرات النجاح في حياتك، قد تظن في البداية أنها قليلة ولكن النجاح في مراحل الدراسة المختلفة بما فيها الجامعية لا بد انه قام على نجاحات صغيرة عديدة، تذكرها وركز تفكيرك عليها. اعمل على تطوير مهاراتك الاجتماعية وانخرط في الحياة ومع الناس كي يخف تركيزك على الخبرات السالبة.
لا تخلو حياة من تحديات، وحيث أنك كتبت وتقرأ ردي فهذا يعني أن الحياة تستمر ومع استمرارها هناك دائما فرص للتغيير والسعادة وتحقيق الأهداف. لا بأس أن تبقى على حبك لبرامج الكرتون كوسيلة للترفيه على ألا تكون هي كل ما تشاهده أو تتفاعل معه.
ابدأ في بناء حياة تكون لك ذكريات بعد عشر سنوات من الآن تعود إليها وتبتسم.