أنا تائه وأعاني من مشاكل نفسية لا أعلمها قد تؤدي بي إلى الانتحار، أتمنى أن تساعدوني!
السلام عليكم، أعتذر عن الإطالة مسبقاً، وأتمنى أن تحافظوا على السرية التامة لهذه الاستشارة وسرية معلوماتي، شكراً
اسمي "عبدو" من الجزائر، عمري 21 سنة، قبل 4 سنوات كنت كباقي الناس أعيش حياتي بشكل عادي الدراسة والمنزل..؛ لكن كنت مدمناً على الحاسوب قبل ذلك لسنوات، المهم قبل أربع سنوات انتقلت إلى مدرسة ثانوية جديدة من دون سبب، لكن في الحقيقة كان هناك سبب وهو أنني لم أكن أريد الدراسة مع بعض الأشخاص الذين كانت لدي معهم عراكات سابقة، المهم بعد انتقالي إلى المدرسة الجديدة تحولت من التلميذ المتفوق إلى شخص مغاير تماما فقدت اهتمامي بالدراسة بعد أن أدركت أنني لم أكن أدرس لأنني أريد ذلك، استمريت بالذهاب فقط لأرضي عائلتي، ونجحت في السنة الأولى باكالوريا بالكاد، في نفس هذه السنة تعرفت على ما يسمى بالأنمي الياباني وأذهلني عالم الأنمي والمانجا بشكل كبير، قبل ذلك كنت مهتما بالقرصنة والتقنيات الجديدة والبرمجة والألعاب،
المهم مع استمراري في مشاهدة الأنمي وتغيبي عن الدراسة كثيرا لدرجة أنه في السنة الثانية التي كررتها تغيبتها بالكامل والسبب أنه كان لدي عائد مادي مهم من أحد المواقع التي أمتلكها، المهم بعد مدة أغلق موقعي بسبب مخالفته لقوانين غوغل ادسنس التي كنت أربح منها، وأقفل حسابي ولم يعد لدي دخل مادي كما أنه كان لدي دخل من أحد الألعاب والذي فقدته أيضا في نفس الوقت فقدت كل شيء،
وحاولت تدارك أمر الدراسة في السنة الثالثة لكن تكرر نفس الأمر وتغيبت عن الحضور وكررت السنة مجددا لكن هذه المرة تم طردي، هذه السنوات الثلاث التي كررت فيها بالاضافة للسنة الأولى التي نجحت فيها بالكاد انعزلت كثيراً عن المجتمع لدرجة أنه في السنة الثالثة لم أعد أستطيع الوقوف في أماكن بها العديد من الناس ولم أعد أستحمل ذلك وأتعرق كثيرا ، قبل هذه السنوات كنت منعزلاً عن الناس قليلاً لكن في هذه السنوات لم يعد لدي من الأصدقاء إلا القليل جداً واحد أو اثنين فقط ونادراً ما أرى أحدهما لكن الآخر كنت دائم التواصل معه كوننا نعرف بعضنا مدة طويلة كما أنه يشاركني اهتمامي بالحاسوب،
بالنسبة لوضعي العائلي فهو سيء والدي متزوج ويعيش في مكان آخر بالإضافة لكونه عاطل عن العمل، وأنا كبرت مع جدتي وخالتي وانضمت لنا والدتي بعد مدة وإخواني، بالنسبة لإخواني فأنا دائم الصراع والعراك معهم وأخرج أحيانا من البيت بسببهم ثم أعود، في السنة الأخيرة التي كررت بها بعد مدة من انتهاء الموسم الدراسي قبل شهرين من الآن تقريبا تعاركت مع أخي الكبير وضربته بسبب صراخه على والدتي كونه ضعيف البنية ضربته بشدة فأنبني ضميري بشدة، لكن قبل أن أتعارك معه كنت أبحث عن فرصة فقط لأنهي صراعي معه وأبرحه ضربا لدرجة أنني كنت أراه أبدأ بالتفكير في ضربه وهكذا على العموم بعد ضربه أنبني ضميري بشدة وانتقل اهتمامي لأخي الآخر وبدأت بالبحث عن فرصة لعراكه، لكن هنا فكرت إلى متى سيستمر هذا الحال إلى متى سأظل عاطلا وبدون دراسة إلى متى ستظل عائلتنا على هذه الحال صراع وكذا..،
