طلب مساعدة
أنا شاب عمري 20 سنة، ملحد بعد القراءة المكثفة لمدة 5 سنوات تقريبا، بدأ معي الحال بالتقلب الكثير، أكره شيئا أو شخصا أحبه في اليوم التالي ثم أكرهه في اليوم التالي، سريع الملل بدرجة لا توصف، متقلب كثيرا لا أستطيع الثبات على شيء واحد أبدا، تخطر لي الكثير من الأشياء وأفعلها بدون تفكير،
لازمتني حالة لفترة قصيرة كانت كره البشر، مع فكرة تجريب كل شيء حتى أكل لحمهم (لم أجربه طبعا)، ولكن تخلصت منها بعد شعوري بالملل منها، الكثير من الأحيان تراودني الأفكار أن عالمنا غير حقيقي، لماذا لا نكون جزءً من خيال شخص، يعني لو فرضنا وجود شخص أصيب بالشلل الكامل مع فقدان جميع حواسه وبقي عقله يعمل، ألن يصنع عالما خاصا به؟! وسيكون به أشخاص عديدة، لم لا أكون أنا هذا الشخص.
أحس أن كل ما حولي هو وهم، لا شيء حقيقي، لا أستطيع الاستمتاع بشيء ولا أريد الاستمتاع،لا أريد عيش هذه الحياة لأنها ذاهبة للفناء، ما الهدف من عمل أي شيء، لا أريد إفادة من بعدي فهم فانون مثلي تماما.
أحيانا أفكر بالفوضى الكاملة ويجب عدم وجود السطلة ولا أي نوع من الحكم لنكون أحرارا، فالحرية تتحقق بغياب السلطة، لا أعلم أن حقا كانت لدي مشكلة، لا أعلم أن كلامي هذا سيخرج من نطاق عقلي وأنكم موجودون أساسا.
أفكر أحيانا بالانتحار، ولكن أفكر أنه يجب مراقبة الحياة كفيلم، فهي ممتعة بالنهاية (مشاهدتها فقط)
وترقب من سيموت اليوم أو غدا،
أشعر أني لا أعيش حياتي كما ينبغي، لا أحد يعيشها كما ينبغي.
الحرية هي عدم وجود أي نوع من السلطة، إذا كنت تريد القتل لم لا، كنت تريد الموت وحيدا لم لا، كنت تريد أن تثمل حتى الموت لم لا؟
28/5/2016
رد المستشار
صديقي؛
في البداية يجب أن نصحح مفهوما مهما: الحرية ليست في غياب جميع أنواع السلطة. الحرية تكمن في أن تستخدم سلطتك أنت في اختيار ما سوف تلتزم به من مبادئ أو قوانين تحميك وتحمي الآخرين بطريقة "لا ضرر ولا ضرار".
أنت حر في أن تفكر كيفما تشاء في أي موضوع، أنت حر في أن تسعد بالحياة أو أن تكون تعيسا، وهذا لأنك حر في اختيار أي معنى لأي خبرة أو أي شيء تمر به، أنت حر في اختيار الحياة أو اختيار الموت بالانتحار أو الموت وأنت تتنفس بمعنى أن تعيش حياة بلا معنى.... وأنت أيضا حر في أن تختار أن تعيش سعيدا باختيار الأفكار والممارسات التي تسعدك، أنت حر في اختيار ما له معنى بالنسبة إليك وفي اختيار ما سوف يجعل لحياتك معنى شخصيا بغض النظر عن آراء الآخرين، كلنا فانون وميتون لا محالة ولكننا كائنات أبدية لأننا مصنوعون من طاقة والطاقة لا تبدد ولا تخلق من عدم
الإلحاد بعد قراءة مكثفة معناه أنك اخترت معان أدت إلى اعتقادك بالإلحاد بدلا من اختيارك لمعان تؤدي بك للإيمان، أنت في كامل السلطة والحرية لاختيار ما تشاء دائما وأبدا. يمكنك أن تكون ملحدا متفائلا أو متشائما، يمكنك أن تكون مؤمنا متفائلا أو متشائما. الأمر يعود للفرد دائما.
أنت حر في أن تختار الاستمتاع أو عدم الاستمتاع، أنت حر في اختيار المعنى الذي يناسبك في الحياة... أنت حر في اختيار ما هو حقيقي بالنسبة لك وما هو وهم، إن لم تختر أنت فسوف يختار لك الآخرون (وهذا ما ترفضه أنت من وحي كلامك).
أفكارك عن أن العالم غير حقيقي من الممكن تطبيقها بطريقتين: طريقتك التي تؤدي إلى اليأس وفقدان المعنى، والطريقة الأخرى (والتي يصدق عليها العلم الحديث) والتي تؤدي إلى التفاؤل والطموح بما أن كل شيء نتخيله ممكن، أليس من المنطق أننا قطع صغيرة من هذا الكون؟ أليس من المنطق أن القطع الصغيرة لا يمكنها تخيل ما ليس موجودا في مكان ما في الكون؟ (الخيال هو بداية كل الاختراعات والتقدم العلمي إذا ما طبق بشكل إيجابي)
إليك حقيقة علمية: 99,999% من الذرة مجرد فراغ، والباقي 0,001% هو طاقة عند ذبذبة خاصة بكل مادة أي أن الذبذبة تحدد المادة مثلما تحدد ألوان الطيف، فكيف يكون أي شيء جماد أو ثابت في الحقيقة إن كان ما يكون الجماد لا يوجد فيه جماد؟؟
الأفكار نوع من الطاقة ومن الممكن إستخدامها للتأثير على طاقة ما حولنا، ولكن هذا يحتاج إلى بحث وشرح طويل، لماذا لا تقرأ في علوم الطاقة إلى أن تجد ضالتك؟ بدلا من أن تشاهد الحياة فحسب، يمكنك أيضا الاستمتاع بممارستها.
أنصحك بالقراءة ومناقشة أفكارك مع من هم متفتحون عقليا وليسوا بكسالى بحيث يختارون الحل التنظيري السهل للأسئلة العملية الصعبة.
أنصحك أيضا بمراجعة معالج نفساني لمناقشة توجهك الفكري نحو الحياة ونحو نفسك وربما نحو غضبك على السلطة والتي قد يكون أصلها غضبك من والديك أو أحدهما.
وفقك الله وإيانا لم فيه الخير والصواب