أفكار غريبة متكررة ليل ونهار
في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع وألتمس منكم المساعدة لأن حالتي صعبة فأنا عمري 28 سنة أعمل بوظيفة مرموقة وكانت حياتي قبل عامين ونصف في أحسن حال، إلى أن خطبت فتاة منذ عامين ونصف لأب وأم موظفين محترمين وفي البداية زرتهم عدة مرات وجذبتني هذه الفتاة بحديثها وشكلها وروحها الجميلة إلى أن قال لي أحد أفراد عائلتي أن الأب كان لديه مشاكل مع عائلتنا وقضايا وحكم عليه ونزاع إلى آخره؛
ومن تلك اللحظات ترددت بداخلي أفكار غريبة بدأت صغيرة ثم تكبر وتكبر هو أنني تسرعت وكان من الممكن أنني أرتبط بفتاة أجمل منها وأهل أفضل منها بكثير تجاوزت ذلك في البداية وتمت الخطبة وزدات بعد ذلك هذه الوساوس وأصبحت بشكل يومي مؤلم وممل ولا أستطيع أن أفارقها وأصبحت مكتئبا وأفتعل معها المشاكل لأتفه الأسباب حتى تكرهني وتتركني ولكنها كانت تتمسك بي أكثر وأركز في تصرفاتهم ومواقفهم وأعاملهم بحذر ودائما أشعر أنني تسرعت هناك من هي أجمل ومن هم أغنى من أهلها؛
وأنني لا أتناسب معهم وأصبحت أزورهم على فترات بعيدة وأتحجج ببعد المسافة بينا مع أنها حوالي 20كيلو وأفتعل المشاكل لأتفه الأسباب إلى أن فسخت الخطوبة بنفسي فدخلت في دوامة ثانية ذهبت الأفكار المؤلمة السابقة وأصبحت صورتها هي لا تفارقني أبكي حزنا عليها لا أنام أشتاق لأن أراها في أي مكان، أن أكلمها أصبت باكتئاب.
في هذا الوقت أدركت أنني إنسان مريض نفسيا هذا ما كنت أسعى إليه هو فسخ الخطبة وأن أرتبط بمن أجمل منها وأهلها أفضل بكثير من أهلها ولكن دون فائدة أبكي عليها وأحن إليها إلى أن توسط أقاربي وأقاربها رأفة بحالي وحالها الذي كان صعبا جدا أيضا وعدنا لبعض مرة أخرى وعادت الأفكار الغريبة مرة أخرى مثل أول مرة وبشكل أكثر صعوبة.
ترددت على الطبيب النفسي قال لي وسواس قهري وأعطاني أدوية سبرالكس وزانكس دون جدوى ولم أستمر عليهم أنا أفكر في الفسخ مرة أخرى بسبب الأفكار المتواصلة الغريبة المؤلمة طول الوقت قبل النوم وأثناء الاستيقاظ من النوم وطول الوقت.
حياتي صعبة جدا ولا يوجد فيها أي بهجة وأتعب من حولي. أرجوكم ساعدوني لأننى فعلا بحاجة إلى المساعدة
20/5/2016
رد المستشار
نقول للسائل إن ما يشكو منه من أفكار ملحة هو تفكير غير طبيعي، لأن عملية التفكير الطبيعي يجب أن تنطلق من اعتبارات واقعية وصولا إلى تكوين رأي أو قرار واضح ونهائي، ففي حالتك مثلا يتركز التفكير الذي تشكو منه في مسألة الارتباط، فالطبيعي أن يتركز هذا التفكير على مميزات الشخصية التي تفكر في الارتباط بها، وعيوب تلك الشخصية، والبدائل المتاحة أمامك مثلا.
فإذا ترجحت المميزات على العيوب، ولم يوجد بديل أفضل بكثير (أي شخصية أخرى مميزاتها أكبر بكثير وعيوبها أقل بكثير)، فالطبيعي أن تتوكل على الله وتتخذ قرارا نهائيا بالارتباط بها وتمضي في ذلك دون تردد، ولا تغير قرارك هذا إلا في حالة تغير الأحوال أو ظهور أمور جديدة تقلب هذه الموازين التي بنيت عليها اختيارك، اما إذا كانت الفكرة غامضة وغير منطقية وغير مبنية على معطيات واضحة في الواقع، من قبيل (ربما كان هناك من هو أفضل منها، أو ربما كان بها عيوب لا أعلم بها) فهذا تفكير غير سوي، وإلحاحه على الذهن هو نوع من أنواع الوسواس القهري.
والوسواس هو تفكير غير منطقي يلح على ذهن الإنسان وينغص عليه حياته باحتمالات بعيدة وغير واقعية، والتعامل السليم مع هذا النوع من التفكير هو إهماله تماما وألا تحاول الرد عليه أو مناقشته، وألا تجعل له أثرا في قراراتك فلا تبني عليه قرارا بالانفصال أو غيره، فإذا لم تستطع إهمال التفكير والتخلص من إلحاحه فعليك باللجوء إلى الطبيب النفسي المختص الذي يساعدك على التخلص منها ويصف لك خطة العلاج المناسبة سواء بالعلاج السلوكي أو الدوائي أو بهما معا، والله الموفق.