وفكرت أن أذهب عند والدي لمدة كونه يعيش في مكان قريب جداً من البادية وهو مكان هادئ حتى أصفي ذهني وأظل مدة هناك حتى أكون نفسي وأخرج لأعيش لوحدي وأعتمد على نفسي وبعدها بعدما أكون نفسي أبدأ بمساعدة عائلتي، بعد ذهابي لمنزل والدي ونقل أغراضي هناك أخذت غرفة لوحدي هناك وأعجبني الأمر كوني لم أمتلك من قبل غرفة خاصة بي، المهم بدأت أجتمع مع والدي بعض الأحيان وكونه عاطل عن العمل بعد أن كان في صغري ميسور الحال ويمتلك شركة لكنه أفلس وعانى من العديد من المشاكل الصحية والنفسية وافترق عنا فلم نكن نراه إلا مرة في السنة أو عدة سنوات ولم يكن متكلفاً بمصاريفنا المادية وأهملنا وصار متشبعا بأفكار الجن وأنه ممسوس ويزور الأولياء ويطلب منهم وكذا ويظن أن الجن لا يتركونه يعمل...، المهم بعد استقراري لمدة هناك عند والدي لم أعد أفكر في الصراع مع أخي وكذا وأصبح ذهني صافياً وعدت لنفس الروتين اليومي الذي استمررت عليه أربع سنوات، النوم والحاسوب والأكل...،
المهم هنا بدأت المشكلة قبل شهر تقريبا بدأت أحلل كثيراً هذه عادة في أفكر كثيرا وأحلل كثيراً وأتفلسف لدرجة أنني عندما أطرح أفكاري أو أساعد شخصا ما في شيء يقول لي أنت شخص واعٍ جداً وعاقل ويصفوني بالفيلسوف والعبقري وكذا منهم والدي الذي حدثته في مشكلاته وكذ ا، المهم أنا كنت أعاني من شيء ولا أزال أعاني منه هو أنني لا يفهمني أحد وغالبا لا يقترب الناس مني وينادونني بشخص معقد و...، ولأنه لم يفهمني أحد حقدت على المحيط الذي أعيش فيه وبدأت أرى أن الناس كلهم سواسية ومسايرون للتيار وأنني مميز ومختلف، وهذه كانت أيضاً أحد الأسباب التي جعلتني أذهب للعيش مع والدي لأنه المحيط هناك لا يحتوي على الكثير من الناس وهادئ قلت مع نفسي بما أنه لا يفهمني أحد سأذهب لمكان ليس به أحد...،
المهم وأنا عند والدي تخلصت من التفكير بالعراك مع أخي وكذا صفيت ذهني، لكن بعده بمدة قصيرة بدأ تفكيري يأخذ منحنى آخر وهذا المشكل هو الذي أريد استشارتكم به اليوم، بدأت أفكر كثيرا وأحلل ما أنا؟ لماذا أنا موجود؟ هل الإسلام كذبة؟ اذاً من خلقني؟ فقدت إيماني وبدأت أفكر كثيرا حول ماهيتي وسبب عيشي، فأصبحت أحلل كل شيء الطعام، ما هو الطعام إنه شيء أدخله في فمي لأحصل على ما يسمى بالطاقة أصبحت آكل فقط لأنني يجب علي فعل ذلك وأتساءل هل خلقتني الطبيعة؟ إذا من خلق الطبيعة؟ وما هي الطبيعة أو الإله اللي خلقني من خلقه واستمر تفكيري في تحليل كل شيء فقدت المتعة في كل شيء وكل ما أفكر هكذا يأتيني شعور غريب جداً وقوي لا أستطيع تحمله لدرجة أنني أبدأ بالبكاء لوحدي واستتنتجت أنه ذلك الشعور لا يمكن إيقافه إلا بالموت بمعنى الانتحار لكن لا أرغب حتى في الموت وأتسأل هل سأنتهي بعد الموت؟ لماذا أعيش أصلا إن كنت سأموت؟ وماذا لو كنت خالداً أيضاً سيكون الأمر مملاً?، لكن تأتيني رغبات في الانتحار وأفكر في أنني لم أحقق شيئاً لوالدتي وعائلتي، لذلك لم أقدم على محاولة الانتحار من قبل، لأنه هناك أشياء لم أفعلها ولم أجربها بعد مثل الزواج أو الحب، أحاول التمسك بهذه الأشياء حتى لا أفكر بالانتحار،
في بعض الأحيان أظن نفسي كأنني آلة أو شيء خلقه أحد آخر واستتنتجت أنه الموت فقط هو الذي سيمكنني من المعرفة لكن تساءلت ماذا لو اختفيت بعد الموت ولم أعد موجوداً كنت أدخل في فكر لا متناهي، وأفكر أن تفكيري هذا أيضا شيء خلق في وتساءلت عن ماهية المشاعر وكذا، لكن أكثر ما كان يحيرني هو من خلق من خلقني ولماذا خلقني؟ فمنطقنا يقول أنه من المستحيل أن يخلق شيء من العدم، لكن بعدها استتنتجت أن المنطق هو أيضاً شيء خلق لنا وربما لن يكون بعد الموت أو سيكون هناك منطق آخر يجعل الخلق من العدم طبيعياً، المهم هذه الأفكار والعديد منها تراودني ولا أستطيع إيقافها، رغم أنني وجدت الكثير من الإجابات لها، إلا أن ذلك الشعور الذي أحس به عندما أفكر هكذا وعن ماهيتي وأنه هناك من خلقني لأفعل هذا وأن السعادة الاستمتاع والحزن أيضاً خلقوا لي بتنسيق عندما أفعل هذا الشيء أحصل على ما يسمى بالمتعة أو السعادة وكذا...،
