الأخطاء اللا إرادية
أنا فيه سؤال علمى عايز أعرف إجابته وقررت أسأله هنا لأنه بشكل كبير مرتبط بالأعصاب وبالطب النفسي.
السؤال هو أنا شخص كأي شخص أعمل أخطاء لا إرادية زي مثلا أن رجلي تنثنى وأنا ماشي من غير قصدي أو وأنا أكتب أغلط في كتابة بعض الحروف بشكل لا إرادي أو أنسى بشكل لا إرادي -عادي جدا كأي شخص- تحصل معي الحاجات ذي بس مش كتير زي أغلب الناس.
...... ولكن أنا طالب طب يعني هكون دكتور وهعمل عمليات... فممكن يحصل أخطاء لا إرادية زي أني أعور نفسي بالمشرط من غير قصدي وأنا بعمل عملية لعيان وفي الوقت ده ممكن يتنقل لي مرض خطير منه... أو مثلا وأنا بعمل عملية لعيان ممكن من غير قصد المشرط يصيب عصب أو شريان وساعتها ممكن تحصل أضرار للعيان.... الأخطاء اللا إرادية ذي بتحصل معي بشكل طبيعي زي باقي الناس يعني مبتحصلش كتير... ولكن أنا أسأل هل فيه أي طرق تخلي الإنسان ميعملش الأخطاء اللا إرادية ولا الإنسان غصب عنه بيعملها ولازم يكيف نفسه معها.....
أنا فكرت في الموضوع وبحثت في النت بس ملاقيتش حاجة عن الموضوع ده... فأسأل هنا بصفتكم مختصين بالأعصاب وبعلم النفس.... وأرجو أن يكون هناك دليل علمي زي مثلا أبحاث عملت على الموضوع ده أو ما شابه ذلك....
آسف جدا على الإطالة
14/4/2016
رد المستشار
الابن العزيز وزميل المستقبل إن أحيانا الله وصاحب السؤال العلمي...."وائل"... أهلا وسهلا بك.
ردا على سؤالك العلمي نقول لك أنه بالنسبة للبني آدم النسخة المتاحة حاليا لا مناص من الوقوع في الأخطاء وكلما توحشت رغبة الشخص في ألا يخطئ كلما ازداد استعداده للاضطرابات النفسية خاصة الاكتئاب والوسواس،......
أقول هذا علنا نتمكن من انتشالك يا ولدي من وهم الرغبة في الوصول إلى أقصى درجات الكمالية والانضباط فما علمناه أن الحد الفاصل بين الطبيعي والمحمود من هذه الرغبة والمرضي المذموم منها هو حد دقيق وغير واضح في كثير من الأحيان، وما علمناه كذلك هو أن كثيرين من طلاب كلية الطب يعانون أشد المعاناة ويفشل بعضهم بسبب مثل هذه الأفكار والقيم.
وعلى سبيل المزاح العلمي أو الخيال العلمي فقد يتمكن العلم وأنت طالب طب ما تزال من اختراع صفائح إليكترونية تجعل البني آدم يتحول إلى إنسان آلي لا يعرف الخطأ... وعندها ستتمكن من تحقيق رغبتك في فرط الكمالية والدقة والانضباط.
نصيحتي لك يا ولدي هي أن تبدأ من هذه اللحظة في مراجعة مفاهيمك عن الدقة والكمال وتدريب ذهنك على ممارسة التفكير التدريجي أو الطيفي الضام مثلا (أبيض-أشهب- رمادي-بني فاتح-بني غامق-أسود) بدلا من طريقة تفكيرك الإقصائية الحالية (أبيض-أسود)، فالطريقة الأولى تجعلنا نقبل طيفا أوسع من الأفعال والأقوال بعضها ناقص وبعضها أقل نقصا وبعضها يقترب من التمام وبعضها أقرب إلى الكمال وكلها محاولات مقبولة، بينما طريقة التفكير الثنائي والتي ترى السلوك إما كاملا بلا أي أخطاء فيقبل أو ناقصا فيرفض سواء كان الخطأ فيه بسيطا أو جسيما.
كثيرا ما ينجح الكماليون في أعمالهم المهنية لكنهم نادرا جدا ما ينجحون في حياتهم الأسرية ونادرا جدا ما ينجون من الاكتئاب حفظك الله وعافاك ووفقك في دراستك وحياتك....... وتابعنا بالتطورات.
واقرأ أيضًا:
طيف الوسواس OCDSD شخصية قسرية وسواسية
للساقطة واللاقطة: قاعد على الواحدة
الكماليةُ ( فرطُ الإتقان ) وعدمُ الاكتمال
وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل ! م5
كل شيء أو لا شيء: التفكير القطبي