هل كل ضبط وتحكم في الدوافع الجنسية يعتبر كبتا
السلام عليكم؛
كثير من الكتاب العرب يكتبون عن الكبت الجنسي ومدى تأثيره الشديد.
أنا شاب جاهدت شهوتي واستطعت ترويضها بفضل الله ومتحكم بها تماما لكن عند التعرض لموقف مثير للشهوه تثار بحدود وأسيطر تماما ولا أشعر بأي حرمان جنسي ولا تهيج ولا تسيطر أصلا علي. فهل التحكم بالشهوة كما وصفت يعتبر كبتا جنسيا. وهل برأيكم المحترم أثق بنظرية سغموند فرويد أم أنها تخريف.
أنا لدي حساسية شديدة من هذا الموضوع وهو عقدة بالنسبة لي. لأني كنت مدمنا للعادة السرية ومريت بمرحلة اكتئاب شديدة جدا. ولكني تخلصت منها وحياتي تحسنت كليا. فأخشى أن أدخل بدائرة الكبت.
أتمنى الإفادة أساتذتنا الكرام
20/5/2016
رد المستشار
الابن الكريم:
حتى لا نتوه في الكلمات ينبغي أن نتفق على معنى "الكبت". يمكنك البحث أكثر عن معنى أو معاني وتعريفات الكبت, أما أنا فأستطيع أن أقول أن الكبت الضار هو في عدم الوعي, وعدم الاعتراف بالاحتياج الفطري الطبيعي, وبالمشاعر المصاحبة للرغبة الجنسية الطبيعية, والتبرم من الخيالات, والتغيرات والتداعيات المترتبة على وجود وتحرك هذا الجانب في الإنسان: بيولوجيا ونفسيا!!
ولا يرتبط الكبت –اذا ما توافر الوعي, والاعتراف, والقبول, بطريقة أو توقيت تلبية هذا الاحتياج, وهو ما تصف أنت ما اخترته فيه!!!
نظريه سيجموند فرويد هي جزء من تاريخ علم النفس فهما للصحة، وللمرض, وما تزال تعطينا بعض الأضواء, وما تزال تحمل قدرة على تفسير بعض الجوانب, وما تزال موضع مساءلة ونقد مثل أية نظرية, ولا أدري معنى الثقة الذي تقصده!!!
ولا أدري كيف تفهم مصطلحاتها!!!
ما تعيشه الأغلبية الساحقة من العرب في هذا الصدد هو مركب من الحرمان، والجهل، والممارسات الضارة، والمعتقدات الخاطئة، وربما هذا ما ينتقده من قرأت أنت لهم، ويسمون هذا كبتا. كذلك لا أعرف بالضبط مقصدك من قولك أن شهوتك يحصل لها إثارة بحدود، ولكنك – بنفس الوقت – لا تشعر بأي تهيج!! فما هو الفارق بين الإثارة، والتهيج حسب رأيك، أو تصورك، وتعريفك؟!
وما تسميه أنت سيطرة وتحكما بالشهوة، ماذا يعني بالضبط؟!
إن كان يتطرق إلى إنكار، أو نفي، أو تجاهل، أو ضيق، أو لوم للذات، أو أي شعور بالذنب لوجود هذه الرغبة أو تداعياتها فهو يندرج ضمن الكبت الضار، وإن كان يعني الصبر، والتأجيل لوقت قريب، وعدم التعرض لمثيرات خارجية........ مما يشيع صورة، وكلاما، وإغراءا يوميا، فإن ما يسميه فرويد "التسامي" ليس كبتا على الإطلاق.
إذن لو بسطت لنا طريقتك فيما تسميه الضبط، والتحكم، والسيطرة على الشهوة نستطيع أن نقول لك عندها – بإذن الله – هل هي مما يندرج تحت الكبت الضار أم مما يندرج تحت العفة المسؤولة، والتسامي المحمود!!
ودمت بخير.