هذا الشعور أفقدني المتعة والهدف والرغبة والإرادة وجعلني أرغب فقط بالاختفاء أي الموت، لدرجة أنه أصبحت أنام كثيراً ولا أرغب في النهوض من النوم كما أن نومي كان غير منتظماً لمدة سنتين أنام نهاراً وأستيقظ ليلاً، لكن حالياً لم تعد لدي حتى الرغبة في الاستيقاظ وأعاني أيضاً عند محاولة النوم فأنا أنام بصعوبة بسبب كثرة الأفكار، رغم أنني أقنع نفسي في بعض الأحيان أنني لا يمكنني فهم تلك الأفكار وتلك حدودي في التفكير وأنني أفكر بما خلق لي من عقل وحسب ما خلق لي، كما أنه الإسلام أيضا ذكر أننا لن نستطيع فهم الخلق وأن ذلك يتعدى حدودنا، وأحاول أن أقنع نفسي أنني إنسان ويجب أن أعيش حياتي كما أنا وأنني لن أستطيع فعل شيء حيال هذا لكن الأفكار تستمر بالتسلط علي مصاحبة ذلك الشعور الغريب الذي يفقدني السيطرة على نفسي لدرجة أنني أصبحت أرغب في معانقة شخص ما أو التحدث لشخص ما رغم أنني أحب الوحدة وأصبحت أريد تعاطي المخدرات رغم أنني لم أتعاطاها من قبل أو فعل أي شيء فقط لأتخلص من هذا الشعور الذي يجعلني أشعر وكأنني غريب وأذهب لرؤية وجهي بالمرآة وأتساءل ماذا؟ وأفكر ربما أنا أحلم وما هذه الحياة، وأتساءل ربما أنا مجنون لكني لا أعلم، أو أنا أذكى من جميع الناس حتى أفكر هكذا لأنني أفكر بشكل أكثر من اللازم لدرجة سقوطي في أفكار لا متناهية وهل هناك من يفكر مثلي أم أنني الوحيد?... الخ، هذا أقصى ما يمكنني أن أصف به هذا الشعور،
كما أنه هذه الأفكار تأتيني بعض الأحيان حتى عندما أكون أتحدث إلى شخص ما وهذا ما يجعلني أسرح; هذا الشعور يصاحبه ألم في القلب، وأشعر بالرعشة والبرد رغم أنني ألبس جيداً، كما أنني بعد استيقاظي من النوم أظل أشعر بالتعب والكسل والحزن يخيم علي فأنا لم أعد أستمتع أو أبتسم إلا نادراً أو أثناء مشاهدتي للأنمي الياباني أحاول أن أنسى وأستمتع قليلاً لكن فور توقفي عن المشاهدة تعود الأفكار وذلك الشعور، كما أنني فقدت الخوف ولم يعد هناك شيء يرعبني أو يؤثر في، أنا حالياً لست ملحداً فأنا قطعاً أؤمن بوجود خالق لهذا الكون، أحاول العودة لإيماني ووجدت العديد من الأجوبة في الإسلام لكن لم أتقبل كل هذه الأشياء بعد، هناك العديد من الأشياء توصلت لها بهذا التفكير لكني لن أذكرها حتى أتفادى الإطالة أكثر، لا أعلم هل هذه المعاناة سببها انتقالي لعيشي مع والدي في ذلك المكان كونها تزامنت مع انتقالي هناك، أم ماذا،
بدأت أتمنى أن أكون إنساناً عادياً وأفكر مثل جميع الناس وأن أتخلص من هذا التفكير والشعور وأنساه بالمرة، أعلم أنني أطلت كثيراً لكن لم أستطع الذهاب لطبيب نفسي كوني مفلس مادياً، ولا أستطيع محادثة عائلتي بشأن هذا، حادثت فقط أحد الأشخاص الذين أعرفهم والذي يدرس الطب وأخبرني أنني ربما لدي اكتئاب، هذا المشكل جعلني غير قادر على فعل أي شيء، حتى الأشياء البسيطة التي كنت قادراً على فعلها سابقاً لم أعد قادراً حالياً على فعلها وفقدت معنى الحياة، أتمنى منكم مساعدتي بأي طريقة ممكنة، وأتمنى أن تقوموا بإجابتي في أقرب وقت ممكن، فلم يعد لدي من ألجأ إليه;
وأتمنى مجدداً أن تحافظوا على السرية التامة لهذه الاستشارة وسرية معلوماتي
وأعتذر عن الإطالة وشكراً جزيلاً مسبقاً!
