سؤال أريد عليه إجابة
السلام عليكم هنال شبهة احتاج ردا عليها في مسالة ادعاء البعض أن الرسول كان مصابا يصرع الفص الصدغي ويستدلون عليه بعدة أمور منها صوت صلصلة الجرس وزواجه من سسيدتنا عائشة وعدة نساء وغيرها وهنالك بحث يتناول هذا الموضوع من الدكتور فرانك فريمون سأضع رابطه.
ec2-52-201-226-59.compute-1.amazonaws.com/smf/?topic=46930.0
وهذه بعض الروابط لتوضيح السؤال أكثر
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/793843
21/9/2016
رد المستشار
هل كان الرسول الكريم مصابا بصرع الفص الصدغي؟
شكراً على مراسلتك الموقع لتوضيح هذه المقولة حول سيدنا محمد (ص). هناك مقالة مفصلة ربما سينشرها الموقع عن صرع الفص الصدغي والتراث الديني وهي فصل من كتاب ينوي الموقع إصداره عن الصرع في المستقبل.
هناك عدة أمور لابد من الإشارة اليها بصدد المقال.:
1- نشر مثل هذه المقالات التي تتحدث عن شخصيات رجال الدين في العالم الغربي ليس محظورا ولكنه أيضا لا يثير اهتمام الجمهور العام ولا العلمي. كذلك لا يؤدي نشر مثل هذا المقال الذي يعبر عن رأي كاتبه إلى ردود فعل متشنجة. يمكن قياس أهمية المقال العلمي بعد ذلك بإحصاء عدد المقالات الأخرى التي تشير إليه في المستقبل ولم يتم استعمال هذا المقال كمصدر إلا في خمسة مقالات أخرى خلال 40 عاما وجميعها مقالات معادية للفكر الديني بصورة عامة لا تثير اهتمام أحد.
2- تم نشر هذا المقال في عام 1976 وفي مجلة تعتبر أرقى مجلة للصرع ولا يمكن للباحث العلمي في مجال الصرع أن يدعي خبرته في هذا المجال إذا لم ينشر مقالا علميا واحدا فيها. لو بعث هذا الكاتب المقال إلى لجنة التحرير بعد خمسة أعوام من نشر هذا المقال لما قبل به أحد ولكن ذلك الوقت كان وقت ولادة مصطلحات ومفاهيم جديدة للصرع واستغل كاتب المقال هذا الوقت لنشره.
3- كان صرع فص الصدغي يومها يعرف بالصرع النفسي الحركي ووصل النقاش والبحوث ذروتها حول ولادة تصنيف جديد للصرع يصنف النوبات الصرعية إلى متعممة وجزئية والأخيرة هي التي تخص الصرع الصادر من الفص الصدغي. نشرت المجلة نفسها التصنيف العالمي الجديد عام 1981 ولا يزال الجميع يعمل به إلى هذا اليوم. على ضوء ذلك فإن أي حديث عن المصطلحات تاريخيا كان يثير اهتمام محرر المجلة ويسمح بنشره.
المقال بين عنوانه ومحتواه
المقال الذي نحن بصدده يتميز بأن الهدف منه غير عنوانه. العنوان يتحدث عن التشخيص الفارقي لنوبات نزول الوحي على الرسول الكريم (ص). نزول الوحي على الرسول الكريم وعلى جميع الرسل (ع) لا ذكر أو وصف له إلا في التراث الاسلامي وبالتحديد من كتب السنة النبوية. هناك أكثر من وصف وهذا يثير بعض الشك في صحة الوصف وخاصة أن تدوين الوصف حدث بعد وفاة المصطفى (ص) بعدة عقود من السنين.
لكن المقال هو أيضا يتطرق ويناقش مواقف الحضارة الغربية من الصرع تاريخيا ومن محمد (ص). لكي ننصف كاتب المقال فهو يتهم الحضارة العربية بالتحيز والتمييز ضد المرضى المصابين تماما كالتمييز ضد الرسول الكريم باتهامهم له بالإصابة بهذا الاضطراب الذي لا يزال يعتبر وصمة اجتماعية طبية في جميع أنحاء العالم.
ثم يعود الكاتب بعد مراجعة المراحل التاريخية لتشخيص محمد (ص) بالصرع إلى رفض هذا الادعاء منذ عام 1954 وتفنيده علميا ولكن في عين الوقت يتحدث عن مواقف المجتمع السلبية من الصرع. من الأدلة التي يستند عليها الكاتب في رفض هذا التشخيص هو أن صرع الفص الصدغي يظهر بين منتصف العقد الثاني والثالث وليس في بداية العقد الخامس. أمر المرض شديد فكيف بالرسول الكريم يمشي على قدميه لمسافات طويلة ويصوم ويخطب ويناقش الناس. الصرع الذي لا يتم علاجه لا يؤدي إلا إلى تفكك المصاب به جسديا ونفسيا وهذا لم يحدث معه باتفاق الآراء.
لمحة تاريخية
أول إشارة لاتهام الرسول الكريم بإصابته بالصرع كان في القرن الثامن الميلادي للمؤرخ البيزنطي ثيوبينس. ثم انتشرت الدعاية عن هذا الاتهام في منتصف القرن السابع عشر وأشار إليها دوستفيسكي بمقارنة إصابته بالصرع مع صرع الرسول الكريم. ظهر كتاب بذيء عن الموضوع في عام 1899 لراهب أمريكي. في بداية السبعينيات ولد مفهوم الشخيصة الصرعية الصدغية وحرص بعض الحاقدين على وصم الرسول الكريم بأن شخصيته لا تختلف عن هذا التشخيص وكتب البعض مقالات مليئة بالمتناقضات سنتطرق إليها في وقت لاحق.
الاستنتاج؟
احتمال إصابة الرسول الكريم بصرع الفص الصدغي لا يزيد عن صفر %.