أفكاري تلتهمني حيّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا كومة أمراض نفسية. في الـ 24 من عمري، كنت فتاة فصامية منذ الولادة كما قيل لي، متفوقة دراسياً وفاشلة حياتياً، إن كان هذا سيفيد في حل مشكلتي.
ما أعاني منه هو أني احب عائلتي. نعم أعشقها بشكل جنوني جعل مني مجنونة ترفض حتى تكوين صداقات، بل إني لم أملك صديقة يوماً، ولا أعرف ما هي الصداقة. المشكلة أني أنا مشكلة في حياة نفسي. أعاني من نوبات هلع مذ كنت في الثامنة من عمري، أرتعش، تتهدج أنفاسي، أبكي، أموت وأنا على قيد الحياة. ثم أكتشف من أني لا أزال حية، وكل ما في الأمر أني في المشفى لا أكثر.
قد يبدو كلامي غير منظم وغير مترابط لكن ما أريده أو أوضحه من أن سبب الهلع هو عائلتي. أنا خائفة. خائفة من فقدان أحدهم يوماً. لا أجد نفسي أفكر في الموضوع إلا وأهلع من جديد. حدّثت الدكتور الذي يعالج أمراضي الأخرى فأحالني إلى المعالج النفسي الذي لم يفدني يوماً سوى بالصراخ علي وكأن هذا ذنبي.
الموضوع كبر أكثر وأكثر بل اأي أهلع في البيت، المدرسة، السيارة، وفي كل مكان. أنا حقاً على أعتاب الجنون إن لم أكن وصلت له. لا أستطيع التركيز على أي شيء آخر غيرهم، أو غير أني لا أريد أن أخسرهم. وسواس موت لكن ليس عني، بل عن أسرتي.
أصبحت أبكي، بل ولا أحب أن يخرج أحد منهم، حتى لا تصدمه سيارة مسرعة، أو يُقتَل من قِبَل عصابة، أو لا أدري ماذا، لقد تعبت، بل إني حتى أفكر كثيراً جداً في الانتحار وأنا أعني ما أقوله، مع إني أعاني من الفصام واختلال الآنية، واكتئاب بسيط، وبدأت مسيرتي مع الانوركسيا والكثير الكثير، إلا إني لم أفكر أن أنتحر إلا بسبب الهلع اللعين. فأرجوكم هلا ساعدتموني ولو ببضع كلمات ونصائح، فأفكاري تعذبني، وأنا لا أستطيع التحمل أكثر.
أرجوكم، فمع إني طالبة في مجال الطب النفسي، إلَّا أني لا أستطيع مساعدة نفسي...! لأني في نهاية الأمر مجرد مريضة.
أنا أحتاج للمساعدة، لكني لم أعثر عليها أبداً. أرجوكم، ساعدوني.
3/8/2016
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
الخوف والهلع على العائلة أمر طبيعي في كل إنسان يمر بمرحلة وجدانية اكتئابية, ولكن الحالة الوجدانية الاكتئابية هي غير طبيعية.
ما هو الواضح في رسالتك:
أولاً: تشيرين إلى مراجعة طبيب لعلاج الأمراض الأخرى.
ثانياً: المعاناة من أعراض نفسية متعددة وفي مقدمتها القهم العصبي.
ومن ثم تشيرين إلى إصابتك بالفصام, ورسالتك بعيدة كل البعد في إطارها عن إنسان مصاب بهذا الاضطراب، ومن ثم هناك التعلق غير الصحي والمرضي بالعائلة, وهذا يعني بأن لا وجود لك بدون العائلة ومن هنا يأتي اختلال الأنية, والمعتقدات الحصارية, أو الوسواسية التي تطاردك طوال الوقت ولا يرافق ذلك سوى نوبات هلع. نوبات الهلع لا تقضي على أي إنسان مهما كانت هشاشة شخصيته, ولكن ما يقضي عليه هو العصاب الذي يحمله بسبب التعلق غير الصحي بالأهل.
دخلت العقد الثالث من العمر, ولا يوجد دليل في رسالتك يشير إلى استعدادك لفراق الأهل عاطفياً بدون الشعور بالعزلة وبدلاً من فراق أهلك تفارقين الواقع عن طريق اختلال الإنية.
ما هو الحل؟
لا أدري ما هي الأمراض الأخرى ودرجة القهم العصبي ولكن عليك الآن أن تدركي أهمية النضوج العاطفي الذي تأخر عشرة أعوام في حالتك.
توجهي نحو استشاري في الطب النفسي, وعليك بالمطالبة بعلاج كلامي معرفي سلوكي, ومع ذلك تضعين خطة لتطوير نفسك والانتقال إلى مرحلة أخرى في الحياة.
وفقك الله