1/1/2016
رد المستشار
نشكر لك أيها السائل الكريم لجوءك إلى الموقع ونطمئنك أن السرية مكفولة ونتمنى أن تجد في ردنا عليك ما يعينك على ما أنت فيه.
مناقشة الأعراض:
• مشاكل دراسية (تأخر دراسي بل وتوقف كامل). القلق الاجتماعي (بأعراضه النفسية "لم أعد أستطيع الوقوف في أماكن بها العديد من الناس ولم أعد أتحمل ذلك" والجسمانية "أتعرق كثيرا") وتفضيل العزلة وندرة الأصحاب. محدودية الهوايات والاستغراق في أنشطة محدودة.
• هناك أعراض اكتئابية واضحة كالمزاج الحزين والكسل والخمول فقدان الإحساس بالمتعة ونوبات البكاء واضطراب النوم، والأفكار الانتحارية.
• كثرة التفكير تحتاج إلى فحص طبنفسي مفصل، فبعض الأفكار التي ذكرتها وخصوصا تلك المتعلقة بالاعتقاد الديني لها طبيعة وسواسية وقد عبرت بأنك لا تستطيع إيقافها.
• لمست شيئا مما يعرف بتبدد الشخصية والغربة عن الواقع في كلامك: "الشعور الذي يجعلني أشعر وكأنني غريب وأذهب لرؤية وجهي بالمرآة وأتساءل ماذا؟ وأفكر ربما أنا أحلم"
• العنف هو رد فعلك "المندفع" على الغضب الذي تشعر به تجاه نفسك وتجاه حياتك لكنك تجد مشكلة في ضبط مشاعرك أو التعامل معها بإيجابية. التفكير في المخدرات في حالتك يعكس الاندفاعية أيضا ورغبتك في تجريب شيء يريحك من ألمك وعذابك بسهولة لكنه قد يمنحك سكينة مصطنعة في البداية ويحول مشاكلك الصغيرة التي تعاطيت من أجلها إلى كوارث كبرى.
• أعتقد أن هناك تاريخ عائلي مرضي موجب (الأب) رغم أنك لم تتوقف عنده كثيرا وقلت بأن الوالد عانى من المشاكل النفسية ويعتقد بأن الجن يمنعه عن العمل.
التشخيص:
اكتئاب واضطراب شخصية.
توصيات المستشار:
رغم إعرابك عن صعوبة الذهاب إلى طبيب نفساني فإنه للأسف يتوجب عليك أن تفعل. راجع أقرب الخدمات الصحية الحكومية إذا كنت لا تستطيع تحمل تكلفة الذهاب لطبيب. الفحص الطبنفسي وجها لوجه مهم جدا في حالتك وكذلك التدخل السريع للقضاء على الأفكار الانتحارية التي تمثل أخطر شيء فيما قلته؛ هذا بالنسبة لخطة الرعاية الصحية قصيرة الأمد، أما الخطة العلاجية طويلة الأمد فقد تحتاج إلى إضافة نوع أو أكثر من العلاج النفساني إلى العقاقير. نتمنى لك الشفاء العاجل وتابعنا بأخبارك.